تساؤلات برسم الإجابة حول النقد و القراءة التشكيلية و دردشة طويلة عن الوعكة الصحية التي لحقت بهما و بالعمل الفني

غريب ملا زلال

يقول الفنان التشكيلي بهرام حاجو ( قرية ديرون – تربة سيبيي 1952 ) : ” النقد بناء على نحو دائم ، إن كان سلباً أو إيجاباً ، فدون نقد لا يتطور الفنان ، و لا الفن , و لا أستطيع أن أرسم وحدي إن لم يكن هناك نقد و رأي آخر تجاه لوحتي . ” 
ويقول الكاتب محمد سعيد مدير ورشة السهرودي في الكويت : 
” دون ناقد مثقف يصبح الفن التشكيلي مجرد لعب بالألوان . ” 
إلى أي مدى يصيب بهرام و هل حقاً النقد بناء في الحالات كلها ، وهل هناك نقد سلبي ، و آخر إيجابي , و هل النقد له دور أصلاً في عمليتي الهدم و البناء , و هل يؤثر النقد في الفنان كما يقول بهرام , أم أن الفنان يبقى فارداً جناحيه محلقاً في عالمه الخاص ، فهو لا يرى ولا يسمع غير هسيس مكنوناته ، و كأنه يردد على نحو دائم ما قاله المصور الفوتوغرافي و الفنان التشكيلي الأمريكي المعاصر مان راي ( 1890-1979 ) الذي قضى معظم حياته المهنية في باريس بفرنسا ، بل كأنه مؤمن بها إلى أبعد مدى : ” هذا أنا ، لا يمكن لأحد أن يملي علي ما ينبغي رسمه ، أنا أرسم و بإمكانكم بالتالي نقد لوحاتي ، لكنه سيأتي متأخراً و لا محل لها من الإعراب لأني عبرت عما أريد و أرغب ، و عملي سبق رأيكم و ولى ” 
و إلى أي مدى يصيب الكاتب محمد سعيد , وهل يواكب النقد ولو جزئياً ما ينجز من أعمال ومشاريع أم أننا ما زلنا نفتقد كثيراً إلى النقد وبالكاد نعثر عليه فهو عملة نادرة , وبالتالي هل النقد هو غربال لفرز الصالح من الطالح والجميل من الأقل جمالاً , أم أنه قراءة مغايرة للعمل الفني , أم أنه تفكيك للعمل و إعادة تركيبه ولو بالكلمات , أم أن النقد عمل إبداعي آخر لا علاقة له بالمرئي إلا في عمليتي الخلق والإشتقاق ., و هل يستطيع الفنان أن يقف أمام عمله كطرف محايد و يقرأ عمله بجرأة , أم أنه يعتبر كل نتاجاته أولاده معصومين من الخطأ , ألا يمكن أن يكون المولود منغولياً مشوهاً .
هذه التساؤلات الكثيرة طرحتها قبل سنوات عديدة على حساباتي في وسائل التواصل ، أدعو فيها المتابعين و الأصدقاء من الفنانين والنقاد و الكتاب ، وكل من يرغب بإدلاء دلوه وبأريحية عالية بالإشتراك في هذه المحاورات الهادئة ، و كانت المشاركات كثيرة اخترت بعضها و التي تشير إلى أن الجمال و الفن لا يحصد إلا بالإختلاف ، و مهما كان التغاير حاضراً يبقى لنكهة الإستماع إليه و قراءته طعمه و مذاقه الخاص .
.عنايت عطار ( عفرين -1948 -مقيم في فرنسا – فنان تشكيلي ) :
 هذه التساؤلات كلها جاءت في مكانها ، ويجب ان تكون ، وكل الأجوبة المفترضة لاتقل عنها أهمية ، فالبنيويون وعلى رأسهم التروست ، حين أكد على أن الوظيفة ملقاة على عاتق كل فرد من أفراد المجتمع لبناء الصرح الحياتي الكامل ، لاشك إنه استثنى المبدين لأنهم أولاً يملؤون فراغ الروح توازناً مع المادة ، وثانيا المبدعون يرسمون الصورة الأمثل حتى للبنيان برمته و إلا كيف انتقلنا من الوسيلة الى الغاية ،كنا نياندرتالا نتوسل قصبة لتناول الموز من الشجرة ثم نربط حزمة منها لعبور الماء ، نصنع فخاراً للأكل والشرب ، وفي يومنا هذا أية آنية من الكريستال أو مزهرية تعرض في متاحف الجمال ، و في كل بيت ، لم تعد غايتها و مهمتها للأكل والشرب فقط ، بل أصبحت غاية انسانية جمالية بحتة ، و غارودي أبداً لم يتأخر بهذا المعنى حين قال الفن يأخذنا من خلق الوسيلة إلى خلق الذات الإنسانية العليا، و بالتالي خلق الصورة الأمثل ؟؟؟ ، بمعنى إن كل فنان يراها بطريقته ، وهنا صلب موضوعنا ، ثم لكل طريقة أسلوبها وفحواها وطريقة بنائها وتراكم تجربتها لدى المنتج –الفنان –
والمسالة أعقد من ذلك بكثير لأن الفنان نفسه قد يضع يده على حقيقة دون أن يعيها هو نفسه كما قال غراهام كوليير في كتابه الفن والشعور الإبداعي ، من هنا تحديد ولو أطلت عليكم المداخلة يأتي دور الناقد لسد أكبر وظيفة تتعلق بالفن والثقافة والتاريخ والانتماء ، عدا مسألة التقييم بين الرث والمفيد 
فإنه أقصد النقد اختصاص كامل يتأسس على شرط معرفي وتاريخي و وجداني وعاطفي بالدرجة الاولى ، واستلهام للتطور الحضاري من كهوف لاسكو والتاميرا حتى اللوفر والارميتاج بالدرجة الثانية مما يساعد المتلقي والفنان على حد سواء كي يعرف كل موقعه وخصوصية تجربته وقيمته ، ولذلك في البداية ذكرت ضرورة و أهمية التساؤلات المطروحة ، و كذلك أهمية الإجابات الإفتراضية ، فالفرادة تلعب دورها الأساسي في خلق القيمة والجمال ، إن موضوعاً كهذا من المستحيل إخضاعة لمقاييس محددة او أكاديمية صرفة طالما الفن من أساسه مرتبط بالروح والعاطفة والخير والجمال .


