أجرى الحوار: حسين أحمد
Hisen65@gmail.com
إنه الطموح الكردي الكبير متجاوزاً حدوده (الزمكانية) إلى حيث فضاءات الكلمة الرحبة والمعبرة ليجتاز مساحاتها المثمرة روحياً وأخلاقياً وإنسانياً في عمق هذه الجغرافية المصطنعة من المشرق إلى المغرب. إنها الإنسانية المعذبة بحد ذاتها المتجسدة صارخاً هنا في هذه المناقشة الثقافية والفكرية الهادفة إلى تلاحم وتوددٍ وتوحدٍ من اجل نهضة حضارية مشتركة عمادها الرئيسي الثقافة والعلم وحب الإنسانية المقدسة الذي يدفع الناس إلى التحاور المتكافئ والتي غايتها الأسمى تحرير الإنسان من العبودية والعذاب, وتحديدا المجبولة تاريخياً في ذات هذا الثقافي الشفاف والمعني في هذه السجالية, هو هذا الكاتب الصريح الواضح البعيد عن الأنا المترادفة في شرقنا المتوحش . انه الكاتب والصحفي المصري أحمد طايل.
لنبدأ معه بالسؤال الأول :
الأخ الأستاذ (حسين أحمد)..كل التقدير والاحترام لكم ..أشكركم على اهتمامكم بى وعلى تساؤلاتكم الثرية والقاطعة على إنكم تحملون فكراً وكياناً ثقافياً رائعاً..سوف أجيبك على تساؤلات بكل وضوح وصراحة وأتمنى أن أكون بنفس مستوى التساؤلات …
ج- سؤالك هذا يعيدني بالذاكرة وبطريقة الفلاش باك إلى أكثر من40عاما… بداية أعرفكم بي أولا ..أحمد طايل مصري مواليد 1956 ولدت لقرية من قرى الدلتا المصرية تسمي (حصة شبشير) …وربما تتساءلون لما اذكرها لان هذه القرية قدمت لمصر خاصة وللعالم العربي عامة اسمان من اكبر الأسماء الراسخة والباسقة بعالم الفكر والعلم هما ( الأستاذ الإمام..محمد عبده..المفكر الديني ورائد الإصلاح الديني المعروف ثم العالم الكبير رائد علم الفلك ( محمود باشا الفلكي ) …لذا أنا حريص عندما أتحدث عنها دائماً أن اتحدث بتيه وافتخار وتستحق والله ….ولدت لأب كان مثالا للكبرياء والكرامة والشموخ حريص علي تعليم أبنائه وعلي أعطائهم مساحة من الحرية المقننة المراقبة منه بشدة ضمانا لعدم الخروج على المألوف والاعتياد..فتحت عيناي وأنا بعمر صغير جدا علي أمر معتاد أو بمعني أدق طقس اعتيادي بالسادسة أو بعدها بقليل من الصباح الباكر طرقات الباب الخارجي لبائع الصحف بقريتنا يطرق الباب وعندما يفتح يضع بيد من فتحه الجريدة وكانت لا تتغير ( الأهرام المصرية) .. وحرصه الدائم علي تصفحها والتحدث مع جلساؤه بجلسة بعد العصر عندما يجلس أمام المنزل الخاص بنا ويناقش ويحاور عما جاء بالصحيفة وقد جلست صغيرا استمع لهذه الحوارات والنقاشات ومن هنا تستطيع أن تقول إنها اللبنة الأولي أو البذرة الأولي بأرض المعرفة لدي وبعدها مكتبة المدرسة وارتيادي الدائم لها وحرصي علي القراءة ودخول مسابقات التلخيص للكتب وحرصي على الحصول على المركز الأول بهذه المسابقات …هذه الأمور زادت حب القراءة وحب المعرفة رسوخا وتعمقا داخلي ..وبالمرحلة الإعدادية بدأت انظم الشعر ومن حظي السعيد أن تقرأ بعض قصائدي ببرنامج ( صورة شعرية) بإذاعة الشرق الأوسط المصرية للإذاعية القديرة (حكمت الشربيني) ..ثم تركت نظم الشعر منذ 1987 لظروف ربما تكون خاصة بعض الشيء وأتذكر آخر بيتين كتبتهما دعني اذكرهما من باب الذكريات الجميلة…. (على الجبين كتبت أنشودة حب لم تكتمل..كتبتها للأعين التي بالحب لم تكتمل..