هذا هو أيضاً

ابراهيم زورو
كيفهات اسعد يلقن للغربة درساً جميلاً، رغم أنه على عجلة من أمره وهو كذلك حتى في شعره أيضاً، لا يعرف الصمت أبداً، فبعد ديوانه الأول “لك وحدك اكتب!” فهو جعل من ديوانه الأول ماضياً ليضع بين يدينا ديوانه الثاني، “هزائم رجل يشبهني” في ديوانه الأول كان صادقاً من حيث العنوان أما في ديوانه الثاني اعتقد بأنه لست متأكداً من أنه قد امتهن الهزائم لذلك أشك بذلك بما فيه الكفايه! لأنه لا يعرف الهزائم أبداً، إذا تجاوزنا حكم القيمة، كيفهات عدا أنه يدق باب جماليات المكان لكنه لا ينسى للجملة جمالاً، كي يتركها على سفرة ولائم الدهشة، فآثرت أن أرفق بهذه الديباجة وهي لا تفي بالتعريف به!
 قصيدة من أجواء ديوانه الثاني: (أنا العطّار “عزرا”، لك)،،، عذرا أو عزرا فهو عطار يهودي ككل اليهود يلعبون بالمال كما لو أنهم يعزفون على وتر الموسيقى العالمية، حيث المشاهد يفرح طرباً ويرى نفسه قد خسر المال لكنه ربح وقتاً جميلاً يالهذا التناقض الجميل بين حضارتين تتصارع لتلتحما معاً في وحدة جميلة بعيداً عن تشنجات الواقع الذي يمر مسرعاً، فاليهودي يجعلك تقبض على اللحظة للتواشج معها فــ عزرا بات معروفاً في كل محافظة الحسكة شارعاً فشارعاً، محله الصغير كديوان كيفهات الذي يقع في 111 صفحة موزعة على رفوف محله لا تخطأ يدي عزرا في تناولها، ولكنك ترى عنده كل ما يخطر ببالك من استحضار للجن حسب التفكير الإسلامي القح، وهو لن يعطيك جنياً مسيحياً أو يهودياً إلا إذا كان المال قد شفع لك! عندما تمر أمام محله قد ترى الملالي يتقدمون منه خلسة، والعلماني حسب تعريف الهوية الشخصية، الأمي، المتعلم، المثقف، عرباً، كورداً، مسيحيين مسلمين على اختلاف الفروقات بينهم، عزرا يتخطي الحدود، لو تقرؤون لـ كيفهات اسعد، اعتقد بأنكم سترسمون له صور خيالية في أذهانكم كقطعة من غمام تقف على سماءك وتريد أن تقبض عليها كما لو أنها قريبة منك وتنسى نفسك أنك بشراً من لحم ودم، فليس غريباً أنه اهدى مجموعته الشعرية: إلى (لونها) في 20/03/1981،،،أي لون ياترى في ذلك العام، لون يجعله يتذكر عنوة في العام ذاته وعمره لم يتجاوز سوى عشرة سنوات آنذاك، تاريخ سقط ربما سهواً في ذاكرته لكنه احتفظ بها لحين العودة إليه، الشهر بالنسبة إلى الكل من بني جلدته شهر مقدس واليوم يزيد من قدسية الأهداء ليكون ساعات قبل أن يجسد التاريخ لعيد نوروز، أي تاريخ وهو لم يستو بعد وبكل المعاني، فهل لجمالية الإهداء تشكل ضغطاً على المكان، ومن المعروف أنها مدينته قامشلو قاميش،،،الخ. وهو كان طفلاً يسجد لتاريخ مقدس فكيف وهو يؤرخ قبل ثمانية وثلاثون عاماً وذلك بداية تاريخ ذاكرته التي تعاني اضطراباً مؤلماً منذ ذلك الحين يبدو أنه بحاجة أن يخفف عبء التاريخ عن نفسه، كي يهدأ قليلاً لذا لزم،،، من اجواء ديوانه اقتطفنا عذرا منه، كلي الأمل أن تنال اعجابكم،،،   أنا العطّار “عزرا”، لكِ كصوتِ حذاءٍ على أحجارِ الشارعِ السوداء، يُحدث ضجيجاً، 
حين تمر سيدة أنيقةٌ بكعبها العالي. 
يرجوني الشعرُ في مدحكِ، كما ترجو الطبلةُ “الدمْ تَكْ” في صدى خطواتكِ. هذه الليلة – كعكازة سليمان – ينهشني النمل. 
أكتبُ تفاصيلَ يومنا مستلقياً.
تلبّسني رائحتُكِ في جسدي،
كما تعشش العِطارة دكان “عزرا” في قامشلي.
رائحةُ أنفاسكِ، وأنتِ تلهثينَ،
كأنها حربٌ مرّت على رئتيكِ. 
أُحدثني 
وانا أشمّكِ كضابطٍ يتفقد رتبته متباهياً. 
أتبلل بعطركِ،
حين انطفأ الفجر على نهديكِ المكتظ بها الستيانة،
كمحل مخصص لبيع التحف. 
حين وجدتُ رأسي منحشراً بينهما، كعريس محتار بين العروسة وصديقتها. أسرق كلمةً من هناك، وقبلةً من هنا. 
وأقول: 
لازال جسدي بخير. 
وأنا خارج من هذه المعركة، ورائحتكِ، ولون الورد المرصوف على حلمتيكِ كبذورمن نبتة الحرمل.    