مهنا الصوفي ( من حمص – فنان تشكيلي ) : 
هذه التساؤلات بحد ذاتها تحمل في جنباتها مجالاً اوسع للإجابات المحتملة ، التأويلات المتناقضة لن تزيد المشهد إلا إبداعاً لغوياً و تنبيهاً نحو الكمال الذي لن يُـدرَك كما تفضل الفنان عنايت – لارتباطه بالروح و العاطفة .
حوارية أعجبتني جداً و تعليقات زادتني ثراءً فكرياً
الشكر للجميع ممهوراً باحترامي .
صلاح حميد ( عفرين – 1984 – مقيم في تركيا – فنان تشكيلي ) :
هناك سؤال أحسست بأنك طرحته دون ان تكتبه ( هل علينا ايجاد معايير للفن؟ ) لإقصاء الدخلاء على الفن بشكل غير مباشر؟ أظن ان النقد هو البديل عن ايجاد المعايير. أصلاً لم يبق أي معيار تقني وحسي للفن ، كل شيء أصبح مباحاً من الجمال إلى القبح.
للنقد دور هام في تتويج وانصاف الفنان وتقديم عملية التطورالفني بشرط الإنصاف الكامل.
في نقطة معينة كنت أقرأ فنسنت فان غوغ ، يقول الكاتب طبعاً إعتماد الأخير كان على الرسائل ، يأتي صحفي لا أتذكر الاسم بالتمام وينصف الرجل أخيراً ، ويقيم أسلوبه بانه انطباعي وحشي , حقيقة وقتها أجهشت بالبكاء لأن بعد كل هذا العناء يأتي رجل وينصف ذاك المصروع المولع بالفن . الكل يحتاج إلى الإنصاف عزيزي.
لكن القول : هل كان النقد الذي مورس علينا نحن الشرقيين من قبل نقادنا منصفاً , طبعاً أخص سورية ، فالنقد عندنا كان مصاباً بالتورط في المحسوبيات.
وعملية صعود الفنان كان متوازياً مع عدد وأمكنة معارضه و بيعه الذي كان كالسباق ، وكأننا كنا في سباق لممارسة التجارة عبر الفن ، أظن أن ضعف النقد كان له جزاءه في هذا الدور ، المنتوج إذابيع لاضير لكن لم السباق ؟
أظن ان عملية النقد مهمة لوضع الحد لبعض المتطفلين وليس الحد للفن ذاتة؟ 

