حوار هادئ مع خطاب صاخب.. بخصوص ما قاله السيد جمال حمي في الشاعر جكرخوين المحور الثاني ـ فخ التناقضات، عنف اللغة من منظور ديني.. وما ليس بنقد


 
د.
ولات محمد

نشر الكاتب جمال حمي مقالاً
على موقع ولاتي مه بتاريخ 19/ 1/ 2019 يقول فيه:
“… أكره كل أشكال العنف
والتطرف والإرهاب
وعلى كافة الأصعدة، الدينية والقومية والسياسية والفكرية …
إلخ، وأدعو دومًا إلى إرساء قواعد السلام والمحبة والتسامح بين
الشعوب…”.
هذا الكلام جميل وحضاري، ولكن صاحبه لم يستطع
أن يلتزم به منهجاً وهو يخوض في سيرة شاعر ومثقف كبير مثل جكرخوين وقناعاته
الفكرية؛ فقد مارس السيد حمي في كتاباته تلك أحد أشكال العنف (العنف اللفظي) بوضوح،
كما أن كتابته أسهمت في تقويض (لا إرساء) قواعد السلام والمحبة والتسامح
بين الكورد، وذلك من خلال إثارة مسألة من لا شيء انشغل بها الناس واختلفوا حولها
وتبادلوا بسببها الاتهامات ومشاعر الكراهية وغير ذلك.
ـ فخ التناقض مع الذات وعنف اللغة 

في مقاربته تلك يقع الكاتب في تناقضات بالجملة، سواء على مستوى الأفكار أم على مستوى لغة التخاطب التي تخالف مبادئه الدينية. وهذا يثبت أن الموضوع المثار غير متجانس في ذاته وغير واضح في ذهن صاحبه؛ فبعد أن يختار لنفسه موقع الملاك ويضع الآخر موضع الشيطان يسعى الكاتب إلى تقديم نفسه كإنسان ديمقراطي حداثي يحترم قناعات الآخر، إذ يقول:

