من مشكلات التأليف المعجمي في قاموس الحياة

[مقتبس من كتاب جديد للكاتب (خالد جميل محمد) سيصدر قريباً بعنوان «قضايا المعجم الكردي» يتناول فيه الكاتب عدداً من المعاجم الكردية بالبحث والتحليل النقدي، وفق مناهج علمية ألسنية، في قسمين: نظري وتطبيقي] من مشكلات التأليف المعجمي في (قاموس الحياة) خالد جميل محمد -قامشلي-
 مدخل:
 (قاموس الحياة /FERHENGA JÎN/) قاموس ثنائي اللغة (كردي- عربي)، ألّفه محمد جميل سَيْدا باللهجة الكرمانجية، وطبعه في بيروت عام (1987)، معتمداً فيه على تقليد (القاموس الكردي الحديث) لـ(علي سَيْدو گوراني) تقليداً يكاد يكون حَرْفِياً، في الخطأ والصواب على السواء، حيث وقع في تكرار ما ورد في هذا القاموس الأخير، تكراراً نقْلِياً بعيداً عن النظرة النقدية إلى المواد التي تمَّ نقلها دون تدقيق،
وبذلك جسَّد (قاموس الحياة) أهمَّ المشكلات التي يعاني منها التأليف المعجمي في اللغة الكردية، حيث سار الخلف على نهْج السَّلَف سيراً فيه من المجازفة ما أساءت إلى عملهم إساءة لا تقتصر على الجوانب الشكلية فحسب، بل تسللت إلى متون المعاجم والقواميس التي بدأ القراء يشكون من عِللها الكثيرة وآفاتها الغزيرة. فمثل هذه الأعمال لم تـنجح في الربط بين المداخل الكردية ومعادلاتها العربية، ولم تُوَفَّقْ في ضبط الرسم الإملائي لأكثر الكلمات في كلٍّ من لغتي المتن والشرح، وهي بدلاً من تيسير عملية التواصل اللغوي بين الأجيال، زادتها صعوبة، تعقيداً، تشويهاً، تشويشاً واضطراباً. و(قاموس الحياة) واحدٌ من هذه القواميس التي بات الاحتراز من استخدامها أمراً مشروعاً لدى قارئ يبحث عن مادة معجمية صحيحة، لكن هذا الحكم لا يعني بالضرورة تجريد هذه القواميس من أي قيمة لغوية أو تاريخية، لأنها كيفما كانت فهي تعكِس نمطاً من العمل المعجمي، وطريقة من طرائق التعامل مع اللغة، ومحاولة من محاولات ضبطها وصيانتها وحفظها من الاندثار والضياع.
في (قاموس الحياة) لم يتمَّ التمييز وبين الفعل والمصدر، وبين الفعل اللازم والفعل المتعدي، وبين الفاعل واسم الفاعل، وبين المفعول به والمفعول فيه، وبين الألف الممدودة والألف المقصورة، وبين همزة الوصل والقطع، وبين التاء المربوطة والتاء المبسوطة، وبين الذال والزاي والسين والشين والثاء والصاد… كما أن الأخطاء الكثيرة تدل على عدم معرفةٍ بتقنيات ومنهجية التأليف المعجمي، وعلى قصور في الكفاءات اللغوية، ومهارات العمل في هذا المجال الذي تحوَّل إلى صناعة تحتاج إلى تضافر الجهود، وإلى تمرُّسٍ في اللغة، وقدرةٍ على التعامل معها وتصنيفِ مفرداتها وترتيبها وتعريفها وشرحها.. فهذا القاموس، لم يقدم لمستعمليه مادة معجمية موثقة، وذلك لعدم اتّباع منهج علمي في تأليفه وجمع وترتيب موادِّه، حتى تعددت أخطاؤه وعيوبه، وزادت زيادة لا تليق بقاموس لغوي ثنائي اللغة، دام العمل فيه أكثر من عَقدين ونَيِّف من السنين، وتفاقمت عِلَله وآفاته، وتوزعت ما بين أغلاط في الإحالات والتسميات والاصطلاحات، وفي الترتيب والمقابلة والترادف والترجمة والإسناد والطباعة والنقل والإملاء، فضلاً عن أغلاط أُخرى من مثل تسمية الشيء باسمٍ في موضع ثم تسميته بما يناقض تلك التسمية في موضع آخر، أو إيراد مثال مخالف أو مناقض للمادة، ومن مثل الجهل بالتسميات الصحيحة للأشياء، وعدم القدرة على الفصل بين الكلمات التي تترادف أو تتجانس حروفها، أو التي تنتمي إلى حقل دلالي واحد أو حقول دلالية متجاورة. ولعل من أهم مشكلات (قاموس الحياة) أنه لم يُنَحِّ العقبات التي زلت غيره عن الصواب، ولم يتجاوز العثرات والهفوات والفجوات التي شهدتها القواميس السابقة عليه، والتي لم يستفد (قاموس الحياة) من تجربتها.
التحليل:
من أهم مشكلات التأليف المعجمي في (قاموس الحياة)[1] أنَّ مؤلفَه ذكرَ أنه استفاد من العديد من «المصادر المكتوبة» و«الأشخاص» الذين تلقّى عنهم «مشافهة» دون أن يكون دقيقاً في جمع البيانات، ونقل أو اقتباس المواد والمعلومات من تلك «المصادر» وأولئك «الأشخاص»، حيث أوْردَ المؤلف خمسةً وخمسين مرجعاً تحت اسم «المصادر المكتوبة» بطريقة تعكِس ضعف استعانته بتلك المراجع في أثناء عمله، وتعكس عدم اطّلاعه على كثير من تلك المراجع التي لم توجَدْ أصلاً، مما يُفقِد ثِقة القارئ بتلك (المصادر/المراجع) التي يُشَكُّ في وجود كثير منها، ومن ثَمَّ يُفقِد الثقة بالقاموس نفسِه، فضلاً عن الإهمال في ترتيبها وتوثيقها، وعن الخطأ في تسمية معظمها، وذلك في مثل تسمية (الدليل اللغوي الثلاثي) لعزيز عقراوي، حيث تحول هذا الدليل في (قاموس الحياة) إلى (قاموس العقيد الركن لعزيز عقراوي)[2]، وفي مثل ما سمّاه في المرجع «18- أشعار عثمان صبري ومنثورات» وفي المرجع «54-مفردات عثمان صبري» بتسميتين لا صحة في أيٍّ منهما؛ لأن (عثمان صبري) ليس له كتب مطبوعة أو مخطوطة لها مثل هذين العنوانين! وعلى النحو نفسه نسب إلى (جلادت بدرخان) ما سمّاه «43- مفردات جلادت عالي بدرخان» وهي مفردات لا علم لـ (جلادت) نفسِه، ولا للقراء بها! أما كتاب GRAMMAIRE KURD (Dialecte Kurmandji)»» «قواعد اللغة الكردية (اللهجة الكرمانجية)» الذي ألفه (جلادت بدرخان) و(روجيه لسكو) باللغة الفرنسية، وطبع في باريس عام (1970) فهو ما سمي في (قاموس الحياة) «52- قواعد “ريزمان” لجلادت عالي بدرخان»! وهي تسمية فيها تشويه وتحريف أصاب اسم الكتاب المذكور، وفيها،كما في غيرها من المراجع، إهمال للمعلومات المتعلقة بالطباعة وتاريخها ومكانها، فضلاً عن عملية إقصاء اسم (Roger Lescot/ روجيه لسكو) الذي شارك (جلادت بدرخان) في تأليف الـ «قواعد»، يضاف إلى ذلك أن المؤلف لم يُشِرْ إلى المرجع الذي اعتمده إنْ كانَ باللغة الفرنسية التي كتب بها في الأصل، أو أنه اعتمد ترجمته العربية التي أنجزها ونشرها (دلاور زنكي)! ومثل ذلك في المرجع «25- تاريخ امين زكي بك» حيث لم يبين المؤلف أنه يقصد به «خلاصة تاريخ الكرد وكردستان من أقدم العصور حتى الآن» الذي ألفه باللغة الكردية (محمد أمين زكي) سنة (1931)، أو أنه يقصد به الترجمة العربية التي أنجزها (محمد علي عوني) سنة 1936. وأعيدت طباعته في بغداد(1961).
لعل استعانة المؤلف بتلك المراجع لم تتحقق فعلاً، ولم يتجاوز عمله فيها سوى تدوين عناوين الكتب التي سمع بها، أو التي اختلق لها أسماء غريبةً ومصحَّفة، ومن ذلك أن ما سماه «3- ديوان الشيخ احمد الجزري» ليس له طبعة واحدة إنما له العديد من الطبعات، ومن المخطوطات المتفرِّقة، حيث اكتفى المؤلف بتلك التسمية العامة الفضفاضة، لتضيع حقيقة النسخة التي اعتمدها فعلاً. والأمر نفسه في ما سماه «1- نوبهار تأليف الشيخ احمد خاني» وهو ما عرف باسم «نوبهارا بچوكان» وحققه (حمدي عبد المجيد السلفي)، وطبعه في بغداد (1990). وبذلك يتبيّن أن هذه المراجع لم تكن سوى رصفٍ لأسماء لا يوثق ولا يُعْتدُّ بها، ليس لافتقارها إلى التوثيق فحسب، بل لعدم استفادة القاموس منها بصورة تدل على العودة الفعلية إليها، ومن أمثلة ذلك أنه نسبَ قولاً إلى (أحمد خاني) وكتبه بطريقة خاطئة تماماً، وفيها كثيرٌ من الخلل والضعف، نقلاً، إسناداً، رواية وكتابة، وباللغتين الكردية والعربية، على النحو التالي:
«herwekî seydayêxanîgotiye qedrêgulê çizanit kerbeş dibê kerêreş»
«كما قال الاستاذ الشيخ احمد الخاني كيف سيعرف منـزلة الوردة إذا كان الحمار يريد البهش»[3].
عِلْماً أن هذا القول هو للملا الجزري، لا لأحمد خاني، وقد ورد ذكره في (العقد الجوهري في شرح ديوان الشيخ الجزري) على النحو التالي:

«بيزي دِكِتْ ژِ قَنْجانْ ژِ رَمْزُ ونازُ وغَنْجانْ          قَدرى ﮔـُلانْ چِ زانِتْ كَرْبَشْ دِڤيتْ كَرى رَشْ»[4]

أما المشكلة الأخرى من مشكلات التأليف المعجمي في (قاموس الحياة) فتتمثل في التصحيف، والتحريف، وعدم التدقيق عند النقل من تلك المراجع، ومن أمثلة ذلك، والأمثلة تتجاوز مئاتِ الكلمات، أن المؤلف لَحَن في قراءة كلمة «Hevot» الواردة في (الدليل اللغوي الثلاثي)[5] حيث قوبلت هذه الكلمة بكلمة «تدريب» التي استبدل بها (سَيْدا) كلمة «تمرين» وصحّف في كتابة «Hevot» وقراءتها، فصارت «Hovîtî» التي تدل على (الوحشية، أو التوحُّش) أو على (الغباء) أيضاً، ولا تدل على «التدريب» أو «التمرين» كما ظنّ (سَيْدا) الذي أوردها بهذا الخطأ في مكانٍ، وأوردها صحيحة في مكان آخر على النحو التالي: «التمرين = التدريب hevot»[6]. ومنها أيضاً أنه أخطأ في قراءة ونقل مادة «قزقزة الكلب (عواء) الكلب عند التألم pûz=kûkûz» من (القاموس الكردي الحديث)[7]، حيث تحولت (القزقزة) التي أريدَ بها (نُباح الكلب عند التألم) إلى «زقزقة الكلب» في (قاموس الحياة)[8]، مع أن (الزقزقة) هي صوت العصفور، فإذا أراد قارئ أن يستعين بهذا القاموس في ترجمة عبارة: (ez kûzkûza kûçik dibihîsim) لكان من المحتمل أن يترجمها، بالاعتماد على (قاموس الحياة)، على النحو التالي: (أسمع زقزقة الكلب)!، فإن أعيدت ترجمتها ثانية، لكانت على النحو التالي: (ez çîvçîva kûçik dibihîsim). وفي (القاموس الكردي الحديث) قوبلت كلمة «dostanî» بكلمة «ودي» مقابلةً غيرَ صحيحة، معنى، وصَرْفاً، فجاء (سَيْدا) بعده واكتفى باستبدال كلمة «صداقتي» بكلمة «ودي»[9] دون حذف الياء، ودون تَحْلِية الكلمة بـ(أل)، ليكون المعادل المناسب للمدخل (الصداقة) لا (ودي) ولا (صداقتي). أما كلمة «ango» التي قوبلت في (القاموس الكردي الحديث) بما هو مناسب وصحيح، على النحو التالي: «أيْ، وبمعنى آخر» حيث كان يُقصَد بها أنَّ «ango» تعادلها (أيْ) التفسيرية، وعبارة (بمعنىً آخر) التي تدل على تفسير جديد للكلام بمعنىً آخر، فظَنَّ (سَيْدا) أنها بمعنى كلمة (آخر) ودفعه ظنُّه إلى جَعْلِ هذه الكلمةِ مقابلاً لتلك، على النحو التالي: «آخر ango»! مع أنه أوْردَ المادة صحيحة في موضع آخر؛ على النحو التالي: «يعني yanî=ango»[10].
حاول (سَيْدا) أن يتدارك الفجوة المعجمية التي لمسها في مواضع كثيرة، في القواميس التي سبقت (قاموس الحياة) إلا أن معالجته لم تاكن مُوَفَّقة غالباً، ومن ذلك أن مادة «الكحول Alkol» في (القاموس الكردي الحديث) التبست عليه قراءتها فقرن بين «Alkol» و«kil» لتجتمعا على مقابل واحد هو «الكحول»[11]. مع أن «الكحول Alkol» اسم أطلق على سائل عديم اللون، وهو ما عُرِفَ بروح الخمر، وأطلق بعض اللغويين العرب عليه اسم الغَوْل (بفتح الغين وتسكين الواو)، وأما «الكُحل kil» فهو اسم أُطْلِق على مسحوق يوضع في العين بالمِيل للتداوي أو الزينة، حيث لم يميز المؤلف بينهما، ولو أن قارئاً مُفترَضاً استعان بهذا القاموس في ترجمة عِبارةٍ على النحو التالي: (وضعت الكحول على الجرح، والكُحل في العينين) لكان من المحتمل أن تأتي ترجمته خاطئة على النحو التالي: (Min kil li ser birînê danî, û alkol xiste çavan de)؛ أيْ (وضعت الكُحل على الجرح، والكحول في العينين)! وهي ترجمة سيئة أسهم فيها القاموس بسبب الخلط المذكور.
وفي المادة التالية:
ko=koh=kom
ثالم
(kêrkoye)      
السكين غير ثالم، تجمع،  جبل
جمع المؤلف بين كلمات لا علاقة بينها سوى الاشتراك في حرفين اشتراكاً لا يسوِّغ هذا الخلْط الذي يدل على العجز عن التمييز بين المفردات من حيث المعاني التي تؤديها كل منها، فلا قيمة معجمية للمادة بهذا الشكل الخاطئ، فالكلمات الثلاثُ (تجمع)، (جبل)، (kom) ليس مكانها هنا، ولا علاقة لها بالمدخل (ko). فالمؤلف أخطأ في قراءة الوحدة الصوتية الأولى في كلمة (goh) التي تدل على (الجبل)، وأوردها بهذا الشكل المضطرب الذي يخلق حيرة لدى مستعمل القاموس، فضلاً عن المثال التوضيحي (kêrkoye) الذي كُتبَ بصورة إملائية غير صحيحة، وخالف المادة وتعريفاتها، وقوبل بما لا علاقة له بها، حيث كان يريد بالمثال أن (السكين ثالمة) بالإثبات، لا النفي كما هو في عبارة (السكين غير ثالمة) التي جمع معها في سياق واحدٍ، كلمتي (تجمع) و(جبل) الغريبتين عن هذه المادة. بل إن (ko) نفسها لا تكافئها في العربية كلمة (ثالم) إنما تكافئها كلمة (كَليل/كَليلة) وهي صفة مشبهة باسم الفاعل، تطلق على السكين ونحوها مما لا يَقْطَع.   