عدنان الأحمد ( حلب-1959 – يقيم في تركيا – صاحب و مدير غاليري الكلمات ) :
اشكاليات النقد العربي والشرق اوسطي ما أحوجنا اليوم إلى إعاده كتابة تاريخ الفن العربي وإعادة رسم خرائطه من جديد بمعزل عن التواطؤات والعصبيات التي تنخر في قياساته النقدية ، وغياب ميزان التقويم والاختلاف الفني الصحي بدلاً من الصراعات الإستهلاكية والإقليميه والمؤسسات والعصبيات ، فالنصوص المقدمة إلينا اليوم مبنية على نصوص مرتبكة وبريئة في حدود المجاملات الإنشائيه ولاضير في ذلك ، لكن هناك نصوص غير بريئة في النقد التشكيلي وهي نصوص مبنية على العصبيات الإقليمية والعشائرية والشللية والطائفية ، فالثقافة العربية والشرق اوسطية تقوم حالياً على الشللية والوثائق النقدية لاتملك الحد الأدنى من المسؤولية ، فالمؤسسات الثقافية مازالت مترهلة لاتعدو أن تكون سوى منابر خطابة وكتابية مدائحية وتواضع مصداقية ماتحفل بة كتابات وكتاب هذة المناسبات والتي تشكل الجزء الأكبر في مساحة التوثيق الثقافي ، فالنقد يجب أن يكون شريكاً جيداً ومهماً وأساسياً في حركة الإبداع الفني وفي خلق صورة جديدة وجمالية للعالم ، فالحوار هو عنصر تكويني في بناء تاريخ الإبداع الذي لم يكتب بعد ويجب أن يبنى بعيداً عن القوميات والجنسيات وإعادة النظر بالرؤية النقدية التشكيلية لنؤسس لحركه إبداعية جديدة .
اسماعيل أبو ترابة ( السويداء – 1948 – فنان تشكيلي ) :
إن طرح هكذا موضوع في غاية الأهميه في هذا الوقت بالذات لأننا في عصر اختلط فيه الحابل بالنابل. ، ولم نعد ندري على أي أرض نقف…فتجمد الكثير من الفنانين الكبار وصعد على السطح الغوعائيون بالفن ، والأسس الفنيه وأنا اضع اللائمه بذلك على قلة النقاد الحقيقيين ، وأقصد هنا الناقد الحقيقي ، من درس تاريخ الفن وعلم الجمال وفلسفة الجمال ولديه حس بالتطور الذي لايفقد العمل الفني أصالته…ولاينتمي هذا الناقد لسياسة أحد ، أو تبعية أحد ، كما حصل عندنا في سورية حيث أصبح الفن ملكاً لمافيا تتاجر بالفن والفنانين ولهم نقادهم الذين يروجون لهم.