 ـ “ويمكنني ككوردي مسلم، أن أتفهم مسألة أن جكرخوين كان ماركسيًا، وأنه لم يكن يؤمن بوجود خالق لهذا الكون، وأنه لم يكن يؤمن بالأنبياء والرسل، وأنه لم يكن يؤمن بالأديان، وكان يعتبرها خرافات وأساطير، فهذا شأنه هو، ولا دخل لنا في قناعاته الفكرية، فهو المسؤول عنها أمام الله وليس نحن، والله تعالى هو الذي سيحاسبه وليس نحن، وهذا أمر مفروغ منه وغير قابل للمزاودة علينا فيها، ولا يجادل في هذا إلا جاهل أو أحمق”.
 هذا الكلام غاية في الجمال والأناقة والموضوعية والرقي، ولكنه إذا كان يعبر فعلاً عن قناعة الكاتب فإنه يتناقض في الجوهر مع كل ما سبقه وما سوف يلحقه من كلام بحق جكرخوين، بل يقوضه تماماً؛ فإذا كان يتفهم ماركسية الشاعر وعدم إيمانه بوجود خالق وأنبياء وأديان، وإذا كان يعتبر هذا شأنه الخاص كما يقول، فإن كل ما سيأتي به الشاعر بعد ذلك من سلوك وأفكار وأقوال وأفعال هو ناتج عن ذلك الفكر والمعتقد الذي يقول السيد حمي إنك يتفهمه ويتقبله. ومن يتفهم أيديولوجية إنسان يتقبل ما ينتج عنها. فما وجه الاعتراض إذن، وما سبب الغضب والتهجم والشتم والتكفير؟ وهذا يتناقض أيضاً مع ما سوف يقوله في فقرة لاحقة من ذات المقال، إذ يكتب: “فنحن نفرق تمامًا بين الإنسان الذي يعلن إلحاده وعدم إيمانه بالله وبالأنبياء والرسل وبالأديان، ثم أغلق فمه واحترم قناعات الناس وأديانهم ولم يحتقر مشاعر الناس، وبين الملحد الذي يتهجم على الإسلام ورموزه…”. 
وهنا أتوجه للكاتب مباشرة بالسؤال: إذا كنت تقول إن الرجل مسؤول أمام الله عن قناعاته وأفكاره، وإن الله هو الذي سوف يحاسبه، فلماذا تعطي نفسك الحق كي تحاسب الرجل على سلوكه وأقواله وأفكاره قبل أن يحاسبه الله؟ من جهة تقول إن الملحد حر بقناعاته، ومن جهة تطالبه بأن “يغلق فمه”. من جهة تطالب جكرخوين باحترام قناعات الناس، ومن جهة تصف المقتنعين به والمدافعين عنه بأنهم عبيد وديكتاتوريون مستبدون وأنهم بلا فائدة. ثم بأي صفة أو حق تطالب المرء بأن “يغلق فمه”؟ هل تلاحظ جيداً في لغتك هذا العنف الذي تقول إنك بعيد عنه، وهذه الوصاية التي تمارسها على الناس في كل جملة؟! ضع نفسك مكان الآخر.. ماذا ستكون ردة فعلك لو قال لك أحدهم: أنت حر في قناعاتك ولكن أغلق فمك؟! هل ترى في هذا أي منطق؟ فالقناعات تنشأ لكي يتم التعبير عنها كما تفعل أنت، وإلا لا مسوغ لوجودها أصلاً. 
ثم تقول قاصداً الشاعر جكرخوين:
“وأن يبرع الإنسان في أي مجال فكري كالشعر والأدب ونحو ذلك، فهذا لا يعني بالضرورة أن يكون على خلق وأدب وأن يكون إنسانًا يحترم كرامة الإنسان ومشاعره”. 
 ماذا لو توجه إليك أحدهم وقال لك وبالمنطق ذاته: أن يتحدث الإنسان في المبادئ والأخلاق والقيم والدين لا يعني أنه بالضرورة يتحلى أو يلتزم بها. فمثلاً أنت تتحدث عن قيم الإسلام وتدعي أنك تدافع عنها، ولكنك غير ملتزم بأبسط مبادئه وأوضح قيمه ألا وهي لغة التخاطب ومحاسن الألفاظ؛ فأنت تدعو إلى التحلي بالخلق الحسن واحترام مشاعر الناس ولكنك عملياً تستخدم أسوأ الألفاظ في وصف جكرخوين دون مراعاة مشاعر أهله ومحبيه، إذ تصفه بألفاظ تتناقض مع تعاليم دين يقول لك: ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ“/ النحل 125، فالآية تأمرك بأن تجادل الناس بالقول الحسن، وأنت تؤمن بها ولكنك تفعل نقيضها تماماً. 
 ـ فخ التناقض وعنف اللغة من منظور ديني 
من جملة التناقضات التي يقع في فخها السيد حمي تلك العبارات والألفاظ الت يستخدمها في وصف الشاعر جكرخوين. ووجه التناقض فيها أنها تتعارض مع القيم والتعاليم الدينية التي من المفترض أنه يلتزم بها وينطلق منها، إذ يقول مثلاً:
 ـ “وكل من عاصروا جكرخوين كانوا يعلمون بأنه وعلى الصعيد الإنساني كان رجلًا تافهًا وسيء الخلق والأدب مع الناس”
ـ “لكنه وبكل أسف، كان سيء الخُلق والأدب (…).
ـ هل هناك رجل أوقح من هذا؟ 
ـ وهل حقًا هكذا شخصية معتلة نفسيًا ومريضة تستحق أن نتخذها رمزًا وطنيًا لنا؟”
