بين هلالين دائماً :
لم أخف فرحي، حين وقعت عيناي على كتاب الدكتورحزني حاجو ( أتذكر: : Tê bîra min)، والذي صدر حديثاً (هذا العام 2007)،عن دار نشر آفستا، في استنبول، وفي ثلاثماثة صفحة من القطع الوسط، وبحروف ناعمة، وغلاف له صلة بالكاتب بالذات.
لكن ، لماذا البدء بعنوان حِصنيٍّ (من الحصن)، إن جاز التعبير؟ لماذا الهلالان ابتداءً؟
لأن ما أعتبره باستحالة البت في موضوع مفصلي ما، على أنه الحقيقة، يتطلب مرافعة فكرية، ذات فضاء تأويلي، يسمح لأكثر من وجهة نظر بالحضور، بعيداً عن القطعية السالفة، وهذا يذكرني بمفهوم الـ( إبوخ: التعليق) الهوسرلي الألماني، لأن ثمة ما يجب التعرض له نقدياً:
أبدأ بالغلاف، والغلاف بوابة اعتبارية، تجنّس الكتاب، أو تؤانسه مضموناً، وقد تلوّح بانطباع في انتظار قارئه، لا يُعرَف طبيعة، فالغلاف نديم العنوان، أو غريمه، بحسب نوعية الرهان على كل منهما، بحسب نوعية التفكير عند كل من الكاتب والناشر هنا، ومدى تواصلهما كتابياً.
يندرج الغلاف في صلب الموضوع، بالقدر الذي يترجم بعضاً من معتقد كاتب سيرته:
أسفل الصفحة، ثمة صورتان، تمثلان والديه: Haco ûsivê، و Efîfa Cemîlê Çeto، وهما واضحتان بملامحهما، بينما في الخلف، فثمة ما يغطي نصف صفحة الغلاف، تكون صورتان أخريان، وهذه المرة لكل من Hacoyê الثالث الذي هبط إلى أسفل الخط، كما هو المتعارف عليه سنة 1926، وزوجته Xedîca Ebenê، وهما أكثر بروزاً، وفي الزاوية اليمنى من الكتاب، وفي الأعلى، تأتي صورة مصغرة للكاتب ذاته، نصف جانبية، وهو ينظر باتجاه مركز ما، كما لو أنه يعاين محوراً ، بنوع من التأمل والمكاشفة( وأظنها مقتطعة من صورة مشتركة، تجمعه بالدكتور محمود عثمان، تعود إلى سنة 1999، كما هي منشورة في الصفحة259، حيث الموقف يختلف هنا، عما هو الحال عليه هنا مفرداً)، وهي لقطة مختلفة ، سواء بمشهديتها، أو باعتبارها صورة لشخص قادم من الخارج، أو يستشرف بوابة تاريخ ما، إنما وحيداً، لئلا يكون الموازي ربما، وهو دون زوجته، ابنة عمه Gulşa. إنه ترتيب، له اعتباره من منظور سيميائي، أو علاماتي، وربما، لا يكون لهذا الترتيب، مثل هذا التحفيز السلالي المباشر، أو التراتبي، أو المقاماتي، ولكن السؤال الذي يبقى معزّزاً لخاصية فضول معرفية، هو: ماالذي يستبطنه هذا الترتيب “الغلافي” ؟
إنه الغلاف الأول الذي ينفتح، مباعداً ما بين نصفي قوسيه، تاركاً غيمة السؤال طائفة في سماء الذاكرة، كما هي أرض التقديرات الاجتماعية العُرفية العائلية تماماً،ولتكون الواجهة المرئية، عتبة مقاربة للكثير مما ورد في مضمار الذاكرة الخاصة بالكاتب: بداية ونهايةً.