ملك مختار( عفرين – فنانة تشكيلية و موسيقية ) :
إلى جانب اللوحة ، إلى جانب العمل الفني لا بد أن يتواجد النقد ، بداية كانت اللوحة ثم يأتي النقد ليقول كلمته ، ثم أسرع خطاه ليكون متوازياً مع اللوحة فلكل منهما دوره و عطره ، ثم ذهب النقد لاحقاً ليمضي في مفاهيمه و تصوراته و نظرياته و يأتي بها لتكون إطاراً ممتعاً للوحة ، لتكون قنديلاً يضيء به عوالم اللوحة ، و رغم رفضي التام للإسقاطات الجاهزة للنقد على اللوحة ، تلك الإسقاطات التي قد لا تمت بصلة إلى اللوحة مطلقاً ، و قد يكون النقد وسيلة إلى تحريك سيرورة التطور للتحولات المختلفة ، الإجتماعية منها و السلوكية إلى جانب التقنيات الفنية طبعاً ، أما الآن فالتبدلات السريعة العاصفة التي هبت و ما زالت تهب على الزمن و المكان معاً ، و على مختلف المشارب المجتمعية منها و الإبداعية فإنها لم تترك مجالاً واحداً فيه و به تسهم في تطورها و إنتشارها و بالتالي إضفاء المشروعية عليها بوصفها تعبيرات كانت من المفروض أن تجدد اللغة و ترتاد فضاءات كانت مغيبة من قبل ، بإختصار كما نعيش الزمن المترهل ، ننتج العمل الفني المترهل فحتماً سيلد في هذه الحالة النقد المترهل ، لكن يبقى عزاءنا بما ننتج ، و كذلك بتلك القراءات لأعمالنا ، و هنا يتحول النقد إلى قراءة للعمل الفني ، قد تفككه و تعيد تركيبه و صياغته من جديد ، أو قد يغوص في العمل ليجمع ما تساقط منا فيه ، و يذهب في العمل ، إلى أعماقه التي هي أعماق الفنان ذاته و يقول كلمته باللغة التي يشاء و هذا يضيف متعة جديدة للعمل الفني ، كاشفاً عن الكثير من شيفراته كان الفنان ذاته في غفلة عنها ، و هذا يعني أن القراءات الفنية للعمل الفني قد تكون تقليداً ، و محاكاة لها ، فكما الشكل الفني قابل للترحل و التفاعل مع سياقات إبداعية و ثقافية مختلفة ، كذلك هذه القراءات التي تتبلور في العمل الفني ليستولد منه نصوصاً جمالية مغايرة موظفة توظيفاً جديداً .

زهير حسيب ( الحسكة – 1960- فنان تشكيلي ) :
أقيمت ندوة ومعرض إستعادي للراحل فاتح المدرس في دار المدى في دمشق بعد رحيله بسنة .. وكان يدير الحوار الدكتور أحمد برقاوي أستاذ الفلسفة في جامعة دمشق وأذكر بعض الضيوف كالروائي الراحل عبد الرحمن منيف ، 
والدكتور محمد محفل أستاذ التاريخ والحضارات القديمة في جامعة دمشق .والناقدالتشكيلي طارق الشريف مدير الفنون الجميلة في وزارة الثقافة ، ومنى أتاسي صاحبة كاليري أتاسي بدمشق ، وبعد النقاش والحوار حول تجربة المدرس مع الجمهور .. خرجت حزيناً ، وأدركت كم النقد التشكيلي بائس ومسكين ..لماذا أقول هذا الكلام ، و من الممكن أن تستغربوا منه ، كان من بين لوحات المعروضة أعمال مزروة للمدرس ، 
وقد مر ذلك على الضيوف والمحاور دون أن يكتشفوا ذلك ، وفي كتيب اسمه – حوار فاتح أدونيس – هناك لوحة مزورة أيضاً للمدرس من ضمن محتوياته ، فبالله عليكم أصدقائي كيف مرت هذه اللوحة على أدونيس القامة الشعرية والفنان التشكيلي …فأين النقد والناقد الذي لم يستطيع أن يكشف اللوحة الأصلية من المزورة ، فكيف له أن يحلل العمل الفني تشكيلياً ، علمياً دقيقاً ، وقد ذكر بعض الأصدقاء أشياء صحيحة في تعليقاتهم عن النقد والناقد .