 ـ “وكان لابد لنا من تبيان حقيقة هذه الشخصية المريضة…”.
 أولاً، عبارات مثل “رجل تافه، سيئ الخلق والأدب، رجل وقح، شخصية معتلة نفسياً، شخصية مريضة، هُبل الكورد، أغلق فمه” لا تليق بمن يدعي التحلي بأخلاق دين يقول “وجادلهم بالتي هي أحسن”، كما أنها لا تمت للغة النقد والتحليل بأية صلة. وهذا جواب أيضاً على من سوغ لك كتابتك هذه على أنها حقك في الرأي والنقد.
ثانياً، في كلامك أعلاه اعتراف صريح منك بأن هذه الشخصية رمز وطني للملايين من الكورد، وتؤكد ذلك في موضع آخر حين تقول: فمن لا يحترم قناعات الناس الدينية ويستهزئ برموزهم الدينية (…) لا يستحق الاحترام ولا يستحق أن يكون رمزًا لنا”. وما دمت يا سيد حمي تعلم أن جكرخوين رمز وطني عند الملايين من الكورد، وما دمت تأخذ عليه عدم احترامه مشاعر المؤمنين كما تقول، فلماذا تهين أنت مشاعر عشرات الملايين من الكورد عندما تصفه وتصفهم بكل هذه الصفات القبيحة؟ هذا تناقض آخر في سلوكك يستدعي قول الشاعر:
لا تنهَ عن خُلُقٍ وتأتيَ مثلَهُ 
عارٌ عليك ـ إذا فعلتَ ـ عظيمُ 
هذا التناقض المتكرر في كل مقالك بين ما تدعو إليه وما تنتقد عليه غيرك دليل على أن خطابك وهدفك منه يعانيان من اضطراب.
 التناقض يصرخ مرة أخرى معلناً عن نفسه في جملتك الأولى أعلاه من خلال كلمة “كل”؛ فإذا كان “كل” من عاصروا جكرخوين يعلمون بأنه كان “رجلاً تافهاً وسيئ الخلق” كما تدعي، فكيف، إذن، قام قسم كبير من نفس هذا “الكل” باتخاذه رمزاً وطنياً؟ إذا كنت تعترف في أكثر من موضع بأنه رمز وطني (وتحاول بكتابتك تغيير هذه الصورة) فهذا يعني أن معظم الناس كانوا وما زالوا يحبونه، وليس “الكل كانوا يعلمون بأنه كان رجلاً تافهاً” كما تدعي. إنه تناقض جديد، فلو كان مكروهاً ومنبوذاً ومنسياً هل كنت ستشن حملتك عليك؟! 
 إن هذا التناقض المتكرر في مواضع كثيرة من مقالك ـ يا سيد حمي ـ يشير إلى أنك تطرح كلاماً مرسلاً لا أساس علمياً له ولا انسجام بين أفكاره، وأنك في كل مرة تنسى ما قلته في سطور سابقة؛ فالمهم عندك هو إهانة هذه الشخصية الكوردية الوطنية المثقفة وتسخيفها في عيون الناس، بغض النظر عن الوسيلة ومنطقية الطرح.     
لغة الإهانة والسخرية طاغية على كتابة الكاتب، في حين أن المسلم لا يهين ولا يسخر ولا يتنابز بالألقاب كما تذكر الآية الكريمة من سورة الحجرات: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَىٰ أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَىٰ أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ ۖ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ۖ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ ۚ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (11)يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ (12) 
وصفك يا سيد حمي لجكرخوين ومن اتخذوه رمزاً وطنياً بأنهم “صنم وعبيد” إضافة إلى صفات بذيئة أخرى ألا يدخل في باب السخرية واللمز والتنابز بالألقاب والظن والاغتياب؟ ألا يمكن أن يكون الرجل أو بعض محبيه “خيراً” منك عند ربهم كما تقول الآية الكريمة؟ فهل تتوب كما تدعوك الآية: “وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ” أم تريد أن تبقى ظالماً نفسك؟
 لقد عدّ النبي (ص) توجيه الألفاظ النابية والشتائم إلى الآخرين من الكبائر، إذ يقول: “إن من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه. قيل يا رسول الله وكيف يلعن الرجل والديه؟ قال: يسب الرجل أبا الرجل فيسب أباه ويسب أمه فيسب أمه”. فالذي يسب والدَي ابن آدم أو يهينهما فإنه يجلب لوالديه السب والمهانة. وتلك من الكبائر. هذا ناهيك عن أن الشتم والقذف عموماً ليسا من مكارم الأخلاق التي بُعث النبي (ص) لإتمامها كما تعلم.
 ـ إهانة الميت من منظور ديني
الإساءة لفظاً إلى الحي وإهانته غير جائز إذن. أما الإساءة إلى الميت فإن الدين واضح في حكمها أيضاً.
