ملف قضية المرأة (حقوقها وتحررها) (4) مع الكاتب: خالص مسور

إعداد : حسين أحمد
Hisen65@hotmail.com

قضية المرأة قديمة جديدة ,تطلع علينا في كل يوم أقلام تنبري للدفاع عن قضية حقوق  المرأة وتحررها , وهي أقلام ذكورية في اغلب الأحيان .يجدر بالإنسان في مثل هكذا موضوع أن يتساءل: من هم الذين يحولون دون حصول المرأة على حقوقها ..!؟ بل ما هي هذه الحقوق .؟! ولكي يتفاعل الموضوع بأكثر, ولابراز جوانب الخلل والعطب التي رافقت حياة المرأة تاريخياً . نوجه أسئلتنا المدونة أدناه إلى السادة الكتاب والشعراء والإعلاميين المحترمين الذين يتناولون موضوع المرأة بأقلامهم النيرة – واقعاً و طموحاً.
  الأســــئلة :

س (1) – ماذا تريد المرأة تحديداً .!؟

* خالص مسور : المرأة هي نصف المجتمع – كما يقال – وهي الأم، والزوجة، والابنة، والأخت…الخ. تريد المرأة أن تكون إنسانة جديرة بالحياة، تتحمل مسؤولياتها في هذه الحياة كما يتحملها الرجل، وتحيا كما يحيى الرجل، لها من الحقوق والواجبات مثلما للرجل، أمام القضاء وفي جميع الحقول والميادين. وأن تتزوج بمن تحب، ولا تقتل لمجرد الإشاعات…الخ.

س ( 2) – هل هناك من سلب حقاً من حقوق المرأة قهراً ..؟

* خالص مسور: نعم، الرجل هو من سلب المرأة حقها أولاً، ثم النظرة الدونية من العائلة والمجتمع لها وتفضيل الأخ الذكر على الأخت، كما أن الشرائع السماوية لم تنصف المرأة بما فيها الكفاية. لقد سلبوها حقها في الميراث، وحقها في السياسة والقضاء وحتى في الانتخابات في بعض الدول والمجتمعات، وحقها في تولي بعض المناصب القيادية والتشريعية، وحقها فيمن تحب وتتزوج ولو نسبياً.

س (3) – ما هي رؤية المرأة المستقبلية في تنشئة الأجيال .؟

* خالص مسور: المرأة إنسانة وتحب أن تربي أولادها على الفضيلة والصدق، وحب الدراسة والعمل وحب الخير للآخرين، وتتطلع إلى أن تربي جيلاً ناهضاَ يؤمن بالتعددية ورؤية الآخر المختلف، وبمستقبل البشرية الوضاء، والمساواة مساواة الإنسان للإنسان، ومساواة المرأة للرجل، بعيداً عن القمع والإكراه، لأن هذه هي طبيعتها المسالمة، و من سلامة ونظافة حليبها أن ترضع جيلاً سليماً ونظيفاً، لا يعرف التعصب والإكراه ولا قمع الآخرين وإيذائهم، فالأم مدرسة تربى فيها الأجيال كما قال أمير شعراء مصر :
(الأم مدرسة إذا اعددتها       أعددت شعباً طيب الأعراق)

س (4) -هل تكتفي المرأة بحقوقها الإنسانية المتاحة بحسب الشريعة الإسلامية .؟

* خالص مسور: لا أعتقد ذلك، وبدون شك فرغم أن الإسلام وسع على المرأة وأعطاها جزءاً كبيرا من حقوقها ورد عليها القسم الأكبر من كرامتها، ولكنه و مهما كانت سويات تلك الحقوق، فيبقي في الشريعة الإسلامية ما تعتبرها المرأة نقيصة بحقها، بينما هناك مبررات للفقهاء حولها، ومنها مقولة للذكر مثل حظ الأنثيين، وإن كان البعض يأتي بمبررات حول ذلك من قبيل، أن الرجل يعيل أسرة بينما المرأة يعيلها زوجها، ألا أنها مهما كانت المبررات والأعذار فالحق هو الحق ولا يمكن أن يتجزأ أبداً. كما أن شهادة الأنثيين تقابل شهادة رجل واحد. و الطلاق بيد الرجل وحده ولا تستطيع المرأة أن تطلق نفسها مهما كانت الأعذار والمبررات، بينما يطلقها الرحل بثلاث كلمات شفهية لأغير ويرحلها إلى بيت أهلها في ليلة لا ضوء قمر فيها. فالإسلام ذاته يقر بالتفاوت بين الجنسين. الرجال قوامون على النساء- وشاوروهن ولا تعملوا برأيهن- والمرأة ناقصة دنيا ودين- ولن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة- وإقرار الإسلام بالجواري…الخ.

