Hisen65@gmail.com
فوزي الاتروشي انه رجل السياسة والمهمات الصعبة في الحزب الديمقراطي الكوردستاني في العراق. ومن خلال تاريخه الطويل استطاع إثبات حضوره على المستوى الكوردستاني والدولي بقوة وفاعلية مطلقة, لقد قدم جهودا مضنية في محاولته لاعطاء الصورة الحقيقية المشرقة للقضية الكوردستانية عبر المحافل الدولية التي كان يساهم فيها وخاصة فيما تعرض له الكورد من المأسي واضطهاد خلال تاريخه السحيق. في المحصلة انه سياسي وقيادي بامتياز وكاتب مثابر والقضايا التي يطرحها تعني مسائل الانسان الكوردي كقضايا المرأة بالدرجة الأولى و بمنهجية حقوقية
يقول الاستاذ فوزي الاتروشي في هذا الحوار :
– الديمقراطية دون النساء خرافة .
– ازمة اكراد سوريا انهم غير موحدين على ثوابت .
– منذ صغري اقسمت ان اكون مشروعاً مكرساً للاخرين .
– نحن بحاجة الى اعلام مؤثر ينطق بالعربية ويفكر بالكوردية
– انا مؤمن بالمساواة المطلقة بين الرجل والمرأة وهذا افراز لثقافتي الاوربية
– لدي اواصر خضراء مع اغلب السياسيين والمثقفين والادباء من اكراد سوريا
– كلما زرت اتروش اطلٌ على قبور احبائي لاردد تراتيل الحب وامتلىء شعراً.
– اعلام اكراد سوريا متواضع جداً رغم ان ثمة تطور لاسيما اعلامهم الالكتروني
– الشعر يكتب لكي يقرأ ويكون منبتاً يضخ اللذة والانبهار وتحريك المشاعر واغناء العواطف .
-الحركة الكوردية في سوريا منقسمة على اجنحة عديدة لايحتملها الوضع الكوردي السوري
1 س- في البدء نود منك لمحة موجزة عن حياتك الشخصية..؟؟ من هو الاستاذ فوزي الاتروشي , الإنسان- الكاتب- السياسي ..وكيف كانت بداياته هل كانت في السياسة ام في الادب ام في كلاهما معاً.. ؟
* – لا اجيد الحديث عن نفسي. ولكن للضرورة احكام. لذا اقول أنني إنسان ولدت في ناحية اتروش بكوردستان العراق عام 1954 , . سقط والدي شهيداً عام 1961 السنة الاولى من ثورة ايلول التحررية. كانت والدتي هي الحاضنة الدافئة التي تربيت فيها وعلى بستان صدرها الحنون تلقيت الدرس الاول في الحب والعشق والتواصل وحب الحرية .سنوات دراستي كانت في اتروش والموصل ومن ثم بغداد .كنتُ في ربيعي الثامن عشر حين دخلت محراب الكلمة عن طريق العمل في جريدة التأخي في بغداد. انحدر من عائلة تحب التحصيل العلمي. كان جدي ووالدي يميلون الى تنمية حب العلم فينا .تخرجت عام 1976 من جامعة بغداد قسم القانون في كلية القانون والسياسة. ثم حصلت على الاختصاص ( الماجستير) في القانون الدولي العام في جامعة صوفيا -بلغاريا التي هربت اليها عام 1977 لمواصلة عملي الوطني . حياتي متنوعة ومحطات لا يقر لها قرار. فمن بلد الى بلد ومن مدينة الى مدينة اخرى ومن نهر الى اخر .احب الطبيعة الجميلة والانهار وفعلا سنحت لي الفرصة ان اعيش قريباً من نهر الدانوب (فينا) و عام (1986-1988 )و(الراين/المانيا) سنينا طويلة و(نهر التايمز-لندن) نحو عقد من السنين .الانتقال الدائم بين المدن الاوربية والامريكية وامريكا الجنوبية ودول شرق اوسطية كان عاملاً حاسماً في تنمية تجاربي وتغذية فكري وعواطفي بنزعة انسانية. وكانت ومازالت معرفتي باللغات الانكليزية والالمانية والبلغارية اضافة الى العربية والكردية بلهجتيها هي بواباتي المشرعة للتواصل المباشر مع الناس والافكاروالاداب والثقافات.
