إبراهيم حسو
0
أنا امقت كل الذين يخرجون في مسيرات احتجاجية و يهتفون بضراوة لان الوطن يتعرض للموت و أن كرامته منتهكة و نساءه مغتصبة خاصة هؤلاء الشعراء الذين يعيشون في الدول الأوروبية, و انفلق بحرقة لا مثيل لها من هذا الذي يسمونه (الحياض) من اجل الوطن, ولا أدري ما هو الحياض هل هو حيض المرأة أم حوضها أم حائطها أم حضنها (البارد جدا) و أعتقد انه سيأتي يوم يعرف الشاعر الكردي أن كتابته من اجل كردستان كانت لمجرد لفت عطف الوطن عليه باعتباره صعلوكا و حشرة مرمية في حاويات الوطن القذرة, اكرر: كل من كتب لكردستان فهو شاعر فاشل ويجب محاربته كما يحارب اليوم ضد الإرهاب وغيره من الحروب الوهمية.
1
الشاعر الكردي اليوم ضعيف و ذليل وهو رهن ماض يتسرب من بين أصابعه دون أن يدري, مُلم بحزن لا يضاهيه حزن و ظلمة لا قاع لها عوّد نفسه على البقاء فيهما و كأنه غير قادر على لملمة نفسه ليفكر بالآتي الجديد لأنه لا يرى الخارج إلا ضمن نفسه الحزينة المضطربة إلى درجة كأنه مُصاب بانفصال كلي في شخصيته و في رؤيته للمستقبل و يكاد يكون مشتاقا و تواقا إلى من يكّبله و يقتاده إلى جهل الشعريات (النافرة) المتمثلة في نصوص (جكرخوين) و نثريات (احمد خاني) و بعض شعراء جدد ظهروا فجأة فوق ظهر الثقافة الكردية و اختفوا فجأة أيضا في غياهب الثقافات الأخرى العربية و الأوروبية العريضة ليبقوا ضمنها فارشين أجنحتهم المصنوعة من ثقافة اللامبالاة واللامعرفة ليمارسوا علينا شعريتهم التي تقترب من شعرية صبيانية متعجرفة غير مسؤولة عن ما يحدث حولها من تطور في كل شئ, وهؤلاء الشعراء الذين يبدوا أنهم رغم التصاقهم بهذه الثقافات لم يستطيعوا حتى الآن الغوص أو التعرف على ماهية هذه الثقافات وكل ذلك بمحض قراءاتهم الخاطئة و المبتورة و نتيجة تلك القراءات أصبحت الشعرية الكردية محط سخرية الشعريات العربية و الأجنبية لأنها و بفخر لم تفرخ حتى الآن شاعرا واحدا وصل إلى العالمية و صار اسمه ضمن لائحة المرشحين لجائزة نوبل يمكن الافتخار به قدام ثقافات عالمية, و لا ادري كيف سيحفظ التاريخ هذا الكم الهائل من النصوص الكردية الهابطة و الروائح الكريهة التي تفوح من نفسية شعراءها (الخيلة).
2
الشاعر الكردي هو المسؤول عن خراب سمعة الشعر الكردي و ليست النظم السياسية التي نضع اللوم عليها باعتبارها حاضنة أساسية للثقافة الكردية و الراعية لكل النتاجات الإبداعية التي تظهر في الشتات الكردي.
الشاعر الكردي لا يقرأ لا لثقافته و لا لثقافة الغير و هو ممتن بما يقرأه من سخافات النشرات الالكترونية و يفتخر انه يكتب في الانترنيت و ربما يكون الشاعر الكردي هو الوحيد الذي يفرغ نفسه للكتابة الالكترونية و بامتياز.
3
الشاعر الكردي كائن خرافي و(خرفان) بالمعنى الشعبي و يكاد يكون أكثر من خرافي لأنه يملك كل مقومات الهلوسة و الصعلكة و الخرفنة وعليه المداواة بالطب الشعبي, فقد عانى هذا الشاعر المريض طيلة ألتصاقه بقضايا وطنه البعيد و المنفي ما يمكن بانفصال في شاعريته و الازدواجية في فكره العجوز و أصبح شبه مشلول لا يقوى على تحريك أطرافه وهو أكثر الشعراء العالم رضوخا لتراثه العفن المتمثل في كتابات خرفة لسيدا فلان و سيدا علتان, و سيأتي يوم يحّس فيها الشاعر الكردي الحديث كم كان تراث جكرخوين الشعري (ودون أن أضع الشعري بين قوسين) تحريضا على الكتابة الهذيانية المريضة والمصابة بمرض (الغنائية) المميتة, وكم سيشعر القارئ الكردي الواهم أن هذه الشعرية لم تعد تطاق و أن زمنه قد ولى.
4
إشكالية الشاعر الكردي الحديث أن الشئ الوحيد الذي تعلمه من هفوات أجداده هو (الرداءة) و(السهولة) و(البساطة) و صار جزءا منها لكنه و بشرف أعاد تلك الهفوات بصيغة جديدة يمكن تسميتها (بالحداثة الهشة) التي تفتقر إلى ابسط مقومات الحداثة التي هي المعرفة, و سيعيد هذا الشاعراخطاء الأجداد طيلة حياته طالما أن نظره مازال معلقا في (كيم از) و (هيفي) و مخيلته الإبداعية الشحيحة غارقة في صفحات الويب الالكترونية و الأمسيات الشعرية (التجارية) في قبو الملاكين المزارعين و بعض بيوت السادة السياسيين الذين يريدون لهذا الشاعر أن يكون عريفا لندواتهم السياسية لا يخرج منها الجميع إلا وهم يصفقون و بكل أدب لكلمة الثقافة و الديمقراطية و لقمة الخبز و دون أن يفهموها.
متى كتب الشاعر الكردي الحديث عن الوطن و الشرف و الحرية (المنشودة) تبطل مصداقيته و يصبح كالشاعر الذي يبحث في أكياس القمامة عن شئ يسد جوعه الكتابي المزمن, و ربما الشاعر الكردي هو الوحيد الذي مازال يؤمن بجدوى أن يكون الشعر للوطن و تراب الوطن و سماءه