في مهبّ لقراءة الموسوسة (حول تعليق أ.جميل داري، على مقال لي..)!

ابراهيم محمود

أشكر الاستاذ جميل داري، لأنه برز بصوته أخيراً، بعد (غيبة) طويلة (أقول” غيبة” وليس ” غياباً، وأنا أظنه يعرف المغزى)، محاولاً الدفاع عن لغة، لا تطاوعه أصلاً، لغة يحرص عليها، أكثر من حرص أهليها، مثلما يخلط بين أول الكلام وآخره، في التعبير عما يشغله، أي فيما تفكَّره وتدبَّره، وقد فوجئت برؤية اسمه انترنتياً، ربما لأنني تساءلت بيني وبين نفسي: هل مازال حياً يرزق؟ فهو قليل الحضور، نادره، منذ أن غادر إلى الإمارات، كما أعلم، تاركاً الثقافة والكتابة، وقبل أن يغادر جزيرته، إذ كان يتفاخر (وأظن المفردة هذه صحيحة)، بثقافته البعيدة عن القراءة، كما كان يجهر بذلك، هنا وهناك، وكما يؤكد هذا مستوى المادة التي كتبها عني (ضدي)، والدفاع البائس، عمَّن يسيء إليه بطريقته تلك
وقد واجهتني مادته ، في صدارة موقع (ولاتي مه)، بتاريخ 22122007، :وتحت عنوان لافت (ملاحظات لغوية.. حول قراءة نقدية .. إبراهيم محمود ناقدا.. دحام عبد الفتاح منقودا)، وفي باب، أظنه من وضع المشرفين على الموقع “نقد أدبي”، فالرجل نفسه، تجنب الخوض في هذا المضمار، واكتفى بما هو لغوي، لينتقل إلى الخوض في المعتبَر محرمات من جهته:
(قرأت مقالة الأستاذ إبراهيم محمود التي عنوانها -جلجامش المقروء كرديا.. حول ترجمة أ. دحام عبد الفتاح نموذجا- أكثر من مرة في موقع -welate me -. حيث يبدي الكاتب ملاحظاته حول ترجمة الأستاذ دحام لملحمة جلجامش من العربية إلى الكردية.. لا بل يصحح له الكثير من العبارات.. وتبقى هذه القضية بينهما.. ولا شأن لي بها ولا أتجرأ على الاقتراب منها.. كوني لست ملما- بما فيه الكفاية- باللغة الكردية الأم.. وبما إن الأمر يتعلق بدقة اللغة وأهمية المحافظة على سلامتها من كل لحن ناشز.. فإني رأيتني راغبا في أن أدلي بدلوي في مدى سلامة وسلاسة اللغة العربية لدى الأستاذ إبراهيم… في مقالته هذه تحديدا.. فقد لاحظت لديه بعض الثغرات اللغوية والعيوب التعبيرية… وإليكم الحكاية)، وتأتي النهاية مغايرة تماماً، حيث يخوض في غمار فقه الترجمة، وما يجب على المترجم أن يقوم به، مؤكّداً هذه المرة، أن جميل البداية غير جميل النهاية، وأن جميل المعترف بما يملك تواضعاً، غير الجميل المتباهي يما يفتقده أنفة مبهرجةً، وفي مقام تدينيٍّ، محذوف في خانته المعتقدية تماماً، كما كنت أعرفه، مظهراً إياي ما لا يتمناه أحد أن يكون في موقعي المرسوم:
(طبعا لست بصدد الدفاع عن الأستاذ الصديق – دحام عبد الفتاح- فهو شديد التمكن من اللغتين العربية والكردية – وأنا مسؤول عن كلامي إلى يوم الدين- لأني في فترة من شبابي الآفل – قبل عشرين عاما- تتلمذت على يديه وقرأت له شعرا زلالا بالعربية والكردية.. وهو قادر على الدفاع عن ترجمته – لملحمة جلجامش- غير أني لا أظن أن الأستاذ إبراهيم محمود قادر على الدفاع عن لغته العربية الركيكة التي لا تسر صديقا ولا تغيظ عدوا… وإذا كنت – عزيزي القارئ- في شك من كلامي فأعد قراءة هذا المقال من أوله..).
