كردستان صراع لم يهدأ (نظرة شاملة معاصرة)

لمحة عن كتاب
أعداد : خورو شورش
ل الكاتبين: فيليب ج كرين بروك و ستيفان سبيرل
العنوان الأصلي
  The Kurds
    A Conteemporary Overview
London and New York    
ترجمة : الآن مصطفى
 تقديم : فؤاد عليكو
محتوى الكتاب
مقدمة الطبعة العربية : فؤاد عليكو (عضو المكتب السياسي لحزب يكيتي الكردي في سوريا (
مقدمة الطبعة الانكليزية : سامي زبيدة (اختصاصي معروف في شؤون الشرق الأوسط يحاضر حاليا في كلية بيرك بك – لندن)
الفصل الأول :
المسالة الكردية مراجعة تاريخية ……….. دافيد مكدويل (و هو اختصاصي في شؤون الشرق الأوسط و مؤلف عدة أبحاث عن الكورد و الفلسطينيين)
الفصل الثاني :
المجتمع الكردي و قضايا اللجوء و القومية و العرق ……..مارتن فان برونسن
(و هو زائر يتردد إلى كردستان و اختصاصي معروف في الشؤون الكردية)
الفصل الثالث :
في اللغة الكردية ………..فيليب ج – كرين بروك (محاضر في اللغات الإيرانية الحديثةSOAS يعمل حاليا في الحركات الدينية في كردستان و في التراث الشفهي في اللغات الإيرانية)
الفصل الرابع :
النظام الشرعي الإنساني و القضية الكردية ……… جين كونوروز(وهي محاضرة بقسم القانون في مدرسة الدراسات الشرقية و الأفريقية – لندن SOAS )
الفصل الخامس :
الجوانب السياسية للقضية الكردية في تركيا المعاصرة …… حميد بوزرسلان
)عضو فريق الابحاث المعاصرة عن تركيا و إيران CERI – باريس (
الفصل السادس:
وضع الكورد في تركيا و إيران : اتجاهات و احتمالات حاضرة ….. منير مراد (عضو مركز دراسات الشرقين الأدنى و الأوسط لدى( SOAs)
الفصل السابع :
الحركة الكوردية في العراق : 1975 – 1988 …….. أ- شيرزاد (باحث كردي يدرس حاليا تأثير” الحداثة ” في الثقافة و السياسة الكرديتين).
الفصل الثامن:
الكرد في سوريا و لبنان : عصمت شريف وانلي (مثل الشعب الكردي على المستوى الدولي لعدة عقود ، و نشر كثيرا عن الشؤون الكوردية)
الفصل التاسع :
تطور الوعي القومي في كردستان إيران : فرشته كوهي – كمالي
)اختصاصي بالتاريخ المعاصر للشرق الأوسط عموما و تاريخ الكورد خصوصا جامعة أكسفورد(
الفصل العاشر :
الكرد في الاتحاد السوفياتي :عصمت شريف وانلي .
ستيفان سبيرل .(حاليا محاضر في اللغة العربية لدى SOAS و عمل UNHCR لمدة عشر سنوات ، و لديه اهتمام خاص باللاجيئن الكورد).
و الكتاب عبارة عن 333 صفحة  ، من منشورات حزب يكيتي الكردي في سوريا
مكان و تاريخ الطباعة : بيروت الطبعة الأولى 2005م
الإهداء
الى روح
    الشيخ الدكتورمحمد معشوق الخزنوي
شهيد كردستان
مقدمة الطبعة العربية: فؤاد عليكو
ان  الكتاب بحق جاء ملخصا تراجيديا عن الكرد و كردستان خلال قرن كامل من القهر و المعاناة و التهجير و التدمير و القتل و الاستيطان و التأمر و الصهر قلما تعرض له وطن و شعب في القرن العشرين ، و هذا الكتاب جاء مترابطا علميا من قبل مجموعة من الباحثيين الكبار أجانب و كرد ا و عربا أولو القضية الكردية جل اهتمامهم يذكرني بالباحث الكبير أسماعيل بشكجي و رائعته ((كردستان مستعمرة دولية)).
