الفاتحة ودموع الحزن

محمد قاسم

 الأربعاء  16 نيسان 2008
بعد سهرة مع النت امتدت حتى الثانية صباحا أويت الى فراشي .فاستغرقت في نوم فوّت علي سماع نبا وفاة المرحوم صبري احمد عمر (أبو احمد)..!
جاءت أم العيال متأثرة وفي يدها ورقة تقرؤه: صبري أحمد عمر أبو احمد.. أليس هو صبري الذي كان جارنا..؟!
قلت: بلا ..لماذا..؟!
قالت: لقد أعلن “الملا” في ميكرفون الجامع وفاته..هل كان مريضا..؟!

قلت:لا أعلم انه كان مريضا.. سوى ما كان قبل سنتين او ثلاث سنوات عندما تعرض لنوبة قلبية وتعالج منها، ولكنه كان نشطا في حركته وانتقاله، ولا يبدو عليه انه مريض..!
تناولت أدويتي وأفطرت ..وتوجهت نحو مقبرة “ديرك” الكائنة في الجهة الشمالية من المدينة على طريق عين ديوار..!
ومن المؤسف أن الحديث عن المقبرة يستجر تداعيات مؤلمة وحزينة.. فأرض المقبرة قاس جدا، وهذا يستدعي الاستعانة ب(الباگر) لحفره.. ومن الجميل أن هذه الباگرات كانت لإخوة مسيحيين لم يبخلوا أبدا للقيام بحفر جميع القبور التي استعان أصحابها بهم؛ على الرغم من بعض الأقوال -وربما المواقف الاستفزازية- من بعض جهلة المسلمين (المتزمتين).
ولكن الباگرات –الآن – توجد لدى مسلمين ومسيحيين. والجميع –بحسب علمي – لا يقصرون في هذا الواجب.. ولكن..!
 يبقى سؤال يطرح نفسه.. ترى ما هو دور البلدية في قضية كهذه حيوية وحساسة وضرورية..؟!
أين موقع دفن الموتى في برامج البلدية..؟!
أليس الأموات كانوا من الذين يدفعون الضرائب لهذه البلدية..؟!
 أليس هذا الميت أحد أفراد عائلة –فضلا كمواطن- لا تزال تدفع الضرائب للبلدية..؟!
وبغض النظر عن الواجب الإنساني.. في دفن الميت أيا كان..؟
أليس الموت ظاهرة عامة وينبغي الالتفات إليها.. والتعامل معها وفق ما يخدم الكرامة البشرية؟!
ألسنا جميعا من ((أبناء آدم وآدم من تراب..؟)) كما يقول الرسول صلى الله عليه وسلم.
هل ندرك –كبشر- هذه الحقيقة عمليا.. ونعمل وفق إدراكنا هذا معها..؟!
على كل حال..كنت ماشيا في طريقي الى المقبرة عندما التقاني أبو مازن (دياب الحاج)  بسيارته، فركبت معه لنصل الى المقبرة، ونجدهم يهيلون التراب على جثمانه..!
لو لم أصل لبقي في نفسي ما يؤلمها.. فقد كان المرحوم صديقا طيبا.. طالما التقينا في سهرات ممتعة.. في داره –وهو الأغلب- لأنه كان يدير حانوتا صغيرا فيها، فكان ملتزما بالبقاء فيه.. أو دارنا احيانا..
كان كريما، متواضعا في تعامله.. يثير لديك الشعور بالاطمئنان الى مجالسته.. وقد تلاحظ عليه بعض ثرثرة لطيفة.. ولكنه يشدك الى البقاء معه ما لم يشغلك عنه شاغل..!
كان اكبر مني عمرا، أقدر سنه مابين الثالثة والستين والخامسة والستين عاما..!
تخرج من الثانوية الزراعية، وتوظف- بعد جهد جهيد وعبر وساطات وربما رشاوى ..- في رميلان كمشرف على حدائق المركز.. وربما لم يستطع الانسجام مع جو هذه المؤسسة التي أصبحت بؤرة لتجاذبات المصالح، واستغلال المسؤولين للموارد الغزيرة على حساب عمالها، والمواطنين المجاورين لها، ومنهم من اقتطعت أجزاء من أراضيهم بلا تعويض أو بتعويض مضحك ومؤلم ..!!
