ادّكارات

مصطفى اسماعيل

وحيداً بين أنحاء الصوت ويقظة السحاب
أضمّ جلالةَ الماء إلى عصيان الهبوب
وأبسط كتابي المترامي الحروف على دهاليز تكتفي بخراب الكورد الضلّع في صحائف الدمع.
الهاوية غدنا المصقول
والملكوت انكشاف على مكائد الفراغ.

هكذا..
كالشجر المعمّد بغوايات الحلم
انغراس ذاهل نحن في تلافيف الأقفال.
نختبىءُ من شهوات الغسق وأسرار الموت.
ونعلن أبداً..
عرائس الصمت ونزيفنا اليومي الهائم.
أجهر بموتي ويتم الحرائق الفائض في ألواح البلد المنسيّ
على غوغاء السقوط.
لا مدنَ لي على الخارطة.
لكننا بارتباكٍ جذّاب نتخذ آيةَ الفجع مكاناً يشفّ عن متاهِ النزيف
ودائرة الحريق المنسكب فيما وراء جهةٍ تصالح عتمة الخرائب.
لن أقرأ منظومة الصباحات.
على حافة النوم ألطخ الأبعادَ بأضواء الموت
والقهقرى المتهجية لخرافات زمننا المختوم بوشم الضباب وحناء الأفق.
وألطخ كبرياء الأرض الثملة برتاج المواسم العاقر
وأتوحد بذاكرة البراري
أيتها البراري تصاعدي بطيئاً.. بطيئاً في عنف دمي
دمي المفتون بصولجانات العراء يأتلف والمعابر الى الصرخات البلهاء
وهي تَهِب لسديمك المعلن قائمة الأسرار في تدلّيها الأعمى من رماد الموّال.
أنتِ وشاح خالص لمراوغات روحي الهائمة كقلق الطرائق والأحزاب والأحزان
وأنتِ آيبةٌ – قلتها مراراً – من سندات الضحك
تهدهدين هياكل المندبة وفائق البكاء السيّد على ذاكرة القبائل السبع
المسترسلة في نهب الرنين ونهب فوانيس العشق الرجيم.

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

ادريس سالم

 

«إلى تلك المرأة،

التي تُلقّبُني بربيع القلب..

إلى الذين رحلوا عني

كيف تمكّنْتُ أنا أيضاً على الهروب

لا أريدُ سوى أن أرحلَ من نفسي…».

يفتتح الشاعر الكوردي، ميران أحمد، كتابه «طابق عُلويّ»، بإهداء مليء بالحميمية، ملطّخ بالفَقد، يفتتحه من قلب الفَقد، لا من عتبة الحبّ، يخاطب فيه امرأة منحته الحبّ والحياة، لقّبته «ربيع القلب». لكن ما يُروى ليس نشوة…

علي شمدين

المقدمة:

لقد تعرفت على الكاتب حليم يوسف أول مرّة في أواخر التسعينات من القرن المنصرم، وذلك خلال مشاركته في الندوات الثقافية الشهرية التي كنا نقيمها في الإعلام المركزي للحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا، داخل قبو أرضي بحي الآشورية بمدينة القامشلي باسم ندوة (المثقف التقدمي)، والتي كانت تحضره نخبة من مثقفي الجزيرة وكتابها ومن مختلف…

تنكزار ماريني

 

فرانز كافكا، أحد أكثر الكتّاب تأثيرًا في القرن العشرين، وُلِد في 3 يوليو 1883 في براغ وتوفي في 3 يونيو 1924. يُعرف بقصصه السريالية وغالبًا ما تكون كئيبة، التي تسلط الضوء على موضوعات مركزية مثل الاغتراب والهوية وعبثية الوجود. ومن المميز في أعمال كافكا، النظرة المعقدة والمتعددة الأوجه للعلاقات بين الرجال والنساء.

ظروف كافكا الشخصية…

إبراهيم اليوسف

مجموعة “طائر في الجهة الأخرى” للشاعرة فاتن حمودي، الصادرة عن “رياض الريس للكتب والنشر، بيروت”، في طبعتها الأولى، أبريل 2025، في 150 صفحة، ليست مجرّد نصوص شعرية، بل خريطة اضطراب لغويّ تُشكّل الذات من شظايا الغياب. التجربة لدى الشاعرة لا تُقدَّم ضمن صور متماسكة، بل تُقطّع في بنية كولاجية، يُعاد ترتيبها عبر مجازٍ يشبه…