س (5) – إن هؤلاء الذين يطالبون بحقوق المرأة عليهم أن يجاهروا بالإعلان عن ماهية هذه الحقوق ..؟

* خالص مسور: إن من رأيي أن حقوق المرأة تنحصر في المساواة مع الرجل في: التقاضي أمام المحاكم- وفي المساواة في توزيع الميراث- وفي تزويج نفسها لمن تحب- وحقها في الدراسة والعمل والتوظيف- وحقها في أن تتولى المناصب الإدارية في الدولة كافة- ولا تحرم من أولادها عند الطلاق- وحقها في التجارة والتملك- ورفع نظرة المجتمع الدونية إليها.

س ( 6) – إذا كان هناك من اضطهد المرأة فلاشك  أنه الرجل . إذا  كيف للذي اضطهدها ” أصلا ” أن يطالب لها بالتحرر والاستقلالية..؟

* خالص مسور : أرى مرة أخرى أن حقوق المرأة تؤخذ ولا تعطى، وخاصة في المجتمعات الشرقية، ففي مجتمعاتنا الشرقية مهما كنا من أنصار تحرير المرأة اليوم، فلا يمكن للرجل الشرقي أن يسمح للمرأة بالمزيد من الحريات في ظل الأوضاع الراهنة للتطور الاقتصادي والاجتماعي، خارج الحريات التي عددناها جواباً لسؤالك الخامس، حيث ماذكرناها  تشكل الآن سقف الحريات التي يمكن أن يسمح بها في بلادنا على المدى المنظور. فمهما كانت الأحوال اليوم، فلا يسمح الرجل الشرقي لزوجته بالخروج لوحدها ليلاً مثلاً، أو أن يسمح لها بمصاحبة صديق أو عشيق أو أي شيء من هذا القبيل، فنحن بعيدون عن هذا تماماُ بغض النظر عن مساوئ ذلك أو محاسنه، وإنما أقول أن تطور الاقتصاد، وتطور المجتمع، وأفول العشائرية، والعولمة القادمة، بغض النظر عن محاسنها ومساوئها، مجمل هذه الظواهر هي الكفيلة بتحرير المرأة بشكل من الأشكال، ولكن كيف…؟ أقول حينما يتطور إقتصاد بلد ما، وحينما تصبح المرأة قوة إنتاجية مربحة في المعامل والمصانع والشركات التي توفر لها رواتب مجزية، أعتقد عندها يمكن للمرأة أن تخرج للعمل في مثل هذه المعامل ليلاً أو نهاراً، وعندها ومع مرور الزمن يصبح خروجها عادة لا يعيبها عليها أحد، كما هو حاصل في البلدان الغربية مثلاً.
حيث كان الغرب يوماً ما محافظاً مثلنا في ظل الاقتصاد الإقطاعي، ولم يكن يسمح لنسائه بالخروج بدون إذن مسبق من الأهل والزوج أبداً، ورويداً رويداً غزت المرأة العمل في الشركات والمعامل والمصانع حتى نالت حريتها شبه الكاملة. أقول شبه الكاملة، لأنه ورغم هذا فلا لازال في الغرب محافظون جداً ولا يسمحون حتى اليون لنسائهم بالاختلاط بالأعاجم بدون إذن مسبق من ولي الأمر.  أما أن تسألني عن رأيي في مستويات تحرير المرأة، فانا أحدد سقف تحرير ها اليوم وعلى المدى المنظور بما عددته كجواب على سؤالك الخامس، وأعتقد أن هذا هو السقف الحالي والمريح لنا في ظل الاقتصاديات والمفاهيم الاجتماعية الراهنة، ومن أراد المزيد فعليه الانتظار.