لفتى قال ان هذا الحب أبدا يعش… وفتاة قالت أن من الحب أخاف أخاف وارتعش)…بعد ذلك بالمرحلة الثانوية حينما أعلنت مدرستي عن مسابقة لتلخيص كتاب معين واشتركت بالمسابقة وحينما أعلنت الجائزة كنت الفائز الأول وتم ترشيحي للمشاركة بمسابقة المدارس الثانوية بمحافظتي وفزت بالمركز الأول …ثم جاءت لحظة الولوج إلى عالم القصة القصيرة بالإعلان عن مسابقة للقصة القصيرة أيضا بمدرستي الثانوية وتقدمت بقصة تحت عنوان (واستيقظ الضمير) … كانت بمثابة استشرافا للغد المصري والعربي وبانتهاء مرحلة نكسة 67 وانتصار أكتوبر وفزت بالمركز الأول ومن هنا بدأ الاهتمام من خلالي بالتواصل الإبداعي وبحثت عن متنفسات فكرية وثقافية وأخذت أخوض الندوات والملتقيات وبدأت ارسخ نفسي ككاتب من خلال الكتابات والمناقشات وفي ظل هذا التوهج توقفت فجأة بسبب عدم أكمال تعليمي لمستوى أعلى من الثانوي مما اوجد شرخا بداخلي وإصرار المحيطين بي من الأهل والأحباء على أن هوايتي هي السبب…ولعلك تستغرب أنني تغربت عن إبداعي قرابة الخمس عشر عاما لم اكتب سوى الخواطر لذاتي فقط ولكنني كنت حريصا علي القراءة والقراءة للكل من الثقافات والكتاب والأفكار المتباينة…قرأت الأدب الفرنسي والروسي والانجليزي والأمريكي والعربي والمصري لأسماء مرموقة عديدة… وبنهاية التسعينات جرفني الحنين والقي بي ثانية إلى بحر الإبداع والكتابة والثقافة ومن لحظتها ازعم إنني ما زلت أبحر بها وأود أن أظل مبحرا بها وان لا اغرق أبدا..وبدأت مرحلتي الجديدة بالاتجاه لعالم الحوار ووجدت نفسي به لأنه يأخذني إلى عوالم المثقفين والكتاب الذي اثرانى وجدانا وفكرا وإحساساً وأدخلني إلى مساحات الدفء داخلهم وما أعظمها من مساحات مليئة بغزارة من الدفء الفكري والثقافي الذي يتيح لك كيفية التعامل مع الحياة .. أتمنى أن أكون قد أوضحت الصورة من كل زواياها
س2- ما المشروع المعرفي الذي يحمله الأستاذ احمد طايل للإنسانية للبشرية عبر كتاباته وتحقيقاته وحواراته…؟؟
ج- منذ اللحظة الأولى لدخولي محراب الثقافة وعالم الإبداع وحلمي ومشروعي لم يتغير وهو ضرورة الاغتراف والاستزادة من عالم الثقافات واكتساب الخبرات الثقافية المؤهلة لفهم كنية العالم الذي نعيشه ونحياه وان انقل هذه الخبرات المتوارثة والمكتسبة إلى العالم والى القارئ العربي للأخذ بيده وجذبه للإبحار بعالم رحب وواسع يتيح ويعطيه حصانة مؤكدة ضد أي محاولات الاختراق المتتالية ضده وضد هويته وضد انتماؤه وضد ثقافته والمحاولات المستمرة لتهميشه وجذبه إلى فلك يدور به ويبعده عن تحقيق ذاتيته ووجوده…
مشروعي يا سيدي وان كان حلما شخصياً لي ولكنني أؤمن انه هدف ومشروع كل المثقفين المنتمين والذين يلبسون عباءة الانتماء المجتمعي العربي يضعونه نصب أعينهم ولا يتكاسلوا عن تحقيقه واستكمالا لمشروعي دائما أنادي بكل كتاباتي بضرورة وضع تصور وصياغة جديدة للثقافة العربية لابد من خروج مشروع إلى النور يكفل تعريف القارئ العربي بشتى البلدان العربية بكتابه ومفكريه ومثقفيه ورواده ورموزه وضرورة وجود آليات مقننه ودافعة وحافزة
لترسيخ القيم والأعراف والتراث المعرفي العربي ..آن الأوان لصناعة ثقافة عربية موحدة تكون بمثابة تعويضاً ولو معنويا بشكل مؤقت عن حلم الوحدة العربية الذي صار ضرباً من ضروب الخيال.
