أتمنى أن أكون قصيدة مقروءة للجميع ..!! (حوار مع الكاتبة والشاعرة سلوى حسن)

  حسين أحمد :
Hisen65@gmail.com 

سلوى حسن شاعرة حداثوية فهي تنتمي إلى جيل الثمانينات من القرن الماضي ومازالت إلى الآن تكد في المشهد الشعري ,ومازالت أيضا أمامها الكثير الكثير  لتقدم لجمهورها ومتابعيها, بالإضافة إلى إنها كاتبة مقالات جريئة تكتب للصحافة ,وهي تنظر إلى الأفق البعيد من خلال ما تقدمها من نتاجات تمس راهن المرأة والطفل معاً وهي مصرة على  أن تقدم رسالتها الإنسانية التي جاءت من اجلها إلى هذه الحياة ..
تكتب القصيدة بانفتاح كبير وبرؤيا عميقة من جهة وبشفافية بالغة من جهة ثانية .وهي تمارس طقوسها الكتابية والشعرية كما يحلو ليراعها ان ينثرها على أوراق بيضاء , هكذا تمكنت من ان تؤسس لتجربتها الشعرية مكانة حالمة ..  هذا ما سيؤكده الأتي من الأيام , لان الإبداع الحقيقي لا يخرجه إلى الأديم إلا الزمن .من يدرك سلوى حسن عن القرب وبدقة يجد فيها طفلة كبيرة وفيلسوفة عهدها – هذا ما قيل عن شخصها – ومثقفة واعية لأدواتها الشعرية ولكتاباتها الاجتماعية ولمحاضراتها  الفكرية على حد سواء بالإضافة يجد فيها شاعرة رهيفة الإحساس إلى أقصى حدود الكلمة
نص الحوار :

كيف ترسم الكاتبة والشاعرة سلوى حسن بداياتها..؟ أي برهة الإحساس بلذة الكلمات ومن هي هذه الكاتبة التي تعمل على أكثر من مسار..؟

سلوى حسن
: كتبت أول قصيدة في الثامنة عشرة من عمري . كنت فتاة حالمة هدفها في الحياة الحب والجمال .

ما الدواعي لبعد سلوى حسن عن السجالات الإعلامية الراهنة وهي شاعرة وباحثة اجتماعية آهلة بالظهور دوماً …؟ 

سلوى حسن
: ربما صدقي مع ذاتي وبراءتي وشفافيتي ربما الإعلام نفسه لأنني لم اعمل على تسويق إنتاجي بأسلوب سهل ورخيص .

لك محاولات حثيثة في كتابة الموضوعات الفلسفية ,تناولت فيها قضايا المرأة والطفل والتربية..هل تستطيع سلوى حسن أن توازي بين الشعر ودراساتها الفكرية والفلسفية ..؟ رغم ان لكل منهما رؤية ومذهب فماذا تقولين..؟؟

سلوى حسن
: اكتب في القصيدة مالا استطيع كتابته في المحاضرة وكذلك المحاضرة اشرح فيها ما لا استطيع في القصيدة وكذلك القصة القصيرة وليس هناك تعارض , بستان إنتاج يشمل التنوع . أما الفلسفة فانا أتهرب منها كثيرة لأنها تفرض علي الفكرة بإلحاح وهي تؤرقني كثيرة وتحرمني نوم الليالي ولكنه القدر اختارني وأمنيتي أن أقوم بنشر الفكرة حتى لا تموت قبل موتي .

ألا توافقينني بأن سلوى حسن مبعثرة بين الشعر ومحاضراتها الفكرية إلى جانب أعمالها الأخرى ، ولم تحقق حتى  الآن في أحد هذه الاتجاهات ما ترغب في تحقيقها…؟

سلوى حسن:
لست مبعثرة بين الشعر والمحاضرة ولكنني مبعثرة بين الواقع وتحقيق إنسانيتي , الواقع الذي فرض عليّ . وإنسانيتي التي اعبر عنها بالكتابة ..؟؟

لا شك أن في تركة سلوى حسن الأدبية والفكرية محطات أبداعية بارزة شدّت إليها أوسع من سواها للتأمل فيها غوراً .حبذا لو تحدثينا عن ذلك ..؟

سلوى حسن:
قدمت محاضرات اجتماعية فلسفية , ربما لأول مرة تقوم كاتبة بتقديم محاضرات من هذا النوع مثلا ( الصدق حضارة – الثرثرة والحوار في الدرباسية في القامشلي,هل الزواج عقد قران ومباركة أوراق في عامودا .كتبت مواضيع تخص المرأة في عدة مجلات – (المرأة دورها في اقتصاد المجتمع , وأفكر في برنامج حواري يتضمن هذه المواضيع الاجتماعية الفلسفية)

قدمتِ كتب ودواوين للطبع والنشر ، وكان الرد مع عدم الموافقة.. برأيك لماذا..؟؟ وهل تعدت سلوى حسن الخطوط الحمراء فيما كتبت..؟؟
 
سلوى حسن: لا اعرف ولكن برأي الكتابة موقف , ولا اعرف إذا كان النقد البناء تعدي على حقوق الغير ولكن هكذا , لا اعرف المجاملة ولا أفكر إلا في قول ما يملي علي ضميري ككاتبة وشاعرة , ودفعت ضريبة صدقي الكثير ولست مستعدة للتغير في هذا العمر.