و هكذا نحن ندخل القرن الحادي و العشرين متفائلين بأننا قد كسرنا الطوق التأمري الإقليمي و الدولي تجاه القضية الكردية ، و كلنا أمل بأن تشهد السنوات المقبلة آمال عريضة للكرد في التحرر و الانعتاق .
مقدمة الطبعة الانكليزية: سامي الزبيدي
ان مجموع الأبحاث في هذا الكتاب ، تقدم في مجملها ، مجالات عدة من التاريخ الكردي ، سياسيا و ثقافيا ،فهي مساهمات ثقافية قيمة ، يكمن جدواها في هذا الوقت بالذات ، في أنها تذهب إلى ابعد من الثقافي ، فالأمة الكردية تعيش و تعاني من وضع حرج في تاريخها ، ففي عصر الحريات و الديمقراطية و احترام حقوق الإنسان في عدة أجزاء من أوروبا و أمكنة أخرى ، فان الانتهاكات ضد المواطنين الكرد و أحرارهم تزداد سوءا ، و كان من نتائج الحربين الإقليميتين الأخيرتين ، ان استنبطت مشاكل و احتمالات للكرد .
المسألة الكردية : مراجعة تاريخية:دافيد مكدويل
الهدف من هذا الفصل ، هو أن نضع محنة الكرد في منظورها التاريخي ، و نعارض الرأي المزعوم المنتشر , بان المسألة الكردية بسيطة سواء في جوهرها أم في حلها كما عودنا بعض الزعماء ان نؤمن بذلك احيانا ، الكثير من القوميين الكرد يناقشون أقامة دولة كردية ، بينما الدول التي تقتسم كردستان تصر بأن الجميع سوف يكونون بخير أذا تصرف الكرد بكونهم رعايا مخلصين .
الكرد قبل 1918:
أن التوتر كان على الدوام موجودا في الشرق الأوسط بين الحومة المركزية و تلك المجتمعات التي كانت تعيش في الاطراف او البعيدة من وصول سلطتها إليهم ، فئتان تبادران الى الذهن حالا ، القاطنون في الصحارى و القاطنون في الجبال ، فالحكومة المركزي ترغب بشكل طبيعي من ان تمد سيطرتها الى اكبر منطقة ممكنة ، بينما الشعب الذي يسكن هذه المناطق غالبا ما يعمل ليتجنب تماما هذا النوع من التدخل الحكومي ، و الشعوب الجبلية برهنت على أنها أكثر صرامة مع البدويين ، من ان يقعوا تحت السيطرة فالمارونيين و الدروز و الكرد و الأفغان أمثلة لعدم الاعتراف بالحكومات المركزية ، و تمت تقسيم كردستان لأول مرة في معركة جالديران عام 1514 م بين الصفويين و العثمانيين ، كما ان مبادى الحضارة التي اقترحها ورئيس الامريكي و ودرو ولسون في مبادئه الاربعة عشر من اجل السلام العالمي أشارت في النقطة الثانية عشر منها الى ان الاقليات غير التركية في الإمبراطورية العثمانية تمنح فرصة لتطوير حكم ذاتي كامل غير مزعج، كانت هناك معاهدة سيفر التي وقعها العثمانيين على مضض في أب /1920/ و فيما يتعلق بالكرد فانها تصورت حكما ذاتيا انتقاليا للمناطق ذات الأغلبية الكردية من تركية بهدف الوصول الى استقلال كامل اذا أراد سكان تلك المناطق ذلك ، و تشمل الكرد الذي يقطنون مقاطعة الموصل المحتلة من قبل بريطانية ، و كانت معاهدة سيفر قد قربت الشعب الكردي من تكوين دولته من أي وقت أخر.
