ملف قضية المرأة (حقوقها وتحررها) (3) مع الكاتبة: صبيحة شبر

  إعداد : حسين أحمد
Hisen65@gmail.com

قضية المرأة قديمة جديدة ,تطلع علينا في كل يوم أقلام تنبري للدفاع عن قضية حقوق المرأة وتحررها, وهي أقلام ذكورية في اغلب الأحيان .يجدر بالإنسان في مثل هكذا موضوع أن يتساءل: من هم الذين يحولون دون حصول المرأة على حقوقها !؟ بل ما هي هذه الحقوق .؟! ولكي يتفاعل الموضوع بأكثر, ولإبراز جوانب الخلل والعطب التي رافقت حياة المرأة تاريخياً . نوجه أسئلتنا المدونة أدناه إلى السادة الكتاب والشعراء والإعلاميين المحترمين الذين يتناولون موضوع المرأة بأقلامهم النيرة – واقعاً و طموحاً.
الأســــــــئلة:

س (1) – ماذا تريد المرأة تحديداً .!؟

 * صبيحة شبر : ما تريده المرأة أن ينظر إليها كانسان ، له كرامة ، يتمتع بالحقوق التي  نصت عليها الشرائع السماوية ، وأثبتتها القوانين الدولية ، كما تريد المرأة أن تكون فاعلة في المجتمع تساهم في بنائه ، وتطوره وتقدمه…

س ( 2) -هل هناك من سلب حقاً من حقوق المرأة قهراً ..؟

* صبيحة شبر : نعم هناك الكثير ممن يسعى إلى سلب حقوق المرأة، سواء قصدا ، أم من غير قصد ، بعض الدول تمنح النساء نصف راتب الرجل، إن كانا في نفس العمل ويتمتعان بعين المؤهلات ، بعض المجتمعات تنظر إلى المرأة ، وكأنها فاقدة للأهلية ، لا تحسن التصرف ، لا تملك من أمرها شيئا ، يزوجونها رغما عنها ، ويطلقونها بالإكراه ، وليس لها الحق بالتمتع براتبها ، بعض المجتمعات لا تحترم أمومتها كما أمر ديننا الحنيف ، بعض المجتمعات تظن أن المرأة ناقصة عقل لا تحسن التصرف ، تتعرض للخداع دائما ، ويضحك عليها الكاذبون ، ويمكن أن يتصف بهذه الصفات كلا الجنسين.

س (3) -ما هي رؤية المرأة المستقبلية في تنشئة الأجيال .؟

 * صبيحة شبر : أوجدت الحياة المعاصرة ، الكثير من الحاجات الأساسية ، كما أن ارتفاع أثمان البضائع ، حتم على المرأة ، أن تخرج إلى ميدان العمل ، مساعدة للأسرة في تلبية طلباتها ، مما يجعلها تتعرض للتعب ، فالواجب في هذه الحالة أن يتعاون الأب والأم معا في تنشئة الأجيال، وان يكون هناك سياسة تربوية ، واضحة المعالم ، تقوم بها الدولة ، للمحافظة على سلامة الأجيال ، من الناحية النفسية والعلمية والجسدية ، وألا تجعلهم عرضة للأفكار الخاطئة، التي تريد السيطرة على عقو ل أجيالنا ، وغرس بذور اليأس والانهزام ، وعدم الثقة بالنفس ، وهنا يجب أن تتعاون الإعلام المرئي والمسموع ، والمقروء ، في تقديم الثقافة المناسبة لمبادئنا النبيلة لأجيالنا

س (4) -هل تكتفي المرأة بحقوقها الإنسانية المتاحة بحسب الشريعة الإسلامية .؟

  * صبيحة شبر : منح الإسلام المرأة الكثير من الحقوق ، ولكن أين هي تلك الحقوق في الحياة العملية ، نجد بونا شاسعا بين الواقع ، الذي تعيشه المرأة ، وبين ما نادى به الإسلام من إنصاف واضح  للنساء.

س (5) – إن هؤلاء الذين يطالبون بحقوق المرأة عليهم أن يجاهروا بالإعلان عن ماهية هذه الحقوق ..؟

* صبيحة شبر : الحقوق كثيرة ، منها حرية الرأي والتعلم ، والسكن وتكوين الأسرة ، والدفاع عنها ، والمساهمة في صنع القرارات ، والنشر والكتابة ، و العمل، وتكوين الهوايات ، وحقها في الزواج ، وعن الرضا به ، وليس إرغامها على شخص معين.