س (7) –  أية حقوق ( بالمقابل) تقّر بها المرأة للرجل….؟

* خالص مسور: في رأيي أن المرأة المتزوجة بدأت، تسيطر لا بل سيطرت على الرجل في البيت تماماً. وخاصة في المجتمعات المدنية. فالرجل لا يستطيع أن يتصرف في شيء بعيداً عن مشورتها، وهذا – في اعتقادي – له نواحي إيجابية وأخرى سلبية بالنسبة للمرأة، فالإيجابية منها أنها استطاعت أن تتخلص من ضرب الرجل لها وأهانتها بسبب أو دونه، وأنها بدأت تحس بكيانها الذاتي المستقل وأن لها رأي مسموع في البيت على الأقل، بينما النواحي السلبية تكمن في انتزاعها وسلبها لشخصية الرجل وتصرفاته وتعاملاته الخارجية في معظم الأحيان. فالمرأة تقر للرجل بحق العمل والتجارة والخروج للتكسب وترفيه الأسرة، أو باختصار فالمرأة والمتزوجة منهن خاصة، تسمح لزوجها بكل شيء ماعدا الزواج عليها، أو مصاحبة الخليلات، أو التأخير عن البيت في أنصاص الليالي، أو التقاعس عن عمل نافع ومفيد، وماعدا هذه الأمور المزعجة لها فإنها تطلق له العنان في كل شيء في هذه الحياة.
  
س (8)- هل أن لحقوق المرأة وتحررها من صلة جوهرية  بقضايا مثل :الأزياء والحفلات والسهرات والماكياج وغيرها..

* خالص مسور: الأزياء والحفلات والسهرات والماكياج، هي أمور لا تتوفر إلا ضمن العائلات الميسورة، فمن أين للعوائل الفقيرة مثلاً إقامة مثل هذه الحفلات والمكياج أو السهرات في المطاعم والمنتديات الراقية مثلاً؟ فلا شك أن مثل هذه الأمور هي من مستلزمات العائلات الميسورة فقط، ممن يتوفر لديها إقتصاد قوي وأموال كمقياس لقوة شرائية كبيرة وقد قلت سابقاً، أن التحرر تتبع الاقتصاد ولهذا بإمكاننا القول نعم، أن انتشار مثل هذه الأمور تدل على التحرر نوعاً ما، وإحراز شيء ولو يسير من حقوق المرأة.
 
س (9)-  من عجب العجائب أن المرأة لا تطالب بحق من حقوقها  ولكن الذي يطالب لها بالتحرر والاستقلالية هو الرجل وأي رجل أنه : رجلاً لا يريد لها إلا أن تتخلى عن أجمل ما حباها الله من الطيبات.

* خالص مسور: نعم في المجتمعات الشرقية المرأة لا تطالب أو قليلاً ما تطالب بحقوقها وهذا صحيح، ولهذه أسباب منها أن المرأة الشرقية اعتادت أن تبغي ملاذاً آمناً تحت جناح الرجل وسيادته، فهي تحصل على كل شيء بشكل جاهز وبدون تعب أو مشقة، كما أنها لا تستطيع أن تخرج للعمل في ظل هذا المجتمع الذكوري الأبوي فتلوكها الألسن و بتناوبها القيل والقال، ثم أنها عديمة الخبرة في أمور الحياة الاقتصادية والاجتماعية رغم ذكائها الحاد لا لأنها ناقصة عقل ودون – كما يقال- بل لأنها حجبت عن الحياة العامة دهوراً طويلة من الزمن، ولهذا فلم تستطع اكتساب خبرة حياتية جيدة بسبب انعزالها وضغوطات الرجل عليها وحرمانها من الخروج وتركها قعيدة الدار ليس إلا.
فليس كل الرجال يطالبون للمرأة بالتحرر ولو ضمن الحدود المعقولة للمجتمعات الشرقية، بل هناك نخبة فقط من الرجال المتنورين يطالبون بتحريرها من رقدة العدم والتهميش لا غير. أي أن تلك الطيبات التي تقصدها لا يمكن لأي رجل شرقي اليوم – وأؤكد على اليوم – مهما كان من أنصار تحرير المرأة، لا يمكنه أن يسمح لمن هن في عهدته من النساء أن يمارسن تلك الطيبات خارج الحدود المسموح بها اجتماعياً. وإن قال أحد منهم إنه يستطيع فعل ذلك، فهو من المبالغين لا غير.

