السماء والأرض وأحوالهما «مع ملحق كردي»

إبراهيم محمود

السماء شاحبة، مكفهرة الوجه
ماالذي تخفيه وراء ملامحها عالياً؟
الأرض في غرفتها الكونية مأخوذة بقانونها الكوكبي
داخل جدرانها الأرضية
لعلها تقنع نفسها أن سقفها الهش ربما يحميها من السماء إذا زمجرت بقواتها الضاربة
درجات الحرارة بين الأرض والسماء تذاع بحسب أخبار الطقس
يتم تلقفُها ويُؤرَّخ بها كما هي هنا وهناك
وفي ضوئها يتم أخذ الاحتياطات اللازمة حتى قبل مباشرة السماء لما تريد القيام به 
وثمة من يسخرون من السماء وهم يلتقطون صوراً لها
ويركّبونها وهم يظهرون فيها ” سيلفي ” ويبثونها عبر ” كُروبات خاصة وعائلية وغيرها “
وعبر يوتوبيات تأكيداً على أنهم يؤرخون لمجريات فلكية كما يريدون
إنهم طلائعيو : تيك تكو، أنستيغرام، يوتوب، وفيسبوكيات …إلى
وملؤ نفوسهم ورؤوسهم ضحك واعتداد بالنفس الماضية في عراضتها التليدة
وثمة من يطلقون العنان لخيالاتهم في نسج أحاديث وأقاصيص تصلهم بالسماء والأرض
وينشرونها على ” ملأهم ” 
وثمة انتشار كبير ونوعي لملأهم هذا في أركان الأرض الأربعة
لا يدّخرون جهداً في تداولها وتناولها بالتعليقات من كل حدب وصوب
ولايكات وبأسماء مصنَّعة” وهمية ” وألقاب ” وتعليقات
وما أقل الذين يسيرون في هذا الركْب بمرجعيته: السما- أرضية
ملحق سما-أرضي كردي
الكرد من نسل آدم وحواء 
أولاد ” تسعة ” لا سبعة طبعاً
هكذا يقول لسان حالهم بتباه يليق بهم
لم لا، ولكم كردنوا آدم وحواء ومكّة تأسيساً لنشأة تتكلم الكردية
ينافسون الكثيرين ممن لهم عقود طويلة بفنون القول في هذا المضمار الطقسي
لا أكثر منهم وهم يحدّدون أوقاتهم في ضوء ساعات خاصة بهم
درجات حرارة الطقس التي تصل ما بين السماء والأرض 
تصل أحياناً إلى ما فوق الـ” 50 درجة ” فوق الصفر
أو تحت الصفر 
داخل البيت الواحد
العائلة الواحدة
تأكيدَ حب الاختلاف والخلاف والتنوع حيث يتباهون به سراً وعلانية
لا سماء تظهر بطبعتها الفلكية كما تقول علوم الفلك الطقسية
في علومهم القائمة بين التاريخ والجغرافيا
في أذهانهم كما تقول أدبياتهم المختلفة
ينظرون إلى السماء كما يريدون أن يروها
هكذا هي الأرض
يريدون أن يظهروا تمايزهم واختلافهم عمن حولهم
ممن تقاسموهم ويتقاسمونهم إلى هذه اللحظة
ليحافظوا على العهد التاريخي التليد بأنهم ليسوا كغيرهم
أنهم بـ” أخوّتهم ” لمن يمرمرونهم حتى تنفسهم للهواء
غينتسيون بامتياز
كما يقول أولو أمرهم ممن هم بلحى ومن دونها
لسمائهم اعتبارات فيزيائية وكيميائية أخرى
لأرضهم اللاأرض مستجدات فيزيائية وكيميائية أخرى
السياسة التي تؤبد دمغتهم كرداً لها فصولها” أين منها فصول السنة وشهورها !”
كم يضحكون للسماء إذا اكفهرت
وإذا أمطرت وإذا بلبلت عليهم أرضهم بأكثر من معنى
يحوقلون ويعوذلون أكثر ممن أدخلوهم في دينهم بالقوة
وحصاد السماء والأرض السائل يجرفهم ويحرفهم عما يشتهون
يصرخون على طريقتهم
ويرجون القدر في أن يلطف بهم
والقدر في حيرة من أمره مما ينسبونه إليه
للخطايا تاريخ طويل يُعتد بها في أسمائهم وصلواتهم ودعواتهم
وأيديهم المرفوعة عالياً
وأذهانهم التي يضيق بها مركّبهم البيولوجي
أمام عيونهم وبأيديهم تارة أخرى
ثمة الحقيقة عارية مبرَّأة منها السماء والأرض
أي تاريخ تتم قراءته من جهتهم؟
في البيت الواحد يختلفون ويتنابذون بالألقاب
في الشارع هكذا
في المجلس المزعوم ممثل الشعب هكذا
على مقاعد الدراسة المعتبرة 
في ” أفكارهم “؟ و” أشعارهم”!!!؟؟؟
حيث القول والفعل على أتم ما يكون من الخلاف
من عفرين مروراً بقامشلو انعطافاً إلى آمد صُعداً نحو سليمانية وهولير، وليس انتهاء بمهاباد
شعب الخمسين نسمة ونيّف
تشهد عليهم سماؤهم
تشهد عليهم أرضهم
بما هم عليه غربة واغتراباً عن الاثنتين
وإذا الموءودة ” الأمّة ” الكردية ” ” سئلت ” وتُسأل إلى هذه اللحظة
بأي ذنب ” قُتلت” وتقتَل ” في وضح النهار
من وائدها ومن يئدها ومن يشرّع واقعاً لوأدها…
الحق على أحمد خاني الذي يستحق حرق عظامه
بعد إخراجه من قبره
لأنه قال في كرده ما ” يليق بهم ” وبشاعر كبير مثله:
إنهم دون اتفاق   دائماً هم في تمرد وشقاق
لقد قبِلت دعوته ولازالت سارية المفعول؟
وأن ينظروا إلى السماء
أن ينظروا في الأرض 
من زاوية تصوَّرها خاني
ليثبتوا جدارتهم بأنهم صادقون معه
إلى الآن .. وبعد الآن ..