س3- في هذا الشرق الصعب بكل تركيباته وتعقيداته.. ما هي الصعوبات التي واجهتك خلال الحوارات والتحقيقات التي قمت بها مع الأدباء والشعراء في العالم العربي …؟
ج- هناك أمر لابد من الإشارة إليه أن هناك فارقا بين حوارا تجريه بشكل مباشر وبين حوار آخر تجريه من خلال شبكات الانترنت ..الأول يعطيك مساحة كبيرة أن تستنبط أسئلة أخرى وفورية خلال الحوار المباشر وجها لوجه أما الحوار عبر التكنولوجيا فهذا مؤكد أمر لا يدع لك الفرصة لاستنباط أسئلة أخرى بالتالي عليك أن تبحث وتنقب عن هذا المبدع وهذا الكاتب لكي تكون قادراً على إعداد تساؤلات واستفهامات تراها أنت كمحاور قادرة على التعريف الجيد به وبكتاباته وبفكره ..وهذا وجه الصعوبة .. إذا لابد لك وأنت تتحاور أن تكون قادرا على استفزاز واستنفار المتحاور معه بأسلوب رقيق وبشكل اقرب إلى علم النفس الذي يتعامل به علماء النفس لكي تكون قادرا علي فتح كل مسامه الفكرية الظاهر منها والخفي لتستخرج كنوزه وثماره الفكرية ولكي تكون بالفعل قادرا على فعل هذا عليك بالتأني والتروي والإمعان الجيد وقراءة عوالم هؤلاء لاستخراج كنوز تنفع من يقرأ ومن يدرس وحينما تصل إلى الثمار المرجوة فتأكد انك سوف تنام قرير الأعين لأنك حققت حلماً وهدفاً ومشروعاً ونلت ثمار جهدك واتحت الفرصة للجميع للاطلاع على جوانب غير مأهولة لدى المتحاور معهم وعنهم..
س4- ما هي آفاق الكتابة عند الأستاذ أحمد طايل وهل اكتمل مشهده الكتابي في هذه التصدعات والإرباكات الشرق الأوسطية بكل جروحه وتأوهاته واشكالياته الكثيرة ..؟؟
ج- آفاق الكتابة يالها من كلمة محتواها كبير جدا ربما تكون اكبر وأكثر متسعاً من مساحة الكرة الأرضية من وجهة نظري المتواضعة الكتابة الحقيقة والتي تحمل هدفا لابد أن تكون آفاقها متسعة بالتأكيد لتشمل الإبعاد المجتمعية الإقليمية والعربية والعالمية وان تحمل بمحتواها الإحساس بالهم والوجع والألم والحلم والأمل والطموح والبحث عن الوجود والكينونة… للكاتب آفاق لاتختلف باختلاف المجتمعات أن يصل حلمه ومشروعه وحلمه للجميع وان يتجاوز مرحلة المحلية وان يصل للعالمية وأنا من المؤمنين بان العالمية لابد من أن تبدأ من الإغراق بالمحلية ولعل دليلي على هذا هو أديبنا ( نجيب محفوظ) … وكتاب عرب كثر مثل (الطاهر بن وطار و بن جلون وسعد الله ونوس ومحمد الماغوط والكونى و الفقيه وادونيس وأسماء عديدة لو تحدثنا عنها لأخذنا ملفات كثيرة تثقل كواهلنا) ..ولكن لنعترف إننا بواقعنا اليوم واخص مجتمعنا العربي أجد أن المسألة أصبحت تحتاج الدخول في صراعات فكرية وتصدى قوى وحاسم وربما باتر للمحاولات المستمرة لاختراق الفكر العربي وجذبه للدوران بفلك ثقافات أخرى ومن هذا المنطلق لابد من التكاتف والتآزر ضد كل هذا …لابد من ترسيخ وتوحيد الأفق الكتابي للمبدع والمثقف العربي ليصبح منهجاً واحداً…الأمر شاق ولكن إذا وضعنا بالاعتبار أننا نحمي أجيالنا من مغبة الاختراق الهادف لمحو الهوية والغاء الكينونة والسمات الخاصة بنا كعرب واننا يجب ان ندافع بشراسة عن تراثنا كان الأمر سهلاً وهيناً.
