مرفان كلش
كان الكهل كعادته يسير في ممرات الحديقة العامة. على خطوات منه، لمح فجأة صديقه الشاب!
بادره صديقه بالسلام، ثم أردف: ماذا تفعل هنا في هذا الجو العاصف أيها الغريب؟
رد الكهل: شعرتُ بضيق في صدري فخرجت!
قال الشاب: لماذا هل أنت مريض؟
رد الغريب: لا!
ماذا إذاً؟ قالها صديقه.
لستُ على ما يرام! فقد تذكرتُ فجأة والديَّ! قالها الكهل على عجل، ثم أکمل بحشرجة ثقيلة: منذ أن رحلت أمي قبل عقد من الآن انكسرتُ من الداخل! وبعد رحيل والدي صرتُ كمن تاه في صحراء لا ظلال فيها، ولا حتى سراب! فما عدتُ أنا، أنا! فأردتُ أن أتمشى قليلاً لأنسى! ثم أجهش بالبكاء!
أمسك الشاب بكفّه” بحنّية” طفل يمسك بيد جدّه، وقال: دعنا نمض لحانتنا القريبة.