نحو توحيد اللغة الكردية

تحت هذا العنوان عقدت رابطة كاوا للثقافة الكردية بالتعاون مع مركز آلا للتنمية الثقافية والفنية الطلابية حلقة دراسية ثقافية لمدة يومين (13-14/1/2009) على قاعة مركز( آلا) الثقافي في أربيل عاصمة إقليم كردستان بمشاركة نخبة من المثقفين والسياسيين والأكاديميين وحضور جمهور من المهتمين

وقد سارت أعمال الحلقة حسب البرنامج التالي :

13-1-2009

.نوزاد خوشناو لغوي ومتخصص: تناول العلاقة بين اللغة والجوانب الأخرى من نفسية وإجتماعية وسياسية واقتصادية. وأكّد أن اللغة هي أداة تعبير وتتطور على يد الكتاب لا سيما الشعراء الذين يطورون اللغة عن طريق التلاعب بالمفردات والتعابير. وأهم جوانب اللغة كعلم هي علم الاصوات. وخدمة أي لغة وتطويرها تبدأ من دراسة أصواتها وليس معنى المفردات أو الجمل. الصوت هو تعبير عن أحاسيس ومشاعر الانسان التي يعبر عنها بواسطة اللغة. واللغة علم مستقل لكن لا يوجد دون العلوم الاخرى كعلم البيئة والفيزياء وعلم الاجتماع. وبخصوص توحيد اللغة الكردية قال يجب ان لا تتم من قبل اللغويين فقط بل بمشاركة خبراء العلوم الاخرى والسياسيين وحتى المهندسين لان اللغة هندسة ونحن بحاجة كبيرة لعقد مؤتمرات وندوات وحلقات دراسية عن هذا الموضوع الهام إلى جانب إجراء البحوث والدراسات المتعمقة بالموضوع.

السيد رشيد فندي الباحث والكاتب المعروف ركز على موضوع توحيد اللغة الكردية وقدم جملة من آرائه وأفكاره عن الموضوع. واكد أن اللغة الكردية تتألف من أكثر من لهجة بل من خمس لهجات أساسية وهي: الكرمانجية العليا والسفلى–الزازائية-اللورانية والكورانية، وكل واحدة منها تتفرع الى لهيُجات أخرى. وهناك لهجتين رئيستين في اللغة الكردية هي الكرمانجية (العليا والوسطى اوالسفلى) وهذا لا يعني تهميش اللهجات الاخرى. والادب الكردي بدأ أولا باللهجة الكرمانجية العليا قبل أكثر من 400 عام وبخاصة أعمال الملا الجزري-علي ترماخي- أحمدى خاني- وأول صحيفة صدرت باللغة الكردية-كردستان- كانت بتلك اللهجة وتهميش أي لهجة من لهجات اللغة الكردية يعني إلحاق الاذى والضرر بالتاريخ والأدب الكرديين لكن يجب الأخذ بعين الإعتبار كل أجزاء كردستان اثناء مناقشة هذه المسألة الحساسة ومعلوم أن نسبة متحدثي الكرمانجية أو (البادينية) يشكلون أكثر من 75% وباقي اللهجات بما فيها الكرمانجية السفلى 25%. الكرمانجية السفلى (موكرياني-سوراني-أردلاني..) تطورت كثيرا فقط بعد تأسيس الدولة العراقية 1921 في كردستان العراق واصبحت لغة الادب والعلم والمؤسسات الرسمية. والسياسة تؤثر كثيرا في اللغة، وبعد إنتفاضة عام 1991 تطورت اللهجتين كثيرا مع وجود سلطة سياسية كردية ودور الصحافة كان بارزا للعيان وثورة ايلول الكبرى قاربت بين اللهجتين ودور التجارة والصحافة الكردية المستقلة والحزبية والتلفزيونية والاذاعة الخ. يجب على المهتمين تعلم اللهجتين وكل لهجات اللغة الكردية وذكر أن نسبة 80% من اللهجتين الاساسيتين واحدة ومن يتقن اللهجتين يدرك هذه الحقيقة. فقط لدينا مشكلة مناهج التعليم في كردستان العراق ويجب تطويرها ولايجوز من الناحية العلمية ومن النواحي الاخرى فرض لهجة على أخرى بأي شكل.

السيد حه مه سعيد حسن الكاتب والصحافي ذكر ان اللغة هي اللغة المكتوبة فقط واللغة هي هدف بحد ذاته ولها استراتيجية مستقلة. وأهم جانب يطور اللغة هو الشعر الذي هو أصعب بكثير من النثر. فتصوير الاحساسيس الداخلية العميقة لا يتم إلا عبر اللغة، واكد على العلاقة بين اللغة والسياسة وان الشاعر الجيد هو لغوي جيد والكاتب كذلك.

