الأدب الشفاهي الكُردي: البحث عن الهوية المفقودة

بسام مصطفى
 
صدر عن منشورات الاكاديمية الكُردية في اربيل 2008 الجزء الثاني من كتاب الباحث الكُردي علي الجزيري بعنوان الأدب الشفاهي الكُردي (دراسة). متمما للجزء الأول من الكتاب الذي أصدرته رابطة كاوا للثقافة الكُردية قبل أعوام.
يتألف الكتاب بالاضافة إلى الاهداء من خمسة فصول أساسية تتمحور بمجملها حول موضوعة الأدب الشفاهي الكُردي بمختلف جوانبها وهي على التوالي:
– لماذا الأدب الشفاهي الكُردي مرة أخرى؟”مقدمة نظرية”- الحكاية الخرافية الكُردية (حكاية سليمان زندى انموذجاً)-الخوارق في الحكاية الخرافية الكُردية-حكاية الحيوان- ملامح الكوميديا في الأدب الشفاهي الكُردي(السخرية انموذجاً)-الأدب الشفاهي الكُردي(التنكيت انموذجاً)-البعد التراجيدي في الغناء الكُردي(البكائيات أوالمراثي انموذجاً)- الظواهر المسرحية في الأدب الشفاهي الكُردي –الدلالة السوسيولوجية لأدعية الكرد(التلاسن انموذجاً)- شذرات من الأدب الشفاهي الكُردي في التختين-البعد الاجتماعي في رائعة الكرد(بائع السلال)-بدلا من الخاتمة.

