ويذيع منك البرق كامن لوعتي فيدي على قلبي من الإشفاق
رقت طباع بنيك فهي إذا انبرت سألت كصفو نميرك الرقراق
قالوا: دمشق فقلت غانية الربى قالوا: لذلك تطاول الأعناق
وأضاف الأتروشي “جئناكم من عراق التاريخ والحضارة والإبداع، إلى سوريا الثقافة والمجد والإشعاع، محملين برسائل الحب والتبريك لدمشق، محتفين بها عاصمة للثقافة العربية لهذا العام وكل عام”.
وحول العلاقات العراقية السورية أضاف الأتروشي قائلاً “وإذ تطأ أقدامنا أرض دمشق يخامرنا الشعور بالأخوة العراقية السورية، وبالجيرة الأزلية الأبدية بين شعبين شقيقين صديقين، يشتركان في العديد من السجايا والخصال الحميدة، ويرتبطان بروابط الدين واللغة والنسب، ولا عجب فكلاهما يشرب من نهر الفرات”.
وكشف الأتروشي عن موافقة وزارة الثقافة العراقية على بنود البرنامج التنفيذي للتعاون الثقافي للأعوام 2009-2010-2011 مع وزارة الثقافة السورية، وأعلن استعداد وزيرة الثقافة العراقي د. ماهر الحديثي التوقيع مع وزير الثقافة السوري د. رياض نعسان أغا في أقرب وقت ممكن.
وأنهى الأتروشي كلمته قائلاً “إن من حق العراق أن يطالب جيرانه وأشقائه أن يتفهم وضعه وموقفه، فذلك يساعده أكثر فأكثر على تحقيق الأمن والسلام ومكافحة الإرهاب والتطرف، الذي يعرقل النمو ويعيق استعادة السيادة الكاملة للعراق على أرضه، في وقت أثبتت حكومتنا الوطنية جدارتها في التمسك بالسيادة العراقية التي لا يمكن التهاون فيها. لذلك فأن دعوتنا كمثقفين لكل دول الجوار هو الانفتاح على الشعب العراقي، والتضامن معه لتضميد جراحه واستعادة عافيته”.
من جهته رحب الأستاذ علي القيم معاون وزير الثقافة السوري بالضيوف العراقيين، وتمنى لهم التوفيق في فعاليات الأيام التي ستقام في دمشق وحلب وحمص وحماه.
ومن ثم قدمت فرقة خماسي الخماش عروضاً لأزياء عراقية، وعرض فني لفرقة الفنون الشعبية العراقية، إضافة إلى افتتاح معرض الفنون التشكيلية، ومعرض الكتاب والتراث في خان أسعد باشا.
ويتخلل الأسبوع عرض مسرحية “خريف الجنرالات” وأفلام وثائقية “فلم وثائقي بعنوان أحلام الجواميس وفلم آخر بعنوان شيء من الانتباه” ومحاضرة للدكتور علاء أبو الحسن بعنوان “حقوق الملكية الفكرية في العراق بين القرصنة والقانون” إضافة إلى عروض أزياء عراقية، وعرض فني لفرقة الفنون الشعبية العراقية وفرقة خماسي الخماش، وأمسية شعرية للشاعرين محمد علي الخفاجي وألفريد سمعان، وينهي الأسبوع أيامه يوم الجمعة القادم بأوبريت غنائي لكبار المطربين العراقيين.
وفي كلمة لموقعنا قال الأستاذ فوزي الأتروشي وكيل وزارة الثقافة العراقية:
“هذه الأيام أردناها للتواصل الثقافي مع سوريا وأيضاً لإبراز الوجه المشرق للثقافة العراقية وإنجازات وزارة الثقافة رغم العنف والإرهاب والمشهد السياسي القاتم، حاولنا أن تكون الفقرات ممثلة لتوجهات العراق الجديد، وأيضاً حاولنا ضم الجالية العراقية والفنانين العراقيين الكبار في سوريا إلى فقرات الأسبوع الثقافي العراقي”.
وأضاف الأتروشي “أعتقد أن الأسبوع يشكل علاقة تواصل جديدة سواءً مع سوريا، أو مع المثقفين العراقيين المتواجدين في سوريا. نبلغ من خلال الأسبوع رسالة ثقافية وسياسية إلى الجميع أن العراق هو عراق تسامح وتصالح والمحبة وأننا لا يمكن إلا أن نكون مع المختلف معنا، مع المعارض السياسي أيضاً قبل المتفق معنا أو قبل الموالي لنا، نود أن نؤكد أن العراق تعددي ديمقراطي فدرالي”.
