أعشقك يا كوردستان ..!!

  بقلم : سعاد جكرخوين

كوردستان حلم بديع سلسلة من خيالات سرمدية, أسطورة زمنية لا تنتهي شلال أمل يعيش في بريق عيوني تخبئه وتحويه بحنان طيات جفوني أنام واصحوا لاستمتع بهذا الأمل الجميل , احلم بك بجبالك , بوديانك بنسمة الهواء الذكية التي نتنفسها , احلم بصخورك , بترابك بتلك الربوع السندسية , أعشقك منذ الامد, منذ كان والدي ذلك العاشق الولهان يناجيك , يبحث عنك يقاتل الحياة لأجلك , نمت الغيرة عندي من ذلك العاشق ,فشاركته هذا العشق و تحنيت لو أراك كما وصفك والدي دوما عروسة الحياة نما حبك في قلبي  وانا أشارك عائلتي هذا الحب أصبحنا نردد ملاحمك وقصصك نقول الأشعار عنك, عن حب السماء لجبالك ووديانك عن جمال طبيعتك وحبها لصخورك وأشجارك.
كوردستان أجمل كلمة وأسمى معنى عرفناه, كنت اعلم ومازلت أن ارتمي بين أحضانك التنفس هواء فضاءك… أعيش لحظات جمالك الربيعية وخضرة طبيعتك البهية استنشق الحرية ..كنت اعلم ويطول حلمي وأتساءل هل كوردستان هي فعلا بهذا الشكل أم إنني متأثرة بأشعار والدي هل هي فعلاً كما قال عنها : (بلادي أنت عروسة دنيا)..؟!  أم أن الشاعر بالغ في الوصف ليأتي بنص شعري بديع , فحبك حمله بشكل رائع .هل أنت فعلاَ عملاق وبهاء ذات ألفة عليّ …؟! هل حبه لك وعشقه لأرضك جعله العاشق الولهان تحت غصن البان..؟! , طالت حيرتي سنين وسنين لكنني لم أتهاون يوما في الدفاع عنك وعن وترابك ولم ينقص قط حبي لك بل زاد يوم عن يوم, حيرتي زالت في ذلك اليوم الذي توجهنا به من استكهولم الى هولير لحضور (فستيفال) والدي جكرخوين كانت فرحتي لا تسعني لأنني ساراك عن كثب سأعرف من أنا ووالدي نعشق , من هي تلك العروسة البهية .؟! توجهت الطائرة بنا الى سماءك كانت هذه أول مرة ألقاك فيها , كنت مرتبكة لا اعرف الجلوس في كرسي , متى ستحط بنا الطائرة في ارض الآباء والأجداد , أتحرك بحرارة طالت لهفتي وانتظاري متى سنصل الى أراضيك. يا حبيبة ..؟! متى سأعانق ورودك وإزهارك ..؟! متى سأعطر أنفاسي بهوائك وارتوي من ماءك الزمزمي .؟! طال السفر وأنا أراقب الأجواء من النافذة هل فضاءك كالآخرين لست ادري بقيت أسيرة التفكير, و أبهجني اسأل نفسي كثيراً و أتسال أكثر كانت الطائرة غير مريحة لكنني كنت أحسب كأنني امتطي براق  سيأخذني إلى السماء إلى جناة الخلد .كنت انتظر تلك اللحظة التي تحط الطائرة فيها… أعشقك : واعشق اسمك يا حبيبة : وهاهي طائرتنا تهبط , بدأ قلبي يدق ويدق كساعة جدار يا إلاهي نحن في مطار “هولير”  بدأت اسرق النظر من النافذة الى ارض مطارك الى تلك الطائرات في سماءك. أنني الآن في كوردستان هذا ليس بحلم : كم أعشقك يا لها من كلمة سحرية بديعة. انزل من سلالم الطائرة وانا التفت يمنة ويسرى لا أريد أن اخسر رؤية أي منظر فيك .أحاول الآن أن أزاحم الناس بان أكون في المقدمة واراك عن القرب أسرعت في خطواتي يا إلاهي الكل يتكلم الكوردية أماكن التفتيش كوة الجوازات نحن الآن في كوردستان في  وطننا الحر في أرضنا المحررة كان أجمل شيئا تستمتع به نفسي وعيوني ذلك العلم الذي يرفرف طليقا حرا في سماء بلادي هذا ليس بحلم فانا اجلس الآن مع البقية في صالة الانتظار كان ذلك التجمع وتلك الجماهير المجتمعة برهانا واضح على الحرية التي تحيط بنا , رجعت بذاكرتي إلى الوراء ودموع عيني تهطل فرح وأنا استعيد ذكريات الماضي الألم والماسي بوركت يا شعبي المناضل كفاح  العائلات لنيل هذه الحرية رجعت ذاكرتي إلى الحرية لاتقاس بأي ثمن هنيئا لكم يا شعب كوردستان فقد كان لكم الكثير لتنالوا هذه الحرية وهنيئا لنا جميعا لان أصبح قبلة للجميع , أخذنا أماكننا في السيارات التي كانت تنتظرنا وتوجهنا إلى حيث سنمكث في الفندق لنحضر (فستيفال) .. (جكرخوين) ونمضي فترة زمنية جميلة لنمضيها في أحضان بلادي السحرية كل شيء تم خلال أيام لكن تلك الرحلة التي توجهنا فيها إلى” برزان ” كانت دهشتي عظيمة جداً عندما توجهت سيارتنا في طريق جبلي سهل مريح تشق طريقها بين الجبال السحرية تشق عنان الريح ويقسم زهو الطبيعة الى نصفين .. كانت انظر الى النافذة الى اليمين واستمتع بتلك المناظر الخلابة حيث الجبال الشامخة والوديان الساحرة .. فتناديني أخي انظري الى اليسار ما أجمل هذا المنظر .. كيف سأفعل الى أية جهة أوجه أنظاري يميني ويساري وأمامي  أنا اعتبر الآن في رياض سحرية أرى في قمة جبال بيوتاً تضحك لنا وفي أسفل السهل بيوتاً ترقص وعلى سفوح الجبال بيوتاً أنطحت  كأنها ترقص الدبكة الكوردية عدت بذاكرتي مرة أخرى الى أشعار والدي انه محق في وصفه لك يا حبيبتي فحق في محاربته القدر ليأخذك حرا طليقا بين أحضانه كل شيء قال عنك صحيح أما عندما وصلنا الى “برزان” استقبلنا وجوه بهية تضحك مع اشراقة الصباح الذكية تستقبلنا بحب كبير كانت منذ سنين يتفجر الآن حقيقة واضحة زرنا مزار الإبطال وترحمنا عليهم وعلى جميع شهدائنا دعونا العزم معهم على أننا سنواصل المسير وعدنا لنمكث في استراحة حلوة وجميلة بين أشجار مخضرة تناولنا طعام الغذاء وفي طريق العودة أوقفتنا جمال الطبيعة مدينة (شقلاوة) التي تغنى (جكرخوين)  بجمالها في بعض أشعاره سرنا وشوارعها ولفتنا النظر في جمال طبيعتها مكثنا برهة صامتة فقط ونمعن النظر ونتأمل جبالها .. (ما أجملك يا عروسة الدنيا) .. عدنا ونحن فخورين بجمال بلادنا وفي طريقنا في المصيف ” صلاح الدين”  أمعن النظر في ذاك الجمال الطبيعي لم يكن اقل من المناظر الأخرى جمالا في الحقيقة ويصعب على الإنسان وصف تلك النشوة التي ملكتنا ونحن نحدق النظر في سماء الوطن برا وجوا انحدرت بنا السيارة من المصيف الى حيث مكثنا في الفندق .