محمود مكي ( حلب – 1950 – فنان و ناقد تشكيلي ) :
صديقي : أدونيس ليس ناقداً ، إنما هو قارئ مثقف فنياً…
أحمد الصوفي ( من مواليد حمص ، فنان تشكيلي ) :
النقد المبني على ثقافة فنية ، ورؤيا للناقد ، يضع يده على مايمكن أن يطور الفنان ، وأدواته ، أو مايمكن تطويره بما يميزه عن غيره ليرتقي به ، عدا عن إضافة مايغني التجربة لتصبح اللوحة مثقفة وأكثر إبداعا..
للأسف قليل من النقد ، من نقد النقاد ما يدخل في عمق الإبداع ، فاغلبهم يقدم تهويمات ومديح قد لا يكون في مكانه أو العكس لكن بعيداً عن منطقية الإبداع والإرتقاء باللوحة والفنان ، وأيضا هو عين المتلقي يعوده على ثقافة اللوحة و مفرداتها التي تمكنه من إمتلاك التذوق السليم .
وحيد قصاص ( حلب ، 1958 ، فنان تشكيلي ) :
هناك تجارب لبعض الفنانين مستمرة للآن مع كثير من التقليد لفنانين أجانب ، ولم يمسها النقد بشيء ، مع استعراضات لابأس بها ، وقد أشرت إلى بعضهم ، أي إلى نقاد لهم باع طويل بالتشكيل ، فكانت أجوبتهم سلبية إلى أبعد الحدود ، مع مدح لتلك التجربة المقلدة لفنان أجنبي ، وهناك العديد على تلك الشاكلة….

رمضان حسين ( من مواليد 1972 – مقيم في النمسا – فنان تشكيلي ) :
الإلهام ، التفرد ، التامل ، الإبداع ، العبقرية ، الرسم ، التلوين : شروط طرحها الفنان سلفادور دالي إذا توفرت في الفنان يطلق عليه صفة فنان، إذا الفنان يطرح مابداخله من…و……و……و….و ….متأثراً بما حوله على سطح اللوحة ، بذلك يدعو المتلقي إلى الحضور والتأمل ومن محاولة قراءة العمل الفني المعروض.هنا يبدأ. دور الناقد المثقف (إذا لم يكن لصالح؟) بتحويل الصورة البصرية إلى حالة مسموعة أو مقروءة تساعد المتلقي على فهم العمل الفني ويساهم بذلك في إغناء ودعم الحركة التشكيلية .إذا الفنان و العمل الفني ثم الناقد والنقد والفنان بحاجة إلى نقد من ناقد مثقف ليس للإستمرارية بالإبداع إنما لمحاورته .

كورو سليمان ( الحسكة 1964 – مقيم في دمشق – فنان تشكيلي ) :
النقد دواء لجرح الفنان عندما عندما يكتب بصدق؟؟؟؟؟؟ 
فمن السهل أن تكون رساماً ، ولكن من الصعب أن تكون فناناً ، يجب أن تكون إنسانًا؟؟!
كذالك الناقد الإنساني يجب ألا يميز فنان عن فنان آخر ، أي ألا يمضي مع مقولة خيار و فقوس ، وإنما أن عمل عمل الفنان آداته و خياره ، فالعمل الفني هو ما يميز فنان عن اﻵخر؟؟؟
النقد كالشمعة ينير للفنان ظله من خياله ومن ذاته عن اﻵخر
وقلما قرأت نقداً في المجتمعات الشرقية عن فنان يستحق أن يكون فنانا؟؟؟!!! ، ولكن المعروف أن فناناً ما ، أوناقداً ما و مشهور يكتب عدة أسطر عن لص أوعن سارق للوحات أو عن أسلوب ، و عن تقنية لفنان ما حتى يصبح فنانا?????!!!
 فالنقد أحياناً للفنان كالخبزوالماء والهواء ، وكالخير والشر في المجتمع الشرقي المليئ بالظلم والإضطهاد؟؟؟؟!!
فيجب أن تروا في العمل الفني الفنان بذاته وليس فنانين آخرين ؟؟؟، فكل شيئ له نهاية ماعدا الإنسانية والصدق ؟؟؟؟؟!!!! 
لقمان حسين ( عامودا – 1968- مقيم في المانيا – فنان تشكيلي )
تعقيباً على كلام الكاتب محمد سعيد مدير ورشة السهرودي في الكويت ( دون ناقد مثقف يصبح الفن التشكيلي مجرد لعب بالألوان ) 
سؤال موجه إلى الكاتب محمد سعيد : هل دور الناقد هو أن يكون الشرطي والرقيب على الفنان ، وهل دوره أن يرسم مسيرة الفنان … أي كيف يرسم وكيف يختار ألوانه وشخوصه ومواضيعه …. وهل دور الناقد أن يمسك بيد الفنان ويرشده إلى مايريده هو أقصد ما يريده الناقد الناقد ، كيف يرسم ما يتخيل له حسب رؤيته للحياة ونظرياته وثقافته ودراسته ومشاعره ، هل المدارس الفنية الموجودة هي التي أوجدها الناقد ، أم هي نتاج الفنان من خلال عمليات البحث و التجريب والإجتهاد الفردي ، هل يجوز شطب مشاعر الفنان وحرمانه من مشاركتها بمعاناته ورؤيته للأشياء والحياة ، أم يرسم بعين الناقد ومشاعره ، أنا أقول دور الناقد هو قراءةة اللوحة .. أي مشاعر الفنان وحالته النفسية …..و ووو إلخ ، الفنان وحده من يستطيع أن يطور الفن لا نقاد ولا أكاديميات ، قال بيكاسو وهو أمام لوحته يرسم : أشعر وأنا في بداية لوحتي كأن أحداً يشاركني … وفجاة أرميه خارج لوحتي وأبدأ أكتشف أنني أرسم وحدي . 

