بقلم: نور شوقيٍ
كل من عرفه شعر بدفْ عجيب ينبع من أعماق هذا الإنسان, دفْ عجنتها التجربة بكل قسوتها, وإضافة الحياة من مرارتها عليه ما إضافة دون رأفة,إلا أن أميرنا الأخير استطاع أن يتغلب على كل العقبات, والصعاب, كما استطاع أن يبلور كل مكنوناته لكي تتوافق مع أيامه, وسنوات عمره, التي كانت, ولازالت على نمط واحد, يؤطره حلم بعيد المنال, ويتخلل اسطره وصفحاته جدران الزنازن, وكتاباته على تلك الجدران, والفقر والاحتياج الدائم للقمة العيش, التي كان أميرنا الأخير ينتزعها عنوة من غطرسة الأيام, ومن من يتحكمون بها.
كل من عرفه شعر بدفْ عجيب ينبع من أعماق هذا الإنسان, دفْ عجنتها التجربة بكل قسوتها, وإضافة الحياة من مرارتها عليه ما إضافة دون رأفة,إلا أن أميرنا الأخير استطاع أن يتغلب على كل العقبات, والصعاب, كما استطاع أن يبلور كل مكنوناته لكي تتوافق مع أيامه, وسنوات عمره, التي كانت, ولازالت على نمط واحد, يؤطره حلم بعيد المنال, ويتخلل اسطره وصفحاته جدران الزنازن, وكتاباته على تلك الجدران, والفقر والاحتياج الدائم للقمة العيش, التي كان أميرنا الأخير ينتزعها عنوة من غطرسة الأيام, ومن من يتحكمون بها.
كان أميرنا أيضا يستطيع أن يصفي دفئه, وحنانه, وصفحات نضاله, ونتاج إبداعه من كل الشوائب, ومن كل العلقات التي تراكمت على كاهله طيلة سنوات عمره , لا سيما, وان تلك السنوات رشفت عبق كل لحظة جميلة من لحظاته حياته, و دون أن ترف لها طرف عين.
كل من تقرب من هذا الرجل, استطاع أن ينهل شئ من منهل عطائه, حتى لو كان بإرشاد, أو بتوجه, اوحتى بكلمة طيبة, أو بنهفة من نهفاته التي لا تعد ولا تحصى, وهنا يكمن السر الذي حير الكثير من محبيه, حيث كانوا يتساءلون دوما: كيف يستطيع هذا الرجل أن يضحك, وقد بخرت الحياة معنى الضحك والفرح في حياته؟, أو كيف استطاع أنٍ يولف مآسيه , وويلاته, وآلامه إلى نهفات, ومواقف كوميدية, الغاية منها اخذ العبر, و الدروس, ودون مقابل.
.بات الشعب الكردي, وعلى اتساع رقعة وجوده, يعرف من هو آخر أمراء الشعر الكلاسيكي الكردي للقرنيين, العشرين و الواحد والعشرين
ولد من بطن كردية, ولأب كردي لكنه مع مرور الوقت أصبح الابن البار للشعب الكردي, و بعد أن تخضرم أصبح الأب الروحي لكل شاب كردي حمل القلم, وأراد أن يضيف لمسة على الأدب والثقافة الكرديين, ولم يبخل يوما عليهم بما لديه من معلومات, أن كانت تاريخية, أو أدبية, أو ثقافية.