وما يخفّف من وطأة السؤال الاستكناهي لفحوى المقروء البصري غلافياً، هو ذلك التوضيب الأخير لجملة الصور التي تخص الكاتب، أو ملأت بمقادير متفاوتة صفحات من الكتاب، وقد وردت، باعتبارها لسان حال بصرياً، للنظر في أحداث وردت، أو تمت الإشارة إليها، يمكن التوقف عندها في حدود الرؤية الحسية، وليس القراءة البصرية هذه، إلا ذات الصورة وهي تتضمن أكثر من محاولة لبقاء الزمن في دائرة الممتلَك البصري، أو الشعور بشفاعة زمنية، بيفاعة ذات شبوبية، تحققها ذات الصورة الملتقطة، وتُري ما يمكن تقبله واقعاً، من قبل المتابع للمدوّن في الكتاب.. يمكن أن يشكل تصعيداً بمكونات فكرة، منخ خلال مكونات السرد السّيري، إلى جانب أنها، تستثير أسئلة أخرى، عن خاصية الصور هذه، دون غيرها، تشير إلى الجانب الشخصي للكاتب، وعلاقاته. مثلاً، لا صورة مشتركة مطلقاً، للكاتب مع أنثى أخرى، أنثى غير محددة (صديقة جامعية، على أقل تقدير)، وهنا لا أعتقد البتة أنه اتخذ مسلكاً رهبانياً في علاقاته ذات المدى الواسع، أوربياً على الأقل ثانيةُ، وما يعنيه هذا التصميت “الصوري”، وتلك الصفة الذكورية التي تغلب على مجمل الصور هذه. كما الحال مع شريط السيرة الكتابي، وخلوه تماماً، من أي إشارة إلى علاقة من النوع السالف؟؟
ومنذ البداية، تأتي كلمة صاحبه عصمت شريف وانلي، وهو القريب منه، والمعروف من قبله منذ سنة 1950، وتكررت لقاءاتهما في أمكنة مختلفة، مقدمة للكتاب. إن الصفحات الخمس التي استهل بها الكتاب، كانت نوعاً من تكرارمعلومات وردت كثيراً في ثنايا الكتاب، وعلى لسان المؤلف. أن يبدي موقفه من كتاب المقرَّب منه،من الأثير عنده، كان يمكن أن يأتي من زاوية أخرى، لا ينطلق منها، أو يقترب منها الكاتب، من باب الجدة، قبل كل شيء، ولأن ثمة نوعاً من الإملاء القيمي، يمكن تلمسه بجلاء، يزكّي الكتاب، بقضه وقضيضه (يتذكرالدكتورحَزني حاجو معايشاته في الأجزاء الأربعة من كردستان وفي أوربا، ويكتبها بلغة بالغة الطراوة والحلاوة، حيث تشدنا إليها باستمرار، في الأسلوب الأدبي المعتمَد، إذ يلاحَظ أنه مطَّلع على الأدب الكردي الحديث، وأنه يجيد الكتابة الكردية المعاصرة، بقواعدها، والمنتشرة في الشمال. ص 7).
ربما كان المدوَّن هنا، مختلفاً، باعتباره ممكن الأخذ به، ولكن دون إطلاق، لأن قراءة السيرة الذاتية، ومن خلال تقديرات ذاكراتية لاتخفي على الفطين، ما لسياسة الكتابة، وفن التقاط الصورة الوافرة القيمة، واللحظة المطلوبة، من معنىً يُراهَن عليه، أي أن ما عايشه في الأقجزاء الأربعة، ليس بذلك التساوي الحسابي، فالحديث عن كردستان الجنوبية والشرقية، جارٍ التركيز عليه هنا.
وربما، أيضاً، كان ما حاول عصمت الوصول إليه، وهو نهاية معتبرة للمقدمة، قابلاً للتداول، وأعني بذلك ، قوله (عندما نخضع مراحل حياة هذا الإنسان الكردي للمعاينة، نرى، أنه، في الواقع، ليس طبيباً فقط، وإنما أكثر من ذلك، نبصره مثقفاً مناضلاً يهمه تحرر شعبه ووطنه، والذي سلك متبصراً، هذا الطريق المقدس)، وبعد ذلك، لا نتلمس فيه ذلك الباحث (عن منصب رفيع، أو أنه يريد أن يكون في الواجهة…الخ . ص 11).
تلك هي وجهة نظر لكاتب، وسياسي آخر، لا يخفي طابع الود والمعايشة المشتركة، في مبادىء كثيرة، تقرّب بينهما، من الخلوص إلى نتيجة كهذه، تتطلب المزيد من المتابعة والمساءلة أيضاً، إنما دون التقليل، من تاريخية أي كلمة، وما يمكنها أن تشكّل معبراً لرؤية أمور كثيرة كردياً.
بين هلالين، خارجهما:
عناوين فرعية كثيرة، منحنيات، لا يمكنها ضبط الخطى، في تتبع مسالك الرحلة الحياتية، مشاهد ليست مكشوفة لتمنح القارىء (والذي يعيش حالات ما، مشابهة)، ذلك الهدوء في التقاط الأنفاس، لأن الموضوع ينفتح على أكثر من شرفة رؤية، لأكثر من حالة، ومن زاوية تشكل لسان حال فرد، من مجتمع، يستوجب تدقيقاً في الكثير مما يرده: شهادات عيان، أو سواها.
إذ بالقدر الذي ينطلق الكاتب من قريته Otilce، ويعيش طفولته فيها وخارجها، في القرى المجاورة، في بلدة تربسبي، وقامشلو، ممتداً بحياته صوب حلب، دمشق، لبنان، أوربا، العراق، وأجزاء مختلفة من كردستان، وفي أكثر من اتجاه: حركة وارتحالاً وتنقلاً، في أكثر من مرة، بالقدر الذي تتحول رؤية تتبع الأثر، إلى حوار في محيط مترامي الأطراف، لكن ما يسهّل على القارىء تتبع الأثرذاك، هو وضوح الطريق، فالكتابة تتخذ طابعاً حكائياً، والخطاب السياسي في المجمل، هو الذي يعتبَر المادة الرئيسة التي يريد الكاتب نسجها، وإعلام القارىء بها.
