ماذا لو …

إبراهيم محمود
ماذا لو ألبستك ِ ثوباً من الهواء العليل
لتلوذ بك كل الزهور التي تقلقها الحرارة المفاجئة؟
تلك أقصى حيلتي في العشق الذي يسمّيك أنت دون العالمين
ماذا لو أسكنتك بيتاً واسع الرؤى من النجوم
لتسترضيك كل السماوات التي تؤرّقها عيناك شغفاً؟
تلك أتم رغبتي في التقدير الذي يتوقف عليك دون نساء العالمين
ماذا لو جعلت زنارك نهراً صالحاً لملاحة دوران الكواكب حولك
لتأتيك الينابيع كي تأخذ منك مددها وهي تسبّح باسمك دون كل الأسماء؟
تلك خلاصة لغتي في التعبير الذي يطول حولك على مدار الساعة
ماذا لو طعَّمتك اسماً تحسدك عليه الألسنة كافة
لتطلب منك اللغات بعضاً من نفحتها كي تبصر روحها؟
ذلك مبتغاي حين يحفظك الفضاء الرحب من كل سوء
ماذا لو توَّجتك بالمروج التي تتنفس خضرة دائمة
ليتوسل إليك الربيع رغبة في ألا تحرميها من لمساتك الخلودية؟
تلك طريقتي الوحيدة في تأكيد كراماتك التي يغبطك عليها الأولياء جميعاً
ماذا لو حوَّلت سكنى المحيطات والبحار في عينيك تيمناً بك
لتأتيك أمواجها صباح مساء مأخوذة بفتنتهما؟
تلك أهليتي الوحيدة في التعريف بسجاياك التي لا تؤطَّر
ماذا لو لخصت ” مم وزين ” بأقل من كلمة تعلو بك ” أنت “
كي ترجوك الضمائر أن توليها بعض اهتمام من براعة تكوينك؟
ذلك مختتم قولي عما تكونينه في مطلق الزمان

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

علي شمدين

المقدمة:

لقد تعرفت على الكاتب حليم يوسف أول مرّة في أواخر التسعينات من القرن المنصرم، وذلك خلال مشاركته في الندوات الثقافية الشهرية التي كنا نقيمها في الإعلام المركزي للحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا، داخل قبو أرضي بحي الآشورية بمدينة القامشلي باسم ندوة (المثقف التقدمي)، والتي كانت تحضره نخبة من مثقفي الجزيرة وكتابها ومن مختلف…

تنكزار ماريني

 

فرانز كافكا، أحد أكثر الكتّاب تأثيرًا في القرن العشرين، وُلِد في 3 يوليو 1883 في براغ وتوفي في 3 يونيو 1924. يُعرف بقصصه السريالية وغالبًا ما تكون كئيبة، التي تسلط الضوء على موضوعات مركزية مثل الاغتراب والهوية وعبثية الوجود. ومن المميز في أعمال كافكا، النظرة المعقدة والمتعددة الأوجه للعلاقات بين الرجال والنساء.

ظروف كافكا الشخصية…

إبراهيم اليوسف

مجموعة “طائر في الجهة الأخرى” للشاعرة فاتن حمودي، الصادرة عن “رياض الريس للكتب والنشر، بيروت”، في طبعتها الأولى، أبريل 2025، في 150 صفحة، ليست مجرّد نصوص شعرية، بل خريطة اضطراب لغويّ تُشكّل الذات من شظايا الغياب. التجربة لدى الشاعرة لا تُقدَّم ضمن صور متماسكة، بل تُقطّع في بنية كولاجية، يُعاد ترتيبها عبر مجازٍ يشبه…

ماهين شيخاني.

 

وصلتُ إلى المدينة في الصباح، قرابة التاسعة، بعد رحلة طويلة من الانتظار… أكثر مما هي من التنقل. كنت متعبًا، لكن موعدي مع جهاز الرنين المغناطيسي لا ينتظر، ذاك الجهاز الذي – دون مبالغة – صار يعرف عمودي الفقري أكثر مما أعرفه أنا.

ترجّلتُ من الحافلة ألهث كما لو أنني خرجتُ للتو من سباق قريتنا الريفي،…