14-1-2009
السيد عبد الله حسن زادة السياسي والمثقف تناول الموضوع من جانب سياسي وليس كلغوي. وذكر ان اللغة الموحدة لا تُصنع بل تنشأ من ذاتها. وتوحيد اللغة لا يعني توحيد اللهجات وخلطها واللغة الموحدة تسبق ظهور الوعي والحس القومي وذكر العرب مثالا. وقال أن هناك عوامل كثيرة تؤثر في ايجاد لغة موحدة كالعوامل الاقتصادية والسياسية والدينية وغيرها. اللغة العربية توحدت بسبب العوامل الدينية والاقتصادية. واكد على فائدة اتخاذ الشعب الكردي للهجة الكرمانجية السفلى كلغة رسمية للشعب الكردي. وهذا لا يعني انها اللهجة الافضل بل اللهجة الرسمية في مركز القرار القومي وحركة التحرر الكردية. وقال ان اللغة توحد الشعوب وتفرقهم أيضاً.

. شيركو بابان:الاستاذ الجامعي في جامعة صلاح الدين: ذكر أن اللغة لا تبقى ثابتة بل في حالة حركة وتطور دائمين. وأكد انه لا فرق لغوي كبير بين اللهجتين الاساسيتين. كما انتقد الجامعات في اقليم كردستان العراق لانها لا تهتم باللغة الكردية كما تهتم باللغات الاجنبية كالفرنسية والانكليزية وغيرها. واللغة تتطور من خلال الكتابة بها وتقاربت اللهجتين كثيرا حاليا والساكن في دهوك مثلا يفهم بسهولة من ساكن في أربيل وتعدد اللهجات لايعني سوى غنى اللغة الكردية.

.يوسف شريف: الاستاذ بجامعة صلاح الدين قال أن مصطلح اللغة الموحدة خاطىء من الأساس لأن اللغة لا تتكون من خلط لهجتين أو اكثر في كل العالم. تطور اللغة مرتبط دوما بظهور سلطة سياسية قوية فمثلا كانت البابانية لغة إمارة بابان في كردستان العراق. وقال:” اذا وسعنا نطاق اللهجة الكرمانجية السفلى الى تركيا وسوريا فيمكننا القول ان هناك لغة كردية موحدة أو فصحى لكل الاكراد وتكتب منذ أكثر من 200 عام. وثبت وجوب إعتماد اللهجة الكرمانجية السفلى لغة موحدة لكل الاكراد في مؤتمرات كمؤتمر المعلمين الكرد في كردستان العراق عام 1959. يجب أن يصدر قرار من حكومة إقليم كردستان العراق بهذا الامر وعدم السماح بنشر لهجتين . اللغة الموحدة موجودة فقط علينا تطويرها وتعميمها في كل اجزاء كردستان”. وقدم اقتراحات منها اعتماد ابجدية موحدة وتطوير اللغة في مناهج التعليم وعدم خلط اللهجات والاستفادة من اللهجتين الرئسيتين بإتجاه اعتماد لغة كردية موحدة لجميع الكرد.

اربيل–14/1/ 2009

رابطة كاوا للثقافة الكردية

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

دريس سالم

 

«إلى تلك المرأة،

التي تُلقّبُني بربيع القلب..

إلى الذين رحلوا عني

كيف تمكّنْتُ أنا أيضاً على الهروب

لا أريدُ سوى أن أرحلَ من نفسي…».

يفتتح الشاعر الكوردي، ميران أحمد، كتابه «طابق عُلويّ»، بإهداء مليء بالحميمية، ملطّخ بالفَقد، يفتتحه من قلب الفَقد، لا من عتبة الحبّ، يخاطب فيه امرأة منحته الحبّ والحياة، لقّبته «ربيع القلب». لكن ما يُروى ليس نشوة…

علي شمدين

المقدمة:

لقد تعرفت على الكاتب حليم يوسف أول مرّة في أواخر التسعينات من القرن المنصرم، وذلك خلال مشاركته في الندوات الثقافية الشهرية التي كنا نقيمها في الإعلام المركزي للحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا، داخل قبو أرضي بحي الآشورية بمدينة القامشلي باسم ندوة (المثقف التقدمي)، والتي كانت تحضره نخبة من مثقفي الجزيرة وكتابها ومن مختلف…

تنكزار ماريني

 

فرانز كافكا، أحد أكثر الكتّاب تأثيرًا في القرن العشرين، وُلِد في 3 يوليو 1883 في براغ وتوفي في 3 يونيو 1924. يُعرف بقصصه السريالية وغالبًا ما تكون كئيبة، التي تسلط الضوء على موضوعات مركزية مثل الاغتراب والهوية وعبثية الوجود. ومن المميز في أعمال كافكا، النظرة المعقدة والمتعددة الأوجه للعلاقات بين الرجال والنساء.

ظروف كافكا الشخصية…

إبراهيم اليوسف

مجموعة “طائر في الجهة الأخرى” للشاعرة فاتن حمودي، الصادرة عن “رياض الريس للكتب والنشر، بيروت”، في طبعتها الأولى، أبريل 2025، في 150 صفحة، ليست مجرّد نصوص شعرية، بل خريطة اضطراب لغويّ تُشكّل الذات من شظايا الغياب. التجربة لدى الشاعرة لا تُقدَّم ضمن صور متماسكة، بل تُقطّع في بنية كولاجية، يُعاد ترتيبها عبر مجازٍ يشبه…