ومن المشكلات أيضاً أنَّ المؤلف ترفَّع عن الاستعانة بالمعاجم أحادية اللغة، فجاءت المواد ضعيفة عديمة الفائدة غالباً، ففي مادة «حسن السيرة xweşgav» لم يستعن المؤلف بمعجم عربي يوضح له الفروق بين معاني (السيرة) وهي (الطريقة) أو (السُّـنّة) أو (الحالة التي يكون عليها الإنسان وغيره) أو (السلوك) أو (تاريخ حياة الإنسان)، حيث لا تعادل أيٌّ من هذه المعاني كلمةَ «xweşgav» التي ركَّبها المؤلف من (xweş) بمعنى (حَسَن) و(gav) بمعنى (الخطوة)؛ أيْ (المسير) التي تدل على المشي، أو (المَسير أو المسيرة) اللتين تدلان على (مسافة سَيْر يوم). وعلى أيِّ حال فإن المؤلِّفَ أخذَ هذه المادة من (القاموس الكردي الحديث) دون أن يدقق فيها، أو أن يتحرّاها. وعلى نحو مماثل لم يستعن المؤلف بمعجم أحادي اللغة عربيٍّ، في مادة «سراج zînke» للتمييز بين (السَّرْج) بمعنى (رحْل الدابَّة) وهذا ما أراده في هذه المادة، وبين (السِّراج) بمعنى (المصباح الزاهر، أو الفتيلة الموقودة، أو الشمس)، حيث صار (السَّرْجُ) (سِراجاً)!.
كذلك في مادة «لكي لا deqena» التي وردت بهذه الصورة الخاطئة في (قاموس الحياة)، وهي مادة تسرَّع (سَيدا) في نقلها من (القاموس الكردي الحديث)[12] الذي ورد فيه مثالٌ توضيحيٌّ غيرُ صحيح من الناحية الصَّرْفِية في تصريف الفعل (ez jibîr nakim)، الذي كان حقُّه أن يكون على النحو التالي: (ez jibîr nekim). وهذا المثال في (القاموس الكردي الحديث) كان لشرح مادة «deqena» التي لها صورة صوتية أخرى، لم ترد في موضعها، وهي (deqene)، وجاءت المادة على النحو التالي:
deqena       لكي. كي
(deqena ez jibîr nakim)  كي لا أنسى
فظنَّ (سَيْدا)، وَفْقَ المثال التوضيحي، أنّ (deqena) تقابلها (كي لا)! أما الصواب فهو أن (كي) [وهي حرفٌ مصْدَريّ للاستقبال] هي المعادل الصحيح لها، وهي تستخدم في الكلام المثبت والمنفي. ومثال ذلك قولهم:
deqene ez bikenim  كي أَضحكَ
deqene ez nekenim   كي لا أضحكَ
فاعتمدها في قاموسه على أنها (كي لا)! لكنه خطأ تكرر في عشرات المواضع، وبصور متنوعة، وأشكال مختلفة، كما هي الحال في مادة «A» التي عُرِّفتْ في (القاموس الكردي الحديث) بأنها (حرف يضاف إلى الفعل فيجعله فاعلاً) وجاء معها مثالٌ توضيحيٌّ هو «عالم zana»، أما (سَيْدا) فقد أورد المادة على النحو التالي: «حرف مضاف إلى الفعل فيجعله فاعلاًً (A)» وأورد المثال التوضيحيَّ على النحو التالي: «مثال، عالم zana»، فمن التعريفين يبدو أن المؤلِّفَيْنِ لم يُميِّزا الحالة الصرفية من الحالة النحْوية للكلمة، لأن إضافة هذه اللاحقة لا تجعل الكلمة فاعلاً، كما ذهب المؤلفان، ولعل مقصد كلٍّ منهما هو أنها تجعلها (اسم فاعل)؛ لأن الفاعلية ليست في البنية الصرفية، إنما هي البنية التركيبية/ النحْوية، ومن خلال علاقة المفردة بغيرها من المفردات الداخلة معها في السياق نفسِه، وضمن العبارة أو الجملة نفسها. فاللاحق لم يحترز من خطأ السابق، بل إن ما وقع فيه (سَيدا) أشدُّ خطأ مما وقع فيه (ﮔوراني) لأن (سَيْدا) استبدل بالفعل المبني للمجهول (يضاف) اسمَ المفعول (مُضاف) دلالة على لزوم الإضافة، وقابل كلمة (zana) بكلمتين هما: (مثال، عالم) وكان يريد بذلك أن (zana) مثالٌ ومعناه (عالم) لكن طريقة المقابلة، الكتابة والترتيب، تحدث التباساً لدى مستعمل (قاموس الحياة) حيث يمكن أن يُظَنَّ بأن (zana) لها معادلان اثنان، وهما (مثال) و(عالم)! وفي السياق نفسه وردت مادة «A» التي هي (حرف جوابٍ)، تعادلها (نَعَمْ) قوبلت بكلمة (بلا) المؤلفة من حرف الجر (الباء) و(لا) النافية، غيرِ العاملةِ، وكان يُرادُ بها (بلى) التي هي (حرف جواب لإبطال النفي، في نحو قوله: ألستُ بربكم؟. قالوا: بلى؛ أي أنت ربُّنا) وذلك في المادة التالية:« أداة الجمع، بلا، حرف جر A ». فأخطاء التصحيف والتحريف لها مئات الأمثلة في العمودين (الكردي) و(العربي) على السواء، وهي أخطاء لا تسعها صفحات دراسة واحدة تهدف إلى تقديم نماذج للتحليل والتعليق والنقد فحسْبُ.
ومثلها مشكلة الأخطاء المطبعية فهي أيضاً مسؤولية المؤلف عندما تكون كثيرة كثرةً تُسَبِّبُ المتاعب للقارئ أو تقلِّلُ من ثقته بالقاموس، ولعل معظمها لم تكن أخطاء مطبعية، بل هي أخطاء في الإملاء أو النقل أو القراءة، ومنها أن كلمة «إمالة» صارت (احالة) [كذا بهمزة وصل] في كل من الصفحتين (356) (398)، ومثلها تركيب (حسن الخط) صار (حسن الحظ) في الصفحة (399)، أما كلمة (قيح) فقد استُبدِلَتْ بها (قبح) في الصفحة (416)، وبدلاً من (ذلق اللسان وذلاقة اللسان) كتبت الذال زاياً في الصفحة (411) على النحو التالي (زلق اللسان وزلاقة اللسان). وبدلاً من (السخرة) بالخاء، وردت في الصفحة (408) كلمة (السحرة) بالحاء. أمّا كلمة (صَفار) في تركيب (صفار البيض) أي مُحّه، فقد كُتبتْ في الصفحة (407) بالغين بدلاً من الفاء، على الشكل التالي (صغار البيض)، وفي الصفحة (335) صارت (الصفعة) (صفقة)! وفي الصفحة (351) صار (الجسمُ) (الحسم) وصار (البدنُ) (البذل) في