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

تنكزار ماريني

 

تاريخ في التقويم هو أكثر بكثير من مجرد رقم – يوم اللغة الكردية يضيء مثل نجم في ظلام النسيان. إنه رمز قوي للمقاومة الثقافية، وهو تذكير صامت بأهوال القمع الذي عانى منه الكرد لقرون. إنه يحتفي بالأوجه المتعددة للهوية المنسوجة معاً مثل نسيج ملون.

كانت هناك أوقات في تاريخ الكرد عندما تم خنق صوتهم، خاصة…

تنكزار ماريني

 

مقدمة: تتطلب عملية تطوير والحفاظ على الهوية الثقافية في المجتمعات مثل المجتمع الكردي نهجًا متعدد الأبعاد. فيما يلي، سيتم توضيح استراتيجيات مختلفة تتيح لهذه المجموعة الشعبية النمو بطريقة مرنة وغنية ثقافياً.

التعليم والتوعية:

الوصول إلى اللغة الخاصة: يعتبر تعزيز تعليم اللغة الكردية أساسياً للهوية. التعليم باللغة الأم لا يقتصر فقط على توصيل المهارات الأساسية، بل يزيد…

(ولاتي مه – خاص) صدر حديثاً عن دار «نوس هاوس للنشر والترجمة والأدب» في هولندا، مجموعة «مراصدُ الروح»، للشاعر الكوردي السوري، إدريس سالم، وهي المجموعة الثانية له في عالم الشعر، إذ يخوض من خلال قلمه روحانياته في مواجهة هذا العالم الصخب.

تقع المجموعة الجديدة، التي كتبها سالم بين أعوام (2019م – 2025م) في مائة وعشرين صفحة…

شيرزاد هواري

قصيدة إلى أمي وكل الأمهات السوريات بيومهن

 

 

أمي، ويا سرَّ الحياة ونورها

يا منبعَ الإحسانِ في أزهى صوَرهْ

 

يا بلسمَ الأيامِ في وقتِ الأسى

ويا نَبضَ قلبي، بل ويا كلّ العُمرَه

 

علَّمتني الصبرَ الجميلَ بحلمِها

وغمرتني حبًّا، وعانقتِ العُذُرَه

 

ما ضرّني منها جَفا أو قسوةٌ

بل كانت الدفءَ، وطيّبَ العِشرَه

 

تمدّ لي يدَها إذا ما ضاقَ بي

دربٌ، وتدعو اللهَ في سترِ سَحرَه

 

زرعتْ لنا…