انه الشاعر الأمير (يوسف برازي), والمكنى (ببيبهار), أي الذي لا ربيع له., وبالفعل لم يجد شاعرنا الكبير ربيعه المنشود طيلة سنوات عمره, لكنه لم ييأس يوما في إيجاد ذلك الربيع, ودائماً كان يتأمل بان ربيعه سيأتي يوماً, لكن من خلال الجيل الواعد, جيل الشباب الكردي., ولد في ربيع قاحل عام (1931) في قرية (تل جرجه) التابعة لناحية الباب بمحافظة حلب, وعاش طفولة شاقة , حيث حزز الفقر والحرمان طفولته, وكل البراءة التي تتحلى بها تلك المرحلة, بالمختصر ولد كما يولد أي كردي, وبانتظاره مسؤوليات وأعباء لايتحملها الرجال, لاسيما وان صفحات حياته كصفحات حياة أي كردي, قلما تجد بين ثناياه رائحة الطفولة, وعلى سبيل الذكر شكل أو اسم لعبة, كان من المفروض أن يلعب بها ذلك طفل, كما هو معروف و معهود لدى أطفال العالم, أيضاً بسبب الفقر المتقع حمل (علي شيخو) والد شاعرنا الأمير كل أفراد عائلته, وتوجه عام 1947 إلى ناحية منبج, ولم يقضي وارد عمله على براثن الجوع والحاجة , فتوجهت العائلة عام 1956 إلى مدينة (سري كانيه) رأس العين, ومنها كانت انطلاقته الفعلية طريق النضال و , والأدب, فقد كان يوسف برازي مؤمناً منذ نعومة أظفاره , بان حقوق الشعوب لا تهضم آبداً, وكان رغم حالة الفقر التي يعيشها, كان يناصر المغلوب ويشد على يد الفقير ضد البرجوازي, لذلك ومنذ أن وطأة قدماه مدينة رأس العين صادق الشيوعيين, ومن خلالهم تعرف على الشاعر الكردي (رشيدي كورد) الذي أعطاه ألف باء اللغة الكردية , وعلمه أصول تعلمها, ومن خلال رشيدي كورد تعرف (بي بهار) على أول أمراء الشعر الكلاسيكي الكردي للقرن العشرين, الشاعر الخالد (جكر خوين), واتسعت دائرة معارفه, خاصة بعد إعلان تشكيل أول تنظيم سياسي كردي عام 1957(البارتي) التحق (بي بهار) بالرعيل الأول, حيث كانوا يشكلون آنذاك النخبة السياسية, والنخبة الأدبية المثقفة في وقت واحد (جكر خوين-نورا لدين ظاظا-حمزة نويران-اوصمان صبري-رشيدي كورد-حميد سينو000 الخ).
في عام 1966اعتقل (بي بهار) للمرة الأولى بسبب انتمائه السياسي وولائه للبرزاني الخالد, ولثورة أيلول المجيدة, مدة ثلاث وعشرون يوماً, هناك خطط يده بأعواد الكبريت, و على جدار زنزانته أول قصيدة بعنوان (انهضوا من نومكم), لاسيما وانه كان قد تعلم البحور والعروض الشعرية من الأستاذ (احمد عبد السلام) أستاذ اللغة العربية, و في نفس الوقت كان قد أنهى قراءة أول دواوين معلمه (جكر خوين), وديوان أمير الشعراء (احمد خاني) (نو بهار). بعد ذلك تمتنت علاقاته مع جكرخوين, وكان كل فترة يزوره في مدينة القامشلي كزيارة تلميذ لأستاذه , ويطلعه على أخر نتاجاته الشعرية, حيث كان الأستاذ يكرر له دوماً (إقرأ يا يوسف كثيراً ثم اكتب, ولا تتوقف عن الكتابة مهما تعرضت للمصاعب), وبالفعل نفذ التلميذ وصية معلمه, حيث قرأ التاريخ وآداب الشعوب والأمم, والأساطير والحكاية, وكان من خلال ذلك يبحث بتمعن عن كل شاردة و واردة تخص أمته الكردية, بالمقابل كان يحمل القلم من وقت لأخر, خاصة بعد أن تتخمر القصيدة في رأسه, أو حين يسمع مثلا كردياً لم يسمعه من قبل, أو كلمة من فم رجل مسن لم بقرائه في أي قاموس. طبعاً كل تلك المتابعة الفكرية كانت تحدث إلى جانب عمله اليومي كحلاق رجالي, فقد كان يعيل أفراد عائلته المؤلفة من أربع بنات وولدين, بالإضافة إلى زوجته.
صدر له الديوان الأول عام 1988 بعنوان(ZNDAN)الزنزانة).
صدر له الديوان الثاني عام 1997 بعنوان(Bang(الصرخة)
صدر له الديوان الثالث عام 2002 بعنوان(RaPeRN(الانتفاضة)
صدر له الديوان الرابع عام 2006 بعنوان((SerxweboN(الاستقلال)
صدرلهٍ الديوان الخامس عام 2007 بعنوان(PeSeTiN)(التقدم) اصداردار سما للثقافة الكردية
وله من الكتب ما لم تطبع بعد (قاموس كردي-أمثال-سيرة ذاتية-ديوانيين), منح بي بهار أكثر من جائزة (جائزة جكر خوين-جائزة نور الدين ظاظا-جائزة مهرجان الشعر الكردي في سوريا-جائزة الفنان محمد شيخو), وغنى من أشعاره الكثير من الفنانين
الكرد (محمود عزيز-محمد شيخو-).