العناوين الفرعية خمائر تحدد موضوعاتها اللاحقة، ولو بإيجاز:
(خطوة باتجاه اللغة الأم) وضمناً: ذكريات البداية- التكنولوجيا تصل قريتنا- تعالوا معي إلى الصيد- في تربسبي… (التعلم في لبنان)، و(صوب الحياة الرحبة)، و(المرة الأولى في جنوب كردستان)، وضمنا : للمرة الثانية أرى فيها الزعيم البارزاني- ملا مصطفى بارزاني- للمرة الثالثة- الحرب مجدداً- ما تخوَّفنا منه وقع.. (قطع حدود ثلاث)، وضمناً: الفخ الذي في مدخل الباب- مكوثي الأخير في المانيا- أتعرض للحصار…(للمرة الثالثة في الغربة)..
عناوين متداخلة، متشابكة، شائكة، شائقة بمقدار، لكل عنوان تواريخه، من خلال تقديم تاريخ وتأخيره، كما هو الشريط الفيلمي، بنيّة توضيحة الصورةَ الحدثية أكثر، هي التي تتطلب المزيد من الوعي الربطي.
ولكي لا أضيّع نفسي في متاهة العناوين، والمكابدات المختلفة، وكما سعى الكاتب، بيقينه السّيري وثقته، إلى اتخاذ نقاط استناد للكتابة: مايريد أن يشير إليه، وما يتركه لذاكرة القارىء المكانية، ما يسميه، ويترك المجال للمساءلة عن نوعية التسمية، ومغزاها… الخ، سأتخذ نقاط ارتكاز بحثية لي، بالمقابل، ليس بمعنى الاختزال، فقد قرأت الكتاب من ألفه إلى يائه، ولكي أستطيع التحرك، ولا أثير غباراً، أعتَم على مقول قولي، أؤكد مباشرة، على أن حزني، وكما رغب في التعريف باسمه، ومع حفظ اللقب دائماً، لا يمكن تجاهل ما قدَّمه من عمل مثمر، يليق بكردي تاريخي، كما هو أي امرىء، معنيٍّ بتحولات مجتمعه، وباحث عن الأفضل له، لشعبه، ولما هو انساني، في الجانب التعليمي، والكفاحي، وخصوصاً في جنوب كردستان، وفي المشافي الكردية، ومع البيشمركة، وفي سبيل القضية الكردية، بدايةً، وهو في ريعان شبابه طالباً جامعياً وسياسياً كذلك.
أما مسألة التواريخ، والأحداث التي سميت من خلاله، وطبيعة العلاقات، فتبقى جديرة بالمتابعة، إنما من قبل مَن لهم باع أكثر في هذا الشأن الوثائقي: الجغرافي- العقائدي- البشري …
ومنذ البدء، لا شيء يعني المرء أكثر من لغته، والكردي، أكثر حاجة، لطبيعة ظروفه المأسوية بالتأكيد (السبب الرئيسي الأكبر الذي حثني على كتابة ذكرياتي، هو هذا الحب- وبكلمة أصوب- عشقي المفاجىء للغة الكردية. ص 15).
طبعاً، لا مساومة في هذا المنحى، ولا رهان على ذلك، إنما لا مجال في أن حباً كهذا، لا يمكن أن يكون مفاجئاً، كما هو التعبير الوارد والصريح، وهو منذ البداية، يشير إلى ذلك الشعور الفجائعي بالكردي مقاماً وعلاقات ونظراً إليه، وإلى لغته من قبل الآخرين، وأن المعايشة اليومية هذه، لا بد أن تكون الخميرة النامية، في إذكاء الشعور السالف، وما يشير إليه، عندما يتحدث عن ابن عمه الشهيد في صفوف الـPKK، سنة 1994، أي نايف حاجو، يعزز الشعور هذا أكثر (الخطوة الأولى التي دفعت بي إلى الأمام صوب الكتابة كان ذكرى نزيل الجنة ابن عمي نايف. ص 16).
خطوط السكة:
ليست خطوط السكة هي الأرض، بقدر ما تمتد فيها، في اتجاه معين، ووفق حركة منتظمة، وما لجأ إليه حزني، كان انتقالاً في أرض مختلفة التضاريس، نظَّم رؤيته الكتابية في جهاتها.