س (10) – لا ريب أن المرأة حصلت على حقوقها الاجتماعية – الوظيفية- وما يتعلق بإبداء الآراء والأفكار, ولقد حصلت أيضا على حقوقها التعليمية سواء في التدريس أو الإدارة أو المناصب الوزارية أو حق الترشيح في الانتخابات سواء أكانت في البلدية أو البرلمانية أو الرئاسية,وهي في أمان في كنف القانون والشريعة…بعد كل هذا ماذا تريد المرأة  من الرجل….!؟

* خالص مسور: نعم هذا برأيي هو السقف المطلوب للمرأة في المجتمعات النامية على المدى المنظور،  مع إضافة فقرة أخيرة، ألا وهي المساواة مع الرجل في توزيع الميراث الذي هو غير متساوي الآن في بعض المجتمعات المتخلفة، وعدم إخراجها من بيت والدها وهي خالية الوفاض.
 
س ( 11) – هل فكرت المرأة ما أصاب الناس في العالم من الإمراض, والويلات ,وغير ذلك من أسبابٍ إلا من تلك الحرية العمياء التي تتشبث بها المرأة أو من يردون لها ان تفعل ذلك  .؟؟

* خالص مسور : نعم الحرية الجنسية تسبب الكثير من الأمراض والآفات الجسدية والاجتماعية الفتاكة، فمرض الإيدز مثلاًن هو سبب مباشر للحرية الجنسية المتفشية في أوربا وأفريقيا بشكل خاص، مع اختلاف الأسباب بين كل من المنطقتين، ففي أوربا تفشت الحرية الجنسية بسبب حرية المرأة والتطور الاقتصادي الكبير، وفي أفريقيا بسبب تفشي الحاجة والفقر . ولكن نقول: على الرجل أيضاً أن ينظر في حريته الجنسية أيضاً، لأن مرض الإيدز وغيره من الأمراض الجنسية تنتقل من الطرفين وليس من النساء وحدهن. ولهذا فقد أكدت بسؤالك هنا، على ماقلته أنا سابقاً، عن السقف المسموح به لحرية المرأة في مجتمعاتنا الشرقية الراهنة، وهو بلا ريب سقف لا تطاله الحرية الجنسية تماماً. ويبدو من غير المقبول لكلا الجنسين في مجتمعاتنا الشرقية لا اليوم ولا على المدى المنظور، مثل هذه الحرية الجنسية والتي ستنخر بنيان الجسد، والأسرة، والمجتمع معاً.

س (12) – هل المرأة التي تسقط بإرادتها ورغباتها في حبائل الرجل تبقي لنفسها, شيئاً من عزة النفس ..؟

* خالص مسور: من المعروف علمياً أن المرأة تميل إلى تعدد الأزواج بفطرتها، والرجل يميل إلى تعدد الزوجات بفطرته. ولكن لو تركنا كل شيء استجابة للفطرة البشرية لانتهى العالم ربما في سنوات معدودات، وقديماً قالوا تنتهي حريتك حينما تبدأ حرية الآخرين، لأن كل شيء في هذا الكون مقيد بنظام صارم ودقيق، فالكون له نظامه الرائع والمثير حقاً والدقيق بمنتهى الدقة، فعلى سبيل المثال:  لو طلبت الشمس من ربها أن تنتقل بحريتها لذهبت وتركت الأرض وما فيها في ظلام دامس وبرد شديدين، ولأدى ذلك إلى فناء البشرية ودمار الحياة كلها من على وجه الأرض، ولهذا حاء تقيدها الصارم بجاذبية مجرة درب التبانة والتي تشكل الشمس جزءاً من مكوناتها، ومثلها يجب أن تحد المجتمعات من الفطرة والحريات العبثية لأفرادها، لأنها ستؤدي إلى الفوضى والخراب الاجتماعي وإلى دمار البشرية وفنائها. ومن هنا أيضاً فإن المرأة التي تلجأ إلى غرائزها وفطرتها، وتخالف المنطق والمألوف وتسقط في أحضان الرجال الغرباء عنها، تصبح ساقطة اجتماعيا لا محالة، وتفقد – ولأريب- كرامتها واحترامها في مجتمعها، مهما كان إيمانها بهذا المجتمع هشاً وضعيفاً.
    