س ( 6) -إذا كان هناك من اضطهد المرأة فلاشك  أنه الرجل . إذا  كيف للذي اضطهدها ” أصلا ” أن يطالب لها بالتحرر والاستقلالية..؟

 * صبيحة شبر : لماذا يكون الرجل ؟ والرجل أيضا يتعرض للاضطهاد ، والظلم ، وتسلب منه الحقوق ، وان كان الرجل هو الظالم ، في بعض الأحيان ، فهل يمكن أن يكون الأب أو الأخ ؟ لا أظن ، وكثير من الرجال ، يطالبون بحقوق المرأة ، لأنهم يملكون العقل القادر على التمييز ، والقدرة على الإنصاف ، ويجدون إن بعض النساء ، رغم ما منحهن الله ، من سداد الرأي ، الا إنهن لا يتمتعن بالحقوق ،  لقد وقف بعض الرجال ، منادين بحقوق المرأة الإنسانية ، ولا عيب في ذلك ، ما دامت الشهامة  تدفعهم ،والخلق الكريم ، والرغبة في إعادة الأمور إلى نصابها الصحيح.

س (7) –  أية حقوق ( بالمقابل) تقّر بها المرأة للرجل….؟

* صبيحة شبر : كل الحقوق التي تحترم الإنسانية، ما لم تسيء إلى حقوق الآخرين ، فالحرية ليست مطلقة ، لأنها تتحول إلى إساءة للآخرين حينذاك ، وإنما هي مقيدة ، الشرائع والقوانين والأعراف الايجابية، كل هذه الأمور تحد من الحرية، ولا تجعلها سائبة.

س (8)- هل أن لحقوق المرأة وتحررها من صلة جوهرية بقضايا مثل :الأزياء والحفلات والسهرات والماكياج وغيرها ..

* صبيحة شبر : لا أظن أن أحدا يمنع المرأة  ،أن تضع الأصباغ، وان ترتدي الأزياء المناسبة ،مادامت  لا تضر بأحد ، كثير من النساء يعملن هذا في بيوتهن ،  أظن انه ليس من المناسب أن نلصق  قضايا المرأة ، والمطالبة بحقوقها بمثل هذه الأشياء الهامشية، نريد العلم والأدب ، واكتساب المهارات المختلفة  ،والمساهمة في تطور البلاد ، وأنت تحدثني عن المكياج ما شأني به.؟ المهم أننا لانريد أن ينظر للمرأة كشكل فقط ، إنما روح وقلب، وعقل وإرادة وتصميم ، وقدرة على الكفاح.

س (9)-  من عجب العجائب أن المرأة لا تطالب بحق من حقوقها ولكن الذي يطالب لها بالتحرر والاستقلالية هو الرجل وأي رجل أنه: رجلاً لا يريد لها إلا أن تتخلى عن أجمل ما حباها الله من الطيبات.

 * صبيحة شبر : حقوق المرأة يمكن أن ننظر إليها ، وفق ما نحمل من أفكار ومبادئ ، لماذا تفترض أخانا الكريم أن حقوق المرأة ، قد تجعلها تتخلى عن القيم والمبادئ..؟

س (10) – لا ريب أن المرأة حصلت على حقوقها الاجتماعية – الوظيفية- وما يتعلق بإبداء الآراء والأفكار, ولقد حصلت أيضا على حقوقها التعليمية سواء في التدريس أو الإدارة أو المناصب الوزارية أو حق الترشيح في الانتخابات سواء أكانت في البلدية أو البرلمانية أو الرئاسية,وهي في أمان في كنف القانون والشريعة…بعد كل هذا ماذا تريد المرأة  من الرجل….!؟

 * صبيحة شبر : حصلت بعض النساء على حقوقهن ، نعم هذه حقيقة ، ولكن كم تمثل نسبة الحاصلات على حقوقهن ، من عدد النساء المظلومات ، المستباحات الحقوق في عالمنا العربي ، كم عدد الأميات ؟ وكم عدد اللاتي حرمن من أولادهن ، في ساحات الحروب ؟ وكم عدد النساء اللاتي يشتعلن طول النهار ، لجلب القوت إلى الأسرة ، وهن صامتات ، عاجزات عن التمتع بحق الصحة ، والسفر وإيجاد الضمان من العجز والشيخوخة ، في هذه المسألة المهمة جدا ، لا يجب أن نعمم

س ( 11) – هل فكرت المرأة ما أصاب الناس في العالم من الإمراض, والويلات ,وغير ذلك من أسبابٍ إلا من تلك الحرية العمياء التي تتشبث بها المرأة أو من يردون لها ان تفعل ذلك .؟؟

* صبيحة شبر : أظن ان الاثنين معا يتحملان النتيجة ، إن كانت حريتهما عمياء ، حقا أن الحرية تكون عمياء حين لا يميز الإنسان بين الصحة والخطأ ، ونحن لا نريد حرية فاقدة لنعمة الإبصار ، لأنها تتحول إلى نقمة ، وعبودية من نوع جديد.