2 س- تكتب المقالات السياسية .. وتكتب الشعر في الوقت ذاته فكيف توفق بين هذا وتلك , ومتى تكون مهيئاً لدخول محراب الشعر .؟!
*- لسياسة اداتي الفاعلة للدفاع عن وطن ممزق وقضية هي واحدة من اعدل قضايا التحرر في العالم. منذ صغري اقسمت ان اكون مشروعاً مكرساً للاخرين وضفة خضراء وندية مفتوحة على كل عصافير الوطن الغالي صورة القصف الاول في اتروش عام 1961حفرت في ذاكرتي الايقاع الاول للثورة على الظلم وانتزاع الحرية. كانت امي تخبؤني في الكهف في (جبل اتروش) وهذه الصورة تحولت لاحقاً الى قصيدة يقول مطلعها : بيتاً…بيتاً
سقفاً…سقفاً
حجراً…حجراً
تتساقط قريتنا اتروش
رقصات صبايا القرية يغمرها مأتم وتخبؤني امي في كهف مهجورمعتم . قرأت هذه القصيدة في نوروز عام 1981في صوفيا قبل ان اهاجر في العام نفسه الى المانيا كما قرأتها في مهرجان ايام الثقافة العراقية في المنفى الذي انعقد في (دار الثقافات العالمية) في برلينعام 1992 وفي مناسبات عديدة اخرى وما زالت القصيدة العزيزة على قلبي . اعود لاقول ان السياسة هي بوابتي الواقعية على العالم والشعر هو نافذتي الجميلة المنعشة والحالمة لرؤية تقاسيم الوطن والناس والحبيبة والاشخاص الذين لعبوا الدور الاكبر في تحديد اخدود حياتي ورفده بالحب والاحلام ورغبة العطاء . لذلك كتبت الشعر عن البارزاني الاب وعن جدي ووالدتي ووالدي وجدتي التي احبتني الى حد يقترب من العبادة لذلك بكيت كما لم ابكِ ابداً حين ماتت عام 1974 وكلما زرت اتروش اطلٌ على قبور احبائي لاردد تراتيل الحب وامتلىء شعراً. الشعر قيمة جميلة ورائعة في حياتنا… وماذا ستكون الحياة بدون شعر وغناء وموسيقى
3س- تتميز قصائدك بالمكاشفة الصريحة , فإذا كان شعرك يكتب بهذا الاسلوب المقروء مسبقاً , اعتقد أن القارئ لا يقاسى كثيراً لمعرفة كوامنه.؟؟ إذا اين هي الرمزية والدلالة الشعرية والخيال والصور البيانية في حالتك الشعرية – بصراحة اقول لمن تكتب هذه القصائد ولاي شريحة تحديداً .
* – الشعر يكتب لكي يقرأ ويكون منبتاً يضخ اللذة والانبهار وتحريك المشاعر واغناء العواطف . انا لا اريد ان اكون غامضاً ومعقداً ومتصحراً وجافاً فاذا لم يفهم المتلقي رسالتي الشعرية اكون انا المذنب وليس هو . انت لم تتطلع كما ارى سوى على قصيدتين. انا لدي (5) دواوين بالعربية وديوان باللغة الكوردية بعنوان (وارىْمن…يارامن) اي (ارضي… حبيبتي) وثمة دراسة ماجستير عن تجربتي الشعرية بعنوان (المرأة في شعر فوزي الاتروشي) للأنسة سوزان كمال شمس الدين التي قدمتها الى جامعة صلاح الدين-قسم اللغة العربية وقد طبع في كتاب ووزع في كوردستان العراق.