الكرد في تركيا
بعد نصره و الذي لعب فيه الكرد دورهم اصبح من الواضح تماما بان اتاتورك ، لم يكمن في باله أعادة النظام القديم ، لكن خلق دولة عصرية بموازاة الخطوط الأوربية ، من جانب اخر انها كانت دولة لا يمكن للكرد فيها – على اعتبار أنهم ليسوا أتراكا  – أن يكونوا مواطنين بشكل كامل الغاء كل من السلطنة عام /1922/ و الخلافة عام /1924 / كان يرمز الى تدمير النظام القديم ، و الذي كان للمجتمع الكردي دور فيه، و لقد أصبح من الواضح فقط مؤخرا ، بان اتاتورك لعب بفكرة الحكم الذاتي للكرد في عام /1923 / لكن الفكرة لم تناقش أبدا من الحكومة ، و كانت هناك ثورات قاسية و متكررة من قبل الكرد ضد قيود النظام الجديد و ذلك في الثلاثينات و العشرينات و الثلاثينات من القرن العشرين  كثور الشيخ سعيد بيران و ثورة اكري و ثورة ديرسم وووو، و قامت تركيا بقتل الثوار الكرد و القادة و الشيوخ و تهجيرهم و تهجير السكان الكرد الاصليين من مناطقهم  و يشكل الكرد في تركيا ما نسبته 19% من السكان و لا يزال حزب العمال الكردستانيpkk  يناضل من اجل حق تقرير مصير للشعب الكردي في كردستان تركيا .
الكرد في ايران
على الرغم من ان حكومة ايران لم تستعمل ابدا نفس المستوى من الوحشية ضد كردها ، لكن بخلاف تركيا ، فان ايران قد سمحت بشكل عام لكرده بان يستعملوا اللغة الكردية و التعبير عن ثقافتهم و الكرد يشكلون 10% من السكان على الارجح ان خطر التقسيم كان جليا في ايران الحديثة في الحرب العالمية الثانية، عندما احتلت الدبابات السوفياتية و البريطانية ايران الغربية لمنع رضا شاه من ابدا التعاطف الظاهري مع المانيا . و تحت التاثير السوفباتي ، فان كل من الاذربيجانيين و الكرد في شمال غرب ايران اعلنوا عن جهوريات مستقلة في كانون الاول عام 1945 م و كانت جمهورية مهاباد الكردية التي بقيت 11 شهرا و لكن عندما  انسحب السوفيات هاجمت القوات الإيرانية مهاباد دون مقاومة و أعدمت رئيس الجمهورية الكردية قاضي محمد و آخرين في ساحة جارجرا  ، و بعد ذلك تولى حزب الديمقراطي الكردستاني – ايران KDPI
و ان سقوط شاه عام 1979 م اعطى الكرد الايرانيين فرصة حقيقية ليفتحوا علاقة جديدة مع طهران ، لكن الحكومة الثورية الاسلامية نبذة المطلب الكردي بشان الحكم الذاتي و قتلت سكرتير حزب ديمقراطي كردستاني ايران عبد الرحن قاسملو في فيينا في تموز من عام 1989 و ذلك خلال محادثات سرية مع ممثلي الحكومة ، و لا يزال الكرد في ايران يناضلون من اجل حق تقرير مصير الشعب الكردي في ايران .
الكرد في العراق
ان نسبة الكرد في العراق 23% هي اعلى مما عليه في كل من تركيا و ايران و سوريا و ذهبت الحكومة في بغداد ابعد ذلك من جيرانها في انها اعطت حكم ذاتي شكلي للكرد ، ان الخطط البريطانية في السيطرة على كردستان من خلال الزعماء القبليين سرعان ما فشلت ففي غضون شهور رفض الشيخ محمود البرزنجي السلطة البريطانية، كان الملا مصطفى البرزاني احد اهم الذين كانوا يدعمون البرزنجي في المنطقة الشمالية من بهدينان ، البرزاني شخصية فذة ، ليس فقط بسبب اهميته الفعلية ، بل لان سيرته ألقت الضوء على التناقضات الداخلية للقومية الكردية ، منذ منتصف الثلاثينات و حتى وفاته عام 1979 اصبح اسمه مرادفا للكفاح الكردي من اجل الاستقلال و لعب البرزاني دورا بارزا في الدفاع عن جمهورية مهاباد قبل أن يلجا الى الاتحاد السوفياتي .و رفع البرزاني راية الثورة ، و بدا الجيش العراقي هجوما كبيرا على الحزب الديمقراطي الكردستاني في الكردستان المحررة ، و في اذار عام 1975 تنازل العراق لطهران عن حصته في شط العرب ، و مع سحب الدعم الإيراني انهارت قوات البرزاني في غضون أسبوع ، لقد كانت نكسة كبيرة لم يفق منها البرزاني نفسه أبدا ، و مات في الولايات المتحدة عام 1979 م . و لم تستطع بغداد أن تصد الهجوم الكردي العسكري لذلك لجأت الى قصف حلبجة بالسلاح الكيميائي المحرم دوليا ضد شعبه  في عام 1988 و قتلت اكثرمن 5000 كردي و 10000 ألف مشوه و جريح و تم توحيد الحزبين الاتحاد الوطني الكردستاني PUK   و بارتي ديمقراطي كردستاني عراق PDK  