لذا فقد استقال باكرا؛ ليحصل على تعويض استعان به في بناء دار متواضعة في “ديرك” تلك المدينة الصغيرة والجميلة  في المثلث السوري –التركي –العراقي-طبعا ضمن كردستان المجزأة بموجب اتفاقية سايكس بيكو (العزيزة على قلوب هذه الدول الثلاثة عندما يتعلق الأمر بالكرد..!). كان موقعها طيبا –من دون أن يدري هو..- فقد اشترى هو و بعض فقراء البلد أراض كانت –حينها –بعيدة ومعدومة الخدمات، ولكن المخطط البلدي –ولا ادري بالضبط هل هو بجهد من أبي حيان –رئيس البلدية الأسبق – أو هو مخطط ورد من الجهات المختصة العليا..فإن كل حياة الناس يرسمها الناس في المراكز العليا دون استشارة أحد.. سوى بعض شكليات، مجاراة لقانون يئن من الخجل والألم..!
فباسمه تمارس الكثير من الإجراءات على الأرض لا علاقة له بها،ولو كلن ذا لسان وحنجرة لصرخ بأعلى ما فيه محتجا.. ..!
وبالمناسبة فقد كانت اغلب هذه الأراضي برسم وضع اليد عليها من قبل رئيس البلدية الأسبق (جرجس بهنان، أبو حيان) للصالح العام.. ولكن ملاّك أراضي المالكية استطاعوا أن يلتفوا عليه بحركة ذكية عندما قاموا بتوزيعها على مجموعة خاصة تابعة لهم بأسعار رمزية ليقطعوا  الطريق على البلدية للاستيلاء  عليها..وهذا ما حصل..!
كسب اجتماعي على حساب المصلحة العامة ..والله يعلم من الذي استفاد أيضا من ذوي القرار..في هذا الشأن..!
لقد كان استيلاء الملاكين على أراضي المالكية بطريقة فيها بعض غرابة وذكاء (عملي) ..فكما فعل (خاني دمدم) في قصة مشهورة؛ اشتروا قطعة أرض –لا ادري مساحتها بالضبط- واستطاعوا أن يمددوه في كل اتجاه بطرق ذكية حتى جعلوا كل “المالكية” وهو الاسم العرّب ل”ديرك”-جعلوه ملكا في غياب مجموعة عوامل منها:
قوة هيبة الدولة، وقوة القانون فيها، فأصبح القانون وسيلة لهذه الخطوة وما يماثلها؛ وان كان القانون لا يزال يخضع لمزاج الذين يستندون إليه في تصرفات تخدم مصالحهم بدءا من أصغر موظف الى أكبر المسؤولين ، كما هو الحال في المجتمعات المتخلفة –ومنها العربية-عموما، مع تفاوت بينها ، ..وربما بوتيرة أشد في بلادنا، بحكم خصوصية طبيعة الحكم ذي الحزب الواحد…!!
لم يكن المرحوم حزبيا –على ما أعلم- ولكنه كان وطنيا يهتم بشؤون قومه الكرد –الى جانب شؤون الوطن السوري الذي يجع بين الجميع- كردا وعربا وسريانا وآشوريين وارمنا وكلدانا وشر كسا وتركمانا …الخ.
 وهذا هو شأن كل الكرد المهتمين بحركة المجتمع وتطوره،وبناء الوطن وترقية الحياة فيه..بما فيهم الأحزاب الكردية ذاتها.
وفيما بعد تقارب مع pkk ولأنه لم ينسجم معه فخفف من علاقته بهم..
استطاع أن يفتح صيدلية زراعية بالتشارك مع غيره،ربما الدكتور عدنان حامد-وقد عرض علي المشاركة بشروط سهلة حينها ولكني لم أكن املك ما أشاركه به..رغم سهولة ذلك لضآلة المبلغ المطلوب  ولكن كما يقال في المثل الكردي:
Deveh  hate poleki pol peda nebu ويعني (عُرض الجمل للبيع بقرش واحد ولكنه لم يتوفر). وفي المثل العربي ما يشابهه: “العين بصيرة واليد قصيرة..!”.
المهم.. إن الرجل استفاد من عمله، وحسّن بعضا من أحواله، فعمّر بيتا جيدا  لم يدم تمتعه به بسبب من بعض أخطاء ضمن العائلة، ربما بعض أولاده الشباب..!