ويوجد في كتب الأحاديث ما يسمى “باب الكف عن ذكر مساوئ الأموات”، ومن أحاديثه:
 ـ “لا تذكروا هلكاكم إلا بخير”. 
ـ “لا تسبوا الأموات فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا”.
ـ “ليس المؤمن بطعَّان ولا لعَّان، ولا فاحش ولا بذيء”. وهذا عن الحي والميت على حد سواء. 
وبعد.. فإنني أرجو أن تقرأ بتمعن ما قاله الشوكاني في هذا المقام، ففيه ما يكفي ويزيد، إذ يقول موجزاً القضية كلها: 
 “وَالْمُتَحَرِّي لِدِينِهِ، فِي اشْتِغَالِهِ بِعُيُوبِ نَفْسِهِ، مَا يَشْغَلُهُ عَنْ نَشْرِ مَثَالِبِ الْأَمْوَاتِ، وَسَبِّ مَنْ لَا يَدْرِي كَيْفَ حَالُهُ عِنْدَ بَارِئِ الْبَرِّيَّاتِ، وَلَا رَيْبَ أَنَّ تَمْزِيقَ عِرْضِ مَنْ قَدمَ عَلَى مَا قَدَّمَ، وَجَثَا بَيْنَ يَدَيْ مَنْ هُوَ بِمَا تُكِنُّهُ الضَّمَائِرُ أَعْلَمُ، مَعَ عَدَمِ مَا يَحْمِلُ عَلَى ذَلِكَ مِنْ جُرْحٍ أَوْ نَحْوِهِ، أُحْمُوقَةٌ لَا تَقَعُ لِمُتَيَقِّظٍ، وَلَا يُصَابُ بِمِثْلِهَا مُتَدَيِّنٌ بِمَذْهَبٍ“. 
ففي نفس الإنسان (يقول الشوكاني) من العيوب ما يشغله عن نشر عيوب الأموات وسبهم وهم بين يدي خالقهم. ومن يفعل ذلك أحمق غشيم لا ينتمي إلى مذهب. أين أنت من هذا الموقف الشرعي يا عزيزي عندما تصف رجلاً ميتاً بأنه “تافه، سيئ الخلق والأدب، مريض نفسي، معتل، وقح…” و”هبل“، إذ تقول في مقال لاحق: آن الآوان للشعب الكوردي أن يعرفوا حقيقة هُبَل الكورد (جكرخوين)”؟ 
الدين أخلاق ومعاملة وسلوك حسَن ولسان طيب (حتى مع الضالين) يا سيد حمي، وليس شعارات وصراخ وخطب: “وإنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق“/ الحديث، و“إنما الدين المعاملة“/ الحديث. و“… كلمة طيبة كشجرة طيبة”/ الآية، لها قيمة في سلوك المسلم، والكلمة الخبيثة “كشجرة خبيثة” منبوذة ومكروهة دينياً واجتماعياً وحضارياً، خصوصاً إذا كانت بحق الميت، لأنه ميت أولاً، ولأنها تؤذي ذويه الأحياء ثانياً: “لا تسبوا أمواتنا فتؤذوا أحياءنا”/ الحديث. ولذلك يروي الدكتور مبروك عطية، الداعية الإسلامي، أن الرسول (ص) أوصى صحابته بعدم سب أبي جهل أمام ابنه عكرمة، لأن سب الميت يؤذي الحي. 
 إذا كان هذا موقف الرسول (ص) من ابن أبي جهل الذي آذى النبي والدين والمؤمنين أيما إيذاء، فما هو الدين أو النبي أو النص الذي يسمح لك أو يحرضك ـ كما تظن ـ لتطلق ألفاظاً نابية بحق رجل في دار الحق منذ أربعين عاماً، دون أي اعتبار لمشاعر ذويه والملايين من محبيه في أرجاء كوردستان والعالم. هذا ناهيك عن أن جكرخوين لم يؤذِ أحداً، بل عاش مسالماً مظلوماً ومات مسالماً محبوباً. 
من حيث المبدأ كل منا له مطلق الحرية في ما يعتقد ويؤمن ويرى ويظن، ولكنك لست حراً في إهانة الناس وشتمهم والسخرية منهم تحت ذريعة النقد وحرية الرأي. وإذا كنت ترى أن ألفاظاً مثل “تافه، سيئ الخلق والأدب، مريض نفسي، معتل، وقح… هبل” تعبر عن حقك في النقد، فدعني أتوجه إليك بالسؤال: ماذا لو وصفك أحدهم بالكلمات ذاتها مدعياً أنه ينتقدك؟، هل ستعتبرها نقداً وحرية رأي وتقبل بها وتسكت؟ الجواب معروف طبعاً: لن تقبل أن يصفك أحد بتلك الصفات ولن تعتبرها نقداً أو حرية رأي. وما دمت لا ترضاها لنفسك ينبغي ألا ترضاها لغيرك إذا أردت أن تكون مؤمناً حقاً: “لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه”(1)/ الحديث. 
 إذن، ما قد فعلته يا سيد حمي وقلته بحق شاعرنا الكبير جكرخوين كان مليئاً بالمتناقضات ومخالفاً لمبادئ وأخلاق الدين الذي تدعي الدفاع عنه، ولم يكن نقداً ولا حرية رأي ولا وجهة نظر كما حاولت إيهام القارئ، بل شتائم ومسبات وتكفير وإقامة حد. وفي هذا جواب أيضاً على من سوغ لك عملك وشجعك عليه أيضاً. 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ  
  1ـ هنا الأخوة تشمل حتى الكافر كما يذهب الكثير من الشارحين، ويدللون على ذلك بحديث آخر يقول: 
 “أفضل الإيمان أن تحب للناس ما تحب لنفسك وأن تكره لهم ما تكره لنفسك…”. 