الفصل الثاني
 المجتمع الكردي قضايا اللجوء و القومية و العرق: مارتن فان برونسن  
لقد راينا خلال الأعوام الماضية ان عدد كبيرا من السكان يهجر كردستان ، فحرب الخليج و الثورات الكردية المسلحة في كردستان العراقية و الفارسية قد رحلت مئات الآلاف من الكرد ، و اولئك الذين نجحوا عبور الحدود الدولية أصبح ينظر إليهم على إنهم لاجئون سياسيون كما ان عدد اللاجئين و المرحلين في الداخل هو على الأرجح أكثر و خلال الأحداث الدراماتيكية عام 1991 و 1988 هاجراكثر من مليوني كردي كردستان باتجاه الجبال و كانت هناك تغطية إعلامية للحدث بسبب الهجمات الكيمائية على الأودية الكردية .
التنوع اللغوي 
يتحدث الكرد عددا من اللهجات المختلفة و الكثيرة غير مفهوم بشكل متبادل ، و هي الكرمانجية او الكردية الشمالية يتم التكلم بها في تركيا و معظم الاجزاء الشمالية من كردستان العراقية الفارسية ، اما السورانية فيتم التكلم بها في الكردستان الجنوبية و لدى كل من السوران و الكورمانج نمط من الكتابة الادبية و الظاظية في شمال الغربي و في منطقة كبيرة شمال و غرب ديار بكر و الكورانية في أجزاء مختلفة من الكردستان الجنوبية و ان الوضع السياسي في كل قسم من كردستان مختلف و كذلك أشكال العملية السياسية ضد الكرد مختلف أيضا.
التنوع الديني  
فان الغالبية العظمى من الكرد هم من المسلمون السنة و هناك العديد من الكرد من الطوائف الدينية الأخرى و ان العدد الكلي للعلوين الكرد و الاتراك معا يقدر بما يتراوح على الاقل بين 4-5 ملايين ، و ا ن اهل الحق او الكاكائي ، و هناك طائفة اليزيدية و تشمل عبادة الشمس و الإيمان بالتقمص ال ( الملك طاووس ) و الذين غالبا ما يسمون بشكل خاطئ ( عبدة الشيطان ) و لا يزال جيوب من الايزيدية في كرداغ (جبل الكرد ) و هي مقاطعة شمال حلب ، و جبال سنجار على الحدود السورية العراقية و في مقاطعة شيخان شمال الموصل و كذلك في جنوب غربي القوقاز و في كردستان إيران توجد جيوب قليلة فقط، و بعد ان شعرت الأقلية اليزيدية بالخطر من جيرانها المسلمون وجدوا ملجأ لهم في المانيا الغربية ،
العرق الكردي و نشوء الوعي القومي الكردي :
ان نشوء الوعي القومي الكردي كقوة سياسية هامة ، اجبر كثير من الناس أن يختاروا هوية عرقية واضحة العديد الذين تتركوا أو تعربوا بدؤوا يعيدون التأكيد على هويتهم العرقية الكردية، و في عام 1597 انتهى الحاكم الكردي لامارة بدليس ،شرف خان كتابه المشهور شرف نامة و هو تاريخ العائلات الكردية الحاكمة ، و نجد حتى في الملحمة الشعرية الكردية “ممو زين ” للشاعر و المثقف الكردي احمد خاني 1706-1650 تعابير تذكرنا بالعاطفة القومية الحديثة ، يقول خاني في المقدمة ، و في ثورة على الممارسات الشائعة ، انه لم يكتب هذا العمل بالفارسية و لكن بالكردية لكي لا يكون بمقدور الناس ان يقولوا عندئذ ان يقولا ان الكرد مجدون من الحكمة و يفتقرون الى الثقافة و ان جميع الشعوب لديها كتبها الخاصة ، و لكن الكرد لا يستطيعون ان يعتزوا بكتاب و ينتهي خانى قائلا : لو كان الكرد متحدين فقط تحت قيادة قائد قوي  لازدهر التعليم و الفنون بينهم و لاخضعوا جميع العثمانين و الفرس و العرب لهم تواجه كل من تركيا و عراق و ايران و سوريا جميعهم بشكل مختلف عن الاخر و لكنها خطرة بشكل مواز و ان تحسين وسائل الاتصال و النضال القومي و حتى القمع الحكومي قد ساهم ذلك كله في جعل الكرد امة اكثر من أي وقت مضى ، فالكرد و محنتهم اصبحوا معروفين من قبل الراي العام الاوربي و الامريكي حيث ظهرت بدايات للوبي الكردي .