وهذه مشكلة تحصل في بيوت كثيرة –سواء أكان الوالدان مسؤولين لعدم الاضطلاع بمهمة التربية الصحيحة لأولادهم –وهي ظاهرة تنتشر في الأوساط المختلفة خاصة المساكين الذين يجعلهم واقع الأمية والبقاء كثيرا خارج المنزل؛ في موقع لا يحسنون معه تعهد أولادهم بتربية هم يفتقرون إليها –وعيا وتنفيذا..-ولعل السلطة تتحمل القسط الكبر من المسؤولية ..فهي قد صادرت الأولاد عبر تنسيبهم الى مؤسسات ذات طابع سياسي منذ عمر المرحلة الابتدائية مرورا بالمرحلة الثانوية فالجامعة..فضلا عن ممارسات مختلفة تصب جميعا في صالح الهيمنة الفكرية والسياسية على الشعب..وبذلك تفقد الشعب قدرة التربية والإبداع.. في غياب الحرية –الشرط الأساسي للممارسة الإبداعية في ميدان التربية وغيرها..!
وكنتيجة للأخطاء المشار إليها فقد اضطر الى بيع داره التي عمّرها بنفسه وشقي في جمع الأموال حتى استطاع ذلك..واشترى دارا أخرى تختلف كثيرا عن داره موقعا ومساحة ومحيطا..الخ. ومع ذلك فقد استمر في عمله وكفاحه من اجل الحياة الكريمة له ولعائلته البالغة أكثر من سبعة أولاد..!
قبل سنتين او ثلاثة تعرض لنوبة قلبية حادة عوفي بعدها ..ولكنه-كما يبدو- كان في وضع يحتاج اهتماما بنفسه بانتظام-وهذا ما كان لا يفعله –كما أرى- فقد كنت أجده حركيا في المناسبات الاجتماعية وخاصة مناسبات العزاء..!
كما كان مدمن تدخين مبالغ فيه فضلا عن ميله الى احتساء الشراب والقهوة –وكلاهما لا يناسبان وضعه الصحي..!وهذه حال معظم المدخنين –للأسف- لا ينتبهون الى أثر التدخين إلا بعد فوات الأوان..!
(طلب إلي أحد الأصدقاء ذات مرة”صالح جانكو” ان انصح والده لعله يسمعني فيمتنع عن الدخان (اللف) ولكنه استقبل نصيحتي بنوع من اللامبالاة..ولم يطل به الأمر سنتين او ثلاثا –حتى أعياه المرض..وثقل عليه..!
زرته مرة فوجدته يضع الوسادة تحت بطنه وهو يلتوي من الألم وينادي بين الفينة والأخرى :أستاذ.. ألا تفعلون شيئا،لقد تلفت حياتي..؟!!
 ولكنها صيحة  كان الأوان قد فات على الاستجابة لها..!!
هذه المناسبات الاجتماعية وخاصة مناسبات العزاء؛والتي تعدت الحاجة إليها؛ الى نوع من الممارسة الروتينية، وتغذية لمشاعر غير ثابتة، كالعشائرية في روحها التقليدية ، والحزبية في روحها التنافسية لاستجلاب العاطفة الجماهيرية..  وما يختزنه وعي المجتمع القبلي من تصورات وأفكار ..كلها تصب في خانة التظاهر وإشباع سيكولوجية مشوّهة في كثير من جوانبها، تغذي المظاهر،  وتهمل الفعل الاجتماعي المفيد والمؤثر..!
 مثل هذه المجريات تخدم الشرائح-ولا أقول الطبقات – المهيمنة؛ عبر استثمار السيكولوجية القبلية هذه، ودعم الاتجاهات الأمنية السلطوية لها ..!
وذلك بهدف تفتيت الناس وتغذية الخلافات بينهم..وقطع الطريق على الألفة التي يمكن ان توحد المواقف والاتجاهات.. بل لقد سرى هذا الأمر الى الأحزاب ذاتها..!
 فمثلا بعضٌ “هام” من الخلافات الحزبية يعود الى الخلافات الشخصية بين المتنفذين في الأحزاب الكردية..
 فمن غرائب الأمور أن أي تحقيق امني يتصدره سؤال:من أية عشيرة أنت..؟!!
 في الألفية الثالثة ..وفي نظام سياسي يتبنى الاشتراكية نهجا اجتماعيا وسياسيا واقتصاديا ،ويستمد جذور فلسفته من الأممية –الماركسية –يكون السؤال الذي يتصدر التحقيق هو:
من أية عشيرة أنت؟!
بخلاف ما يدرس في المناهج المدرسية منذ عقود..!!
ويحق لنا أن نتساءل ما المغزى من سؤال تجاوز الزمن مضمون إجابته، وإثارته تعتبر عودة الى ثقافة متخلفة او ذات غرض..!