4 س – المرأة هي ملهمة الشاعرالذي يحاول ان يكون بمثابة الطبيب النفسي ليتعرف على خفايا هذه المخلوقة الجميلة لكنه كلما تعمق في بحثه زاده تيها وتشتتاً .. ما رأي الاستاذ فوزي الاتروشي في هذه العلاقة اللامرئية ما بين الشاعر والمراة …
المرأة الان في مجتمعنا اكثر من نصف المجتمع عدداً لذلك فالديمقراطية دون النساء خرافة والتطور يبقى ناقصاً اذا حرمنا المجتمع من أكثر من نصف الحب والانتاج والابداع والفكر يقول شاعر فرنسي ان درجة تقدم المجتمع تقاس بمدى احترام حقوق ودورالمرأة مؤخراً. في يوم المرأة العالمي هذاالعام كتبت مقالاً بعنوان (حضارة دون نساء..محض سراب) علاقتي بالمرأة تواصل واحترام وحب وتفهم وحوار ومشاركة فانا مؤمن بالمساواة المطلقة بين الرجل والمرأة وهذا افراز لثقافتي الاوربية.. والحضارة الحالية لم تتبلور الا بعد ان منح الحرية للنساء .لا يجوز للرجل احتلال كل فضاءات الحرية واستغلال الانسان للانسان كان على مدى العصور قبيحا وهو في ظل سمات العصر الحالي مرفوض ولا حياة لمجتمع نساؤه تعيسات .
5 س- أصدرت مجموعة قصائد نثرية بعنوان : (كنتِ حبيبتي) في عام 2002 (كيف تنظر إليها بعد هذه السنوات على إصدارها..؟ وهل تغير رؤيتك وأدواتك الشعرية؟ أي بمعنى ما إذا اصدرت مجموعة جديدة في المستقبل ، فهل ستضيف شيئا جديدا ومختلفاً على قصائدك السابقة ؟؟
*- ديوان (كنتِ حبيبتي) لم يصدر وهو الان في مطابع وزارة الثقافة لحكومة اقليم كوردستان. وانا الان مستمر في كتابة الشعر كلما خلوت الى نفسي ونفضت عني غبار المشاغل اليومية للعمل التي لا تنتهي.عملي كوكيل لوزارة الثقافة العراقية كثير وعملي السياسي والاعلامي اكثر ومع ذلك مازالت لي فسحة من الوقت اطل فيها على بساتين الشعر .
6 س – هل للاستاذ فوزي الاتروشي صلات مع مثقفين أكراد سوريا؟ وما رأيك بنتاجهم الأدبي بمختلف أجناسه ؟
* – لدي اواصر خضراء مع اغلب السياسيين والمثقفين والادباء من اكراد سوريا.هذه العلاقة قديمة وتتجدد باستمرار. اعتز بالاصوات النسوية لاكراد سوريا مثل (افين شكاكي وديا جوان ونوفين حرسان وشيلان حمو) والباحثة روزين شيخ موسى المقيمة في دمشق والحاصلة على الماجستير عن اطروحتها (مشكلة الحق في الفلسفة الهيغلية) التي تسلمت نسخة منها مرسلة قبل ايام بالبريد الالكتروني. حول كل هذه الاصوات وغيرها التي يضيق المجال بذكرهاالان نشرت مقالاً بعنوان (اصوات نسوية كوردية في واجهة المجتمع) واخر بعنوان (حضارة دون نساء محض سراب) وثالث بعنوان (عاشقات من طراز جديد) ولي مقالات عديدة حول حقوق المرأة واتحادات النساء في كوردستان تعلم بكتاباتي ومواقفي المتحررة من المرأة .
7س – الاستاذ فوزي الاتروشي انتم في كوردستان العراق ما رايكم في الإعلام الكردي في سوريا … بتقديرك هل بمقدور هذا الاعلام الذي نتحدث عنه ان يواكب المرحلة الراهنة ام لا ,؟؟ خاصة في ظل الثورة المعلوماتية الهائلة وأجهزة الإعلام المسموعة والمقروءة والمرئية …؟؟
*- عموم الاعلام الكوردستاني مازال دون المستوى في ظل الثورة المعلوماتية وفيضان الفضائيات. فلدينا استحقاقات عديدة وملفات ساخنة لم تنجز بعد والتحديات القادمة كبيرة. نحن بحاجة الى اعلام مؤثر ينطق بالعربية ويفكر بالكوردية لاكثر من 300 مليون عربي .خصوصاً ان ثمة اقلام عربية عديدة مازالت تنظر بسلبية الى القضية الكوردية طبعاً اعلام اكراد سوريا متواضع جداً رغم ان ثمة تطور لاسيما اعلامهم الالكتروني. ان التطورات المتلاحقة في كوردستان سوريا منذ احداث القامشلي في12/اذار/2004 ولغاية الان تستوجب اعلاماً اوسع واكثر تاثيراً وفاعلية ازمة اكراد سوريا انهم غير موحدين على ثوابت . والحركة الكوردية في سوريا منقسمة على اجنحة عديدة لايحتملها الوضع الكوردي السوري يجب تشكيل جبهة الحد الادنى من الثوابت والا فأن تطور الاعلام والسياسة سيكون بطيئاً.
