الحجاب تاريخياً وكعنصر غريب على الثقافة الكردية

فرحان مرعي

   الحجاب لغة يدل على الفصل والحد وهو مفهوم ثلاثي الأبعاد: بعد نظري، بصري ،أي الحجب عن النظر والثاني فراغي وهو الفصل والحد، والبعد الثالث أخلاقي، ويعود لميدان المحرم وهو مفهوم ثيابي له أشكال متعددة يختلف ارتدائه من مجتمع لآخر وفق المعتقدات والقناعات الدينية والأخلاقية منه: الجلباب والخمار والنقاب والعباية والوشاح والشادور والبرقع….
سنبحث في هذه المقالة حجاب المرأة الكردية في بعديه الزماني والإسلامي  وكعنصر غريب على الثقافة الكردية علماً إن المرأة الكردية لا تضع حجاباً للوجه إلا في بعض الأوساط الدينية المتشددة والصوفية المتمسكة بحرفيات الدين، وإنما الظاهرة الدارجة حالياً و بصورة ملفتة في المدارس والأوساط الاجتماعية والدينية المختلفة هو الوشاح الذي يغطي الشعر، وكذلك الجلابيب الطويلة إلى القدمين والعبايات، هذه الظواهر التي انو جدت في الآونة الأخيرة  مع ما تسمى بالصحوة الدينية  في كل أجزاء كردستان مع تمايزات بسيطة هنا أو هناك، والوشاح هوالاكثر انتشاراً وفي كل الأوساط من بين كل هذه الحجابات.
إننا عندما نستقرأ الواقع تاريخياً نجد إن الحجاب وجد منذ القديم عند جميع الشعوب لأسباب مختلفة ،فوجد عند السومريين ،فأجبرت المرأة السومرية الزانية على ارتداء الحجاب تميزاً عن المرأة العفيفة، والآشوريين من الشعوب القديمة التي أجبرت أيضا المرأةعلى ارتداء الحجاب وأكدت على ذلك الرقم الطينية المكتشفة، وفي العهد الإغريقي كان حجاب المرأة اليونانية كاملاً لا يظهر من المرأة سوى العين، ووجد الحجاب عند اليهودية عند اليهود الارذثوكس ففرضت اليهودية على النساء حجاباً قوياً يشمل كل الجسد عدا الوجه والكفين وما زال مثل هذا الزي دارجاً بين الطائفة الحسيدية اليهودية المتشددة دينياً، بل يمتد الحجاب إلى ما قبل اليهودية كزي للمرأة الحرة المتزوجة، بينما أعطت المسيحية مكانة رفيعة للمرأة وبذلك تناقضت مع الشريعة الموسوية الذكورية المتزمتة فالمسيح نفسه ابن امرأة صالحة ويدخل في نسب يسوع أربع نساء ،ثامار، راعوث، راحاب، بتشبع،- انجيل متي- وفي سورة مريم جاء آية الحجاب بمعنى حاجز أو ساتر “فاتخذت من دونهم حجاباً فأرسلنا إليها من روحنا فتمثل لها بشراً سويا” ورغم ذلك وجد الحجاب في المسيحية، ويلاحظ في الأديرة والكنائس الراهبات يلبسن حجاباً اسوداً وللقديس ترتوليانوس –اللاهوتي المسيحي – عمل شهير باسم الحجاب، وهو مؤسس الكنيسة الأفريقية ، بربري عاش في القرن الثاني الميلادي و يحمل مسؤولية اضطهاد المرأة المسيحية .
ولايوجد ما يوحي بان الحجاب في العصور القديمة كان طقساً عاماً، فكانت المرأة في الحضارة المصرية القديمة مقدسة ففي عهد الفراعنة عاشت في الحرية تخرج سافرة وتشارك في الحياة وتحضر المجالس كما اسند لها مهام اله العدل (امهوت) وإيزيس آلهة الجمال الفرعونية … وفي العصور الوسطى ظهرت أكثر من دعوى تقول بحجاب الشاب الوسيم الصبيح،….
كما إننا لا نجد في الحضارة الميدية إن المرأة الكردية قد وضعت حجاباً لأسباب دينية إلا بعد الغزو العربي الإسلامي لبلاد الكرد ،فلو نبشنا في كتاب الزردشتيين المقدس آفستا نجد أن زرادشت ادخل تغييراً هاماً على نظرة المجتمع إلى المرأة آنذاك ،كاختيار الزوج وحق الطلاق وملك العقار  وإدارة الشؤون المالية لزوجها.. وفي آفستا آلهة أنثوية آناهيدا وميثرا, وكانت محل تقدير واحترام  وما زال الكرد يربطون بين الحياة والمرأة.
