كونى ره ش
من قرية شاغر بازار قلب برية ماردين الى بغداد واستقبال رئيس الجمهورية له.. لقاء سريع مع شاهد على عصر: يوم 20.6.2024، من خلال اللقاء بالأستاذ (خليل عبدي الملقب بخليل سور/ أبو شورش/ 1942)، القادم من هولندا، في ضيافة الوجيه (كاظم حسين اسعد)، كان لنا دردشة حول تاريخ قريتنا (دودا)، حيث كان والده (مـحمد حجي عبدي: 1890-1974)، من مواليد قرية دودا، كما هو مكتوب بهويته، وأول مختار للقرية بالوكالة عن آل عبد الرزاق جلبي.. لاحقاً اصبح مختاراً لقرية دمخية وشاغر بازار.. وفي مختاريته لقرية تل شاغر بازار المعرب الى (حطين)، هذه القرية التي وجدت منذ خمسة ألاف سنة، وكانت مركزاً هاماً تمر بها القوافل الكثيرة وتربط بين (حران) و (حلف)، ومنها كانت تنطلق القوافل عبر جبل سنجار الى العراق ودجلة ونينوى القديمة، واليوم تعتبر بقلب برية ماردين..
تقع شمال مدينة الحسكة في منتصف الطريق إلى مدينة عامودا على مسافة 48 كم.
نقب فيها العالم الإنكليزي ماكس مالوان بين عامي 1935-1937 وأظهرت المكتشفات 15 طبقة حضارية متراكبة.. وكانت ترافقه زوجته أجاثا كريستي الروائية البريطانية الشهيرة، حيث أمضت معه بحدود خمس سنوات من عمرها في (شاغر بازار ومدينة عامودا)، وكتبت عن هذه الأعوام مذكرات تبوح فيها بهواها لبرية ماردين تحت عنوان: (تعال وأخبرني كيف تعيش). لاحقاً ترجمها الأستاذ توفيق الحسيني بعنوان: (هكذا احيا)..
وفي حمى دردشتي مع الاستاذ خليل عبدي حول تاريخ وعراقة تل شاغر بازار الاثري، سرد لي قصة قدوم العالم الإنكليزي ماكس مالوان وزوجته أجاثا كريستي الروائية البريطانية الى قريته شاغر بازار.. التي كتبت في مذكراتها معالم برية ماردين ومظاهر الحياة التي كان يعيشها اهالي قرية تل شاغر بازار والمنطقة بشكل عام من ود واخاء ومحبه وتسامح في النصف الاول من القرن الماضي.
واخبرني عن وجود خلية لجمعية (خويبون)، كانت موجودة بقرية شاغر بازار تابعة لجمعية خويبون في عامودا برئاسة محمد علي شويش وفرقة للكشاف عام 1941، وكان عبدي بركات ابن احد اعمامه عضواً فيها واحد مشتركي مجلة (هاوار)، التي كان يصدرها الامير جلادت بدرخان بدمشق.. وتطرق الى تاريخ تأسيس اول مدرسة في قرية شاغر بازار عام 1943، وذكر اسماء بعض مدرسيها راشد جلعو ومدني رسول ورشيد شيخ الشباب من كورد دمشق.. وقال كان علم سوريا مرفوعاً فوق المدرسة وعلم كوردستان معلقاً بداخل الصف.. وعن نضاله السياسي ذكر لي انتمائه للبارتي في خريف 1957، مع شقيقه الكبير عبد الرحيم حجي عبدي وقاسم وضحي من قرية بتني.. وكيف تم اعتقالهم من طرف المكتب الثاني بالقامشلي.. وسرد لي قصة ذهابه الى بيروت عام 1973، بتكليف من البارتي لطباعة الألفباء الكوردية اللاتينية للأمير كاميران بدرخان.. وقتذاك كان الشاعر جكرخوين ايضاً في بيروت بصدد طباعة ديوانه الشعري (كيمه أز؟/ من أنا؟).. وكيف زاره المام جلال طالباني الى منزله بمدينة القامشلي عام 1975م.. وكان احد الداعمين له في سوريا بتأسيس الاتحاد الوطني الكردستاني.. واخيراً ابدى سعادته بتكريمه يوم 25.5.2024 من قبل حزب الاتحاد الوطني الكردستاني بمناسبة، ذكرى مرور 49 عاماً على تأسيس الاتحاد.. سررت بلقائه ومعلوماته المكثفة..