د. آلان كيكاني
ويحدث أن يهيمن عليك حزنٌ، يدفعك إلى اليقين أن لا شيء في الوجود يستطيع أن يحسّن مزاجك. وليس في وسع العالم كله إزالة العبوس عن وجهك. وزرع البسمة على شفاهك.
تضع رأسك على الوسادة. ولا تستطيع النوم. فتنهض لعلك تستمتع ساعة، أو تزجي وقتك بشيء ما. إنما تجد اليقظة أسوء من نظيرتها.
تغدو كل الأزمنة وكل الأمكنة متشابهة وسامّة لك، تفتح وسائل التواصل وتبحث فيها عما يمكن أن يسكن ألم روحك. لكن سرعان ما تكتشف أن الزعاف يقطر منها.
ترى نفسك أسيراً لليأس وحبيساً للسواد، تود التحرر ولا تعرف كيف، تبحث عن وسيلة ولا تجدها. تصغي إلى نفسك فيما إذا كانت تشتهي شيئاً. شيئاً شهياً مثل شراب أو طعام. أو جميلاً مثل لباس أو أداة، أو رائعاً مثل رحلةٍ أو سفرٍ أو قراءةٍ. فترد عليك بالنفي.
ثم تعود وتسألها فيما إذا كانت تشتاق إلى صديق أو رفيق أو حبيب، فتجيب بالرفض. هنا تحتار. تحتار ماذا تفعل، ولا تجد إلا في الانزواء مأوىً.
وكل ما تشتهيه هو البكاء. فتبكي دون أن تعرف على ماذا. إنما لو أصغيت جيداً إلى الصوت النابع من أعماقك. لأدركت أنك تبكي على شيء مستحيل.
تبكي على طفولتك
تبكي لأنك تشتاق إلى حضن أمك.
ذلك الربيع الممهور بالحب والحنان.
ولا تستطيع الوصول إليه.