كما إن المرأة العربية في البادية قبل الإسلام لم تعرف الحجاب ، فهي كانت تخالط الرجال وكانت لها الحق في اختيار الزوج وتطليقه وينتقل زوجها للعيش معها في بيت أبيها ونظام القرابة في تلك القبائل العربية كانت تقوم على أساس الأم  وجاء في القرآن تأكيد على سفور النساء في الجاهلية “وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى”. الحجاب بهذا السرد التاريخي ليس رمزاً إسلاميا حصراً بل وجد في التاريخ القديم أيضا عند بعض الشعوب والديانات لأسباب صحية ووقائية ثم اكتسب على يد اليهود صفة دينية.
الحجاب في الإسلام :
لم يؤمر النبي محمد في بدايات الإسلام الأولي بتغطية وجه المرأة وهي كانت غير محجبة في الصلاة والأسواق وتؤم المساجد في يوم الجمعة، ووصل الحد بأهل المدينة ومكة إن يخرجوا إمائهم عراة متزرات وأبدانهن وصدورهن ظاهرة بغرض البيع لان مقاييس العرب في جمال المرأة كانت حسية بحتة فهم يفضلونها جزلة، لحمية، جسيمة.
وكان الرسول يفرض التواضع والاحتشام وقوانين البساطة في الزي والسلوك المناسب في ذلك ورغم إلحاح عمر بن الخطاب قائلاً :يا محمد انك تستقبل في بيتك أناس غير أخلاقيين ومنافقين فلماذا لا تأمر لأمهات المؤمنين بالحجاب ؟ ولكن الرسول استمر في رفض الموافقة على الحجاب غير شاعر بالمشكلة التي يراها عمر ، لقد استبعد محمد فكرة المراقبة البوليسية وشجع كل مسلم بان يتدبر أمر فهم النص الديني وكان يعتقد إن العنف ضد النساء سوف يزول مع انتصار الإسلام وتقرب الناس من الله بينما كان الحل بالنسبة إلى عمر وبعض الصحابة هو الحجاب الذي يخفي النساء بدلاً من تغيير العقول.
مع مرور الأيام وتزمت بعض الصحابة ومنهم عمر بالدرجة الأولى – الذين فقدوا بعضاً من مكانتهم الذكورية في البيوت، فكانت عائشة وأم سلمة تطلبان تحرير النساء وخروجهن لوحدهن إلى الشارع  – ومع تعرض النسوة في شوارع المدينة للتحرش الجنسي دون تمييز بين الإماء والعبدات وبين الحرات وجد النبي محمد نفسه في ورطة فبعث شخصاً يستطلع عن الواقعات التحرش الجنسي فكان الرد أنهم لا يعرفون العبدات من الحرات ونساء المؤمنين فنزلت الآية ” يأيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفوراً رحيماً ”
وكأني بهذه الآية قد أعطيت الفتوى للتحرش الجنسي ضد الإماء والعبدات وخفضهن إلى مستوى العاهرات حيث كان هناك في المدينة بغاء منظم ” ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصناً “
كان الحجاب في المدينة جوابا على اعتداء جنسي والاعتراف بالجسد النسوي عورة والاعتراف بالشارع كمكان للتزاني والتضحية بالإماء لحماية الأرستقراطيات ولم يكن الهدف حجز حرية المرأة وكان الحجاب بهذه الصورة انتصاراً للمنافقين والمعارضين لحرية المرأة والحرية الشخصية التي كان محمد ينادي بها.
وفي الأصل نزل الحجاب في المدينة لوضع حاجز بين رجلين وليس رجل وامرأة وهما النبي وانس بن مالك يوم زفاف الرسول من زينب بنت جحش ولم يكن محمد يبغي من وراء آية الحجاب إن ينخفض ذلك الحجاب إلى مستوى قطعة قماش يفرضه الرجال على النساء عندما يمشين في الشارع ويصبح فيما بعد مؤسسة . ويبدو أن آية الحجاب التي نزلت في هذه الحادثة هو لوضع حاجز بين الرسول والعامة واحترام حرمة المنازل :”يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا يؤذن لكم غير ناظرين اناه ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستئنسين لحديث إن ذلك كان يؤذي النبي فيستحي منكم والله لا يستحي من الحق وإذا سألتموهن متاعاً فسئلوهن من وراء الحجاب ذلك اطهر لقلوبكم وقلوبهن وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا إن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا إن ذلكم كان عند الله عظيماً “
             