س ( 13)- قضية تعدد الزوجات في الإسلام والتي باتت مدعاة نقداً وتحامل كبيرين , هل فكروا هؤلاء بشروط تعدد الزوجات في الإسلام ولعل من ابرز شروطها العدل والمساواة . فان كان قضية قد استوفت العدالة فأي ضيرا في هذا ..إلا أن الإسلام يرفض الزنا بكل إشكالها وأنواعها حفاظا على الفرد وصحة الإنسان وتماسك الأسرة ضمن المجتمع .بالمقارنة لو عدنا إلى قانون الزوجات في الغرب  نرى إنه لا يحق للفرد الا زوجة واحدة فقط .. ولكن يجاز له باقتران بأكثر من واحدة تحت مسمى (بوي فريند و كيرل فريند) أي (صديقات الزوج و أصدقاء الزوجة) فهؤلاء لهم في كل يوم ان يغيروا بين هذا وذاك ..؟!

* خالص مسور: في اعتقادي أن تعدد الزوجات كانت ولا تزال وبالاً على المرأة تماماً. فحتى الإسلام لم يحبذ الزواج بأكثر من واحدة، وكما قلت فقد اشترط العدل وأين العدل لدى الرجل الشرقي إلا ما ندر؟ فالمرأة المتزوجة برجل له امرأة أخرى تظل تعاني طوال حياتها العنت والاضطهاد والخناقات اليومية والخلافات والشجارات، وستظل تعيش في حالة نفسية يرثى لها، مما يؤثر سلباً على حياتها وصحتها. وأعتقد أن الحرية المسموح بها للرجل في المجتمع الذكوري الأبوي، والتضييق على المرأة هي من أسباب تعدد الزوجات. فالرجل مسموح له أن يتزوج بأكثر من واحدة، والمرأة طالما غير قادرة على الزواج بمن تحب وساعة تبغي، ولهذا فقد ترضى مكرهة بالزواج على ضرة بالمعنى العامي أو من رجل له زوجة أخرى غيرها. ويقيناً لو خيرت المرأة أن تختار الزواج بمن تحب لرفضت الزواج من رجل متزوج سابقاً، ولكن ليس بالإمكان أحسن مما كان… !أ ما زواج المسيار، و (بوي فرند) ، والمتعة، وغيرها وغيرها، فهي معظمها جاءت من الغرب نظراً لأن في الغرب كما ذكرت لا يسمح بالزواج بأكثر من واحدة، ولكنهم – وعلى كل حال – يطلقون ويتزوجون، أو أنهم يتخذون خليلات وأخدان وزيجات تحت مسميات متعددة كحل لمشكلة الزواج بواحدة، أو كحل لكسر شهوة الشباب قبل الزواج. ولكنها في اعتقادي هي زيجات تهدم بنيان المجتمع ولا تصلحه. لأنها تصبح في هذه الحالة مثل زواج المتعة والمسيار أو بوي فيند وغيرها، وهي أشبه بالدعارة الشرعية والمتاجرة بجسد المرأة ووسيلة للتكسب وكسر شهوة الرجل ليس إلا، وفي هذه الحال ستكون المرأة كل يوم هي في شأن، فهي بعد أسبوع وآخر تصبح زوجة لرجل آخر، مما يفرط في كرامة مثل هذه المرأة التي ترضى أن تستاجر نفسها لأي طارق ليل، كما يؤدي ذلك إلى تفكك المجتمع أيضاً مع آفات اجتماعية أخرى.  وسبب هذه الزيجات النشاز كلها، هو غلاء المهور والعادات الاجتماعية المتخلفة في المجتمعات الشرقية عموماً، فلو كان المهر لدينا على طريقة (التمس ولو خاتماً من حديد)، لاستطعنا تزويج شبابنا وشاباتنا ولوفرنا لهم الراحة النفسية والجسدية معاً، ولأنقذنا كرامة المرأة وعفتها والقضاء على ظاهرة المتاجرة بجسدها، ولحافظنا على تماسك بنيان المجتمع ونقاء سريرته. …مع أطيب التمنيات للإعلامي الكردي الأستاذ حسين أحمد.