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

حاورها: إدريس سالم

ماذا يعني أن نكتب؟ ما هي الكتابة الصادقة في زمن الحرب؟ ومتى تشعر بأن الكاتب يكذب ويسرق الإنسان والوطن؟ وهل كلّنا نمتلك الجرأة والشجاعة لأن نكتب عن الحرب، ونغوص في أعماقها وسوداويتها وكافكاويتها، أن نكتب عن الألم ونواجه الرصاص، أن نكتب عن الاستبداد والقمع ومَن يقتل الأبرياء العُزّل، ويؤلّف سيناريوهات لم تكن موجودة…

إبراهيم أمين مؤمن

قصدتُ الأطلال

بثورة من كبريائي وتذللي

***

من شفير الأطلال وأعماقها

وقيعان بحارها وفوق سمائها

وجنتها ونارها

وخيرها وشرها

أتجرع كؤوس الماضي

في نسيج من خيال مستحضر

أسكر بصراخ ودموع

أهو شراب

من حميم جهنم

أم

من أنهار الجنة

***

في سكرات الأطلال

أحيا في هالة ثورية

أجسدها

أصورها

أحادثها

بين أحضاني

أمزجها في كياني

ثم أذوب في كيانها

يشعّ قلبي

كثقب أسود

التهم كل الذكريات

فإذا حان الرحيل

ينتبه

من سكرات الوهم

ف

يحرر كل الذكريات

عندها

أرحل

منفجرا

مندثرا

ف

ألملم أشلائي

لألج الأطلال بالثورة

وألج الأطلال للثورة

***

عجبا لعشقي

أفراشة

يشم…

قررت مبادرة كاتاك الشعرية في بنغلادش هذه السنة منح جائزة كاتاك الأدبية العالمية للشاعر الكردستاني حسين حبش وشعراء آخرين، وذلك “لمساهمته البارزة في الأدب العالمي إلى جانب عدد قليل من الشعراء المهمين للغاية في العالم”، كما ورد في حيثيات منحه الجائزة. وتم منح الشاعر هذه الجائزة في ملتقى المفكرين والكتاب العالميين من أجل السلام ٢٠٢٤…

ابراهيم البليهي

لأهمية الحس الفكاهي فإنه لم يكن غريبا أن يشترك ثلاثة من أشهر العقول في أمريكا في دراسته. أما الثلاثة فهم الفيلسوف الشهير دانيال دينيت وماثيو هيرلي ورينالد آدمز وقد صدر العمل في كتاب يحمل عنوان (في جوف النكتة) وبعنوان فرعي يقول(الفكاهة تعكس هندسة العقل) وقد صدر الكتاب عن أشهر مؤسسة علمية في أمريكا والكتاب…