الحجاب عند المرأة الكردية:
إن حجاب المرأة الكردية ليس قاسياً وقوياً وهي لم تضع الحجاب لأسباب سياسية ودينية إلا مع الغزو الإسلامي لبلاد الكرد ،فهي ظاهرة خارجية وبضاعة مستوردة إلى الثقافة الكردية ،فهي إن لبست غطاءاً للشعر أو الرأس فكان لأسباب جمالية وفلوكلور اوقطعة من القماش تكمل الزي القومي الكردي  أو للحماية من الظروف الجوية من الحر والبرد وفي الواقع ان لباس المرأة الكردية قومي ومحتشم في آن معاً وكان الشيخ معشوق الخزنوي يدعو إلى الاحتشام في الزي دون فرض نوع معين على المرأة ولكن مع هجمة الأصولية الدينية في المنطقة وتنامي نشاط رجال الدين وكهنته والفكر الديني المشوه تعرضت المرأة الكردية أيضا لضغوطات واسعة لارتداء الحجاب حتى أصبحت ظاهرة متفشية في المجتمع وزادت من القيود المفروضة عليها ،ولان المرأة الكردية متحررة نسبياً مقارنة مع غيرها  من النساء القوميات الأخرى في المنطقة تمر في حالة صراع بين الرغبة في الانطلاق بحرية نحو الحياة دون قيود وبين الضغط الأصولي الديني وثقافة العيب والخجل والخوف من عواقب السفور فتتجاذبها رغبتين متطرفتين ، رغبة التحجب ورغبة التعري أو التقليد وهي في كلا الرغبتين تقمع جسدها وتحجز حريتها، لان العري والحجاب كليهما يقمعان جسد المرأة ويحولان كينونتها إلى مجرد جسد .
إن الشعور بالدونية لدى المرأة الكردية تجعلها تنظر إلى ذاتها كأنثى، مخلوقة للرجل فهي تعمل وتدرس وتلبس وتتمكيج ووو …. حتى تكون مرغوبة للزواج من قبل الرجل ؟؟ لا نريد للمرأة الكردية ان تكون رجلاً ذكورياً تقمع نفسها وتكبت مشاعرها وعواطفها أو أنثى تتسلعن لتكون مادة للعرض والطلب إن المراة ليست مخلوقة للرجل أنهما مخلوقان لانفسهما يكملان بعضهما البعض ويحافظان على نوع الجنس البشري، عليها إن تنظر إلى نفسها أولا كانسان ثم كأنثى لأنه وكما قال احد الفلاسفة : أن الإنسان لا يولد امرأة بل يصبح كذلك ” ثم عليها أن تعرف انه لا علاقة بين الحجاب واللباس عموماً وبين الأخلاق والحرية والتحرر فاللباس حيادي والأخلاق معياري فقد تكون امرأةمحجبة مستهترة وأخرى سافرة مؤدبة وبالعكس.
الحجاب كطقس وسياسة
إن الزمان تغير والظروف والأسباب التي دعت إلى ارتداء الحجاب زالت ولكن النص ظل ثابتاً معمولاً به تلاوة وحكماً وكأنه نزل البارحة فأول مايبادر إلى أذهان الأصوليين والسلفيين عندما يضعون برامجهم السياسية والاقتصادية العتيدة هو الحجاب، حجب المرأة عن الرجل، عدم الاختلاط ، منع عمل المرأة،إن القضية في الواقع تتجاوز المسالة الأخلاقية ليكون هدفاً سياسياً واقتصادياً واجتماعياً ، إن القول إن الحجاب يحفظ كرامة المرأة ويحفظ المجتمع من المنزلقات الأخلاقية قول غير دقيق وغير واقعي، إن المرأة لا تحمي نفسها بالحجاب ولا تكون مؤدبة بذلك فهي تحمي نفسها بعقلها الواعي المتفتح.