وأضاف الأتروشي “منذ اليوم الأول للتحضير لهذا البرنامج، عمدنا إلى إيلاء اهتمام كبير بالمثقفين العراقيين في سوريا وقد اتصلت بهم شخصياً حال وصولي لسوريا، هناك فنانين كبار سيشاركون سواءً في الأوبريت الغنائي أو الحفل الختامي للأسبوع الثقافي العراقي”.
وشكر الأتروشي موقعنا PUKmedia وقال “أود القول أن التواصل الثقافي تمهيد لتواصل سياسي، وأننا يجب أن نضع المثقفين في واجهة المجتمع، بهذه المناسبة أقدم خالص تعازي بمناسبة قيام الإرهابيين باغتيال المناضل كمال شياع المستشار بوزارتنا. أعتقد أن هذا يعكس مدى حقد الإرهابيين الأعمى على الثقافة والمثقفين وبهذه المناسبة وكما طالبت في كلمتي اليوم، أطالب مجدداً الأخوة السوريين وكل المثقفين العرب بالنهوض بدورهم الفعال في إعادة عضوية اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين إلى اتحاد الكتاب العرب، لأن المثقفين العراقيين يقدمون الضحايا تلو الضحايا، ينزفون على خط النار، ضد الإرهاب والعنف، ولا يجوز لهذا الاتحاد أن يبقى خارج إطار اتحاد الكتاب العرب”.
وحول توجهات وزارة الثقافة العراقية في الأسبوع الثقافي قال الأتروشي “توجه الوزارة هو أن يمثل الأسبوع الثقافي التوجه الجديد للعراق حتى وإن لم تقدم فقرات بلغات غير عربية هنا، لكن الأغاني والأوبريت وعرض الأزياء وكل الفعاليات تحاول أن تترجم واقعنا في العراق ومكوناتنا العديدة وهي العربية والكردية والتركمانية والكلدوأشورية. نحن جلبنا أزياء من أربيل ويشارك معنا في الأسبوع الفنان الكردي جعفر حسن إضافة إلى فقرات أخرى”.
الاحتفال الذي أقيم في باحة قصر العظم بدمشق دام أكثر من ساعتين، حضره المئات من أبناء الجالية العراقية الموجودة في سوريا، إضافة إلى القائم بأعمال السفارة العراقية بدمشق السيد حسن سوادي عبد العزيز، والأستاذ لبيد عباوي وكيل وزارة الخارجية العراقية، والقنصل في السفارة العراقية إبراهيم جمال الدين، وأعضاء مكتب دمشق للاتحاد الوطني الكوردستاني والديمقراطي الكوردستاني، والعديد من الشخصيات العراقية الثقافية والفنية والسياسية. إضافة إلى سفير دولة الإمارات العربية المتحدة، الذي حضر عرضاً راقصاً لفرقة شعبية إماراتية في نهاية الاحتفال، وقال لموقعنا “العراق بلد عريق وتراثه كبير، وهو امتداد للجزيرة العربية كلها، نرجو لهذا الموسم الثقافي إن شاء الله كل توفيق”.
——
كلمة وكيل وزارة الثقافة فوزي الاتروشي في افتتاح الأسبوع الثقافي العراقي في دمشق
معالي وزير الثقافة الدكتور رياض نعسان أغا المحترم
معاون السيد وزارة الثقافة علي القيم المحترم سعادة السفراء وممثلو البعثات الدبلوماسية المحترمون
السيدات والسادة المثقفون والأدباء والفنانون المحترمون
تحية عراقية طيبة ….
يقول الجواهري الكبير : –
اني شآمي اذا نُسِب الهوى واذا نُسبِتُ لموطني فعراقــي
ويُذيع ُ منك البرقُ كامنَ لوعتي فيدي على قلبي من الاشفاقِ
رقت طباع بنيك فهي اذا انبرت سآلت كصفو نميرك الرقـراق ِ
قالوا : دمشق فقلت غانية الربى قالوا لذاك تطاولُ الأعنـــــاقِ
ِِامس فقدنا مبدعا وشخصية مناضلة وكادرا كفوؤاً في ملاك وزارتنا هو المستشار الثقافي للوزارة الشهيد الزميل كامل شياع الذي اختطفته يد الارهاب الاعمى وهو في دور عطائه لخدمة الوطن فالى روحه الطاهرة القي ايات الوفاء والحب.
جئناكم من عراق التاريخ والحضارة والإبداع إلى سوريا الثقافة والمجد والإشعاع محملين برسائل الحب والتبريك لدمشق محتفين بها عاصمة للثقافة العربية لهذا العام وفي كل عام .
وإذ تطأ أقدامنا ارض دمشق يخامرنا الشعور بالاخوة العراقية السورية ، وبالجيرة الازلية الابدية بين شعبين شقيقين صديقين ، يشتركان في العديد من السجايا والخصال الحميدة ، ويرتبطان بروابط الدين واللغة والنسب ، ولا عجب فكلاهما يشرب من نهر الفرات.