الكاتب، يشير بداية، إلى النقطة التي لا بد أن تشغل بال الكثيرين، عن سبب تدوينه لسيرته، وهو بذلك، يقدر المتوقع، وما يمكن أن يستثار أكثر من ذلك، لهذا يؤجل، كما يظهر، ما يعنيه، كذات، إلى ما بعد، ليقول لاحقاً، معرّفاً بذاته، كما يرغب في النظر إليها من قبل الآخرين (حياتي كانت حياة عادية، لكردي عادي. وما رأيته، وما عايشته، أقل مما عاناه الملايين من الكرد. إن الكثير مما حدث معي في حياتي تنوعاً واختلافاً وتحولاً، ليس ببعيد كثيراً، عن حياة الملايين في هذه القومية المضطَّهدة والمستعبدَة. ص 21)، إنه تصريح باعتراف ، مثلما هو ترجمان تواضع! ومن ثم لتأتي الكتابة عن سنة الولادة وكيفية ظهور الاسم الشخصي لاحقاً (ولدت في 23 نيسان 1940، وقد كان اليوم هذا مشهوداً، كون جدي حاجو، أسلم الروح قبل ولادتي بيوم واحد. ويقال أنه في اليوم ذاك، عم حزن كبير وثقيل الوطء كامل منطقة الجزيرة في الغرب والتي تقع في الجهة الشرقية من سوريا. وعندما كبرت فيما بعد، أعلمتني أمي أنني في الفترة تلك، كنت مهملاً وبائساً كثيراً.
لقد بقيت دون اسم، ولفترة زمنية طالت نسبياً. وحيث أراد كل من أبي وأمي، أن يسمّياني باسم جدي، إلا أنهما ما كانا يجسران تأكيدَ من هم ذوو نفوذ في العائلة. والذي حمل اسم جدي، كان عمي الأصغر. وفي المحصلة، وبسبب الحداد على جدي، سموني حزني. وأنا لا أعلم، لماذا لم يسموني شينو، أو غمكين. ص 22)، طبعاً، الاسمان الأخيران، يعنيان الحزن أيضاً بالكردية. معايشات الكاتب،تتتالى من عالم الطفولة، حيث الانتشار وفق رغبات تفترضها بداية الحياة، تتنوع هنا، وبدءاً من قرية (آلا رشا Ala Reşa)، حيث لا يمكن وضع ترجمة دقيقة للاسم، أهو (علم رشا)؟ لأن الاسم يبتدىء بالحرف الكبير، وهنا، لا يمكن التكيف مع الاسم بالذات، لأن اسم (رشا)، يصعب تداوله في الوسط الكردي، وخصوصاً في الفترة تلك، فالاسم الأقرب هو، ومن حيث المعنى (إنه العلم الأسود)، هنا، تأخذ الحياة مجراها (باشرت التعلم، في قرية آلا رشا، والتي تطل على نهر الجراحCerehê ،تبعد من اثنين ، إلى ثلاثة كيلومترات جنوب الحدود التي تفصل شمال الوطن عن غربه. ص 23).
هنا يتبلور الوعي الطفولي المكاني النسب، من خلال صحبة الطفولة من عائلته، من خلال السباحة في مستنقع القرية gola gund (23)، ودون النظر في وساخته، وسط روث الجواميس (جواميس العائلة)، ومع أخويه (فيلزور Feylezûr، وخورشيد)، ووحديث عن تواريخ تشكلت، كما في الموضوع المتعلق بقرية تل شعير (في قرى الجزيرة، ربما كانت مدرسة قرية تل شعير هي الأولى تشييداً، لكن لم تعمّر مدارس في المنطقة، قبل مدارس قرانا، في معشوق، آلا رشا، ديرونا قلنكا na Qulinga Dêrû، تربسبيTirbespiyê ، اوتلجه، مزكفته Mizgetê، بالإضافة إلى قرانا الأخرى، إذ كان أبي يقول للقرويين:
– ليرحل عن القرية، كل من يمتنع عن إرسال أولاده من البنين والبنات، إلى المدرسة. ص 26). ثمة حديث يناسب رعبات الطفولة، واحتياجاتها النفسية، وهو حديث الصيد ، وبتلهف (ص 31). هذا الوعي سرعان ما يخرج، وكما هو مقروء، من سياقه التناغمي مع المحيط، مع الذات، والآخر، وعندما يحل طالباً في المرحلة الإعدادية، وفي قامشلو، ويلتقي بتمايزات ذات منشأ قومي تنابذي، خلاف الوضع في منطقته (في قامشلو، كان تعليمي في المرحلة الإعدادية ” المتوسطة”. في المدينة هذه، وفي المدرسة هذه، تلك كانت المرة الأولى، التي كنا نقول فيها نحن الطلاب لبعضنا بعضاً، هذا طالب كردي، وهذا عربي. في آلا رشا، وديرونا قلنكا، وتربسبي، ما كانوا يتميزون هكذا. ص 40).