   طبعاً، المقبوس طويل هنا، وفي الحالتين، وقد أورته، ليفهَم تماماً، واضعاً الموضوع في نطاق، حدده لنفسه ولم يلتزم به، مظهراً تركيزه على (ثغرات لغوية، وعيوب تعبيرية)، وليبرز في إهاب الحكواتي، للفت النظر (وإليكم الحكاية)، لينتقد، بصراحة، لغة الترجمة، مدافعاً دفاع المريد عن شيخه الذي لم يكلفه بذلك، كما أعتقد، عن ترجمة الاستاذ دحام، فيكون الموضوع أكثر من كونه لغوياً، وغير مدَّخر جهداً، في التحريف والتهويل، كما في قوله (يقول الأستاذ إبراهيم محمود عن لغة الترجمة عند الأستاذ دحام ما يأتي:
 -حيث تبدو اللغة قلقة.. مجانبة للصواب..التباسية.. وهنا يمكنني التحرك..-
ويلصق به ثلاث تهم دفعة واحدة.. واحدة منها فقط تكفي لزجه في السجن.. وهي: – عدم الدقة والزيادة والنقصان..- ونسي أو تناسى أن الترجمة الحرفية أحيانا قد تشوه الكلام)، وهو اقتباس ينمَّ عن تهور في القراءة والإيقاع بالآخر، وما أوردته، خلاف المذكور هنا تماماً
(لكن، في منحى جمالية الترجمة، وطواعيتها ومرونتها، ثمة ما هو لافت، خلاف المرغوب فيه، حيث تبدو اللغة قلقة، مجانبة للصواب، التباسية، مراوحة بين مد وجزر في أمكنة مختلفة. وهنا يمكنني التحرك، وأنا أقابل بعضاً مما ورد في نصه، وما هو مأخوذ عنه، في نص السواح المترجَم أصلاً عما هو مترجَم بدوره، وهو (كنوز الأعماق)، من ناحية المتن!).
ثمة تعميم، وتلغيم في قوله ذاك، وثمة تخصيص أو تحديد فيما أردت الوقوف عنده!
نعم، للمرة الثانية، أجدّد شكري له، لأنني سمعت صوته عبر الكتابة، إذ، وكما أعلم ، كان ما أبعد ما يكون عما استُجد في المنطقة، عن الكتابة ذات الصلة، ومنذ سنوات طوال، ولا أدري، ما إذا كان اندفاعه هنا، من منطلق الحرص على اللغة التي يكتب من داخلها مجدداً، أي العربية، وسلامتها، (أصولي أكثر من الأصولي ذاته)، أم من وازع نخوة ثقافية، أم موالاة عمياء، وتحيزاً مكانياً وشخصياً، أي لا أدري أي (كوز) اعتباري) دق (جرته) الاعتبارية!
كان يمكن للاستاذ، استاذ اللغة العربية، وحاميها العتيد، أن يكون متميزاً بالحد الأدنى من الحس النقدي، أن يدخل من باب آخر، وليس أن يظهر ما يخفيه خارجاً، أن يخفف من غلواء شعوره، في (تركيك) لغتي، متجاوزاً كثيراً جداً، ما حدده ثانية لنفسه، وتزكية لغته، لتكون خير تعبير منمذج عن اللغة الموميائية المعهودة عنده، إذ جاءت كل ملاحظاته القوافلية (سيفكر في كيفية تركيب مفردة كهذه)، في غير محلها، لأن ما اعتمدتُه كتابةً، وطريقة تعبير، بات شائعاً، أو: مألوفاً، وهو بالطريقة هذه، أبان عن ضحالة ثقافته اللغوية وضيق أفقها، وما هو أكثر من ذلك، كيف؟
  توضيح لا بد منه:
يوم العيد (19-122007)، مساء، اتصل بي الاستاذ دحام عبدالفتاح، شاكراً إياي، على ما قمت به، إذ إن نسخَ هداياه وصلت إلى أيدي كثيرين، ونام الجميع (عليها)، وأبدى تحفظه على بعض النقاط (ثمة ملاحظة تخص جانباً قواعدياً، ونقاط، لم يسمّها، تظل محل اختلاف وجهات نظر، وما تبقََّّى، وكما لا يتمنى المريد، بقي على حاله، مثلما أنه ثمَّن نقاطاً أخرى، أثرتها في السياق، وأعلمني أنه سيستفيد منها، في طبعة جديدة ستظهر لاحقاً، وأنا تجاوبت معه، مثلما تأكدت لي شخصيته الثقافية أكثر، وخصوصاً في تبادل وجهات النظر)، أقول ذلك من باب التذكير، ليكون ذلك بمثابة وثيقة مسجلة هنا، تسمى عند الضرورة، وها هو مريد الشيخ الطوعي، عندما يقول عن أنه (شديد التمكن من اللغتين العربية والكردية).