مادة: «الحسم، البذل ten= can= gewde» فضلاً عن الخطأ في إيراد كلمة «can» التي تعني (الروح) مع ما تدل على الجسم من مفردات، ودون إشارة إلى المعنى الحقيقي لكلمة «can»، وذلك إقحام له أضرارٌ بالغةٌ. وفي الصفحة (41) عرَّف (CEGERXWÛN) بعبارة (الشاعر الصيت) وهذا تعريف ناقص، مشوَّشٌ ولا فائدة منه. وفي الصفحة (355) جعل كلمة (الثقافة) مقابلَ الكلمات التالية: (tevanok= qewşik= çetel)، وهي مقابلة غريبة لا طائل منها، ولعله أراد بها (النقّافة) بالنون بدلاً من الثاء، وبقاف مضعَّفة، وذلك بقرينة (çetel) و (qwesik) التي صارت (qewşik) خطأً!. كما عُرّفت «kurtêl» بأنها «فتاة الخبز»[13]؛ وكان المؤلف يقصد بها (فُتات الخبز) بضم الفاء، وبتاء مبسوطة، لا مربوطة، أما الصواب فهو أنَّ «kurtêl» هي كِسَرُ الخبز؛ أي (القِطَع المكسورة منه)، وليست (فُتات الخبز) التي تطلق على (ماتفتَّتَ منه)؛ أي (كُسارته وسُقاطَته)، ففي هذه المادة، ومثلها في مئات الموادِّ المعجمية، أخطاء في التعريف، وفي رسم الكلمة العربية إملائياً. ومن ذلك أيضاً أن كلمة (الوفى) في الصفحة (119) كتبت بألف مقصورة، وكان حقها أن تكتب بألف ممدودة، على النحو التالي: (الوفاء) أو بقصر المدِّ، على النحو التالي: (الوفا) بمعنى المحافظة على العهد. وفي مادة «dîn» اجتمعت كلمات متنافرة على النحو التالي: «Dîn= xebe= şêt = ol» وقوبلت بكلمات متنافرة أيضاً، لا علاقة لإحداها بغيرها، وهي: «مجنون، الدين والشريعة»! فليس لكل من كلمتي «dîn» و«şêt» علاقة بـ «الدين أو الشريعة»، حيث التبس على المؤلف التجانس اللفظي بين (دين) بلفظها العربي، وبين (dîn) بلفظها ومعناها الكرديين، فاختلطت عليه الأمور ما بين الأخذ بالكلمات على التماثل اللفظي، أو على المعنى! وليس لكلمة (ol) علاقة بـ (مجنون)! أما في الصفحة (35) فقد جمع المؤلف كلمات لا علاقة لبعضها ببعض، بل تنتمي كلٌّ منها إلى حقل دلالي مستقل عن غيرها، وهذا الخلط بين الكلمات المختلفة يجعل مستعمل القاموس في حيرة واضطراب شديدين، وذلك في عشرات الأمثلة من مثل المادة التالية:
bî= bû= çêbû= pewejin= jinbî  شجرة الصفصاف، أصبح (فعل ماض) ارملة، ثيب
أما عملية النقل العشوائي من المعاجم السابقة، وتحديداً من (القاموس الكردي الحديث) فقد يكون إحصاء أمثلتها متعذراً ولا ممجال لأن تنشغل به هذه الدراسة التي تسعى إلى الاكتفاء بما يؤكّد ما تذهب إليه أحكامها النقدية، ومن ذلك أن «doxe»[14] عُرِّفَتْ في (القاموس الكردي الحديث) بأنها (الشاة أو البقرة التي تمنح لشخص يستفيد من ألبانها)، ثم جاء (سيدا) وأورد هذه المادة بتعريف مبتور، ومضطربٍ، لا فائدة منه، على النحو التالي: «الشخص الذي يستفيد من ألبانها doxe=doşane»! وكذا في مادتَي «السائل المالح çelûz = şor » و«مملح çelûzî  »[15] حيث كانت المادة قد وردت في (القاموس الكردي الحديث)[16] على النحو التالي:
çellûz= lûblûb لجوج. ملح
دون أن تُضْبَطَ أحرفُ كلمةِ «مُلِحّ» بالشكلِ بِضَمِّ فائها وكسر عينها وتضعيف لامها، لتدل بذلك على (الملحاح/ كثير الإلحاح) وهو المعنى الذي دلت عليه كلمة «لجوج» التي لم ينتبه (سيدا) إليها، فظن أنه أراد بها (مِلْح) بكسر فاء الكلمة وتسكين عينها، لتدل بذلك على معنى (الملوحة) وهو المعنى الذي اعتمده في تعريف المادة، ليكون (الْمُلِحُّ) مِلْحاً! وإذا كان (ﮔوراني) قد أورد في (القاموس الكردي الحديث) مادتين على النحو التالي:
Zingirî مات الكلب أو الخنـزير (فطس)
Zingirîn موت الكلب أو الخنـزير
فإن (سيدا) نقل المادتين نقلاً فيه من التشويه ما غيّر المعاني تغييراً كاملاً، لأن كلمة «مات» صارت «ناب»، وكلمة «موت» صارت «صوت» في (قاموس الحياة)[17] على النحو التالي:
Zingir ناب الكلب أو الخنـزير
Zingirîn صوت الكلب أو الخنـزير
وفي مادة «زوجة الأخ jintî» لم يميز المؤلف بين (زوجة الأخ/ jinbir) وبين (السِّلْفة/ زوجة أخ الزوج/ jintî) ولعل ذلك عائد إلى التسرع في تعريف المادة، وليس (سيدا) وحده قد أخطأ في هذه المادة، بل إن (ﮔوراني) أيضاً لم يعرف المعادل الصحيح لها، حيث وردت المادة في (القاموس الكردي الحديث)[18] على النحو التالي:
 أخ الزوج (سلف)
Jintî سلفة (اخت الزوج)
أما (أخت الزوج) فلا تعادل (jintî) إنما تعادل (diş)، كما أن (paltûz/ baltûz) تعادلهما (أخت الزوجة)، وأما (jintî) فتعادلها (السِّلْفة/ زوجة أخ الزوج) بالنسبة إلى الزوجة.
كما استخدم المؤلف مختصرات أطلق عليها اسم (المصطلحات) لمساعدة القارئ في الشرح، لكنه أورد مصطلحات في متن القاموس دون أن يشرحها في صفحة المصطلحات، ومن ذلك أن مادة «HECAN» جاورها مصطلح (kîq) الذي لم يُفهَم المقصد منه، لعدم شرحه.
وفي الجدول التالي نماذج من الأخطاء التي تكررت في (قاموس الحياة):