الفصل الثالث:
في اللغة الكردية     ………..فيليب ج – كرين بروك
تلعب اللغة دورا قويا في نضال الكرد من اجل الاعتراف بهم كشعب ففي نظر الكثيرين تعد اللغة الكردية اكثر اثباتا ورمزا للهوية المستقلة للكرد ، فقد حافظت اللغة الكردية على نفسها مدة طويلة دون ان تكون لغة مكتوبة
دراسة لهجات اللغة الكردية  : الاصل و التاريخ القديم
الكردية هي من عائلة اللغات الهندو- أوربية  فهي عندئذ مختلفة عن التركية و العربية كالانكليزية و الفرنسية و غالبا ما يدعي الأكراد أنهم من سلالة الميديين أولئك الجيران و الأسلاف الإمبراطوريين للفرس القدامى و في عام 1784 أسس أمراء بابان مدينة السليمانية ، و أصبحت تلك المدينة لغة الشعر في المنطقة و اكتسبت هيبتها ، فمنذ اواخر القرن التاسع عشر فصاعدا بدا المثقفون الكرد يكتبون دوريات بالكرمانجية ( kurdistan  في القاهرة 1898) ( kurd  في استانبول 1907 ) و ( jin   في القاهرة 1916 ) ……
و لكن طالما استمرت سوريا في البقاء تحت الانتداب الفرنسي ، فان المثقفين الكرد وجدوا قاعدة أنشاطهم الثقافية ، فقد استمرت هاوار في الصدور على نحو متقطع حتى عام 1943 و هناك منشورات اخرى بالكرمانجية مثل roja nu   الشمس الجديد 1943- 1946 و ster u ronahi   كان الشقيقان جلادت و كاميران بدرخان من اعظم الشخصيات الادبية في الدوائر الادبية الكردية في سوريا ، تموت اللغة بشكل محتوم عندما يصبح القوم الرئيسي لمتحدثيه منقرضا ، و من الممكن ان يحدث ذلك ليس فقط من خلال الإبادة الطبيعية ، و لكن عندما يتفسخ المجتمع بسبب الهجرات القسرية الكبيرة ، فان الهجمات الطبيعية و الفقر و الهجرات القسرية قد فشلت في وضع نهاية للوجود الشعب الكردي و الذي يقدر عدده بحوالي 50 مليون .
 الفصل الرابع :
النظام الشرعي الإنساني و القضية الكردية ……… جين كونوروز
فان تطبيق القانون الإنساني و قانون حقوق الإنسان قد انتهكت بشكل متكرر و بقدر ما يتعلق الأمر بالقضية الكردية ، فان الالتزام الوطني و الدولي بالمبادئ الشرعية المطبقة كان ضعيفا .
القانون الإنساني
أن حرب التحرير تنشا عن النضال من اجل تقرير المصير ، و هو حق اعترفت به المادة 1 من الميثاق الدولي للحقوق السياسية و المدنية لعام 1966 و التي تقول ” ان جميع الشعوب لها الحق في تقرير المصير ، و بمقتضى هذا الحق تقرر وضعها السياسي بحرية ، و تسعى بحرية وراء تطورها الاقتصادي و الاجتماعي و الثقافي “
و هيئة الأمم المتحدة نفسا في المادتين 1  و 55 تشير الى ان ” ان مبدا الحقوق المتساوية و تقرير مصير للشعوب هما أساس العلاقات الودية و السلمية بين الامم “و ان المجموعات التحرر الكردية تنظم نفسها لتمثل شعبا معترف به و قابلا للحياة بحثا عن حق تقرير المصير ، مستخدمة إستراتيجية تكتيكية مثل محاولة الانضمام إلى اتفاقيات و بروتوكولات جنيف و التأثير في اللجنة الدولية للصليب الأحمر و البحث عن المنتديات الدولية كمجموعة تمثل الشعب الكردي .