وفي سياق الحديث عن أمور خلافية، وانقساماتية، ينهض حديث، يكون، في الأساس، في انتظار، عمر متقدم، ولكن الكاتب، بسبب ما يرى، سرعان ما ينكفىء على نفسه، وينكأ جراحاً لم تندمل بعد، جراح الشعور بالذات القومية وبؤسها، ودور المعنيين في ذلك كردياً، وسلبيات العلاقة في مضمار الوعي الذاتي الكردي (صحيح، أن أحزابنا أيقظت الشعب قليلاً في مجال التاريخ والمشاعر القومية وحب الوطن، ولكن المؤسف، هو أن قادة تنظيماتنا، لا يستطيعون تحرراً من ربقة العشائرية التي تأصلت في رأس كل من الأمير، والبك Beg، والآغا.صً 42). ولعل الحديث الذي يمتد طويلاً، وعلى مدى صفحات تترى، بحيث يتوقف الحديث هذا، عن أن يكون منتسباً إلى خانة (أتذكر)، هو ذاك الذي يتعلق بما كان يتردد، وما زال، كما أظن، عن عشيركا هفيركا Hevêrka، والتي ينتمي إليها الكاتب، وبزعامة حاجو آغا، وكيف ينظََر في دور حاجو في الموضوع، وصلته كشخص عادي، ما كان يلقّب بآغا، ودور حاجو في المنطقة، وعلاقته بالدولة التركية، ومساهماته في الحرب الدائرة ضد الأتراك, وصلته بانتفاضة الشيخ سعيد، وما قام به من دور في جمعية خويبون، وموقف الشاعر جكرخوين السلبي منه، وكيف كان يتعامَل به، مختلفاً، تقديراً لمكانته، وخلافه: الشاعر هجار موكرياني Hejar…الخ. إن ذلك يشكل مبحثاً آخر، لا صلة له، مباشرة، بنوعية (أتذكر)، وهنا أتذكر كتاب الدكتور نورالدين ظانا (حياتي)، حيث كانت الصيغة الفكرية والسجالية أيضاً وجهين لعملة واحدة، هي التاريخ، ورغم أن حزني، يلجأ إلى وقف سيرة حياته، ويرجع إلى الوراء، وكيف انحدر حاجو الثالث، من شمال الوطن إلى جنوبه، قبل ثمانية عقود زمنية ونيّف، والمواجهات التي حدثت، على أكثر من صعيد،لأسباب قومية وغيرها، تم التعبير عنها، بحسب نوعية العلاقات الاجتماعية السائدة وقتذاك، في المنطقة، ومسار الدين في ذلك…الخ، فإن ذلك يشير إلى حرارة التاريخ، وسخونة العلاقات القائمة، وأن الكاتب، يقدّر بجلاء، مدى توتر المواقف، أو طبيعة الذاكرة (الملغومة)، في هذا المنحى، وأنه- أيضاً- بذلك يمارس نوعاً من وضع نقاط استناد لذاكرة لا تخصه مباشرة، بقدر ما يمارس قراءة في قراءة، سرداً عن سرد، وأن كتابة من هذا النوع، حيث لا يمكن التقليل من أهميتها، وهو يعتمد على أكثر من مرجع تاريخي طبعاً، تظل في مسيس الحاجة إلى إفراد مبحث آخر، كما أرى، لتكون للكتابة هذه سياقاتها التاريخية الأخرى، ولكن ،وكما يبدو، فإن الكاتب، وهو في معمعان الحدث التاريخي، وتداخلاته المكانية، ومؤثرات النسب بالمقابل، يجد نفسه متحمساً لإثارة موضوع، في غاية الخطورة (أهمية)، وخصوصاً، أكثر، عندما تنبري لغته، في اندفاعتها الجهوية (في أكثر من جهة)، وهي تمارس تعريفاً بالتاريخ العائلي، وبالعشائري الهفيركي، رداً لغبن متصوَّر، متعرَّض له، وتفكيكاً لحقيقة مطعون فيها، أي، في محاولة لإعادة الأمور إلى نصابها، وهو في طبيعة الكتابة هذه، لا يخفي معاناته، في البعد السجالي، موحياً، في الكثير مما استثير هنا، أن ثمة اتهامات، وأن هذه ليست صحيحة، تطال العائلة بالذات (حاجو الثالث، في المقدمة)، وأن اللغة السجالية، أحياناً، تلغم الحدث أكثر، بقدرما أن محاولة تحليل الذهنية التي تفرز من النوع المذكور، سلباً وإيجاباً، وحضور العشيرة، وما يمكن أن يقال عنها، حقائق تسوَّق هنا وهناك هي المحاولة الأكثر واقعية، هي الأكثر ضرورة اعتماد، وفي منحى آخر، لا تكون لغة السيرة، مؤثرة في تلوينها تاريخياً، كثيراً.