الأدب الشفاهي الكُردي
قال رسول حمزاتوف ذات مرة: من ُيطلق نيران مسدسه على الماضي، يطلق المستقبل عليه نيران مدافعه. بعيدا عن الأحكام المسبقة، العودة للماضي-للتراث تحديدا- هامة ولاغنى عنها في سبيل الوصول إلى مستقبل غني ومشرق. وهذه العودة لا تعني بشكل من الأشكال تقديسا للماضي وأمجاده أو تقليلا لشأن الحاضر والمستقبل، على العكس من ذلك فهي إرواء للجذور ونضرة ونضارة للأغصان المتعالية. وكما أن لكل شخص تاريخه وماضيه وحاضره ومستقبله فما بال الشعوب إذا ما اهملت ماضيها-بجوانبه السلبية والايجابية- وحتى إذا ما فعلت ذلك فأن الماضي يؤثر–وقد اثبت ذلك علميا- على حاضر ومستقبل الانسان وبالتالي الشعوب والأمم. وإذا ما كانت هذه العودة-لا النكوص- ضرورية لأي شعب على وجه المعمورة فأن اهميتها وضروريتها تتضاعف بالنسبة للكرد. لأن الكرد كشعب مظلوم يُراد لتاريخه وتراثه الضياع والاندثار، أشد ما يكون بحاجة إلى مثل هذا التمسك بالجذور والتراث لأن أي شعب دونما تراث يفتقد إلى الخاصيّة ونعلم أن الكثير من خصوصيات الكرد قد ضاعت بين ثنايا الزمان والطغيان.
يحاول الباحث علي الجزيري–كما فعل في الجزء الأول-عبر الجزء الثاني من دراسته عن الأدب الشفاهي الكُردي جاهداً المحافظة على ما يعتبره كنزا لايقدر بثمن-وهو كذلك بالفعل- والقاء الكثير من الاضواء قدر الامكان على القيم والمعاني التي تحتويها الحكايات والقصص والملاحم الكُردية والأغاني القديمة وانقاذها من الاندثار والضياع. وهذا العمل دين وواجب على باحث يُلقي السمع لهموم وآلام وأمال أبناء قومه دون النظر إلى مدى نجاحه وتحقيقه لهدفه في الوصول إلى الغاية المرجوة من دراسته هذه.
الأدب والفلكلور الكُردي-بعيدا عن تعصب ما- ثر كأدب غيره من أقوام وشعوب الشرق ذو الحضارات الروحانية وموطىء الأنبياء والرسل ومهبط الشرائع القديمة والأديان السماوية الثلاث والدساتير البشرية الأولى، هذا الشرق الذي ابتعد كثيرا عن حضارته وطينه الأول ليصبح تائهاً كما عليه حاله الآن حينما انقطعت أواصره عن ماضيه  ولم يستطع ان يصبح حضاريا غربياً كما يُقال فبقي معلقاً دونما هوية حضارية تميّزه عن غيره من حضارات…والأدب الكُردي المتداول شفاهاً أو الأدب الكُردي الشفاهي نقطة مضيئة ضمن الأدب والتراث الكُرديين. وله من الفضل الكثير فيما يتعلق بصيانة اللغة الكُردية والروح الكُردية-سلبا وايجابا- ووضعها–بفضل باحثين كعلي وغيره- أمام مشرحة النقد والتدقيق لاستخلاص الجوهر وما يصلح سلاحا تتزود به اجيالنا الجديدة لمواجهة الحاضر نحو مستقبل مضيء وجميل.
يقول هيرودت(أبو التاريخ كما كان يُلقب) أن من لا يقرأ التاريخ يبق طفلا أبد الدهر. والتاريخ كما يقول آخر يكتبه المنتصرون. وليس بخاف على أحد أن التاريخ والتراث الكُرديين قد تعرضا على مر السنين إلى محاولات التحريف والطمس والتشويه طوال التاريخ الذي دونّه المنتصرون. والحال هذه، فأن تدوين الأدب الشفاهي الكُردي من جديد وبقلم كردي أمر في غاية الضرورة لتدوين تاريخنا أوقسم منه من جديد كما يشير الباحث علي الجزيري: ” القيمة التي لا تضاهي للأدب الشفاهي الكُردي، كمصدر رئيس لكتابة تاريخنا[من جديد] الذي غيّب وشوه عن سبق الاصرار والتصميم”.
أصعب ما يواجه الباحثين الذين يتناولون موضوعة الأدب الشفاهي هو أن هذا الأدب بأغلبه كامن في صدور البعض من الناس خاصة الكبار منهم والمهددون بالموت ويعتبر هذا الأمر من الأسباب الوجيهة التي دفعت الباحث الجزيري للقيام بالجزء الثاني من دراسته هذه عن الفلكلور والأدب الشفاهي الكُردي ذلك أن الأدب الشفاهي يعتبر أدبا مهددا بالضياع والاندثار إذا ما حدث وإن مات حافظوه وذاكروه فسيموت معهم ما حفظوه وصانوه لسنين طويلة حيث يقول الباحث الجزيري: “الفلكلور الكُردي–رغم ثرائه ورغم وصفه كمعين لا ينضب […]مهدد بالنسيان، بسبب موت من كان لهم الفضل الكبير في حفظه في صدورهم وصيانته. من هنا، تتأتى ضرورة تدوينه ودراسته”. ويخلص للقول أن دراسته هذه هي بمثابة” حجر يُلقى في مياه بركة وعينا التاريخي الراكدة، كي نتمكن من اكتشاف جذور-لاحريتنا- ماضياً وحاضراً، ونرسم آفاق مستقبلنا المشرق”…
لابد من الإشارة إلى الجهد الذي بذله الباحث الجزيري الواعي لمهمته جيدا والمقتنع بتأديتها كواجب يُسديه لأبناء ملته، وكذلك إلى المضمون الثر لكتابه محاولين القاء الضوء على بعض مما إحتواه الكتاب، ذلك أن مقالة واحدة لاتكفي للإيفاء بالغرض.

