عرض وتعليق على كتاب خصائص أغاني الأطفال في كردستان العراق

بقلم الباحث مهيمن إبراهيم الجزراوي

كلية الفنون الجميلة – جامعة بغداد
     صدر هذا الكتاب عن معهد التراث الكردستاني في أربيل ضمن سلسلة من الكتب تتناول دراسات عن التراث الكردي العراقي والفولكلور الشعبي والموسيقي والأبحاث الموسيقية باللغة العربية والكردية ، وهو في الأصل رسالة ماجستير بعنوان (خصائص أغاني الأطفال الكردية في العراق) تقدمت به الباحثة (كونا قادر محمد الرباتي) إلى قسم الفنون الموسيقية – كلية الفنون الجميلة – جامعة بغداد في عام 2002م ونالت عليها درجة الامتياز.
      يحتل الكتاب موقعه اللائق ضمن عدد الكتب الجادة والكراسات الموسيقية التي صدرت عن باحثين موسيقيين كرد سواء في إقليم كردستان العراق أو في دول المهجر مثل (جميلة جليل ، ود.نورا جوهري ، وبشير بوتاني ، ونور الدين صالحي ، والباحث عبد الله جمال ، وبافي أفين ، وكامران قاسم ، وحسين إبراهيم ، ووريا احمد ، وصلاح رؤوف ، ود. شكرية رسول) وهذا ما سيترك أثرا ولا شك على تطور الموسيقى الكردية بشكل خاص والموسيقى العراقية بشكل عام. وفي نهاية الكتاب هناك قائمة بالكتب الصادرة عن معهد التراث الكردستاني وجميعها باللغة الكردية ، وهنا أتوجه بدعوة خالصة إلى ترجمة هذه الكتب الموسيقية المهمة إلى اللغة العربية لكي يتعرف القارئ والمثقف العراقي والعربي على الموسيقى الكردية بشكل أوسع واشمل.
     يتكون الكتاب من خمسة فصول جاء الفصل الأول منه تحت عنوان (حول هذا البحث) وهو عبارة عن أربع صفحات فقط ولا يمكن اعتباره فصلا كاملا وإنما هو موضوع واحد يلخص ما كتبته الباحثة في متن البحث. أما في الفصل الثاني تناولت الباحثة الإطار النظري والذي قسمته بدورها إلى قسمين القسم الأول منه حول خصائص أغاني الأطفال ، وأغاني الأطفال الكردية وأنواعها وقسمت إلى فرعين الأول يتناول ألاغاني التي تغنى للأطفال والثاني الأغاني التي يغنيها الأطفال ، والعوامل المؤثرة على نمو الطفل موسيقيا ، وتأثير البيئة والمدرسة ، أما في القسم الثاني فتطرقت الباحثة إلى النظرية العلمية الموسيقية منذ القرون الوسطى ، والأسس العامة في علم موسيقى الشعوب المقارن (الأثنوموزيكولوجيا) ، والدراسات السابقة. وفي الفصل الثالث تناولت الباحثة إجراءات البحث ويتضمن مجتمع البحث الذي استطاعت الباحثة من جمعه وهو عبارة عن (86) أغنية من حصيلة عدة زيارات ميدانية قامت بها الباحثة في مختلف مناطق إقليم كردستان العراق ولفترات متباعدة نسبيا ، واختارت من هذه الأغاني (22) أغنية مدونة موسيقيا (بالنوتة الموسيقية) كعينة لبحثها ثم قامت بتصنيفها إلى خمس مجموعات وهي (الأغاني التعليمية ، الأغاني الوطنية ، أغاني الألعاب ، الأغاني الوصفية والتهذيبية ، أغاني القصصية) ، بعدها تذكر أدوات البحث ، ومنهج البحث ، والمعيار التحليلي التي قامت بإعداده. وفي الفصل الرابع جاء التحليل الموسيقي لنماذج عينة البحث وحسب المجموعات الخمسة التي صنفتها الباحثة وبتطبيقها  للمعيار التحليلي مع ترجمة لنصوص الأغاني الخاضعة للتحليل من اللغة الكردية إلى اللغة العربية. وفي الفصل الخامس عرضت الباحثة نتائج التحليل الموسيقي التي توصلت إليها والتي بنت عليها استنتاجاتها بعد ذلك تبعتها بالتوصيات والمقترحات ثم قائمة بالمصادر والمراجع وقائمة بمحتويات الكتاب. وقام بتقديم ومراجعة صفحات الكتاب الدكتور محمد عزيز زازا رئيس قسم الفنون الموسيقية – كلية الفنون الجميلة – جامعة صلاح الدين – أربيل – إقليم كردستان العراق.
      وتحدثت الباحثة في كتابها عن أهمية وجود دراسات أكاديمية تعنى بأغاني الأطفال الكردية وتتحدث عن رغبتها في المحافظة على هذا الإرث والحرص على عدم ضياعه وقد رصدت أغاني الأطفال من سن الرابعة إلى الثانية عشرة في كل من مناطق السليمانية ، وأربيل ، ودهوك. وتورد الباحثة رأي الأستاذ محمود زامدار الذي يذكر بأن أغاني الأطفال في اقليم كردستان العراق  بدءا من حدود خانقين إلى حدود زاخو تتشابه كثيرا من حيث النغمات ومواضيع الأغاني والأبعاد. ويا حبذا لو كان بالمستطاع إرفاق هذا الكتاب بكاسيت أو اسطوانة ليزرية (CD) مسجل عليها النماذج المختارة في عينة البحث من الأغاني الـ (22) التي تم اختيارها من قبل الباحثة لتكون الفائدة بالاستماع إليها أعم وأشمل للقراء والمهتمين. 
     ومن الجدير بالذكر أن معهد التراث الكردستاني في أربيل قد تبنى تكاليف نشر الكتاب وحقوق المؤلفة وهذه بادرة طيبة تساهم في دعم وتشجيع المؤلفين والباحثين الموسيقيين الجدد بمساعدتهم والمساهمة في نشر أفكارهم العلمية ونشر الثقافة الموسيقية في قطرنا العزيز ، كما تجدر الإشارة إلى أن هناك في قسم الفنون الموسيقية العديد من رسائل الماجستير المركونة على رفوف مكتبة كلية الفنون الجميلة – جامعة بغداد وهي بانتظار من يقوم بنشرها ، ومن هنا أتوجه بدعوة صادقة للجهات ، ودور النشر ، والمؤسسات ، والدوائر ذات العلاقة من الاهتمام بهذه الدراسات الموسيقية التي هي ثمرة جهود زملائي الباحثين وتبني نشرها لتعم الفائدة منها ولتكون في متناول جميع الباحثين والدارسين والمهتمين في شؤون الموسيقى.