حزني، لا يخفي موقفه من المكان، وباختصار، واختلافه عن سواه، فالأمكنة ليست واحدة، كما يقول تحت عنوان (صوب العالم الرحب)، بداية انطلاقته إلى أوربا للدراسة (هيأت نفسي للسفر إلى أوربا، من أجل الدراسة، في شتاء 1962. ص 95)، والأحاديث تطول عن مشاهداته، وأنشطته الطلابية المختلفة، ومن تعرف إليهم هناك. إن الدكتور محمود عثمان، يتكرراسمه كثيراً في كتابه، وله مكانة لافتة عنده (ص 150، مثلاً)، ولاحقاً، ما يقوله عن الفنان الراحل محمد شيخو، عندما كان في بداية سبعينيات القرن المنصرم، في جنوب الوطن وشرقيه، طبيباً يعمل في أكثر من مشفى كردي، وتحديداً في سرسنكهSersengê ،مثلاًهنا، وهو يرحّب بمحمد شيخو (ص 197)، وما عايشه ورآه، بعد الانقلاب البعثي العراقي الصدامي على الكرد، ودور السافاك، أيام الشاه، في التنكيل بالكرد (كان صدام همجياً، والأتراك كانوا أكثر همجية منه، إنما كان الشاه وسافاكه” عناصر مخابراته- توضيح من المترجم- معلمي الهمجية.. ص 215)، ويبقى موقفه من المرحوم ملا مصطفي بارزاني لافتاً، من ناحية التقدير الكبير له، وهو الذي التقى به أكثر من مرة (لا شك أن ملا مصطفى بارزاني كان زعيماً على غاية من الفطنة، أظهر في الأمور العسكرية، أنه كان صاحب وعي ذات فطرية، وقد غلب أعداءه بسلاح بدائي كثيراً، سواء كانوا من العشائر الكردية، أو من الأنظمة التي حاربته. ص 220). وربما كان اهتمامه بما هو سياسي، عاملاً في عدم إيلاء الأمور العاطفية، ذلك الاعتبار اللافت، فحديثه عن زواجه، جاء عادياً، إلأى حد ما (في العشرين من نيسان، عام 1977، كان اقتراني بـ Gulşa. حيث أقام لنا أولاد وبنات العمومة وأصدقائي من الكرد والألمان حفلاً بهيجاً. ص 339)، أو أن الموقع العائلي له دوره هنا، بالنسبة للبوح بما هو عاطفي، ومدى انغكاس ذلك على سيرورة الشخصية في المجتمع.
وتشكل علاقاته بـ PKK، نقطة انعطاف تاريخية، وكيف التقى بأوجلان (ص 246)، وقد كان آخرون من آل حاجو، معه في هذه العلاقة، كما في حديث عن لقاء عميه çeçan وابراهيم به (ص248)، وما جرى معه، وهو يفتتح مشفى نافذ، تيمناً باسم الراحل الدكتور”أحمد نافذ”، في قامشلو، أو ما واجهه من تحديات، أو أشيع عنه سلباً، ماعاناه على أكثر من صعيد( بدءاً من ص: 249- 272)، وما ظهر من حقائق فيما بعد، كما يكتب، وتحت عنوان (لايمكن إخفاء الرمح في الكيس)، كما يقول المثل الكردي (artin Rim di çiwêl de nayê veş، ص 272).
إن سلسلة المضايقات التي تعرَّض لها، ومنها التهديد بالقتل، كانت سبباً للتوجه إلى أوربا مجدداً، وكان ذلك في (15 تموز، سنة 1995، وبعد أسابيع ثلاثة، وصلت Gulşa مع الأولاد إلى السويد ، ص 290)، ولتبدأ معاناة مشتركة، وتنقلات بين السويد والنرويج وغيرهما، ليعطى حق الإقامة لاحقاً، وليكون آخر الكلام، هو المتعلق بإطلالة على الجاري كردياً، ولكن الجامع المشترك، هو في قوله (إن واقع الشعب الكردي في عمومه، يبعث على التفاؤل.. ص 298).
أكررهنا، وقبل أن أنتقل إلى إبداء جملة ملاحظات، لا تقلل مطلقاً من أهمية الكتاب، في الحالتين: الضدية وخلافها (فالضد يعرف حسنَه الضد، كثيراً)، لمن يدقق في وجوه التاريخ، وليس في وجهيه فقط، حيث أقول، على أن قراءة الكتاب، تشكل مدماكاً ذا مكانة، وحاجة مؤثرة، لتفعيل حدث محلي خصوصاً: ثقافياً، تاريخياً، اجتماعياً، قومياً، ذاتياً، وما حاولت الإشارة إليه، في كتاب، سيكون له موقعه، في مجاله، بالتأكيد، ربما كان، مساهمة قرائية، لا تخفي قلقها الوجداني على الجاري، ومثلما لا مشاطرتها، للكثير مما آثر الصديق المعرفي حزني ، قبل كل شيء، وضع اليد عليه، مأخوذاً بذلك الاختصاص (بصفته جراحاً)، على أنه الأكثر أهمية في الجسد، من وجهة نظره، وليس سواه، إنما باختلاف.