بقي أن أقول يجب أن يكون لكل بداية نهاية, إلا الإبداع لايوجد له نهاية, ولا المبدعين يوجد لديهم نهاية, لسبب بسيط جداً, وهو إن التاريخ يكتب نتاج المبدعين, وأسمائهم بحروف من ذهب, أيضاً أود أن انوه بان أخر أمراء الشعر الكلاسيكي الكردي الأستاذ (بي بهار) توقف عن العطاء بسبب وجود ورم في دماغه, بالإضافة إلى مجموعة لاتحصى من الأمراض المنتشرة في سائر جسده.ندعو من الله عزوجل أن يخفف عنه وطأة الأمراض, وآلامها , وان يطيل في عمره , فلم يبقى من الرعيل الأول, ومن مبدعي الشعر الكلاسيكي سواه بدءً من جكر خوين ومروراً بتيريز واحمد بالو وسيداي كلش وصولاً إلى أخرهم الشاعر والأمير يوسف برازي) (بي بهار).
كل من تقرب من هذا الرجل, استطاع أن ينهل شئ من منهل عطائه, حتى لو كان بإرشاد, أو بتوجه, اوحتى بكلمة طيبة, أو بنهفة من نهفاته التي لا تعد ولا تحصى, وهنا يكمن السر الذي حير الكثير من محبيه, حيث كانوا يتساءلون دوما: كيف يستطيع هذا الرجل أن يضحك, وقد بخرت الحياة معنى الضحك والفرح في حياته؟, أو كيف استطاع أنٍ يولف مآسيه , وويلاته, وآلامه إلى نهفات, ومواقف كوميدية, الغاية منها اخذ العبر, و الدروس, ودون مقابل.
.بات الشعب الكردي, وعلى اتساع رقعة وجوده, يعرف من هو آخر أمراء الشعر الكلاسيكي الكردي للقرنيين, العشرين و الواحد والعشرين
ولد من بطن كردية, ولأب كردي لكنه مع مرور الوقت أصبح الابن البار للشعب الكردي, و بعد أن تخضرم أصبح الأب الروحي لكل شاب كردي حمل القلم, وأراد أن يضيف لمسة على الأدب والثقافة الكرديين, ولم يبخل يوما عليهم بما لديه من معلومات, أن كانت تاريخية, أو أدبية, أو ثقافية.
انه الشاعر الأمير (يوسف برازي), والمكنى (ببيبهار), أي الذي لا ربيع له., وبالفعل لم يجد شاعرنا الكبير ربيعه المنشود طيلة سنوات عمره, لكنه لم ييأس يوما في إيجاد ذلك الربيع, ودائماً كان يتأمل بان ربيعه سيأتي يوماً, لكن من خلال الجيل الواعد, جيل الشباب الكردي., ولد في ربيع قاحل عام (1931) في قرية (تل جرجه) التابعة لناحية الباب بمحافظة حلب, وعاش طفولة شاقة , حيث حزز الفقر والحرمان طفولته, وكل البراءة التي تتحلى بها تلك المرحلة, بالمختصر ولد كما يولد أي كردي, وبانتظاره مسؤوليات وأعباء لايتحملها الرجال, لاسيما وان صفحات حياته كصفحات حياة أي كردي, قلما تجد بين ثناياه رائحة الطفولة, وعلى سبيل الذكر شكل أو اسم لعبة, كان من المفروض أن يلعب بها ذلك طفل, كما هو معروف و معهود لدى أطفال العالم, أيضاً بسبب الفقر المتقع حمل (علي شيخو) والد شاعرنا الأمير كل أفراد عائلته, وتوجه عام 1947 إلى ناحية منبج, ولم يقضي وارد عمله على براثن الجوع والحاجة , فتوجهت العائلة عام 1956 إلى مدينة (سري كانيه) رأس العين, ومنها كانت انطلاقته الفعلية طريق النضال و , والأدب, فقد كان يوسف برازي مؤمناً منذ نعومة أظفاره , بان حقوق الشعوب لا تهضم آبداً, وكان رغم حالة الفقر التي يعيشها, كان يناصر المغلوب ويشد على يد الفقير ضد البرجوازي, لذلك ومنذ أن وطأة قدماه مدينة رأس العين صادق الشيوعيين, ومن خلالهم تعرف على الشاعر الكردي (رشيدي كورد) الذي أعطاه ألف باء اللغة الكردية , وعلمه أصول تعلمها, ومن خلال رشيدي كورد تعرف (بي بهار) على أول أمراء الشعر الكلاسيكي الكردي للقرن العشرين, الشاعر الخالد (جكر خوين), واتسعت دائرة معارفه, خاصة بعد إعلان تشكيل أول تنظيم سياسي كردي عام 1957(البارتي) التحق (بي بهار) بالرعيل الأول, حيث كانوا يشكلون آنذاك النخبة السياسية, والنخبة الأدبية المثقفة في وقت واحد (جكر خوين-نورا لدين ظاظا-حمزة نويران-اوصمان صبري-رشيدي كورد-حميد سينو000 الخ).