س5- من الملاحظ أن ثمة تفاوت زمني شاسعاً وواسعاً في الكتابة عند أحمد طايل أي الندرة في الأعمال و الإنتاج الأدبي إلى ماذا يعود هذا برأيك ..؟
ج- سيدي أشكرك علي ملاحظتك الجيدة بالفعل هناك تفاوت زمني واضح وشاسع بين كتاباتي وحواراتي ولقد ذكرت لك إنني انفصلت عن عالم الكتابة سنوات طوال لأسباب أنا أراها بالوقت الحالي إنها كانت أسبابا واهية ولكنني اعترف إنني انجرفت أخاذا بها بالعاطفة وليس بالعقل اما ان كنت تتحدث عن ندرة كتاباتي فأساس قيامي بإجراء حوار أو كتابة مقال هو الثراء الفكري والإبداعي لا لمجرد حشو عدد من الصفحات واسطر كثيرة تتحول على مدار الأيام إلى مجرد كلمات جوفاء وطبول تقرع بدون هدف …الكيف لا الكم هو الأساس الذي أتعامل به عند كتابة الحوار او المقال لانه من الاصح ان تكتب بعدما تمتلك الآليات جيدا ثم تطرح كتاباتك على القارئ ليبدى رأيه وبعدها تعاود الكتابة من جديد مع الاخذ بالاعتبار تصويب ملاحظات ما استنتجه من خلال متابعة الرأى من خلال القراء.
س6- علي الرغم من متابعاتك واطلاعاتك الكثيفة للروايات والقصص سواء ان كانت للروائيين العرب أو للغربيين لكن من الملاحظ ثمة إمالة واضحة نحوالعمل الصحفي أو الإعلامي إن صح التعبير خاصة من خلال الحوارات التي تقوم بها ما رأيك بهذا الكلام ..؟
ج- لك الحق كل الحق فيما ذكرت إنني انتمي إلى عالم المحاورين وأنا أرى إنني من خلال الحوار أكون ملما بكل الأجناس الأدبية وأتعامل معها مباشرة فلابد لي من قراءة القصة والرواية والشعر والمقالة والدراسة حتى أكون قادرا على التحاور والتفاعل مع من أتحاور معه وان كنت انتميت سابقاً لعالم الشعراء والقصاصين مما إعطاني قدرة على التفاعل التام مع كل من يكتب بأي جنس أدبي دون خلل ما الا بالنذر اليسير فان الكمال لله وحده .. الحوار أنا أشبهه بالنص المفتوح الذي نحياه بأيامنا هذه الذي يحتمل كل الأجناس والأصناف الإبداعية الحوار فن أشبه بمائدة تحمل عليها كل ما لذ وطاب من أشهى الوجبات الفكرية وترضي كل الإطراف وتفتح بابا مهما وهو أن تدفع بالقارئ والباحث بإعمال عقله حينما يتابع حوارا ولابد له من أن يكون قارئا جيدا لما بين السطور ومحتواها .