هل من محاولة لنزع الهلالين:
قبل كل شيء، لا أخفي غبطتي بلغة حزني، وبساطتها، وفي هدوئها، رغم أنه لم يدَّخر جهداً، في توتير اللغة هذه، هنا وهناك، من خلال تناوله لموضوعات، تؤلب مشاعر ضد أخرى، أو تسخنها، ولعل في ذلك، بعضاً من رباطة الجأش، لقول المزيد، والانتقال من فقرة لأخرى، كما لو أن الجاري التحدث فيه، هو في المستوى ذاته، مثلما أنني حاولت تتبع اللغة هذه، حيث أن صاحبها، يشدد على استخدام مفردات محلية، وحتى في تجاوز المحلية، كما في جمعه أحياناً بين ابن العم Kurap، وKuram، وهما سواء، وإشارته إلى مجالس الأنس والطرب الشعبيين، وكيف أن الكاتب انتقل من مضمار إلى آخر، منسجماً مع ذاته، وهو يكتب المعلومة التي تعنيه، من زاوية اعتبارية خاصة، ولكن القراءة في الأثر المكتوب، في أثريات التذكر الكردية هذه، أعني بذلك: القراءة التي تشاطر الكاتب همه الذي استند إليه كردياً، وبتنوع مفهومه، لا أظنها، تأتي من منظور المثلثات المتساوية الأضلاع، إنما مختلفتها، كما في النقاط التي سجَّلتها هنا:
متى بوشر بكتابة أثريات الذاكرة هذه، ومتى أنجِزت؟ لا جواب حول ذلك، مثلما لا تحديد لمن ساهم في الكتابة، في التذكير، أو في المعلومات، وخصوصاً، حين يكتب في أكثر من صفحة، من باب التخمين بـ(حسبما أذكر، كما أذكر، لا أذكر بالضبط..)! المذكرات تتوقف عند نهاية 1998، في المجمل، فهل هذا يعني أن العمل منجز منذ تسع سنوات تقريباً؟ لتكون تلك الإشارة إلى واقع الكرد، وما يمكن أن يتحقق لهم مستقبلاً، في خانة التوقعات؟ والكتاب مطبوع السنة هذه (2007)! إن قراءة الكتاب، تظهر أن ثمة الكثير من الأمور مسماة، في ضوء الراهن، وأن عدم الإشارة إلى ما بعد الفترة المذكورة، ربما، كان السبب الأكبر وراء ذلك، هو وجود الكم الكبير من التحولات أو لنقل: التمزقات الكبيرة في الجسد الكردي سياسياً واجتماعياً وثقافياً، الأمر الذي يعني، تغيير الرؤية المنهجية كلياً في الكتابة، وما تخللها من هناءات النظر الذاتي.
لعل السمة الطاغية على الكتاب السّيري هذا، هو تجلّيه الأفقي! فالكاتب، وفي مجمل صفحات الكتاب، كأن أميل إلى التحرك من خلال المعلومة التي تقدَّم للقارىء، دون التحليل الكافي، أي أن الجانب العمودي “الشاقولي”، يكاد يشكل الكلمة الضائعة في الكتاب، وأظن، أن هذا يتناسب مع طبيعة الكتابة التي أرادها الكاتب، لأن التوغل عميقاً، يكاشف الكثير من الجوانب الذاتية والثقافية، ويفتح المجال واسعاً أكثر لتساؤلات جمة. الأمكنة والوجوه، وطبيعة الروابط القائمة، سرعان ما تترى، وبلهفة من يريد الانتقال إلى موضوع آخر، فثالث، فرابع، دون تأصيله اللازم، ولعل الموضوع الأهم، وهو الذي يقع خارج نطاق مهمة (التذكر)، موضوع الموقع التاريخي لآل حاجو، حيث فاض فيه الكاتب بالكثير من المعلومات، كثيراً ما كان يتحرك، من وجهة نظر واحدة، كما لو أنه على بيّنة تامة، في أن أحداً مافي انتظار تعليل تاريخي ما، أو للرد عليه بالمقابل، ووفق علاقة منطقية، لا أظنها بصائبة: إما الصواب أو الخطأ، دون التباسات قائمة على الصراع المكاني الاجتماعي، وتفعيلاته المتعددة المسارات، وفي محيطه بالذات.