في الواقع وفي هذه المرحلة بالذات أصبح الحجاب في واجهة اهتمامات التطرف الديني وكتعبيرعن الانتماء كما أصبح رمزاً لمقاومة الغرب من قبل المتأسلمين أي اتخذ طابعاًشكلياًوسياسياً ويوظف لغايات سياسية ،فكان الشادور في ايران عام 1936رمزاً سياسياً ضد الشاه وهو اليوم علامة فارقة للشيعية الإيرانية والنساء المسلمات في فرنسا يضعن الحجاب كدليل إلى الانتماء إلى الإسلام ….. كما أصبح رمزاً سلفياً يدل إلى الرجوع إلى الإسلام الأولي كما لو انه جوهر الهوية الإسلامية ،والبعض يرجعن إلى الحجاب دون ضغط عائلي أو اجتماعي مباشر ، فالحجاب بالنسبة إلى المرأة في هذه الحالة هي المطالبة بالتحويل الأخلاقي للحياة الاجتماعية وهناك بعض الفتيات تتحجبن ليكونن مرغوبات على أساس أنهن ملتزمات  ويستخدم في كثير من المناطق كوسيلة للانتقال الحر وممارسة الجنس حتى لا يتعرف عليهن احد ، وفي الحقيقة إن الغالبية العظمى من النساء تكتفي بالمظهر الخارجي الإسلامي الذي يفتقد أي جوهر .
إذا كان الحجاب احد الرموز العالم الإسلامي هو أيضا رمز القيود المفروضة على النساء ومظهر من مظاهر القمع في العالم الإسلامي العربي وشكل من أشكال قمع الجسد حيث يتم دفن النساء في أثواب سوداء ، فبدلاً من أن تكون الملابس عاملاً مساعداً للحرية تكون قمعاً للجسد والروح والعقل.
إن المتأسلمين بفرضهم الحجاب على المرأة عموماً ليس المقصود به حجب شعرها أو وجهها بل حجب عقلها لجعلها قاصرة أبدية . إن الجمال هو موضوع نظر وليس لعنة فلماذا يجب ستر الجمال لماذا يجب أن يبقى مخبوءاً بغير إرادته ؟ إن وجه المرأة ليس عورة  وإذا كان كذلك فلماذا لا يحجب وجه الشاب الوسيم أو كل منظر جميل ، وإذا كانت المرأة فتنة والحجاب لسد ذريعة فتنة النساء فهناك أيضا فتنة الأولاد والأموال ” واعلموا إنما أموالكم وأولادكم فتنة وان الله عنده اجر عظيم ” فلماذا إذاً الإسراف في فتنة النساء ؟ لماذا المرأة الكبيرة غير مطلوب منها لبس الحجاب أم لأنها ليست موضوع اشتهاء جنسي ؟
يبدو انه كلما حاولت النساء أو أردن طرح الحجاب ارضاً أو لأنهن مستمرات في خلعه بدأ رجال الدين برفع لواء المقدس كتبرير لمواقفهم ويزعقون بان ما تفعله النساء لا يحتمل وان البنية الاجتماعية ستختل إذا أزيل القناع عن الوجه والشعر غير إن رجال الدين لا يزعقون إلا عندما يلق الأذى بهم وبمكاسبهم وسلطتهم الأبوية البطريركية  لذلك لا بد من الإشارة إلى أن لدى من يدعون إلى إعادة فرض الحجاب أسبابهم الوجيهة ، فالأصوليين على (حق) عندما يقولون إن تعليم النساء يدمر الحدود التقليدية وتصاريف المكان والأدوار بين الجنسين كمزاحمتهن لهم لمواقع العمل واكتساب الألقاب.
مصادر البحث :
– حوارات في قضايا المرأة، التراث، الحرية – نبيل فياض –
– الحريم السياسي – فاطمة المرنيسي
– ما وراء الحجاب –فاطمة المرنيسي
– القرآن الكريم  