8 س –أستاذي الكريم فوزي الاتروشي الكلمة الأخيرة لك…. لك حرية التعبير عما تضيف، مع جزيل الشكر والتقديرعلى هذا الحوار وارجوا لك دوام التقدم في خدمة الثقافة الكردية والإنسانية جمعاء
*- اضافتي الوحيدة هي ان علينا تثقيف السياسة.فالسياسي المثقف قادر على منح السياسة بعدها الاخلاقي. والثقافة الانسانية الحضارية المنفتحة التواصلية الشفافة هي القادرة على رسم هوية الشعوب والعالم في عصرنا وكل العصور. في العمل الثقافي رفض اي تخندق قومي، اثني،ديني اوطائفي.يتحتم على الثقافة ان تكون انسانيةوالا فلا ثقافة.
نبذة عن حياته وسيرته واعماله :
- الاسم : فوزي عزيز ميرزا الاتروشي .
- تأريخ ومكان الولادة : 1/7/1952 ناحية اتروش .
- التحصيل العلمي : خريج جامعة بغداد – كلية القانون والسياسة / قسم القانون .
- اختصاص في القانون الدولي العام / جامعة صوفيا – بلغاريا .
- المهنة : سياسي واعلامي وحقوقي .
- عضو قيادي في الحزب الديمقراطي الكوردستاني .
- منذ عام 1972 عضو فعال في الحزب الديمقراطي الكوردستاني .
- عمل في جريدة التأخي الصادرة عن الحزب الديمقراطي الكوردستاني في اوروبا وجمعية الطلبة الكورد KSSE .
- عمل في قيـــادة الفرع الاوروبي للحزب الديمقراطي الكوردستـــاني اكثر من (15) عام .
- كان مسؤولاً لمكتب اعلام الخارج للحزب الديمقراطي الكوردستاني بداية عام 2002 ولغاية التحرير وعمل – اضافة الى مهامه الحزبية والاعلامية – كمستشار سياسي للتحرير في صحيفة المؤتمر اللندنية الناطقة بأسم المعارضة العراقية .
- شارك بفعالية في كل مؤتمرات المعارضة العراقية في بيروت وصلاح الدين وفينا ونيويورك ولندن .
- شارك في اغلب المؤتمرات الدولية ضمن الوفود الكوردية .
- عضو في اتحاد حقوقي كوردستان وفي اتحاد محاميين كوردستان وفي اتحاد الادباء الكورد واتحاد صحفيي كوردستان .
- كان لسنوات عضواً في الهيئة الاداريــة العليا لمركز الدراسات الكوردية في المانيا .
- يكتب بأستمرار في الصحافة العالمية والعربية والمحلية .
مجموعة مؤلفاته السياسية :
- مقالات حول القضية الكوردية .
- كوردستان العراق : اراء ومواجهات اعلامية .
- اوراق كوردستانية .
- كلام بلا ضفاف .
- شؤون كوردستانية وعراقية .
مجموعة مؤلفاته الشعرية (بالعربية والكوردية)
- قصائد للحب والوطن .
- ظلال النرجس .
- وأزهر بستان الريحان .
- وارى من يارامن .
- أشعار لا تبكي .
- شموع الحب .
- وله تحت الطبع ديوان بعنوان (كنتٍ حبيبتي) .
اللغـــــــات التي يتقنها :
يجيد اللغات الكوردية – العربية – الالمانية . ويتحدث الانكليزية – الاسبانية – البلغارية .
- ومازال يعمل في المجال السياسي والاعلامي .
- اشرف على طبعة لندن لجريدة خبات الناطقة بأسم الحزب الديمقراطي الكوردستاني .
- يشغل حالياً منصب وكيل وزارة الثقافة العراقية وكذلك يعمل كمنسق اعلامي للحزب الديمقراطي الكوردستاني في اللجنة الرباعية.