للفلسفة مجموعة حقائق ولكن كلها حقائق نسبية لأننا نعيش في الوجود نسبية النسبة أما المطلق … المدى …. الميتافيزيقا… كلها توجد في اللاميتافيزيقا إذن هناك الحقائق متعددة وكل له حقيقته الخاصة التي يؤمن بها والتي توصل إليها لكن تبقى مع ذلك حقيقة نسبية. فالواجد سابق للوجود وللموجودات فان اعتبرنا جدلا وتجردنا من معتقدنا الديني يمكن أن نرى الواجد هو الأنا – أي الذات -,وربما يكون الواجد شجرة, وربما يكون الواجد فكرة, أما الموجودات فربما تكون الأفعال التي تمخضت في معصرة الفكر وأنتجت أفكارا متعددة انطلاقا من الفكرة الأصلية الأولى التي قلنا عنها ربما تكون واجدا, وربما تكون الموجودات -الذات – بغض النظر عن كونها جامدة أو متحركة,
الحرب كفكرة ربما تكون هي الواجد – الصراع الأزلي بين الذات -, أهي إلاه ومعصومة من الزلات وأن لها الحق في إضافة وإزاحة أي شيء … أم أنها مسلوبة الإرادة وقدرتها محدودة لايمكنها أن تتعدى لحظة الفكر الضيق الذي يحارب ذاته بذاته قصد الوصول إلى الحقيقة المطلقة ؟ أم أنها – الحرب – تكون تلك الفكرة التي لطالما صارعت من أجلها الذات في إثبات كينونتها وماهيتها وبالتالي وجودها مرتبط بالانتصار..
و تفرض هذه الذات – أي الواجد- لغة الخضوع المطلق لباقي الموجودات الأخرى ربما تكون هذه الموجودات هي أفكار الأغيار , وربما الحياة ذاتها , وربما باقي الذوات , حتى تمكن السيطرة عليها … وبالتالي ألا تصبح هذه الذات بعد فوزها تعتبر إلاها , وتتصف بالذات الألوهية المتنزهة عن الخطأ الفوق الميتافيزيقا وبالتالي يكون الوجود والموجودات تحت رحمتها
و تحقق ما تريده من سلام بين ثلاثية مقدسة :
-الواجد بصفته القوة.
-الوجود بصفته خاضع مطلقا وكليا للواجد.
-الموجودات عبيد الواجد وبالتالي مسيره , وهو الذي يحكم معتقده , ويسير فكره.
ألا يتبادر إلى ذهننا بمجرد نص هذه الثلاثية المقدسة- الواجد-الوجود-الموجودات- أن هناك قانون يحكمهم ويقيد: كل وواجباته وكل والتزامته .بفكرة التعاقد الاجتماعي الذي توصل إليه الفلاسفة ابتداءا من مونتيسيكيو إلى جون جاك روسو.
يعني أن :
– الواجد هو المسير.
-الوجود خاضع خضوعا مطلقا للواجد.
-الموجودات تابعة وملتزمة بالتعاقد بينها وبين الواجد -تعرف واجباتها كـما تعـرف التزامها –
وبذلك نخلص إلى النتاج النهائي بهذه العملية الفلسفية الخارجة عن خضوع المعتقد :
أن لكل حقيقته.
ولكل نظرته للشيء وللتشيء.
ولكل أخذه واقتناعه بالتعاقد الذي التزم به.
لكن كل هذه الحقائق تبقى :
حقيقة نسبية … لأن بالنسبية المجال مفتوحا للاستدراك وللتفكير…
إذن النتيجة النهائية التي يتم التوصل إليها :
كل وحقيقته
وكل ما يؤمن به
فإن أقمنا الإسقاط بهذا التحليل على الأنظمة والشعوب, والمتجبرة من أصحاب القوة والنفوذ, نرى أن كل واحد من هؤلاء التزم بما هو مقتنع به, وأن الشعوب كانت لها الحرية في هذا الاختيار, فالراجح يقدم على المرجح عليه, والراجح هنا هو أن الذين يرون أنهم مستضعفين وضعفاء على الأرض هم اختاروا لأنفسهم هكذا مقام, أما المرجح عليه الشعوب فهم يدركزن تمام الإدراك أن الاختيار الذي سبق عملية الإدراك كان خطأ وبالتالي كانت النتيجة سقوطهم في دهليز التناقض بين الكينونة والتشيء….
لأنهم غير قادرين تمزيق ذاك التعاقد الذي أبرموه منذ الأزل بين الواجد-الوجود-الموجودات, وبالتالي فهم لن تكون لهم كيونة وجودية, بل كينونة تبعية لمن تم التعاقد معه منذ الأزل,
وكل شيء يرد إلى :
كــل و حـقـيـقـتـه الـنـسـبـيـة الـتـي يـؤمـن بـهـا.