– مقالات متفرقة من الانترنت.

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

جان بابير

 

الفنان جانيار، هو موسيقي ومغني كُردي، جمع بين موهبتين إبداعيتين منذ طفولته، حيث كان شغفه بالموسيقى يتعايش مع حبّه للفن التشكيلي. بدأ حياته الفنية في مجال الرسم والنحت، حيث تخرج من قسم الرسم والنحت، إلا أن جذوره الموسيقية بقيت حاضرة بقوة في وجدانه. هذا الانجذاب نحو الموسيقا قاده في النهاية إلى طريق مختلف، إذ…

عصمت شاهين الدوسكي

 

أنا أحبك

اعترف .. أنا احبك

أحب شعرك المسدل على كتفيك

أحب حمرة خديك وخجلك

وإيحاءك ونظرتك ورقة شفتيك

أحب فساتينك ألوانك

دلعك ابتسامتك ونظرة عينيك

أحب أن المس يديك

انحني حبا واقبل راحتيك

___________

أنا احبك

أحب هضابك مساحات الوغى فيك

أحب رموزك لفتاتك مساماتك

أحب عطرك عرقك أنفاسك

دعيني أراكي كما أنت ..

——————–

قلبي بالشوق يحترق

روحي بالنوى ارق

طيفي بك يصدق

يا سيدتي كل التفاصيل أنت ..

——————–

أحب شفتاك…

لوركا بيراني

في الساحة الثقافية الأوروبية اليوم، نلمح زخماً متزايداً من التحركات الأدبية والثقافية الكوردية من فعاليات فكرية ومهرجانات وحفلات توقيع لإصدارات أدبية تعكس رغبة المثقف الكوردي في تأكيد حضوره والمساهمة في الحوار الثقافي العالمي.

إلا أن هذا الحراك على غناه يثير تساؤلات جوهرية حول مدى فاعليته في حماية الثقافة الكوردية من التلاشي في خضم عصر…

محمد شيخو

يلعب الفن دوراً بارزاً في حياة الأمم، وهو ليس وسيلة للترفيه والمتعة فحسب، ولكنه أداة مهمة لتنمية الفكر وتغذية الروح وتهذيب الأخلاق، وهو سلاح عظيم تمتشقه الأمم الراقية في صراعاتها الحضارية مع غيرها. ومن هنا يحتلّ عظماء الفنانين مكاناً بارزاً في ذاكرة الشعوب الذواقة للفن أكثر من الملوك والقادة والأحزاب السياسية مثلاً، وفي استجواب…