نارين عمر
الحياة نبيلة تستحقّ أن نعيشها كما هي بكلّ أفراحها وأتراحها, بمرونتها وقسوتها,بتسهيلاتها وصعوباتها, لأنّنا البشر من أفضل الكائناتِ التي منحتنا الحياة ما لم تمنحه لكائناتها الأخر. هذا ما أظنّكَ تردّده الآن وفي كلّ آنٍ أيّها الإنسانُ الطّيّب المسالم المكافح رزو أوسي لأنّ الحياة اختبرتك وامتحنتكَ بحلوها ومرّها ,بأملها وفشلها, بموفور عطائها وتقشّفها, حتى استسلمتْ لك في النّهاية وأعلنتك الصّامد والصّلب أمام الصّعوبات, والمرن الرّقيق أمام التّسهيلات. أيّها الكاتب الهادئ:
عشتَ قويّاً وصلباً قبل المرض, وأنا واثقة أنّكَ الآن أكثر قوّة وصلابة لأنّك تغلّبتَ على المرض, وبذلك نلتَ من الحياةِ على عمرٍ جديدٍ ممهورٍ بصكّ الحياةِ الهانئة, وأنا واثقة أنّ ابتسامتكَ التي لا تفارقك ترفرفُ عليك وعلى كلّ مَنْ حولك وأنتَ المتفائل الذي يستطيعُ بصدقٍ وسلاسةٍ من رسم ابتساماتٍ على ملامح كلّ مَنْ حولك على الرّغم من مظهركِ الذي يوحي بالصّلابةِ والجدّية. منذ أن أخبرني كاتبنا العزيز درويش غالب بالمرض الذي رضخَ لمشيئةِ إرادتكِ وإيمانكِ بالحياةِ وأنا أحاولُ أن أخط بضعة أسطرٍ أعبّرُ بها عن سروري بتغلّبك على المرض ولكنّ القلمَ كان يخذلني في كلّ مرّةٍ ,ربّما لتأثره الشّديد بالخبر المحزن الذي كان وقعه قويّاً علينا , فكان هذا القلم يستجمعُ قواه حتى طاوعني في النّهاية بهذه الأسطر المتواضعة . كلّنا معكَ أيّها الطّيّب, وكلّنا ثقة بأنّكَ ستفاجئنا بأعمال أدبية ولغوية أنبل وأبهى, وسوف تزيّنُ مجالس زوجتك وأولادك محبيك وأصحابك بصفاءِ روحك ورزانة حضورك. كلّ المحبّة والوداد للعزيزة نيكارا نامي رفيقة دربك المفعم بالعطاءِ والإبداع.