 

المثال
التعليق النقدي
te = tu
 ضمير المخاطب المستقبل ويستعمل في الفعل المتعدي (انت).
[ص 349]
لم يورد المؤلف مثالاً توضيحياً يبين فيه أن الضميرين يستعملان مع الأفعال المتعدية، كما لم يشر إلى أنهما يستعملان مع الأفعال اللازمة، وهو الذي أكد على ذلك في الصفحة (367)! كذلك يعتري كلمة (المستقبل) التباس، حيث لا يفهم المقصد منها، فهي،بفتح الباء، قد تدل على (الزمن الآتي)، أو على اسم المفعول من (استُقبِلَ يُستقبَل)، وهي بكسر الباء تدل اسم الفاعل من (استقبلَ يَستقبِلُ). أمّا عبارة (يستعمل في الفعل المتعدي (انت)) فلا يخفى ما فيها من ضعف في التركيب، وغلط في استخدام حرف الجر (في). وأما الضمير (te) فيستخدم مع الفعل المتعدي، في الزمن الماضي، في حالة الفاعلية، كقولهم: (te zarok dîtin/ رأيتَ الأطفالَ)، ومع الفعل المتعدي، في الزمن الحاضر، في حالة المفعولية، كقولهم: (em te dibînin/ نحن نراكَ). وهذا الضمير (te) يستخدم في حالة الجر بحرف الجر أو الإضافة أيضاً، كقولهم: (ez li te dinerim/ أنظرُ إليك) و(ev pirtûka te ye/ هذا كتابك).
tu= te
انت ضمير مخاطب يستعمل مع الفعل اللازم
[ص 367]
ما قيل عن المادة السابقة يُقال عن هذه أيضاً، وبذلك يتبين أن المؤلف لم ينتبه إلى الفروقات بين التعريفين، وما في كل منهما من تناقض، وما بينهما أيضاً من تناقض، حيث كان الضميران في الصفحة (349) يستعملان مع الأفعال المتعدّية فحسب، وهنا يستعملان مع الأفعال اللازمة فحسب! مع أن قاعدة استعمال الضميرين واسعة سعة كانت تفترض أن يكون تعريفهما أكثر دقة وتوضيحاً، وأن تكون معهما أمثلة تدل على أهم تلك الاستعمالات، ومنها أن (tu) تستخدم مع الفعل اللازم، في صيغة الماضي، في حالة الفاعلية  كقولهم: (tu hat/ أنت جئتَ)، ومع الفعل المتعدي، في الزمن الحاضر، في حالة الفاعلية كقولهم: (tu avê vedixwî/ أنت تشرب الماءَ).
M    
ضمير المتكلم المفرد يتصل في نهاية الفعل اللازم.
ez hatim   جئت    
[ص 198]    
إن تواتر الخلط بين اللزوم والتعدية في أكثر من مكان يدل على عدم معرفة المؤلف بالفروقات بينهما، كما أن (M) التي كان ينبغي أن تكتب صغيرة (m) لأنها تأتي في نهايات الأفعال اللازمة والمتعدية، وهي ليست ضميراً، إنما هي صيغة (فعل الكَوْن) المساعد، مع الشخص الأول، في الزمن الحاضر، وتتغير هذه الصيغة في أثناء التصريف، إلى(–m,–î,–e,–in,–in,–in) على النحو التالي مع الفعل المتعدي:
(ez darê dibînim- tu darê dibînî- ew darê dibîne- em darê dibînin- hûn darê dibînin- ew darê dibînin).
(ez nên dikirim- tu nên dikirî..)
(أنا أرى الشجرة- أنت ترى الشجرة- هو يرى الشجرة- نحن نرى الشجرة- أنتم ترَوْن الشجرة- هم يرَون الشجرة) (أنا أشتري الخبز- أنت تشتري الخبز..)
وعلى النحو التالي، مع الفعل اللازم:
(ez dikenim- tu dikenî- ew dikene- em dikenin- hûn dikenin- ew dikenin).
(أنا أضحك- أنت تضحك- هو يضحك- نحن نضحك- أنتم تضحكون- هم يضحكون).
haj=hay
 لا علم ولا خبر
[ص 125]
في الصفحة (125) جاء التعريف ضعيفاً، غير صحيح، ومناقضاًلما ورد في الصفحة التالية (126)! وفي ذلك دلالة على عدم التدقيق، أو عدم المعرفة بالفرق بين المعاني، وعلى انعدام المراجعة انعداماً يؤكده هذا الاضطراب والتشويش.
hay 
 خبر، نبأ، علم
[ص 126]
gerden =azad 
عنق، جيد، اخلاء السبيل
[ص 109]
تتسم هذه المادة (مدخلاً وتعريفاً) بخلل لا يمكن أن يُبَرَّرَ في (قاموس) لغوي، لما فيها من ابتعاد عن الصواب والدقة. فمن جهة جعل المؤلف (gerden) التي تطلق على (الرّقبة) مرادفاً لـ (azad) التي تعني (الحُرّ). ومن جهة أخرى جَمَعَ بين (عنق، جيد، إخلاء السبيل) على أنها مترادفات، تنتمي إلى حقل دلالي واحد، وهذا ما لم يكن قريباً إلى الصحة والصواب. كما أن (azad) لا علاقة لها بالعنق أو الجيد أو إخلاء السبيل، وكذلك (gerden) لا علاقة لها بـإخلاء السبيل. ولعل القصد الذي أريد من هذه المادة هو (gerdenazadî) (إعتاق الرَّقبة) أي (تحريرها)!  
ah         اداة حصر 
[ص 2]
لم يميز المؤلف بين الحَسْرِ  والحصْر، فجعل (ah) أداة حصر، وكان يريد بها (آه) الدالة على التحسُّر والتوجع، والتي تُعْرَف في اللغة العربية بأنها (اسم فعل مضارع، بمعنى (أتوجَّع))! فإذا كانت (ah) (اداة حصر) حقاً، وبهمزة وصل، كان من المفترض أن يورد المؤلف مثالاً توضيحياً يبيّن فيه ذلك، ويبعد الالتباس الحاصل. 
Ney 
اداة حصر، شبابة    
[ص226]
لا تعرف اللغة الكردية (أداة حصر) بهذا اللفظ، وإنما (ney) هي (أداة نفي) بمعنى (لا) أو (ليس) يستخدمها الكرد كثيراً، وقد وردت في قول الملا الجزري:
Hin ji nik dêrê ve tên
qesta keniştê hin dikin
Ney ji vanim ney ji wanim
min derê xemmare bes
كما أن الجمع بين (أداة حصر) و(شبابة) ليس جمعاً سليماً، لأن كلاً منهما لها استخدامُها الخاصُّ بها.
devjeng = pepûk
طير ببغاء
[ص 78]
أحال المؤلف في المادة الأولى إلى (pepûk) وقابلها بـ (طير ببغاء)، وفي مادة (pepûk) لم يُحِلْ إلى (devjeng)، بل قابل المادة هذه المرة بـ (طائر الهدهد)، فكان (pepûk) في (قاموس الحياة) ببغاءً وهدهداً أيضاً!
pepûk= dunukul= people       
طائر الهدهد
[ص 246]
efşûs = mixabin
هيهات
[ص 93]
كلمة (هيهات) التي هي (اسم فعل ماض بمعنى (بَعُدَ)) ليست معادلاً لأيٍّ من هذه المفردات، إنما هي تعادل كلمة ((loherê / lohrê التي تستخدم بهاتين الصورتين، والتي لم ترد في (قاموس الحياة). كما أن (esef) العربية، و(mixabin) و(mexabin) الكرديتين كلها بمعنى واحد؛ هو شدة الحزن! 
esef = mexabin
هيهات
[ص 96]
mexabin    هيهات
[ص 206]
Mixabin     هيهات
[ص 213] 
Dînkirin
جنين    
[ص 87]