س7- برأيك في أي حقل بإمكاننا أن نصنف الحوارات ،هل هي جنس أدبي بحت، أم ثمة جانب تكنيكي وإعلامي وصناعي أكثر ما هو إبداعي.. ؟ماذا يقول الأستاذ احمد طايل في هذا المسألة الجد حساسة .؟
ج- في الحقيقة بل ومن المؤكد ان الحوارات تندرج تحت الجنس الادبى لأنها أكثر التصاقا بالأجناس الأدبية والفكرية الأخرى تتعامل معها مباشرة وتأخذ منها وعنها إذا هي جزءا من المنظومة الأدبية وليست بعيدة عنها أو لها تصنيف آخر اما انها جانب تكنيكي وإعلامي وصناعي مؤكد أيضا ان كل هذا العناصر لصيقة بالحوار بل ويعتمد عليها اعتمادا كليا فالمحاور لابد وان يملك تكنيك كتابة الحوار والمادة الإعلامية وكيفية صناعة حوار ادبى فكري جيد جدا يقنع القارئ قبل المثقف لان مقياس النجاح أولا وأخيرا هو مدى قبول القارئ العادي للحوار وما يشمله من مادة …أعود وأؤكد ان الحوار جنس ادبى به كل الخصائص الأدبية.
س8- كثير ما نسمع عن مصريين من أصول كردية أمثال : محمد علي باشا و أمير الشعراء احمد شوقي والكاتب الكبير عباس محمود العقاد والمخرج السينمائي الكبير علي بدرخان وهناك الكثيرون من أصول كردية ما تعليقك علي هذا الكلام ..؟
ج- أخي الفاضل لنضع باهتمامنا الأول والأخير ان انتماؤنا جميعا للكيان العربي وأتمنى من كل المثقفين العرب وأصحاب الشأن الثقافي ان يتبنوا هذا الأمر ويؤكدوا عليه ويرسخوه لدى الكل بالعالم أننا جميعا نحمل الهوية العربية وننتمي للثقافة العربية وأيا كانت الانتماءات الثقافات فكلها تصب بمعين واحد اسمه الثقافة العربية أنا اؤكد لك ان الجميع يعتز بالثقافة الكردية التي هي جزء من الثقافة العربية ونعلم تماما مدى رسوخها وعلو مكاناتها وثرائها وان بها من الرموز والأسماء العالية الهامات والقاما ت الكثيرين الذي نشرف بأنهم أولا وأخيرا ضمن أبناء المنظومة العربية وكل ما ذكرت ان كان ينتسب إلى جذور كردية فانه يحمل هوية العروبة قبل أي تصنيف أخر.
س9 ـ أحمد شوقي, حافظ إبراهيم, طه حسين، قاسم، العقاد، الزيات، أحمد أمين، توفيق الحكيم، نجيب محفوظ، المطربة أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وسواهم قامات باسقة في دنيا الأدب مصر.. فأين الأحياء، من هؤلاء الخالدين اليوم في مصر….؟!!
ج- كل الأسماء التى ذكرتها هي قمم إبداعية وفكرية لها اسهاماتها التى سوف تظل نبراسا ومنارات يهتدي بها كل الأجيال اللاحقة لهم مصريا وعربيا وربما أيضا عالميا ولكن الجدير بالذكر والذي لابد لنا ان نؤكده ان نهر الابداع والفكر مازال جاريا ساريا يحمل بطياته من الأسماء الباسقة العالية الشأن الكثير والكثير لان الحياة بكل أطرها لابد من استمرارها لدينا الان وهذا على سبيل المثال لا الحصر وعفوا إذا خانتني الذاكرة … ابراهيم أصلان… بهاء طاهر…خيرى شلبي …صنع الله ابراهيم … ابراهيم عبد المجيد… محمد البساطي … جابر عصفور… محمد جبريل … الابنودي… محمد ابراهيم أبو سنه .. فاروق شوشة… يوسف القعيد … وهناك ميرال الطحاوي …سحر الموجي … نعمات البحيري .. والعديد من الأسماء التى استقبلت الراية من رواد سابقين لهم ومن المؤكد تداول شعلة الثقافة والفكر على أيدي أجيال قادمة من المؤكد انها سوف تكون أكثر حرصا على مواصلة مشوار الرواد وترسيخ وتأكيد الهوية الثقافية المصرية ومن ثم العربية بالتأكيد.