أما الرحلة الثانية التي أذهلتني فهي زيارتي إلى مدينة ” دهوك ” قبل عودتنا بقليل عرضت علينا صديقتنا (جهان برزاني)  التي تعيش في كوردستان دعونا إلى زيارة إلى مدينة الفن والجمال مدينة الأدب والثقافة مدينة “دهوك” استقلينا سيارتها و  توجهنا إلى “دهوك” لم تكن مناظرها اقل من تلك المناظر التي شاهدناها سابقاَ ففي طريقنا الى “دهوك” كنا في روضة خلابة ,أما عند وصولنا إلى “دهوك” رأيناها تتفرع إلى قطع سحرية سندسية زاهية الألوان تنام في أحضان الطبيعة كالوليد على كتفي أمه وتستيقظ مع اشراقة صباح لتعانق السماء ببيوتها التي احتلت سفوح الجبال وأخرى احتضنت السهل والمرج وبعدها شقت طرق العزلة عن الآخرين لم يكن المرء قادرا في الاستمتاع بذلك الجمال في يوم واحد أسابيع وشهور لا تكفي للامعان في ذلك الجمال لكننا سرقنا من الزمن يوم وليلة لنشاهد “دهوك” عن كثب وننشق هواءها ونستنشق من جمالها زرنا أقارب (جهان) ونمنا ليلة في “دهوك ” وفي الصباح توجهت بنا السيارة لتقطع شوارع “دهوك”  لنتمعن النظر فيها تناولنا طعام الغذاء في إحدى مطاعمها ثم توجهنا إلى الطريق الذي سيسير بنا إلى (اكري) ومن ثم لشقلاوة كلها قطع خضراء مقطع هندسي رسمت لتكون آية في الجمال تعبر عن ماض عريق مشرق مروج خضراء زاهية اشترينا بعض الحلوة وعدنا في قلوبنا فرح وسرور ينتهي إلى السماء أن كوردستان لنا وللجميع ستبقى كوردستان تلك الفاتنة …نشكر القدر أنه اعطانا ذلك الجمال لبلادنا حتى لبست اللون الأخضر الجميل أنها أجمل بقعة في الأرض لن أنسى جمالك يا كوردستان مهما فعلت لك أنا مقصرة بأنني لم اشبع يوم في الإمعان والاستمتاع لمناظرك الخلابة .غادرت كوردستان بصمت عميق حزين وفي قلبي فرحة ونشوة وألف دعاء يحفظها لنا سالمة جميلة حرة, وتذكرت بأنني سأغادرها قبل نوروز واسترسلت في أفكاري ,غدا سيأتي نوروز فستزين تلك الجبال بيوتها الأخضر المزركش وتنتشر الفتيان والفتيات في كل مروجها ليغنوا بالحب ويمتع بالعشق والأمل كما فعل (مم وزين) ليغزل لنا لحن الحب والآباء لحن الحرية والتضحية ليتفاءل الحزن أمام ذلك الفرح الكبير ذلك الحزن الذي اخذ منا الكثير من خير شعبنا وأبناءه الأبرار لكنهم شهداء يعيشون في قلوبنا مدى سنين ..غداً سيأتي نوروز وتتعالى أصوات الموسيقى لتنشر النور في السماء وتضيء الطرق وتتحلى كوردستان بثوب نوروز الجميل فتنعش النفوس ,لكن عندما تخبئ الشمس لتهديني بصمات القدر بالعودة, سأتركك يا حبيبتي يا أجمل حلم وانا أحمل في جعبتي وطيات دماغي عنوانك اذكي فيها روحي مدى عمري لكنني تأسفت على ذلك الوقت الضيق الذي لم تسمح لي بمشاهدة بقية آيات الجمال لكنني لم أنسى قط أن أحلامي بدأت تتحقق يوم عن يوم …