 

 

 

سقطت التاء من آخر الكلمة فصارت كلمة (تجنين) التي تعني (إذهاب العقل) جنيناً بمعنى (الولد مادام في بطن أمه) أو بمعنى (المستور من كل شيء)، لكن المسؤولية تبقى مسؤولية المؤلف الذي أهمل المراجعة والتدقيق، حيث تدل الكلمة الكردية المذكورة على (التجنين) لا الـ(جنين)!
kur = law         ابن، الشمال، الريح الشمالية.
(bayêkur)         
الريح الشمالية
[ص 181]
جمع المؤلف بين كلمات لا علاقة لإحداها بالأخرى، فإن كانت (law) بمعنى (ابن) ترادف (kur) بالمعنى نفْسِه، فإن كلاً منهما لا تكافئهما (الشمال) أو (الريح الشمالية) بهذا المعنى، كما أن المثال التوضيحي بصورته الإملائية الخاطئة (bayêkur) لا علاقة له بالمادة المذكورة، لأن هذا الجمع بين الكلمات المختلفة في معانيها اختلافاً تاماً سيسبب للقارئ مشكلة في لفظ كلمة (kur) بمعنى (ابن) وبلفظها المختلف في تركيب (bayê kur) بمعنى (الريح الشمالية).      
lem= guhan= loma
النبات الممتد، ثدي الحيوان، كذلك.
[ص 187]
لا علاقة بين المفردات التي جُمِّعتْ في هذه المادة تجميعاً فيه من العشوائية ما يدل على الفوضى في الترتيب والتنسيق والترادف. فالنبات الممتد الذي لا ساق له (lem)، ليس له علاقة بثدي الحيوان (guhan)، أو بـ (كذلك/ loma). ولا لهاتين الكلمتين بتلك الأولى (lem)!
zinckirin   النسيج
zinckirî    منسوج
zincdike    ينسج
[ص 11]
لَحَنَ المؤلف في قراءة المادة في (القاموس الكردي الحديث) لـ(ﮔوراني) حيث كان يقصد بها (التــسييج) لا (النسيج)، و(مسيَّج) لا (منسوج)، و(يسيِّج) لا (ينسج). فمثل هذه الأخطاء لا تأثيرات سلبية في العمل المعجمي الذي يتطلب الحيطة عند النقل والاقتباس. 