ثمة الكثير من المعتبَر ملاحظات لغوية، عنده (أي جميل)، لا يعتدَّ بها كلياً، كون الصيغ الكتابية مألوفة بها، بل تعبَر عن خواء التفكير، وبؤس التفاعل مع المستجدات، فيما هو منشور هنا وهناك.
ولكَم كان الاستاذ، أي المريد اللغوي، الذي ينكره شيخه الموسوم من جهته، يفيد لو أنه دخل في متن النص، وابتعد عن لغة (الصديق) المراءاتية، مثلما أظهر سلامة الرؤية إزاء الآخر (أعنيني)، حتى لو كان خصماً، كما هو موقفه الشخصي الظاهر، إن كل ملاحظاته، لا تعدو أن تكون من سقط متاع اللغة (الصحيح كذا، الأفضل هو كذا..)، وهذا ليس بحوار متنبه، ولا بفاعل معرفي، بقدر ما يسخط الصديق، ويستثير هزء العدو بالذات، لهذا، سأتوقف عند بعض مما ورد في معلقته، من ملاحظات، رغم أنني أعتبر الدخول في سجال (وبال) من النوع المذكور، غير ناجع، لكنني، ولكي أظهِر، على الأقل، ما أعتبره طريقة في الكتابة النقدية، وفيما أقرأ هنا وهناك، لقراء، يهمهم ما وراء السجال هذا، سأورد نقاطاً، ومدى دقتها الفعلية:
 لعلي أستطيع أن أقول بداية، عن  أنه أخطأ كتابياً هنا، وأنا أجاريه قليلاً، إذ كان يجب تثبيت النقطتين، بعد “اللغتين”، ومنذ البداية أيضاً، يمكنني، نقده لغوياً ، وبسهولة، لأنه كتب (في مدى سلامة وسلاسة اللغة العربية)، فهذا تضايف، إنما الصحيح، هو( مدى سلامة اللغة العربية وسلاستها).
(ورد:- فلأن علاقة ما ألسنية الطابع تمنح الموسوم قيمة علائقية هي إرسالية قيمة- بصراحة لم أفهم العبارة كما إن مفردة -علائقية- لا علاقة لها بالمفردة – علاقة)!
أولاً، ثمة خطأ في النقل، إذ لا وجود لمفردة” علاقة”، إنما هي ” علامة” !
والعبارة هي هكذا (وحين أعتمد مفردة من نوع (تسللت)، فلأن علامة ما، ألسنية الطابع، تمنح الموسوم قيمة علائقية، هي إرسالية قيمة)،
ثانياً، عدم فهمه للعبارة، تجسيد لمشكلته الشخصية، كوني أتحدث عن المقدمة (مقدمة كتاب المترجم)، كما هو مقروء في النص، وليس تخميناً، حيث المقدمة تشكل علامة ألسنية، تضفي على النص المترجَم قيمة أكثر من كونه مجرد نص مترجَم.
ثالثاً، إن مفردة (علائقية)، وبالنسبة لحارس اللغة هذا، لا صلة لها حرفياً بـ(علاقة)، من طرف واحد، وإنما بوضعٍ تجاذبي (أي ما يشد المقدمة والنص إلى بعضهما بعضاً)!
رابعاً، إن هذه القيمة الموصوفة، بمثابة بث خطاب قيمة ، يخص المترجم بالذات، باعتباره أكثر من كونه مترجماً !
(ورد:- وهذا يدخل العمل في مجموعه في نطاق ..- والأصح أن يقول:- يدخل العمل جميعه أو كله- ولا داعي لتكرار الحرف – في)!
هنا لا أراني ملتزماً بما يؤطره المعلّق، كون العمل، أي العمل، تؤلفه آناته، أجزاؤه، وأن تعبير (مجموعه) ليس نشازاً، وهو يخص ما هو مادي هنا، بالدرجة الأولى!
 ( ورد:- بغية الاستنارة أكثر- هنا البغية ما يطلب والأفضل أن يقول:- رغبة في الاستنارة أكثر)
وأنا أرى أن ثمة بلاغة تعبير في جملة كهذه، لأن الاستنارة تخص البغية (الرغبة) مباشرة، أن ثمة استزادة مضاعفة في الطلب !