القانون الإنساني 
إذا ما اثبت القانون الدولي الإنساني انه وسيلة عقيمة في سعيه بخصوص الكرد فانه يبقى ممكنا بالنسبة الى المسألة التي تجب مجابهتها كإحدى مسائل حقوق الإنسان ، أن إيران و سوريا و عراق و تركيا هي أطراف في مواثيق دولية عديدة تضمن حماية حقوق مواطنيها من انتهاكات حقوق الإنسان مثل الإبادة و التعذيب و المعاملة اللانسانية القاسية و العقوبة و التميز العنصري ، لقد أقرت كل من إيران و سوريا و العراق الميثاق الدولي للحقوق المدنية و السياسية و الميثاق الدولي للحقوق الثقافية و الاقتصادية و الاجتماعية ، بينما تركيا هي دولة طرف في الاتفاقية الأوربية لحقوق الإنسان ، ففي الدول الأربع يتم إنكار وجود الكرد، و هناك اقتراحات واضحة بان جميع المحاولات التي قام بها الكرد من اجل معالجة هذه المظالم قد قبلت بالاعتقال و الإعدام و الاضطهاد و القتل الوحشي و الترحيل ، فان التأكيد على النتائج العالمية و نتائج  انتهاكات حقوق الإنسان داخل الدولة فيما يتعلق بحركة اللجوء و التفسخ البيئي بسبب استخدام أسلحة معينة ربما يثبت في النهاية أثارة رد الفعل في المجتمع العالمي و الذي اثبت بشكل غير طبيعي انه صامت ازاء المسالة الكردية .
الفصل الخامس :
الجوانب السياسية للقضية الكردية في تركيا المعاصرة …… حميد بوزرسلان
ليس من السهل تحليل تطور كردستان تركيا منذ تأسيس الجمهورية الكمالية ضمن الحدود المقيدة لهذا الفصل ، و الشيء نفسه صحيح حتى بالنسبة للإحداث منذ” الجمهورية الثانية ” عندما تم أقرار الدستور التركي عام 1961 و بما أن القضية الكردية عنصر مكمل للمشكلة الأقلية في الشرق الأوسط و قضية داخلية بالنسبة لتركيا ذاتها ، و ان القضية الكردية تمتد بعيدا خارج حدود تركيا و هي عامل رئيسي في سياستها الخارجية ، انه من المناسب التركيز على الاعتبارات الجيو –سياسية ؟
الوعي القومي الكردي:  من النهوض الى التطرف
أن الوعي القومي الكردي ليس مختلفا عن غيره من النماذج الاخرى في الشرق الاوسط  ، و لا سيما من العرب و الترك ، أن استحالة تأسيس دولة – امة أجبرت القوميين الكرد الى الائتلاف مع القوى التقليدية مثل الزعماء القبليين و رؤساء الطرق الدينية و الذين كانت المسألة بالنسبة اليهم و قبل كل شيء و بشكل أساسي معارضة الدولة – العاطفة التي ترجمت الى نبذ الدولة التركية و ذلك أدت الى سلسلة من ثورات انهارت بعد خمسة عشر عاما من تأسيس الجمهورية لان مصادرها الطبيعية كانت قد استنفدت ، و ظهرت المنشورات الكردية في الجمهوري التركية خلال النصف الأول من الستينات ، على سبيل المثال دجلة و الفرات ، و أنها كانت سريعة الزوال فإنها رمزت بالتأكيد الى الحكم الذاتي و خصوصية القومية الكردية داخل الحركة الاجتماعية ، و تبعتها منشورات أخرى أدبية و ثقافية و اجتماعية و ذلك من قبل أشخاص مثل موسى عنتر و عاشق أحساني و……..و بدا الشباب الكرد بالمظاهرت و النضال من اجل الحقوق القومية للشعب الكردي في تركيا .