حكاية الحيوان في الأدب الكُردي
كل نوع أو صنف أدبي له ميّزاته وخصائصه التي تميّزه عن غيره من الأنواع الأدبية الأخرى. وكل كتابة أو حكاية لها مغزى ومعنى ما وكل أسلوب يُستخدم لعدة أسباب وغايات. ونتيجة لأسباب كثيرة متنوعة، في عهود مختلفة، لا يتمكن الانسان من تقديم ما بحوزته ورأيه بشكل مباشر-والمباشرة لاتنجح غالباً في الأدب (أدب الواقعية الاشتراكية نموذجاً)- فيلجأ إلى أساليب وُطرق أخرى لغرض إيصال فكرته إلى المّتلقين والعامة.
حكاية الحيوان تُعتبر من أبرز الحكايات في هذا الصدد حيث تقوم فيها الحيوانات بالتصرف كبني البشر وتقوم بالتكلم والتحرك وفقاً لذلك. وهذا الصنف الأدبي من حكاية الحيوان جنس أدبي شفاهي ذائع في آداب أغلب الشعوب ومنها الشعب الكُردي، وهناك روائع معروفة على مستوى العالم منها: حكايات إيسوب الأغريقي و(كليلة ودمنة) للفيلسوف الهندي بيدبا وترجمها للعربية ابن المقفع وكذلك حكايا لافونتين الفرنسي. ومن أبرز خاصيّات حكايا الحيوانات ” أنسنة الحيوان” لغاية ما. معلوم أن الانسان-لا سيما الكُردي-لا يقبل بالنصح والوعظ والمُباشرة بسهولة، لأنه جبل على حب الذات والاستقلالية، وبما أن الأمر كذلك فأن النصيحة كثيرا ما تُقبل فيما لو جاءت على لسان الحيوانات. حكايا الحيوانات بسيطة في شكلها وغنية وعميقة في مضمونها، رغم قصرها على الأغلب، وكثيراً ما تكون غير محّددة الزمان والمكان، لأنها تسعى لتقديم قيمة خالدة تصلح لكل العهود والأزمان.
وهناك فلسفة قديمة تشير إلى وجود علاقة قوية بين الانسان والحيوان حتى أن ارسطو الإغريقي قال مرة أن” الانسان حيوان ناطق”. وتسمى هذه العلاقة بينهما-حسب تلك الفلسفة- ب” الطوطم” حيث أن كل انسان له طوطمه المحدد الذي يجمعه بحيوان من حيوانات الغابة يرمز لصفة ما، يجمعهما صفات مشتركة سلوكية وجسدية. حتى أن هذا الأمر يتجّسد عفوياً حينما نقول عن سياسياً ما أنه”ثعلب”، وكذلك لا يخفى علينا تشبيه فتاة ما وطريقة مشيتها بالبّطة …الخ. فنرى في حكايا الحيوان أن الأسد هو ملك الغابة ورمز للشجاعة، والثعلب يرمز للمكر والحيلة، والبوم هو رمز الشؤم الخ فالعلاقة بين الانسان والحيوان وحكاياتهما علاقة غابرة.
لاشك أن استخدام قناع الحيوان للتكلم عن الانسان هو تجنبا للسلطة المستبدة كما أن لها وظائف تربوية وجمالية. ومن أبرزها في أدبنا الكردي(هي قليلة نسبياً) حكايا تروى للصغار ومنها(غزالوك ودلالوك) التي جمعتها وطبعتها (ديا جوان) وترجمها الحسينيين توفيق وشهاب، وحكايا الديك الأبيض وحبة الرمان وحكاية الحمار والثعلب والذئب. وهناك حكاية شهيرة بعنوان”شنكي بنكي قالوجنكى” وغيرها.