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

جان بابير

 

الفنان جانيار، هو موسيقي ومغني كُردي، جمع بين موهبتين إبداعيتين منذ طفولته، حيث كان شغفه بالموسيقى يتعايش مع حبّه للفن التشكيلي. بدأ حياته الفنية في مجال الرسم والنحت، حيث تخرج من قسم الرسم والنحت، إلا أن جذوره الموسيقية بقيت حاضرة بقوة في وجدانه. هذا الانجذاب نحو الموسيقا قاده في النهاية إلى طريق مختلف، إذ…

عصمت شاهين الدوسكي

 

أنا أحبك

اعترف .. أنا احبك

أحب شعرك المسدل على كتفيك

أحب حمرة خديك وخجلك

وإيحاءك ونظرتك ورقة شفتيك

أحب فساتينك ألوانك

دلعك ابتسامتك ونظرة عينيك

أحب أن المس يديك

انحني حبا واقبل راحتيك

___________

أنا احبك

أحب هضابك مساحات الوغى فيك

أحب رموزك لفتاتك مساماتك

أحب عطرك عرقك أنفاسك

دعيني أراكي كما أنت ..

——————–

قلبي بالشوق يحترق

روحي بالنوى ارق

طيفي بك يصدق

يا سيدتي كل التفاصيل أنت ..

——————–

أحب شفتاك…

لوركا بيراني

في الساحة الثقافية الأوروبية اليوم، نلمح زخماً متزايداً من التحركات الأدبية والثقافية الكوردية من فعاليات فكرية ومهرجانات وحفلات توقيع لإصدارات أدبية تعكس رغبة المثقف الكوردي في تأكيد حضوره والمساهمة في الحوار الثقافي العالمي.

إلا أن هذا الحراك على غناه يثير تساؤلات جوهرية حول مدى فاعليته في حماية الثقافة الكوردية من التلاشي في خضم عصر…

محمد شيخو

يلعب الفن دوراً بارزاً في حياة الأمم، وهو ليس وسيلة للترفيه والمتعة فحسب، ولكنه أداة مهمة لتنمية الفكر وتغذية الروح وتهذيب الأخلاق، وهو سلاح عظيم تمتشقه الأمم الراقية في صراعاتها الحضارية مع غيرها. ومن هنا يحتلّ عظماء الفنانين مكاناً بارزاً في ذاكرة الشعوب الذواقة للفن أكثر من الملوك والقادة والأحزاب السياسية مثلاً، وفي استجواب…