يتسابق بعض الرموز التي تظن نفسها ذات أهمية عشائرية وهي –في الوقت نفسه قريبة جدا من الحالة السلطوية ، تمارس نفوذا على أساس ذلك ضمن المجتمع؛ بل-وللأسف- ضمن الأحزاب أيضا..وبطريقة يستنكرها البروفسور “إسماعيل بيشكجي” في تحليله المجتمع الكردي وقياداته العشائرية –والتي يرى أنها قيادات بديلة عن القيادات الأصلية عشائريا، وقد اصطنعتها السلطات المستعمرة لكردستان..كل ذلك وغيره في كتابه الموسوم “كردستان مستعمرة دولية”.
يتسابق هؤلاء، في زيادة عدد الخيم المنصوبة في مناسبات العزاء،والمبالغة في فرشها بالديوانيات  والبسط والممتلكات..الوسائد.. ومستلزمات الضيافة من القهوة المرة –بأسلوب لا يخلو من تخلف مشهود..!
فنجانان فقط يستعملان ليشرب منهما جميع المعزين؛القهوة المرة، وبعضهم أدرك الخطورة الصحية من ذلك فيعتذر –إذا استطاع نفسيا خشية العيب – وتجنيد عدد كبير من الذين يخدمون عبر تقديم الشاي و-هو سلوك لا ينسجم مع ظروف العزاء في شيء- فكم كأسا اندلق الشاي منه نتيجة احتكاك زائر او مغادر..وكم يضيق المكان بالطربيزات الموضوعة أمام المعزين،  وحركة المستخدمين أحيانا تعيق حركة المعزين في ذهابهم وإيابهم  ضمن الخيم..ويتجه بعض الذين تنخر المظاهر في نفوسهم الى بذل تكاليف لا لزوم لها من الطعام ..وربما اضطروا-لذلك- من إيجاد علاقة اجتماعية متخلفة –كالعشائرية –أو تسخير العلاقات الحزبية لخدمة هذه الظواهر ماليا وخدماتيا..أو الاستدانة الفاحشة لأمر غير ضروري..الخ. وتصبح مناسبات العزاء مهرجانات تظاهر وتسابق بين هؤلاء..فتكاليف السيارات وتعطيل الأعمال والدوائر والمدارس …تحت حجة “واجب اجتماعي” ينعكس خسارة آلاف الليرات إن لم نقل ملايينها إذا توسعنا فيها – وكم مراجع يعود ليراجع في موعد آخر ربما تكون مناسبة عزاء أخرى تضطره الى المراجعة لوقت آخر من جديد..بل ربما بقي الناس –بريئين- في سجون أياما او أكثر لأن القاضي ذاهب الى عزاء،  او لأن لديه عزاء قد يمتد أكثر من أسبوع بسبب التركيبة الاجتماعية العشائرية،ومثله كل المسؤولين الذين يحتاج المواطنون الى توقيع منهم لسبب او لآخر ..!
وتتبارز هذه الرموز العشائرية –والذين يتطلعون الى ان يكونوا رموزا عشائرية  أو اجتماعية عبر عوامل غير طبيعية وفي زمن غير تراكمي- لاستثمار الحدث. إذ تراها فرصة للتقرب من هذا المسؤول او ذاك..فالعملية تتحول من عزاء الى مناسبة استثمار لعلاقات ذات بعد مصلحي لا علاقة له بالعزاء..مطلقا..!
والأنكى.. أن الحالة الحزبية -وبدلا من اختصار هذه المظاهر والمساعدة على معالجتها- تغوص هي ذاتها، في خضمها، وتشجعها –قصدا او بدون قصد- كل هذه المظاهر –سواء بالمشاركة الفعالة في هذه المناسبات الى درجة تحولت المناسبات الى نوع من الظاهرة السياسية وبديلا عن النضال السياسي المعروف في الثقافة الحزبية النضالية أحيانا..!
وأخيرا وليس آخرا فإننا قد ودعنا رجلا له حضور من نوع ما في المجتمع،  و قد انحدرت دموعنا  من مآقينا-أنا وأبو مازن-دياب- كأصدقاء له، مع قراءة الفاتحة على روحه، قبل وداعه الخير على المقبرة..
 هذه الروح التي نتمنى أنها ستجد موضعا لها في ركن من أركان الجنة ((التي وعد بها المتقون)). رحمه الله.