يتضح هذا أكثر، عندما يتحدث عن الكثيرين، من أعمامه، أو أقربائه، من داخل العائلة، حيث السلام والوئام يعمّان المناخ العائلي، منذ كان إلى يومنا هذا، ودون وجود منغّصات من الداخل، دون أي إشارة إلى الوضع المختلف لامتداد العائلة خارجاً، مثلاً: مشاكل ما، تواجهها في أوربا، على صعيد التفاعل الاجتماعي، والروابط العائلية جيلياً، ولو من منظور ضيق، وفيما يخص الرابط اللغوي، ودور الأب والأم في ذلك، وذلك، التحول في العلاقات الاجتماعية داخلاً وخارجاً، عدم الإشارة إلى أي كان، ولو من خلال هفوة ما، وهذا يمتد أكثر في الجانبين، وفي العمق، من ناحية أن الكاتب أراد سلاماً مع الجميع مثلما حاول رفع (الغبن) المتصورعن العائلة، إذ يصعب العثور على مثال، يحدث فيه خلاف بنيوي مع أي كان، مثلما أن التوصيف العام للذين يشير إليهم، في بضع جمل أو جملتين، انطلاقاً من الهيئة أو صفة ضمنية، وكل ذلك لا يبقي الاسم في الذاكرة.
وإذا كان يتحدث عن بؤس المعاش الكردي، ومن خلال ما هو عشائري، كما شدَّد، كيف يمارس استثناء للقاعدة، باعتبار ما عناه، خارج دائرة المنقود (اعتبار هفيركا استثناء)، ولو بإشارة عابرة، من خلال انتشارها القاعدي الفسيح، وعلاقات الجوار المختلفة، أو علاقات القربى..الخ.
أشيرهنا، إلى تلك الدائرة الضيقة التي كان يتحرك فيها الكاتب، وهو طفل، مثلاً، نوعية الأطفال الذين يلعب وإياهم، حيث لا إشارة إلى آخرين، من خارج العائلة، مثلما أن لا إشارة إلى تلك التوترات التي لا تخفى في وسط اجتماعي، بشكل ما أو بآخر، على الصعيد الاجتماعي، حيث الأسماء التي تظهر على سطح الأحداث، في الغالب تكون من ذات العائلة، وثمة أسماء أخرى، تكون في سياق التبعية العشائرية والعائلية، ودلالتها من جهة السكينة التي ميَّزت العشيرة.
فيما يخص الجانب الشخصي للكاتب، ثمة ما هو لافت حقاً، وهو أنه لم يتطرق ، لا من قريب، أو بعيد، وأعني بذلك الجانب العاطفي! هل حقاً، كان الكاتب مجرداً من الهوى، أعني سريان فعل العاطفة في كيانه، أي علاقاته العاطفية، في الداخل، وفيما وراء (الداخل : الكردي)، وفي أوربا بالذات؟ أليس هذا لافتاً للنظر؟ لا بل يظهر حديثه عن علاقاته العائلية، في إطار الواجب الذي يفتقد كثيراً، إلى تلك الأرضية الداعمة والقائمة: العاطفية، كما لو أن الواجب العائلي يرسم حدوداً للأنفاس الملتقطة، والكلمات المنتخبة، والمشاعر المقبولة وتلك الممنوعة من التسمية، توارثياً.
في جانب مهم، من حياة الكاتب، لا إشارة إلى عثرة، خطأ، مغالطة ما! كل حياة الكاتب صواب في صواب، كما لو أنه يمضي قدماً، مستقر البال هادئه، وهذا بدوره، وجه من وجوه الكتمان، أو التكتم على التاريخ المروي، والذين التقى بهم، مهما كانت مناصبهم، أو وظائفهم. أشير مثلاً إلى حديثه عن المرحوم نورالدين ظاظا، والذي جاء مقتضباً، حين زيارته عائلياً له في سويسرا، بعد زواجه مباشرة (ص 240)، كما لو أنه يعلم ماذا وراء أي إشارة توضيحية، من خلال تاريخ، لا يتمنى الكثيرون من المعنيين بأمره حزبيّي زمانه، ومن كانوا على صلة به وقتذاك، وهذا بعد من أبعاد سياسة الكتابة الحذرة، وماذا تخفي في تضاعيفها، أو تمارس زحزحة في بنيانه القيمي كذلك. مثلاً، مجدداً، يشير إلى أن للدكتور محمود عثمان انتقادات موجهة إلى PKK (ص297)، ولكنه لم يقل شيئاً عن هذه الانتقادات، بقدر ما أنه حاول تلطيفها كثيراً، في الواقع العملي مباشرة.
في الجانب الثقافي، ليس من إشارة البتة إلى هذا الجانب، كما لو أن وسطه الاجتماعي خلوٌّ من أنشطة ثقافية، ولا أظن الوضع كذلك، بحسب معرفتي للموضوع، ورغم اهتمامه بالثقافة، أي من ناحية عدم الإتيان على أسماء، لا يمكن تجاهلها في وسطها، وخارجاً. إن ذكر أسماء من مثل محمد اوزون، جلادت بدرخان، قبله، نورالدين في السياق…الخ، ليس علامة دالة على ذلك.
لقد قرأت كتاب (أتذكر)! كتاب من يستحق النظر فيما قام به، أو تم التذكير به، من زاوية اعتبارية تعنيه، وذكرني بأمور، مثلما أثارني في أمور،،ولعلّي، ذكَّرتُ ببعض مما يعنيني أيضاً.