خروف محفوف

عصمت شاهين دوسكي
كان في زمن 
خروف محفوف
جسده ملمس بلا شعر بلا صوف
مائع يتباهى 
كأنه زرافة أو طاووس
يحمل قرونا ذهبية
يمشي هوينا 
كأنه أمير أو كريم حوله ضيوف
أنفه مجسم أرنبي ظاهر 
ليس كأنف خروف
عيناه مكحلة كعيون مها
وأسنانه كلؤلؤ مرصوف
حذائه ليس ككل حذاء
كأنه مستورد من بلد معروف
يتباهى بين الخرفان 
يرفع رأسه 
يتساءلون من هذا ..؟
يأتي صدى همس 
هذا خروف محفوف 
********* 
وقف ذات يوم 
قال ؛ أنا ابن جاه ونسب
أنا الذي حمل القرون من ذهب
أنا الذي لا يؤكل لحمه
والخرفان تحسب لي ألف حسب
املك الجدران والصولجان
وبيتي ليس مثل بيوت من حطب
في محرابي الواسع
 لهو وغناء وطرب
فمن يختارني 
صرت له صديق وأخ وأب 
ومن لا يختارني 
حر بن حر ، لكن رفع عليه العتب
هذا بياني 
وليس من شأني 
لو سرق أو قتل أو اغتصب
فمن ليس له قرون من ذهب
ليس مني 
ومن حظيرة الخرفان طرد 
تكسر ذراعيه كأنه من عود قصب 
************ 
خروف محفوف 
قولوا عنه ما تقولون
فهو يزيد .. ويزيد
حتى وان ملك خزائن الأرض 
ومال قارون
لا يبالي حتى لو كان في حظيرته
ألف متسول وجاهل 
وألف جائع يأكلون النايلون
حتى لو صرخوا باع .. باع ..
لم يبقى شيء لم يباع
فلماذا تصرخون ..؟
وقف على الصخرة
انتم الخرفان 
لكني خروف محفوف 
ألا تبصرون 
ألا تفهمون ..؟
ردوا عليه .. باع ، باع  ..
نعم هكذا أريدكم
تأكلون .. وتنامون ..
تأكلون وتنامون

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إبراهيم اليوسف

إلى أنيس حنا مديواية ذي المئة سنة صاحب أقدم مكتبة في الجزيرة

 

ننتمي إلى ذلك الجيل الذي كانت فيه الكتابة أمضى من السيف، لا بل كانت السيف ذاته. لم تكن ترفاً، ولا وسيلة للتسلية، بل كانت فعلاً وجودياً، حاسماً، مزلزلاً. فما إن يُنشر كتاب، أو بحث، أو مقال مهم لأحد الأسماء، حتى نبادر إلى قراءته، ونتناقش فيه…

أصدرت منشورات رامينا في لندن رواية “مزامير التجانيّ” للجزائريّ محمد فتيلينه الذي يقدّم عملاً سردياً معقّداً وشاسعاً يتوزّع على خمسة أجزاء، تحمل عناوين دالّة: “مرزوق بن حمو، العتمة والنور، الزبد والبحر، الليل والنهار، عودٌ على بدء. “.

في رحلة البحث عن الملاذ وعن طريق الحرية، تتقاطع مصائر العديد من الشخوص الروائية داخل عوالم رواية “مزامير التجاني”،…

الترجمة عن الكردية : إبراهيم محمود

تقديم : البارحة اتحاد الكتاب الكُرد- دهوك، الثلاثاء، 8-4- 2025، والساعة الخامسة، كانت أربعينية الكاتبة والشاعرة الكردية ” ديا جوان ” التي رحلت في ” 26 شباط 2025 ” حيث احتفي بها رسمياً وشعبياً، وبهذه المناسبة وزّع ديوانها: زكاة الحب Zikata evînê، الصادر عن مركز ” خاني “للثقافة والإعلام، دهوك،…

فواز عبدي

 

في نقّارة، قريتي العالقة في زاوية القلب كقصيدة تنتظر إنهاء قافيتها، لم يكن العيد يأتي… بل كان يستيقظ. ينفض الغبار عن روحه، يتسلل من التنّور، من رائحة الطحين والرماد، من ضحكةٍ انبعثت ذات فجرٍ دافئ ولم تعد ، من ذاكرة عمّتي نوره التي كانت كلما نفخت على الجمر اشتعلت معها الذكريات..

تنّورها الطيني الكبير، ذاك…