س10 ـ ماذا تعني لك أهرامات مصر…. ؟
ج- من المؤكد ان كل عربي قبل المصري يشرف انه ينتسب للعروبة التي انتسب لها أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب فهما يؤكدان على ان للعرب اسماء شرفتهم وشرفت مصر وانه كانت لها الريادة بتقديم مثل هؤلاء الأسماء الباسقة..اما عن الأهرامات فهي رمز العزة رمز الكبرياء رمز العطاء ودلالات واضحة على ان الإنسان المصري العربي قوى الشكيمة معتز بوجودة مصر على شموخه وعلى وجودة والتأكيد على استقلاليته وان له ارادة معبرة لا يكبلها احدا أو يحكم عليها بالانغلاق او الانعزال.
س11- هناك من قالوا بان الشعر يولد في العراق ويترعرع في بلاد الشام ويموت في مصر ماذا تقول في هذه المقولة أو الظاهرة إن وافقت علي التسمية..؟؟
في الحقيقة ان هذا السؤال الذي هو بمثابة طعنة عنيفة كيف يطرأ على ذهن اي مواطن بالمعمورة كلها ان يقول مقولة مثل هذه …مصر ياسيدي هي الكيان الذي تتبلور من خلاله العروبة باكملها الريادة بكل شيء تبدأ من مصر ..مصر هي منبت الشعر والقصة والرواية والنقد والأدب والثقافة … سيدي مصر مثل العراق مثل سوريا مثل كل البلدان العربية شريك أساسي بكل المناحي الثقافية …مقولة لا يجب ا ن تقال او تعاد أو تكرر ثانية لأنها تشكك بالعرب جميعا قبل مصر وهذا امر مخطط له من قبل من يتربصون بالعرب
س12- هل لأحمد طايل صلات مع مثقفين أكراد؟ وما رأيك بنتاجهم الأدبي بمختلف أجناسه ؟
ج- من خلال الانترنت تعرفت وتواصلت مع البعض منهم مثل أجرائي حوارات مع (خلات أحمد… فرات اسبر… نارين عمر) … ومن خلال هذه الحوارات أيقنت وتأكدت من قوة وثراء الثقافة الكردية وبمختلف الأجناس الإبداعية وان كنت ابحث عن سبيل لقراءة تاريخ الثقافة الكردية ومراحلها ورموزها لدى علم بان التراث الثقافي الكردي والموروث الشعبي سخي ويحوي منظومة كاملة لها ريادة ولها رسوخ قوي اتمنى ان اجد من يأخذ بيدي ويقربني من عالمها ومن رموزها لأضيف إلى ثقافاتي علو وشأنا.
س13- الكلمة الأخيرة لك…. لك حرية التعبير عما تضيف، مع جزيل الشكر والامتنان:
ج-كل ما أريد قوله إنني اتمنى ان لا يشعر مبدع وكاتب ومفكر بأي غربة او يبعد بمسافات عن كلمته وان يتسع سقف الحرية للجميع لأنهم أول من يشعرون بالآلام الخاصة باوطانهم وأتمنى أن نعاود ريادتنا للثقافة العالمية … أتمنى ان نعبد فتح كنوزنا الأدبية وتوفيرها لأجيالنا للتعرف على الجهد الذي بذل من اجل تراث وثراء أدبي فكري رائع يفخرون به … اتمنى أن تنفتح الحدود الثقافية بين الجميع وان نعرف الجميع من الأدباء والمبدعين بشتى أركان بلدنا العربية.
—–
الحوار خاص (بموقع ولاتي مه)