الكاتب في سطور
خالص حسن مسور : يحمل إجازة في الجغرافية من جامعة دمشق، ويقيم في مدينة القامشلي- سوريا 1951.
 يكتب باللغتين العربية والكردية، ويعمل في مجال التأليف، والكتابة، والترجمة، من الكردية إلى العربية وبالعكس. ولديه اهتمامات بدراسة التاريخ والتراث الكرديين، ويبحث في أساطير وأديان الشرق الأدنى القديم.
ترجم إلى العربية كتابي الشاعر والباحث الكردي المعروف (جكر خوين) – تاريخ كردستان – بجزئيه الأول والثاني، وتم طبعهما في بيروت، ولازال مشغولاً بترجمة الجزء الثالث والأخير من تاريخ كردستان، كما قام بترجمة مذكرات الكاتب والثائر الكردي المعروف (حسن هشيار سردي) إلى اللغة العربية وهي مخطوطة لم تطبع بعد، وللكاتب أيضاً كتاب ألفه بالعربية بعنوان(الإقتباس والجنس في التوراة) تمت طباعته في دمشق، ولديه كذلك مخطوطات في التراث الكردي وهي عبارة عن قصص فولكلورية كردية مترجمة إلى العربية بعنوان(أربع قصص فولكلورية كردية مترجمة) مع دراسة اجتماعية لها، ومخطوطات في الجغرافية وعلم المناخ، بالإضافة إلى كتابة مقالات عديدة، تاريخية، واجتماعية، وجغرافية، ودراسات نقدية وتحليلية للتراث والفولوكلور الكردي  بشكل خاص، نشرها في المجلات والدوريات الكردية داخل سوريا وخارجها، باللغتين العربية والكردية.
ف الكردية منها تم نشرها بالكردية والعربية في مجلات وجرائد كردية عديدة منها كولان العربي، والحوار، ثم ثم برس، وهفند، وفي الجرائد والمجلات العربية ولديه ولديه مشاريع مستقبلية عديدة لتاليف، وترجمة قصص فولوكلورية كردية وبعضها عربية ،مع دراسات نقدية وتحليلية لها باللغتين العربية والكردية.

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

جان بابير

 

الفنان جانيار، هو موسيقي ومغني كُردي، جمع بين موهبتين إبداعيتين منذ طفولته، حيث كان شغفه بالموسيقى يتعايش مع حبّه للفن التشكيلي. بدأ حياته الفنية في مجال الرسم والنحت، حيث تخرج من قسم الرسم والنحت، إلا أن جذوره الموسيقية بقيت حاضرة بقوة في وجدانه. هذا الانجذاب نحو الموسيقا قاده في النهاية إلى طريق مختلف، إذ…

عصمت شاهين الدوسكي

 

أنا أحبك

اعترف .. أنا احبك

أحب شعرك المسدل على كتفيك

أحب حمرة خديك وخجلك

وإيحاءك ونظرتك ورقة شفتيك

أحب فساتينك ألوانك

دلعك ابتسامتك ونظرة عينيك

أحب أن المس يديك

انحني حبا واقبل راحتيك

___________

أنا احبك

أحب هضابك مساحات الوغى فيك

أحب رموزك لفتاتك مساماتك

أحب عطرك عرقك أنفاسك

دعيني أراكي كما أنت ..

——————–

قلبي بالشوق يحترق

روحي بالنوى ارق

طيفي بك يصدق

يا سيدتي كل التفاصيل أنت ..

——————–

أحب شفتاك…

لوركا بيراني

في الساحة الثقافية الأوروبية اليوم، نلمح زخماً متزايداً من التحركات الأدبية والثقافية الكوردية من فعاليات فكرية ومهرجانات وحفلات توقيع لإصدارات أدبية تعكس رغبة المثقف الكوردي في تأكيد حضوره والمساهمة في الحوار الثقافي العالمي.

إلا أن هذا الحراك على غناه يثير تساؤلات جوهرية حول مدى فاعليته في حماية الثقافة الكوردية من التلاشي في خضم عصر…

محمد شيخو

يلعب الفن دوراً بارزاً في حياة الأمم، وهو ليس وسيلة للترفيه والمتعة فحسب، ولكنه أداة مهمة لتنمية الفكر وتغذية الروح وتهذيب الأخلاق، وهو سلاح عظيم تمتشقه الأمم الراقية في صراعاتها الحضارية مع غيرها. ومن هنا يحتلّ عظماء الفنانين مكاناً بارزاً في ذاكرة الشعوب الذواقة للفن أكثر من الملوك والقادة والأحزاب السياسية مثلاً، وفي استجواب…