*لعله ينبغي ان نذكر بان أحد أبنائه(جوان) يمارس فن العزف على الطنبور ..ويجيد غناء رخيما ولكنه –كغيره –يحتاج الى تصقيل يمكن الإشارة إليه في عدة عوامل:( التدرب على القراءة الجيدة للكلام وحسن اختيار الكلمات..لأغنياته..-والتدرب المستمر على مستلزمات الغناء..الخ-علما بان صوته واعد-كما سمعته.

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

ابراهيم البليهي

لأهمية الحس الفكاهي فإنه لم يكن غريبا أن يشترك ثلاثة من أشهر العقول في أمريكا في دراسته. أما الثلاثة فهم الفيلسوف الشهير دانيال دينيت وماثيو هيرلي ورينالد آدمز وقد صدر العمل في كتاب يحمل عنوان (في جوف النكتة) وبعنوان فرعي يقول(الفكاهة تعكس هندسة العقل) وقد صدر الكتاب عن أشهر مؤسسة علمية في أمريكا والكتاب…

عبدالرزاق عبدالرحمن

مسنة نال منها الكبر…مسكينة علمتها الزمان العبر..

بشوق وألم حملت سماعة الهاتف ترد:بني أأنت بخير؟ فداك روحي ياعمري

-أمي …اشتقت إليك…اشتقت لبيتنا وبلدي …لخبز التنور والزيتون…

ألو أمي …أمي …

لم تستطع الرد….أحست بحرارة في عينيها…رفعت رأسها حتى لا ينزل دمعها،فقد وعدت ابنها في عيد ميلاده الأخير أن لا تبكي ،وتراءى أمام عينيها سحابة بيضاء أعادتها ست سنوات…

فراس حج محمد| فلسطين

في قراءتي لكتاب صبحي حديدي “مستقرّ محمود درويش- الملحمة الغنائية وإلحاح التاريخ” ثمة ما يشدّ القارئ إلى لغة الكتاب النقدية المنحازة بالكلية إلى منجز ومستقرّ الراحل، الموصف في تلك اللغة بأنه “الشاعر النبيّ” و”الفنان الكبير” “بحسه الإنساني الاشتمالي”، و”الشاعر المعلم الماهر الكبير” “بعد أن استكمل الكثير من أسباب شعرية كونية رفيعة”. و”المنتمي…

جان بابير

 

الفنان جانيار، هو موسيقي ومغني كُردي، جمع بين موهبتين إبداعيتين منذ طفولته، حيث كان شغفه بالموسيقى يتعايش مع حبّه للفن التشكيلي. بدأ حياته الفنية في مجال الرسم والنحت، حيث تخرج من قسم الرسم والنحت، إلا أن جذوره الموسيقية بقيت حاضرة بقوة في وجدانه. هذا الانجذاب نحو الموسيقا قاده في النهاية إلى طريق مختلف، إذ…