وسيم أحمد ( من مواليد القامشلي – فنان تشكيلي ) :
أستطيع أن أتكلم عن دور النقد والنقّاد في مجال الفنون من خلال مثال واضح وصريح، وهو الناقد الشهير والشاعر بودلير في القرن التاسع عشر، حيث كان له دور كبير في ظهور المدارس التي تلي الرومنسية كالإنطباعية وما بعهدها، حيث كان الناقد الذي أدهش القرّاء من حيث نظرته للمستقبل والدعوة إلى الحداثة، وله كلام كبير يظهر رؤيته الفنية المستقبلية وهو ” العمل المكتمل قد لا يكون منتهياً” أي أعطى الأمان للفنانين من خلال الحرية في العمل، وكما نرى حبّه الكبير وعشقه لزعيم الرومنسية ديلاكرو في كتاباته النقدية في صالون 1946 و 1948 ، مع العلم أنّ ديلاكرو كان في البداية من المرفوضين والمنبوذين من قبل الكلاسيكيين، وخلاصة القول : وحسب المؤرخين بأن بودلير كان ناقداً فذّاً في عصره وساهم بشكلٍ أو بآخر في ظهور المدارس الحديثة والثورة الفنية من خلال ظهور جيل الإنطباعيين. بودلير الناقد كان ملمّاً جيداً بتاريخ الفن وكانت ذاكرته البصرية تزخر باللوحات، حيث كان والده يأخذه معه وهو صغير إلى متحف اللوفر، بالإضافة إلى أنه كان شاعراً رغم أنّه اشتهر بالنقد بالبداية، حيث كان مثقفّاً جداً فنياً وقارئاً للكتابات النقدية للنقاد في عصره، وهذه الصفات لا تتوفر إلا في عدد قليل من النقاد. وبالنسبة للنقد الفني في الوقت الراهن: أصبح من الصعب النقد باعتبار مفاهيم الجمال الكلاسيكية التي دعا اليها الفلاسفة كهيغل و كانط وغيرهم في النقد اختلفت عن العصر الحالي، فالأعمال الفنية المعاصرة باتت تحمل في طياتها مفاهيم جمالية مختلفة وغير ثابتة، إذاً النقد صعب حالياً باعتبار المرحلة الفنية المعاصرة لم تكتمل بعد ولم يتم الإتفاق على مفاهيم جمالية ثابتة كالمفاهيم السابقة للجمال، لذلك ترى أن كل ناقد يدلو بدلوه وكلّ إناء بما فيه ينضح، وترى ناقدين اثنين يختلفان كلّياً في نقدهم تجاه عملٍ فنّي ما. الناقد الفني مبدع لا يقلّ ابداعه عن إبداع الفنان..ولكن أين هؤلاء النقّاد في مجتمعاتنا..!!!؟