س (12) – هل المرأة التي تسقط بإرادتها ورغباتها في حبائل الرجل تبقي لنفسها, شيئاً من عزة النفس ..؟

* صبيحة شبر : لسنا في مجتمع شياطين ، أخي الكريم ، أنت تنظر إلى الحرية ، وفق مفهوم واحد، المفهوم الذي يأتينا  من الفضائيات ، ووجهات النظر الغريبة ، الاثنان يسقطان معا ، هل فرق الله بين الجنسين في العقاب…؟

س ( 13)-  قضية تعدد الزوجات في الإسلام والتي باتت مدعاة نقداً وتحامل كبيرين هل فكروا هؤلاء بشروط تعدد الزوجات في الإسلام ولعل من ابرز شروطها العدل والمساواة. فان كان قضية قد استوفت العدالة فأي ضيرا في هذا ..إلا أن الإسلام يرفض الزنا بكل إشكالها وأنواعها حفاظا على الفرد وصحة الإنسان وتماسك الأسرة ضمن المجتمع .بالمقارنة لو عدنا إلى قانون الزوجات في الغرب نرى إنه لا يحق للفرد الا زوجة واحدة فقط .. ولكن يجاز له باقتران بأكثر من واحدة تحت مسمى (بوي فريند و كيرل فريند) أي (صديقات الزوج و أصدقاء الزوجة) فهؤلاء لهم في كل يوم ان يغيروا بين هذا وذاك ..؟!

* صبيحة شبر : لا يمكن أن يتحقق  العدل في العواطف.

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

ا. د. قاسم المندلاوي

في هذه الحلقة نقدم للقارئ الكريم نبذة مختصرة عن فنانين آخرين، احدهم من غرب كوردستان، الفنان الشهيد يوسف جلبي، الذي تعرض الى ابشع اساليب الاضطهاد والتعذيب من قبل السلطات السورية الظالمة، وخاصة بعد سيطرة نظام البعث سدة الحكم عام 1966. فقد تعرض الكثير من المطربين والملحنين والشعراء الكورد في سوريا…

يسر موقع ولاتى مه أن يقدم إلى قرائه الأعزاء هذا العمل التوثيقي القيم بعنوان (رجال لم ينصفهم التاريخ)، الذي ساهم الكاتب : إسماعيل عمر لعلي (سمكو) وكتاب آخرين في تأليفه.

وسيقوم موقع ولاتى مه بالتنسيق مع الكاتب إسماعيل عمر لعلي (سمكو). بنشر الحلقات التي ساهم الكاتب (سمكو) بكتابتها من هذا العمل، تقديرا لجهوده في توثيق مسيرة مناضلين كورد أفذاذ لم ينالوا ما يستحقونه من إنصاف وتقدير…

إبراهيم أبو عواد / كاتب من الأردن

 

غازي القُصَيْبي ( 1940 _ 2010 ) أديب وسفير ووزير سُعودي . يُعتبَر أحدَ أبرزِ المُفكرين والقِياديين السُّعوديين الذينَ تَركوا بَصْمةً مُميَّزة في الفِكْرِ الإداريِّ العربيِّ ، فَقَدْ جَمَعَ بَيْنَ التَّنظيرِ والمُمارَسة ، وَلَمْ يَكُنْ مُجرَّد كاتب أو شاعر ، بَلْ كانَ إداريًّا ناجحًا تَوَلَّى مَناصب قِيادية عديدة…

ماهين شيخاني

كانت قاعة المحكمة الباردة تشهد حواراً أخّاذاً بين محامٍ شيخ وقاضٍ متمرس. توجه المحامي بسؤاله المصيري: “لو كنت مكان القاضي، ما مدة الحكم الذي ستصدره على سهى يا أستاذ؟”

أجاب الرجل بهدوء: “أقصر مدة ممكنة.”

ابتسم المحامي مرتاحاً: “أحسنت، أنت قلبك طيب وعطوف.”

………

الفلاش باك:

في ليالي الخدمة الإلزامية، كان قلب الشاب العاشق يخفق بشوقٍ جامح….