تراتيل

كمال درويش

مُذْ نام بين عينينا
ذاك الجدول السّكران
ما نامت رموش القلب
ولا غفا في حقلها الريحان
تراتيل عشق ليل نهار
لوحات سفر حبلى بالأماني
والجلّنار
وأغنيات تزيّت حروفها قبلا .. ونار
مذ قلتُ أحبّك اتّسع الطريق
والخطوات تحترق إلى جنّاتك
تهتدي بسكّر شفتيك .. للروح فنار
والريح في المدى توقد جنونها
في كلّ زاوية انفجار
عشقك يغيّر بوصلتي .. لا يصلّي للهزيمة
شلّال إصرار
كلّما ترشّفت أمنية من صدرك الخفّاق
ازدان جمالي .. والحبّ فيّ استفاق
من مدينتك أوتار تسافر موجا مُوَقَّعا
ينثر السنابل في الآفاق
رداؤك حرير .. على جسدي اكليل عنبر
وانشودة وعبير
مذ نام ذاك الجدول السكران في عيوننا
ما نام العشق ولا خمدت فينا انامل النار

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

غريب ملا زلال

شيخو مارس البورتريه وأتقن نقله، بل كاد يؤرخ به كسيرة ذاتية لأصحابه. لكن روح الفنان التي كانت تنبض فيه وتوقظه على امتداد الطريق، أيقظته أنه سيكون ضحية إذا اكتفى بذلك، ولن يكون أكثر من رسام جيد. هذه الروح دفعته للتمرد على نفسه، فأسرع إلى عبوات ألوانه ليفرغها على قماشه…

فواز عبدي

 

كانت شمس نوروز تنثر ضوءها على ربوع قرية “علي فرو”، تنبض الأرض بحياةٍ جديدة، ويغمر الناسَ فرحٌ وحنين لا يشبهان سواهما.

كنا مجموعة من الأصدقاء نتمشى بين الخُضرة التي تغسل الهضاب، نضحك، نغني، ونحتفل كما يليق بعيدٍ انتظرناه طويلاً… عيدٍ يعلن الربيع ويوقظ في ذاكرتنا مطرقة “كاوى” التي حطّمت الظلم، ورسمت لنا شمساً لا تغيب.

مررنا…

 

نارين عمر

 

” التّاريخ يعيد نفسه” مقولة لم تُطلق من عبث أو من فراغ، إنّما هي ملخّص ما يحمله البشر من مفاهيم وأفكار عبر الأزمان والعهود، ويطبّقونها بأساليب وطرق متباينة وإن كانت كلّها تلتقي في نقطة ارتكاز واحدة، فها نحن نعيش القرن الحالي الذي يفتخر البشر فيه بوصولهم إلى القمر ومحاولة معانقة نجوم وكواكب أخرى…

محمد إدريس*

 

في زمنٍ كانت فيه البنادق نادرة، والحناجر مشروخة بالغربة، وُلد غسان كنفاني ليمنح القضية الفلسطينية صوتًا لا يخبو، وقلمًا لا يُكسر. لم يكن مجرد كاتبٍ بارع، بل كان حاملَ راية، ومهندسَ وعي، ومفجّر أسئلةٍ ما زالت تتردد حتى اليوم:

“لماذا لم يدقّوا جدران الخزان؟”

المنفى الأول: من عكا إلى بيروت

وُلد غسان كنفاني في مدينة عكا عام…