ثمة تغليب للجانب الفلسفي في قصائدك ربما في بعض الأحيان تصل الى حد الإبهام القاتل ..إذا لمن تصوغ هذه القصائد الغامضة ..؟؟ وهل ستجدين من يستسيغها أو يدركها ..؟؟

 سلوى حسن: لا أحب الغموض ربما سبب معاناتي في الحياة بأنني واضحة وصريحة ولكني ربما أتعمق في الكتابة والبعض يفكره غموض ولكنها فلسفتي في الحياة والفلسفة منهج صعب وسهل لا يصل إليه إلا الإنسان الحقيقي الذي تخلص من الزيف والغموض . أتمنى أن أكون قصيدة مقروءة للجميع لأنني أتضمن المرأة الحقيقية المحبة الخالية من العقد ,أقدس الحب والصدق والطبيعة ..؟

قيل عن سلوى حسن إنها طفلة كبيرة و ايضاً فيلسوفة عهدها ما تعقيبك لهذا التوصيف الذي يبدو انه إشكالي في جوهره …؟!

سلوى حسن: الشاعر الحقيقي طفل وحكيم , يقول رسول حمزتوف: (إنه يملك عقل حكيم وقلب طفل وفيه ألف سجية وسجية) أما الفلسفة فهو هدم ما هو قديم وبناء ما هو جديد والشاعر الصادق يدفع ضريبة الصدق والفيلسوف ضريبة البناء الجديد , فما بالك إذا كانت امرأة صادقة وفيلسوفة وطفلة .؟

ماذا تريد سلوى حسن من هذه الحياة …؟! وهل أحرزت طموحاتها ,وأمانيها ,ورغباتها التي تعمل من اجلها وعبر قصائدها وكتاباتها ومحاضراتها الإنسانية الثرية هنا وهناك, أم ماذا يا سلوى حسن..؟؟

سلوى حسن:
تريد الأمان والحب على الصعيد الشخصي والشهرة على الصعيد الأدبي لأنني املك الكثير فقط أقول : ( اسمحوا لي بالعطاء)

رسالتك إلى جيل القادم  .؟

سلوى حسن
: شكر خاص للأخ حسين أحمد وارجوا من الصحافة أن تكون منبر لكلمة الحق ..

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

نجاح هيفو

تاريخ المرأة الكوردية زاخر بالمآثر والمواقف المشرفة. فمنذ القدم، لم تكن المرأة الكوردية مجرّد تابع، بل كانت شريكة في بناء المجتمع، وحارسة للقيم، ومضرب مثل في الشجاعة والكرم. عُرفت بقدرتها على استقبال الضيوف بوجه مبتسم ويد كريمة، وبحضورها الفعّال في الحياة الاجتماعية والسياسية والثقافية. لقد جسّدت المرأة الكوردية معنى الحرية، فلم تتوانَ يومًا عن…

زوزان ويسو بوزان
1
كوباني على الحدودِ تصرخ..
تودِّع أبناءها واحدًا.. واحدا
وترحلُ في الليلِ مثقلةً بالوجيعةْ
تحملُ أحلامَها فوقَ أكتافها المتعبةْ
منهم من خرجْ.. حافيَ الروحِ والقدمينْ
ومنهم من تركْ غنائمَ العمرٍ الطويلْ
وسافرَ وحدَه مع ذاكرتهْ

فماذا جنتْ الشيخةٌ في الخريفْ
بأيِّ ذنبٍ تُشرَّدُ الطفولة
كأنَّ البلادَ نسيتْ أنَّهم من رَحِمِ الأرضِ
وُلدوا ها هنا
2
أيُّ دينٍ يبيحُ ذبحَ العجائزْ
أيُّ دستورٍ يشرعُ قتلَ الأباريح
أيُّ بلاد…

رضوان شيخو

بطبعة أنيقة وحلة قشيبة، وبمبادرة كريمة وعناية كبيرة من الأستاذ رفيق صالح، مدير مركز زين للتوثيق الدراسات في السليمانية، صدر حديثا كتاب “علم التاريخ في أوروبا وفلسفته وأساليبه وتطوره”، للدكتور عصمت شريف وانلي، رحمه الله. والكتاب يعتبر عملا فريدا من نوعه، فهو يتناول علم التاريخ وفلسفته من خلال منهج علمي دقيق لتطور الشعوب والأمم…

خلات عمر

في قريتنا الصغيرة، حيث الطرقات تعانقها الخضرة، كانت سعادتنا تزهر كل صباح جديد. كنا ننتظر وقت اجتماعنا المنتظر بلهفة الأطفال، نتهيأ وكأننا على موعد مع فرح لا ينتهي. وعندما نلتقي، تنطلق أقدامنا على دروب القرية، نضحك ونمزح، كأن الأرض تبتسم معنا.

كانت الساعات تمر كالحلم، نمشي طويلًا بين الحقول فلا نشعر بالوقت، حتى يعلن الغروب…