المراجع:
1.   الجوهري: «الصحاح في اللغة والعلوم، تجديد صحاح العلامة الجوهري»، إعداد: نديم مرعشلي- أسامة مرعشلي. بيروت. دار الحضارة العربية،  ط1. 1974.
2.   زڤنكي، أحمد ملا محمد: «العقد الجوهري في شرح ديوان الشيخ الجزري» الطبعة الثانية 1987- مطبعة الصباح- قامشلي.
3.   سيدا، محمد جميل: «قاموس الحياة (كردي- عربي)»، ط1، بيروت، 1987.
4.   عقراوي، عزيز رشيد: «الدليل اللغوي الثلاثي (كردي-عربي-إنكليزي)»، ط1، 1980.
5.   ﮔوراني، علي سيدو: «القاموس الكردي الحديث (كردي- عربي)»، عمان، الأردن،1985.
6.   مجمع اللغة العربية: «المعجم الوسيط»، الإدارة العامة للمعجمات وإحياء التراث. المكتبة الإسلامية. القاهرة. ط2. 1972.
7.   المعلوف، نقولا طاهر: «المنجد في اللغة والأعلام»، المطبعة الكاثوليكية- دار المشرق. ط36. 1997.

[1] – «قاموس الحياة»، ص ص(419-420-421).
[2] – «قاموس الحياة»، ص (420).
[3] – «قاموس الحياة»، ص (164).
[4] – «العقد الجوهري»، ص (297).

[5] – «الدليل اللغوي»، ص (148).
[6] – «قاموس الحياة»، ص ص (134) (146).
[7] – «القاموس الكردي الحديث»، ص (443).
[8] – «قاموس الحياة»، ص (268).
[9] – «قاموس الحياة»، ص (88).  

[10]- «قاموس الحياة»، ص (402).
[11] – «قاموس الحياة»، ص (3).
[12] – «القاموس الكردي الحديث»، ص (136).
[13] – «قاموس الحياة»، ص (182).
[14] – «القاموس الكردي الحديث»، ص (163).
[15] – «قاموس الحياة»، ص (53).
[16] – «القاموس الكردي الحديث»، ص (110).
[17] – «قاموس الحياة»، ص (412).
[18] – «القاموس الكردي الحديث»، ص (595).

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

جان بابير

 

الفنان جانيار، هو موسيقي ومغني كُردي، جمع بين موهبتين إبداعيتين منذ طفولته، حيث كان شغفه بالموسيقى يتعايش مع حبّه للفن التشكيلي. بدأ حياته الفنية في مجال الرسم والنحت، حيث تخرج من قسم الرسم والنحت، إلا أن جذوره الموسيقية بقيت حاضرة بقوة في وجدانه. هذا الانجذاب نحو الموسيقا قاده في النهاية إلى طريق مختلف، إذ…

عصمت شاهين الدوسكي

 

أنا أحبك

اعترف .. أنا احبك

أحب شعرك المسدل على كتفيك

أحب حمرة خديك وخجلك

وإيحاءك ونظرتك ورقة شفتيك

أحب فساتينك ألوانك

دلعك ابتسامتك ونظرة عينيك

أحب أن المس يديك

انحني حبا واقبل راحتيك

___________

أنا احبك

أحب هضابك مساحات الوغى فيك

أحب رموزك لفتاتك مساماتك

أحب عطرك عرقك أنفاسك

دعيني أراكي كما أنت ..

——————–

قلبي بالشوق يحترق

روحي بالنوى ارق

طيفي بك يصدق

يا سيدتي كل التفاصيل أنت ..

——————–

أحب شفتاك…

لوركا بيراني

في الساحة الثقافية الأوروبية اليوم، نلمح زخماً متزايداً من التحركات الأدبية والثقافية الكوردية من فعاليات فكرية ومهرجانات وحفلات توقيع لإصدارات أدبية تعكس رغبة المثقف الكوردي في تأكيد حضوره والمساهمة في الحوار الثقافي العالمي.

إلا أن هذا الحراك على غناه يثير تساؤلات جوهرية حول مدى فاعليته في حماية الثقافة الكوردية من التلاشي في خضم عصر…

محمد شيخو

يلعب الفن دوراً بارزاً في حياة الأمم، وهو ليس وسيلة للترفيه والمتعة فحسب، ولكنه أداة مهمة لتنمية الفكر وتغذية الروح وتهذيب الأخلاق، وهو سلاح عظيم تمتشقه الأمم الراقية في صراعاتها الحضارية مع غيرها. ومن هنا يحتلّ عظماء الفنانين مكاناً بارزاً في ذاكرة الشعوب الذواقة للفن أكثر من الملوك والقادة والأحزاب السياسية مثلاً، وفي استجواب…