اسمحوا لي معالي الوزير ايتها السيدات ايها السادة ان انقل لكم عرفان العراقيين حكومة وشعباً، وامتنانهم لسوريا حكومة وشعباً على احتضانهم لألوف من المهاجرين العراقيين ومشاركتهم لالامهم وامالهم ، شكراً لسوريا وهي تسمع انين بغدادي يصطرخ من اهوال العنف والارهاب والدمار فتلفه بذراعيها الحانيتين مرددة معه آهات مصطفى جمال الدين وهو يخاطب بغداد:-
لله انـــت فــاي ســــرٍ خــــالدٍ أَنْ تسمنِ وغذاء روحك يُضمرُ
ان تشبعي جوعاً وصدرك ناهدٌ او تظلمي أُفقــاً وفكرك نَيّـــــرُ
وليس هذا الموقف الاخوي النبيل بغريب على سوريا التي احتضنت من قبل اقطاب المعارضة العراقية الوطنية وجمهورها الكبير والداعي ودنا منهم حيث مررنا من هنا الى بيروت نعقد اول مؤتمر للمقاومة العراقية عام 1991 وكلنا امل ان تعود البقية الباقية من اهلنا العراقيين المهاجريين الى وطنهم الحبيب، وهو يشهد تحسناً امنياً ملحوظاً في الوقت الذي يشهد بداية تضامن رسمي عالمي وعربي كبير عبر زيارات عدد من قادة الدول العربية الشقيقة الى بغداد واعادة افتتاح سفاراتها فيها تباعاً.
ان العراق الجديد اليوم بامس الحاجة الى دعم محيطه الاقليمي بشكل عام ومحيطه العربي على وجه الخصوص ، فالعراق الجديد ايتها الاخوات ايها الاخوة يتبنى قيم المحبة والتصالح والسلام ، ويدعو الى نبذ العنف والتقاتل والارهاب ، العراق الجديد هو بوابة تنفتح على الاخر وتتعايش معه بسلام ومودة واخاء وتعتبرُ عنصر أمان واستقرار لجميع شعوب المنطقة والعالم ، إن باقة الورد العراقية التي تمثل جميع مكوناته واطيافه ستفوح بشذاها الحُر على الجميع دون استثناء ، فنحن في العراق الجديد مع المختلف قبل ان نكون مع المتفق ومع المعارض السياسي قبل الموالي لان في العراق متسع لجميع ابنائه ولنْ ينهض الا باياديهم جميعاً .
سيداتي سادتي … إن العراق حكومة وشعبا يقفُ جنبا الى جنب مع سوريا الشقيقة في قضاياها المصيرية العادلة ولا سيما قضية تحرير الجولان العزيز وكلنا ثقة بقدرة السوريين على تحريره واستعادة اراضيه بكل الطرق المشروعة فهم ابناء الثورة السورية الوطنية عام 1936 بوجه الاستعمار الفرنسي ، وكأني بالجواهري الكبير قد حياهم في قصيدته ( ذكرى دمشق الجميلة ) قائلاً : –
ثُباتاً دمشقُ على الرزايا وتوطيناً وإن ضاقَ الخناقُ
وفوزاً بالسباق وليسَ امراً غريباً ان يكون لكَ السباقُ
دمشقُ وانت غانيةُ عروس أمشتبكُ الحراب لك الصداقُ
ايتها الاخوات ايها الاخوة ان احتفائنا اليوم بدمشق عاصمة للثقافة العربية لعام 2008 انما جاء تعزيزاً وتوثيقاً للعلاقات السياسية والاجتماعية والثقافية بين البلدين الشقيقين ودليلا على تعانق ثقافتين عريقتين طالما شعَّّتا على العالم بالعلم والمعرفة والابداع ، ونعرب عن اعتذارنا لعدم مشاركتنا في حفل افتتاح فعاليات دمشق عاصمة للثقافة العربية وتسّرنا رغبة وزارة الثقافة السورية بتوثيق العلاقات الثقافية مع وزارة الثقافة العراقية اذ قدمت لها مؤخراً مسودة برنامج تنفيذي للتعاون الثقافي للاعوام 2009 – 2010-2011 ، ويسعدني ان اعلن من هنا موافقتنا على بنود البرنامج المذكور واستعداد معالي الأخ الوزير الدكتور ماهر الحديثي لتوقيعه مع معالي الاخ الوزير الدكتور رياض نعسان اغا في اقرب وقت ممكن .