عيدو الحسين ( حلب 1965 – مقيم في فرنسا ، نحات ) :
عندما ندخل في جدلية الصح والخطأ ، الجميل والأجمل ، القبيح والأقبح ، بالاضافه للقيم والمعايير الفنيه الخالصة على صعيد العمل الفني يكون الفرز بين هذه المفاهيم المتداخلة والمتشابكه لحد التماهي والمختلفة بالزمان والمكان والمتأثرة بكل الجوانب الأخرى لحياة الناس يكون النقد الفني البناء والذي يأخذ في بنائه القيم والاعتبارات الفنية دون الخضوع والتأثر باعتبارت اخرى ، النقد هو البوصلة المصححة ، والباني للتاريخ الفني للشعوب وصل” الوصل بين الفنان والمتلقي ، وإذا كان عمل ومهمة الفنان هو الخلق والإبداع مع إفتقار الكثير والاغلب من الفنانين لإمتلاك اية وسائل او أدوات إضافيه تساعد ، و تسهل إيصال اعمالهم ونتاجاتهم الفنية للمتلقي والجمهور ، فإن عمل ومهمة النقد والناقد لاتقل أهمية وعبئاً عن مهمة الفنان بل وتحمل في طياتها الكثير من المطبات والمخاطر في خلق وتوجيه الذائقة الفنية للجماهيرعامة وللمتلقي خاصة حيث يكون مهمة النقد هي الفاصلة بتسليط الضوء على ماهو جاد وصادق و بقيم فنية عالية من الأعمال والنتاجات الفنية عبر التاريخ والتجربة الشخصية لكل فنان على نحو أخص ، وعبر تاريخ الشعب وبناء صرحه الحضاري والفني عموماً .


غفور حسين ( القامشلي – 1965 -مقيم في المانيا – فنان تشكيلي ) :
في زمننا هذا لم يبق قوانين للفن ، فالكل يرسم حسب طاقاتة في المجتمع الذي يعيش فيه لذا تقلص النقد البناء.

فاطمة أبو كف ( من مواليد اللاذقية و مقيمة فيها ، تعيش الفن و تعشقه) :
النقد قراءة…ووجهة نظر…للوحة من كل الزوايا…. . لنا حدقات وأرواح مختلفة…القراءة فعل بناء على اللوحة…يزيدها وضوحاً ولوناً ورؤيااااااا….بالالف….لا بالتاء المقفلة….النقد….تاء مفتوحة…..للوحة……..ت حية ..

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

عبد الستار نورعلي

أصدر الأديب والباحث د. مؤيد عبد الستار المقيم في السويد قصة (تسفير) تحت مسمى ((قصة))، وقد نشرت أول مرة ضمن مجموعة قصصية تحمل هذا العنوان عن دار فيشون ميديا/السويد/ضمن منشورات المركز الثقافي العراقي في السويد التابع لوزارة الثقافة العراقية عام 2014 بـحوالي 50 صفحة، وأعاد طبعها منفردة في كتاب خاص من منشورات دار…

فدوى كيلاني

ليس صحيحًا أن مدينتنا هي الأجمل على وجه الأرض، ولا أن شوارعها هي الأوسع وأهلها هم الألطف والأنبل. الحقيقة أن كل منا يشعر بوطنه وكأنه الأعظم والأجمل لأنه يحمل بداخله ذكريات لا يمكن محوها. كل واحد منا يرى وطنه من خلال عدسة مشاعره، كما يرى ابن السهول الخضراء قريته كأنها قطعة من الجنة، وكما…

إبراهيم سمو

فتحت عيوني على وجه شفوق، على عواطف دافئة مدرارة، ومدارك مستوعبة رحيبة مدارية.

كل شيء في هذي ال “جميلة”؛ طيبةُ قلبها، بهاء حديثها، حبها لمن حولها، ترفعها عن الدخول في مهاترات باهتة، وسائر قيامها وقعودها في العمل والقول والسلوك، كان جميلا لا يقود سوى الى مآثر إنسانية حميدة.

جميلتنا جميلة؛ اعني جموكي، غابت قبيل أسابيع بهدوء،…

عن دار النخبة العربية للطباعة والتوزيع والنشر في القاهرة بمصر صدرت حديثا “وردة لخصلة الحُب” المجموعة الشعرية الحادية عشرة للشاعر السوري كمال جمال بك، متوجة بلوحة غلاف من الفنان خليل عبد القادر المقيم في ألمانيا.

وعلى 111 توزعت 46 قصيدة متنوعة التشكيلات الفنية والجمالية، ومتعددة المعاني والدلالات، بخيط الحب الذي انسحب من عنوان المجموعة مرورا بعتبة…