وداعاً أميرنا ..

  سيد جودة – مصر / هونج كونج
 
وداعاً أيها الفارس .. لماذا تركت الحصان وحيداً ؟ لماذا ؟
 
وداعاً أيها الأمير .. رحلت دون أن تتوّج .. وما كنت بحاجة لتاج ٍ ..
وما كنت بحاجة لإعلان رسمي من هيئة رسمية أو قناة تليفزيونية ..
فقد توجناك بقلوبنا .. وداعاً أيها الأمير ..
 
وداعاً يا يوسف وكم من جُبٍّ ألقوك فيه إخوتك .. فأهديت لهم زهوراً كزهر اللوز أو أبعد .. وهكذا يفعل الشعراء .. وداعاً أيها الكبير ..
 

قلت لنا الكثير .. وتساءلت في براءة ٍ “من أنا لأقول لكم ما أقول؟” .. فرأيناك كبيراً ..
راوغت الموت مراراً .. كأنك كنتَ تهيئنا لموتك القادم .. كأنك رأيته قادماً من بعيدٍ .. يظهر لك من بين ضباب ٍ كثيفٍ ..
ضيفاً عزيزاً على قلبك ، ثقيلاً على قلوبنا .. فهششت له ، و جزعنا لمقدمه ..
 
للحياة تقول:
انتظريني لئلا تفرَّ العنادلُ مني
فأخطئ في اللحن ِ
في الساحة المنشدون يشدُّون أوتار آلاتهمْ
لنشيد الوداعْ
ولها نقول :
 لماذا لم تنتظري أيتها الحياة ؟
 
للموت تقول:
من أنا لأخيب ظنَّ العدمْ ؟
وللموت نقول:
لماذا لم تخيب ظننا أيها الموتْ ؟
وداعاً أيها الرائي ..
 
علمتنا كيف يكتب الشعر ُ .. فيكون كأثر الفراشةِ .. لا كرحىً تطحن قروناً .. ولا كقيثارة ٍ منزوعة الأوتار ..
وداعاً أيها الشاعر ..
 
ولماذا يكون وداعاً وأنت باق ٍ معنا؟ شعرك َ باق ٍ معنا .. نستلهم منه الجمال َ فندرك أن على الأرض ما يستحق الحياة ..
 

إلى لقاءٍ يا شاعرنا الكبير .. لتسمعنا حديث ما كتبت َ .. ونسمعك قديم ما سنكتب .. إلى لقاءٍ .. أميرنا ..

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

عبد الستار نورعلي

أصدر الأديب والباحث د. مؤيد عبد الستار المقيم في السويد قصة (تسفير) تحت مسمى ((قصة))، وقد نشرت أول مرة ضمن مجموعة قصصية تحمل هذا العنوان عن دار فيشون ميديا/السويد/ضمن منشورات المركز الثقافي العراقي في السويد التابع لوزارة الثقافة العراقية عام 2014 بـحوالي 50 صفحة، وأعاد طبعها منفردة في كتاب خاص من منشورات دار…

فدوى كيلاني

ليس صحيحًا أن مدينتنا هي الأجمل على وجه الأرض، ولا أن شوارعها هي الأوسع وأهلها هم الألطف والأنبل. الحقيقة أن كل منا يشعر بوطنه وكأنه الأعظم والأجمل لأنه يحمل بداخله ذكريات لا يمكن محوها. كل واحد منا يرى وطنه من خلال عدسة مشاعره، كما يرى ابن السهول الخضراء قريته كأنها قطعة من الجنة، وكما…

إبراهيم سمو

فتحت عيوني على وجه شفوق، على عواطف دافئة مدرارة، ومدارك مستوعبة رحيبة مدارية.

كل شيء في هذي ال “جميلة”؛ طيبةُ قلبها، بهاء حديثها، حبها لمن حولها، ترفعها عن الدخول في مهاترات باهتة، وسائر قيامها وقعودها في العمل والقول والسلوك، كان جميلا لا يقود سوى الى مآثر إنسانية حميدة.

جميلتنا جميلة؛ اعني جموكي، غابت قبيل أسابيع بهدوء،…

عن دار النخبة العربية للطباعة والتوزيع والنشر في القاهرة بمصر صدرت حديثا “وردة لخصلة الحُب” المجموعة الشعرية الحادية عشرة للشاعر السوري كمال جمال بك، متوجة بلوحة غلاف من الفنان خليل عبد القادر المقيم في ألمانيا.

وعلى 111 توزعت 46 قصيدة متنوعة التشكيلات الفنية والجمالية، ومتعددة المعاني والدلالات، بخيط الحب الذي انسحب من عنوان المجموعة مرورا بعتبة…