ملامح الكوميديا في الأدب الشفاهي الكُردي (السخرية انموذجاً)
الأدب الساخر صنف أدبي راق للتعبير عن أفكار الانسان ومواقفه تجاه ما يراه من أخطاء وأحداث تجري أمامه كل يوم، فيتألم ويعّبر عنها من خلال السخرية والكوميديا(السوداء). يقول الأديب التركي الساخر عزيز نيسن” كل ما فعلته هو تحويل دموعي إلى ضحكات وتقديمها للقراء” أي محاولة النبيل لتقاسم فرحته مع الآخرين والإحتفاظ بحزنه  وحسرته لنفسه فقط. والسخرية هي نقد واضح لشخص ما أو لحدث ما بغية التخلص من السلبيات وغالباً ما تتضمن غاية وأحكاماً أخلاقية. ومن أهم  أشكالها (الأهجوة) أي الإزدراء من الآخر، والتهكم والاستهزاء والتهكم بمثابة النكتة المخفية، أما الاستهزاء فهو نوع من التساخف.
الكوميديا أو الملهاة بشكل عام نقد في سبيل الإصلاح والتقويم وليست غايتها مجرد اثارة الضحك واستمتاع المشاهد أو السامع أو القارىء،  بل تصحيح ومعالجة الانحرافات الناجمة عن الحماقة والغباء. وهناك بين الكرد الكثير من الطرائف والنوادر التهّكمية حيث تشتهر بلدة” عامودا” بهذا النوع منها وبشخصياتها العجائبية (حتى أن أحد أبنائها–الروائي حليم يوسف-سّماها في أحد أعماله الشهيرة ب جمهورية المجانين) ومنها النوادر التي تتداول على لسان اسماعيل المجنون (سمو) ومعاركه ونوادره المشتركة مع المجنون الآخر الذي تناصف معه البلدة وشوارعها: حيندرو.
هناك نوع آخر من الأدب الساخر هي الأغنية الكُردية الساخرة-رغم قلتّها-مثل بعض أغاني (صبري آسيا) وأغنية يؤديها (سعيد يوسف) متهكماً فيها من النساء….

زمبيل فروش/بائع السلال/
الملحمة باختصار هي الحادثة أو الواقعة العظيمة التي نادراً ما تتكرر وتُخلد لأهميتها وقيمتها في أغان وأناشيد بحجم الواقعة. ُيفرد الباحث المجال للحديث عن البعد الإجتماعي للملحمة الكُردية التي يسميها-رائعة الكرد- بائع السلال (زمبيل فروش) وهي أغنية (بائع السلال)، من القصائد الغنائية الذائعة الصيت في طول كردستان وعرضها، تُبهر القارىء بسحرها وتأسره بإلقائها وتطفح بالمشاعر النبيلة، وتُظهر معاناة الانسان الكُردي وحبه للحرية وشعوب الجوار وتطلعه لبناء حياة حرة كريمة بإرادة لا تلين، بالإضافة إلى إظهار جانب تحرر المرأة الكُردية كما أشار إلى ذلك الكثير من الباحثين والمستشرقين الأجانب مثل مينورسكي وباسيل نيكيتين وأغاثا كريستي وغيرهم الذين زاروا المنطقة ودونوا مشاهداتهم وانطباعاتهم في أعمالهم عن الكرد وشعوب المنطقة.
هناك آراء وروايات متعددة ومتباينة بخصوص الأغنية الملحمية (زمبيل فروش) التي تتحدث عن شاب فقير يعمل كبائعا للسلال وتراه مصادفة أميرة البلدة من على شرفتها وتقع في حبه من” أول نظرة “وتريد التمتع بفتوته وشبابه لكن الشاب الفقير والمؤمن يرفض مراودة الأميرة له مفضلاً الدار الآخرة على الدنيا الفانية. بعض الروايات تصّور بائع السلال فقيراً معدماً والبعض الآخر تصّوره فتى من نسل الامراء! لكن برأيي أن فكرة القصة-الملحمة واضحة ولا تحتاج إلى كثير تأويل-رغم انها تحتاج بلا أدنى شك إلى دراسات متواصلة والتنقيب عن جوانبها الأخرى كمكان حدوث القصة وجغرافيتها وغيرها-والكاتب الجزيري يقّدم في دراسته هذه نصين للملحمة متباينين لدرجة التناقض رغم أن النص الثاني هو الأقرب إلى الدقة والحقيقة على الأغلب لكن السيد الجزيري يؤكد أنه إنما يقدم النصين مضّطراً تحت “إلحاح بعض المغنين”!.