(ورد:- وهي بذلك تشكل ترجمانا- والترجمان- اسم فاعل- معناها – المترجم- والكاتب يقصد – ترجمة- حسب السياق…)
أخطأ المعلق هنا، فأنا أربط مفهوم (ترجماناً حياً)، بالخطاب المتشكل من قبل المترجم، وحيث لغة الترجمة تكون شاهداً رمزياً، على الورق، للترجمة وصاحبها!
(ورد: – أنكيدو كمضح هنا..- هنا حرف الجر للتشبيه وحذفه أولى لتصبح – انكيدو مضحيا(..-!
لا خلاف حول ما تقدَّمت به، إذ إن انكيدو لم يكن مضحى به، بقدر ما صار الشبيه بالمضحى به، ومن هنا كان استعمال حرف (الكاف)!
(ورد: – أتحدث هنا عن أن ثمة كلمات- هنا لا داعي ل: أن ثمة- والأفضل أتحدث عن كلمات)
وأنا أقول أن حاجة ما، قائمة، حيث (هنا) مكانية، أي: أن هناك كلمات!
(ورد: – عما هو معاش- والصحيح – معيش-)
لا بل تكون مفردة (معاش) أدق هنا، باعتبارها معتمدة في الأدبيات الحديثة، ولأن مفهوم المعاش، يحيل الموسوم واقعاً، إلى ما هو متصوَّر داخل النفس!
(ورد : – إن كل كتابة هي توضع طقسي- لم أفهم معنى -توضع- على الرغم من استعانتي بالمعجم.)
طبعاً، لن يجد المعلق بغيته في معجمه البائس بالتأكيد، لأن مفردة (توضع)، هي اسم، وقد وردت مشكلة (توضعٌ)، أما عن اعتبار (الكتابة توضعاً طقسياً)، وكيف يمكن ذلك، فهذا يتطلب من المعلق اللغوي السالف أن يخرج إلى  رابعة النهار، ومقاربة الصلة بين الكتابة والتوضع الطقسي، ولا أزيد على ذلك !
(ورد: – وإن ترجمة من هذا المأتي على ذكره-والأفضل: – وإن ترجمة الملحمة-)
والعبارة في صياغتها دقيقة، فالمأتي على ذكره، يعني ما هو سالف!
(ورد:-في الآن عينه-والأفضل:-في الوقت نفسه-)
بوسع المعلق اللغوي أن يدقق أكثر في الفارق مفهومياً، أن يراجعه ما يعنيه ( عين الشيء)، من جهة الدلالة والتصوير المجازيين !
بصدد ما اعتبرَه ما ليس مستساغاً وركيكاً:
) – وهو جهد محفوظ حقوقاً)
أي الجهد المحفوظ بحقوقه، وكلمة (حقوقاً) تأتي من باب التمييز!
وهذا ينطبق ، إلى حد ما، ومن جهة الصياغة، على:
 ولعلي في محاولتي هذه: محاولة قرائية نقدية
– باعتبارها مقدمة.. ومقدمة طويلة نسبيا
– ليكون المنتصر – كما هو المتصور: اللغة
بصدد الثالوث المحرم:
) – حيث تبدو اللغة قلقة.. مجانبة للصواب..التباسية.. وهنا يمكنني التحرك.-
ويلصق به ثلاث تهم دفعة واحدة.. واحدة منها فقط تكفي لزجه في السجن.. وهي: – عدم الدقة والزيادة والنقصان..- ونسي أو تناسى أن الترجمة الحرفية أحيانا قد تشوه الكلام..)
أوردت هذا المقبوس مجدداً، لتبيان الفارق الكبير، بين ما ذكره، وما اعتبره فظاعة، وليته قرأ ما توقفت عنده في الأبواب الثلاثة، من نقدي الموجه إلى ترجمة الاستاذ دحام، لملاحظة اللغة القلقة، وما هو مجانب للصواب، وكذلك ما هو التباسي، وقد حددت كل ذلك بالتفصيل: المثال بصفحته، وفي حالات كثيرة باللغتين، ومن خلال المناقشة، ولا أظن المعلق اللغوي، قرأ ذلك، أو تمالك نفسه، وهو يتصفح المقال( تأنَّى في قراءته، ولو مرة واحدة، وليس أكثر من مرة، كما هو مذكور منذ البداية)، فالوارد شاهد على تقدم، الشاهد الذي يظهر طبيعة القراءة الموسوسة بجلاء!