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

نص: حفيظ عبدالرحمن

ترجمة عن الكردية: فواز عبدي

 

جاري الافتراضي كئيب

جاري الافتراضي حزين

جاري الافتراضي يحلب اليأس

يحتسي الوحدة

يبيع الحِكَمَ المكوية برعشة الآلام

بثمن بخس.

 

من نافذة صفحتي

أرى

مكتبه

صالونه

غرفة نومه

مطبخه، شرفته، حديقته

ومقبرة عائلته.

من خلال خربشات أسطره

أقرأ طنين النحل

في أعشاش عقله.

 

جاري الافتراضي

يكتب على جدار صفحته

كلمات مثقوبة بالألم

محفورة بمسامير التنهدات

يمسحها

ثم يعيد…

مروة بريم
لم يسبق لي قطُّ أنْ رأيتُ الجزيرة، تكوَّنت صورتها في ذهني، من قُصاصات مطبوعة في المناهج المدرسية، وما كانت تتداوله وسائل الإعلام. عَلِقت في ذهني صورة سيدات باسقات كأشجار الحَور، يأوينَ إلى المواقد في الأشتية القارسة، تشتبكُ القصصُ المحلّقة من حناجرهنَّ، مع صنانير الصّوف وهنَّ يحكنَ مفارش أنيقة، وفي الصَّيف يتحوَّلن لمقاتلات…

شيرين اوسي

عندما تكون في الشارع وتحمل في احشاءها طفلها الاول

تتحدث عنه كأنها تتحدث عن شخص بالغ

عن ملاك تتحسسه كل ثانية وتبتسم

يطفئ نور عينها وهي تتمنى ضمه

تقضي في حادثة اطلاق نار

رصاصة طائشة نتيجة الفوضى التي تعم المدينة تنهي الحلم

تموت وهي تحضن طفلها في احشاءها

ام مع وقف التنفيذ

تتحسس بطنها

ثم تتوسل لطبيب المعالج

ساعدني لااريد فقد كامل…

إبراهيم محمود

البحث عن أول السطر

السرد حركة ودالة حركة، لكنها حركة تنفي نفسها في لعبة الكتابة، إن أريدَ لها أن تكون لسانَ حال نصّ أدبي، ليكون هناك شعور عميق، شعور موصول بموضوعه، بأن الذي يتشكل به كلاماً ليس كأي كلام، بالنسبة للمتكلم أو الكاتب، لغة ليست كهذي التي نتحدث أو نكتب بها، لتكتسب قيمة تؤهلها لأن…