بدلاً من الخاتمة
يورد الباحث علي الجزيري في الفصل الأخير من دراسته مقولة شهيرة لكارل ماركس هي “ان شعبا يضطهد شعباً آخر، لايمكن أن يكون حراً” مُلخصاً بذلك الهدف من وراء دراسته هذه، وسعيه الحثيث لتكون دراسة موضوعية علمية لاتقدس الذات من ناحية ولاتُهين أوتصُّغر من شأن الآخر من الناحية الأخرى. بل أنها تحاول التمعن في دراسة العامل الذاتي والابتعاد عن” نظرية المؤامرة”والقاء سبب كل المآسي والويلات والأخطاء على كاهل الغير أوالآخر قدر المستطاع. وبما أن العامل الذاتي لدى الكرد في أسوأ حالاته عبر التاريخ حالياً لذا كانت الضرورة إلى إجراء مثل هذه الدراسة لأخذ العبر والدروس من تاريخنا البعيد والقريب. وبما أننا–نحن ملة الحجل- أصحاب الداء والدواء، فأن مفاتيح الحل بأيدينا وليست بعيدة عن متناولنا.
أخيراً، فأن دراسة الباحث علي الجزيري تستحق المزيد من التوقف عندها وقراءتها بعمق، بل وحتى التمتع ببعض ما جاء فيها.

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

جان بابير

 

الفنان جانيار، هو موسيقي ومغني كُردي، جمع بين موهبتين إبداعيتين منذ طفولته، حيث كان شغفه بالموسيقى يتعايش مع حبّه للفن التشكيلي. بدأ حياته الفنية في مجال الرسم والنحت، حيث تخرج من قسم الرسم والنحت، إلا أن جذوره الموسيقية بقيت حاضرة بقوة في وجدانه. هذا الانجذاب نحو الموسيقا قاده في النهاية إلى طريق مختلف، إذ…

عصمت شاهين الدوسكي

 

أنا أحبك

اعترف .. أنا احبك

أحب شعرك المسدل على كتفيك

أحب حمرة خديك وخجلك

وإيحاءك ونظرتك ورقة شفتيك

أحب فساتينك ألوانك

دلعك ابتسامتك ونظرة عينيك

أحب أن المس يديك

انحني حبا واقبل راحتيك

___________

أنا احبك

أحب هضابك مساحات الوغى فيك

أحب رموزك لفتاتك مساماتك

أحب عطرك عرقك أنفاسك

دعيني أراكي كما أنت ..

——————–

قلبي بالشوق يحترق

روحي بالنوى ارق

طيفي بك يصدق

يا سيدتي كل التفاصيل أنت ..

——————–

أحب شفتاك…

لوركا بيراني

في الساحة الثقافية الأوروبية اليوم، نلمح زخماً متزايداً من التحركات الأدبية والثقافية الكوردية من فعاليات فكرية ومهرجانات وحفلات توقيع لإصدارات أدبية تعكس رغبة المثقف الكوردي في تأكيد حضوره والمساهمة في الحوار الثقافي العالمي.

إلا أن هذا الحراك على غناه يثير تساؤلات جوهرية حول مدى فاعليته في حماية الثقافة الكوردية من التلاشي في خضم عصر…

محمد شيخو

يلعب الفن دوراً بارزاً في حياة الأمم، وهو ليس وسيلة للترفيه والمتعة فحسب، ولكنه أداة مهمة لتنمية الفكر وتغذية الروح وتهذيب الأخلاق، وهو سلاح عظيم تمتشقه الأمم الراقية في صراعاتها الحضارية مع غيرها. ومن هنا يحتلّ عظماء الفنانين مكاناً بارزاً في ذاكرة الشعوب الذواقة للفن أكثر من الملوك والقادة والأحزاب السياسية مثلاً، وفي استجواب…