اسم الكتاب: خصائص أغاني الأطفال في كردستان العراق.
اسم المؤلفة: كونا قادر محمد الرباتي.
صدر عن: سلسلة كتب معهد التراث الكردستاني رقم (9).
الطبعة: الأولى.
دار النشر: مطبعة وزارة الزراعة – أربيل.
رقم الإيداع: في المكتبة العامة اربيل بالرقم (713) لسنة 2005م.
سنة الطبع: 2006م.
عدد الصفحات: (284) صفحة.

E-mail:  mohymen_aljazrawi@yahoo.com

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

ابراهيم اليوسف

تقف الأديبة الشاعرة الكردية مزكين حسكو في فضاء الشعر الكردي الحديث، شاهدة على قوة الكلمة في مواجهة تشتت الجغرافيا. جبل شامخ كآرارات وجودي لم تنل منه رياح التغيير القسرية.

شاعرة كرّست قلمها لرسم جماليات الهوية الكردية من منفى اختاره القدر، فنسجت قصائدها بلغة أمّها كوطن بديل يحمل عبق تلال كردستان ووجعها. كما تقول في إحدى…

عبدالرزاق محمود عبدالرحمن

كان في صدري شرفة تطل على سماوات بعيدة،
أعلق عليها أمنياتي كفوانيس صغيرة،
حتى وإن كانت الحياة ضيقة، كنت أزيّنها بخيوط من الأمل،
أجمع فتات الفرح، وأصنع منه أحلامًا تكفيني لأبتسم.
كنت أعيش على فكرة التغيير، أتنفسها كل صباح،
وأخطط، وأتخيل، وأصدق أن الغد قد يجيء أجمل.

أما الآن…
فالنوافذ مغلقة، والستائر مثقلة بغبار الخيبات،
وألواني باهتة، وفرشاتي صارت ثقيلة بين…

عِصْمَتْ شَاهِينْ اَلدُّوسَكِي

وَدَعَتُ فِي نَفْسِي ضِيقَ الْحَيَاة

وَأَلَمَّ الْأحْزْانِ والْجِرَاحَات

أَذْرُفُ الدُّمُوعَ بِصَمْتٍ

كَأَنِّي أَعْرِفُ وَجَعَ الْعَبَرَات

أُصِيغُ مِنْ الْغُرْبَةِ وَحْدَتِي

بَيْنَ الْجُدْرَانِ أَرْسُمُ الْغُرْبَات

 

**********

يَا حِرمَاني الْمُكَوَّرِ فِي ظَلَامي

يَا حُلُمي التَّائِهِ فِي الْحَيَاة

كَمْ أشْتَاقُ إلَيْكَ وَالشَّوْقُ يُعَذِّبُنِي

آَهٍ مِنْ شَوْقٍ فِيه عَذَابَات

لَا تَلَّومْ عَاشِقَاً أَمْضَى بَيْن سَرَابٍ

وَتَرَكَ وَرَاءَهُ أَجْمَلَ الذِّكْرَيَات

**********

أَنَا الْمَلِكُ بِلَا تَاجٍ

أَنَا الرَّاهِبُ بِلَا بَلَاطٍ

أَنَا الْأَرْضُ بِلَا سَمَوَات

وَجَعِي مَدُّ الْبَحْرِ…

ميران أحمد

أصدرت دار ماشكي للطباعة والنشر والتوزيع مؤخراً المجموعة الشعرية الأولى، للشاعر الإيزيدي سرمد سليم، التي حملت عنوان: «ملاحظات من الصفحة 28»، وجاءت في 88 صفحة من القطع المتوسط.

تأتي هذه المجموعة بوصفها التجربة الأولى للشاعر، لتفتح باباً على صوت جديد من شنكال، يكتب من هوامش الألم والذاكرة الممزقة، بلغة جريئة تشبه اعترافاً مفتوحاً على الحياة…