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إبراهيم محمود

أول القول ومضة

بدءاً من هذا اليوم، من هذه اللحظة، بتاريخ ” 23 تشرين الثاني 2024 ” سيكون هناك تاريخ آخر بحدثه، والحدث هو ما يضفي على زمانه ومكانه طابعاً، اعتباراً، ولوناً من التحويل في المبنى والمعنى القيَميين والجماليين، العلميين والمعرفيين، حدث هو عبارة عن حركة تغيير في اتجاه التفكير، في رؤية المعيش اليوم والمنظور…

حاورها: إدريس سالم

ماذا يعني أن نكتب؟ ما هي الكتابة الصادقة في زمن الحرب؟ ومتى تشعر بأن الكاتب يكذب ويسرق الإنسان والوطن؟ وهل كلّنا نمتلك الجرأة والشجاعة لأن نكتب عن الحرب، ونغوص في أعماقها وسوداويتها وكافكاويتها، أن نكتب عن الألم ونواجه الرصاص، أن نكتب عن الاستبداد والقمع ومَن يقتل الأبرياء العُزّل، ويؤلّف سيناريوهات لم تكن موجودة…

إبراهيم أمين مؤمن

قصدتُ الأطلال

بثورة من كبريائي وتذللي

***

من شفير الأطلال وأعماقها

وقيعان بحارها وفوق سمائها

وجنتها ونارها

وخيرها وشرها

أتجرع كؤوس الماضي

في نسيج من خيال مستحضر

أسكر بصراخ ودموع

أهو شراب

من حميم جهنم

أم

من أنهار الجنة

***

في سكرات الأطلال

أحيا في هالة ثورية

أجسدها

أصورها

أحادثها

بين أحضاني

أمزجها في كياني

ثم أذوب في كيانها

يشعّ قلبي

كثقب أسود

التهم كل الذكريات

فإذا حان الرحيل

ينتبه

من سكرات الوهم

ف

يحرر كل الذكريات

عندها

أرحل

منفجرا

مندثرا

ف

ألملم أشلائي

لألج الأطلال بالثورة

وألج الأطلال للثورة

***

عجبا لعشقي

أفراشة

يشم…

قررت مبادرة كاتاك الشعرية في بنغلادش هذه السنة منح جائزة كاتاك الأدبية العالمية للشاعر الكردستاني حسين حبش وشعراء آخرين، وذلك “لمساهمته البارزة في الأدب العالمي إلى جانب عدد قليل من الشعراء المهمين للغاية في العالم”، كما ورد في حيثيات منحه الجائزة. وتم منح الشاعر هذه الجائزة في ملتقى المفكرين والكتاب العالميين من أجل السلام ٢٠٢٤…