في عام 1966اعتقل (بي بهار) للمرة الأولى بسبب انتمائه السياسي وولائه للبرزاني الخالد, ولثورة أيلول المجيدة, مدة ثلاث وعشرون يوماً, هناك خطط يده بأعواد الكبريت, و على جدار زنزانته أول قصيدة بعنوان (انهضوا من نومكم), لاسيما وانه كان قد تعلم البحور والعروض الشعرية من الأستاذ (احمد عبد السلام) أستاذ اللغة العربية, و في نفس الوقت كان قد أنهى قراءة أول دواوين معلمه (جكر خوين), وديوان أمير الشعراء (احمد خاني) (نو بهار). بعد ذلك تمتنت علاقاته مع جكرخوين, وكان كل فترة يزوره في مدينة القامشلي كزيارة تلميذ لأستاذه , ويطلعه على أخر نتاجاته الشعرية, حيث كان الأستاذ يكرر له دوماً (إقرأ يا يوسف كثيراً ثم اكتب, ولا تتوقف عن الكتابة مهما تعرضت للمصاعب), وبالفعل نفذ التلميذ وصية معلمه, حيث قرأ التاريخ وآداب الشعوب والأمم, والأساطير والحكاية, وكان من خلال ذلك يبحث بتمعن عن كل شاردة و واردة تخص أمته الكردية, بالمقابل كان يحمل القلم من وقت لأخر, خاصة بعد أن تتخمر القصيدة في رأسه, أو حين يسمع مثلا كردياً لم يسمعه من قبل, أو كلمة من فم رجل مسن لم بقرائه في أي قاموس. طبعاً كل تلك المتابعة الفكرية كانت تحدث إلى جانب عمله اليومي كحلاق رجالي, فقد كان يعيل أفراد عائلته المؤلفة من أربع بنات وولدين, بالإضافة إلى زوجته.
صدر له الديوان الأول عام 1988 بعنوان(ZNDAN)الزنزانة).
صدر له الديوان الثاني عام 1997 بعنوان(Bang(الصرخة)
صدر له الديوان الثالث عام 2002 بعنوان(RaPeRN(الانتفاضة)
صدر له الديوان الرابع عام 2006 بعنوان((SerxweboN(الاستقلال)
صدرلهٍ الديوان الخامس عام 2007 بعنوان(PeSeTiN)(التقدم) اصداردار سما للثقافة الكردية
وله من الكتب ما لم تطبع بعد (قاموس كردي-أمثال-سيرة ذاتية-ديوانيين), منح بي بهار أكثر من جائزة (جائزة جكر خوين-جائزة نور الدين ظاظا-جائزة مهرجان الشعر الكردي في سوريا-جائزة الفنان محمد شيخو), وغنى من أشعاره الكثير من الفنانين
الكرد (محمود عزيز-محمد شيخو-).
بقي أن أقول يجب أن يكون لكل بداية نهاية, إلا الإبداع لايوجد له نهاية, ولا المبدعين يوجد لديهم نهاية, لسبب بسيط جداً, وهو إن التاريخ يكتب نتاج المبدعين, وأسمائهم بحروف من ذهب, أيضاً أود أن انوه بان أخر أمراء الشعر الكلاسيكي الكردي الأستاذ (بي بهار) توقف عن العطاء بسبب وجود ورم في دماغه, بالإضافة إلى مجموعة لاتحصى من الأمراض المنتشرة في سائر جسده.ندعو من الله عزوجل أن يخفف عنه وطأة الأمراض, وآلامها , وان يطيل في عمره , فلم يبقى من الرعيل الأول, ومن مبدعي الشعر الكلاسيكي سواه بدءً من جكر خوين ومروراً بتيريز واحمد بالو وسيداي كلش وصولاً إلى أخرهم الشاعر والأمير يوسف برازي) (بي بهار).