ان هذا الاتفاق الثقافي جاء ثمرة الاجتماعات الناجحة للجنة العراقية السورية المشتركة المنعقدة في دمشق مؤخراً ،والتي تمخض عنها المزيد المفيد من الاتفاقيات الداعية الى تعزيز التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري إذ تأمل الحكومة العراقية ان يصل مستواه الى اكثر من مليار دولار نهاية العام الحالي بمشيئته تعالى .
ايها الحضور الكريم
رغم اجواء العنف والارهاب التي سادت المشهد السياسي والثقافي في العراق بعد التحرير فأن سياسة وزارة الثقافة في العراق انعطفت نحو الغاء تراكمات الماضي على واقع الثقافة العراقية حيث جعلت من صلب سياستها دعم الابداع والمبدعيين دون تمييز عن مستوى العراق وتنشيط الحركة الثقافية من خلال الدعم التعاون واحترام استقلالية الادب والفن والفكر وحرية المثقفين من شتى الاختصاصات، والغاء الرقابة بجميع انواعها وتشجيع التعددية الثقافية والفكرية، والمساهمة في عملية التحول الديمقراطي ورفض الهيمنة الفكرية ودعم الوسط الثقافي المستقل واشراك المثقفين والمبدعين في عمل الوزارة كمستشارين والعمل الجدي لاعادة تأهيل وتطوير مؤسساتها الرئيسية كالمتاحف والمكتبات والمسارح.
كما عملت الوزارة على تأهيل الكفاءات المطلوبة لادارة العمل الثقافي ،على الجانب الاخرنجحت الوزارة في استرجاع عدد كبير من القطع الاثرية والاعمال الفنية والوثائق المهربة خارج العراق، وسبق ان استلم السيد محمد عباس عريبي وزير السياحة السابق عدداً كبيراً من القطع التي ضبطت من قبل السلطات في سوريا .
تبقى وزارتنا مصممة على التصدي للطائفية والارهاب والتمسك بالهوية العراقية وقيم السلام والتسامح وحق المشاركة في بناء الوطن والحوار وحق الاختلاف وانهاء اية قطيعة بين مثقفين الداخل والخارج ومن هذا المنطلق عملنا على دعوة المثقفين والفنانين العراقيين المتواجدين في سوريا للانضمام الى الاسبوع الثقافي العراقي . ومن نفس المنطلق ندعوهم للعودة الى العراق والمشاركة في التنمية والبناء والعمل ضد العنف والتحلي بموقف مسؤول وفعال تجاه التجربة الديمقراطية العراقية.
ايها السادة الكرام
ان من حق العراق ان يطالب جيرانه واشقائه ان يتفهم وضعه وموقفه فذلك يساعده اكثر فاكثر عن تحقيق الامن والسلام ومكافحة الارهاب والتطرف الذي يعرقل النمو ويعيق استفادة السيادة الكاملة للعراق عن ارضه،في وقت اثبتت حكومتنا الوطنية جدارتها في التمسك بالسيادة العراقية التي لايمكن التهاون فيها .فأن دعوتنا كمثقفين لكل دول الجوار هو الانفتاح على الشعب العراقي والتضامن معه لتضميد جراحه واستعادة عافيته، وهذا الانفتاح يكون بانهاء اية قطيه على مستوى كان وفي هذا المنطلق ندعو الاخوة في سوريا للنهوض بدور فعال لاعادة اتحاد الادباء والكتاب العراقيين الى اتحاد الادباء العرب لاننا نشعر ان ظلما كبيرا لحق بادباء وكتاب العراق جراء هذا القرار المؤسف .
لقد وقف الكتاب والادباء والمثقفون العراقييون وما زالو عن خط المواجهة الاول وقدموا نماذج رائعة للشهادة من اجل الوطن وفي دحر الارهاب والمد الظلامي في العراق ، واسماء مثل شهاب التميمي نقيب الصحفيين العراقيين السابق والصحفية المبدعة اطوار بهجت واخرهم كامل شياع المستشار في وزارتنا ستضل عالقة وطرية في اذهان العراقيين ياعتبارهم خندق الدفاع الاكثر صمودا من اجل عراق مستقل .
نلتقي هنا في دمشق الحضارة والابداع عاصمة للثقافة العربية كما سنلتقي في بغداد عام 2011 عاصمة للثقافة العربية ، ومن ثم في النجف الاشرف عاصمة للثقافة الإسلامية. وشكراً لدمشق التي احتضنت العراقيين وما زالت تحتضنهم وشكراً لأرضها التي ضمت رفات كبار مثقفيهم ومبدعيهم ، والف تحية للجالية العراقية الكبيرة هنا في سوريا والتي سيكون لها اسهامة فاعلة في انجاح هذا الكرنفال العراقي السوري الكبير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ….
فوزي الاتـــروشي
وكيل وزارة الثقافة جمهوريــة العراق
24/8/2008