الدولة التركية و الوعي القومي الكردي :   
هدفت الدولة الكمالية إلى تحويل تركيا الى بلد تركي مئة بالمئة ، و اعتبرت أي حرب تشن لخدمة هذا الغرض بمثابة حرب مقدسة تقريبا ، و هكذا قدم الكرد أنفسهم على انهم عقبة أمام الرسالة الحضارية للأمة التركية .
و ان الكولونيل توركيش لم يتردد صراحة في تهديد الكرد ب ” حل نهائي ” من ذلك النوع الذي تبنته الحكومة الاتحادية تجاه الأرمن عام 1915 “” اذا ركض الكرد وراء وهم خلق دولة ، فان قدرهم سوف يزال من وجه الأرض ، لقد اظهر العرق التركي الطريقة التي يستطيع فيها ان يعامل اولئك الذين يشتهون الوطن الذي حصل عليه على حساب دماء كادحيه ، لقد أزال هذا العرق الأرمن من هذه الأرض عام 1915 و اليونانيين عام 1922 “”
قضية اللجوء : من الإيديولوجية الكمالية الى البراغماتية السياسية
اتسمت نهاية الحرب بين إيران و العراق بتدفق اللاجئين الكرد العراقيين إلى تركيا ، و بدء الكرد في كردستان تركيا بمساعدة الكرد الذين هربو من الفظائع الصدامية و منعت الحكومة التركية الكرد في تركيا من تقديم مساعدات للكرد في العراق و بعد ذلك زارت مدام ميتران مخيمات اللاجئين لقد تحولت مراسم الترحيب الى مظاهرة قومية حقيقية كما كان متوقعا لمصلحة اللاجئين و السكان الكرد و لكن الحدث الأكثر اهمية عندما زار اجويد و ديمرل المعسكرات و ادانوا العراق رسميا و قام ترك اوزال بزيارة اللاجئين الكرد و حيا السكان الكرد حركة السيد اوزال بصيحات “” عاش اوزال ، عاش برزاني “” و لقد انذرت كل من بروكسل و ستراسبورغ في الواقع منذ عام 1980 ان سياسات تركيا بخصوص القومية الكردية سوف تعتبر معيارا هاما لقياس الاخلاص ” للدمقرطة ” في تركيا فان القضية الكردية هي احدى الجوانب الحاسمة لسياسات أنقرة الداخلية و الخارجية .
الفصل السادس:
وضع الكورد في تركيا و إيران : اتجاهات و احتمالات حاضرة ….. منير مراد
لمدة طويلة فشلت المسالة الكردية في أن تبرز في الشؤون العالمية ، و بعيدا عن انتباه الصحافة ألاقتضائي ، فان الرأي العام العالمي قد أعطي فرصة قليلة ليطلع على محنة الأمة الكردية ، يناقش الناشطون الكر دانهم في مناسبتين تاريخيتين اقترب الكرد جدا من حق تقرير المصير ، ففي كلا الحالتين فان الغرب مسؤول عن سحق آمالهم ، فبناء على وصية من الغرب تم إلغاء معاهدة لوزان 1923 اتفاقية سابقة (اتفاقية سيفر 1920) والتي أقرت بإعطاء حق تقرير المصير للكرد و أقليات أخرى كانت في السابق تحت الحكم العثماني، و في عام 1975 تخلت الولايات المتحدة التي كانت تشجع كرد العراق في حربهم مع الحكومة المركزية عن حلفائها السابقين في وقت كان الوقت يسير نحو هزيمة تامة للحكومة  و يقول السياسيون الكرد و لا واحدة من القوى العظمى دفعت مسألة الشعب الكردي الى الأمام ، فكيف يمكن لأمة بدون دولة و بدون عرابين تعتمد عليهم ان تنافس دبلوماسية العالم المعقد .
أن التطورات المتعلقة بالصراع العراقي الإيراني و الأحلاف القومية و الشعبية المنبثقة عن ذلك قد قادت كرد تركيا و العراق الى عهد جديد ، لقد عانى الكرد العراقيين من ضربة شديدة لطموحاتهم نتيجة حالة اللاحرب و اللاسلم الموجودة بين بغداد و طهران ، بينما في تركيا فان إمكانيات التخفيف النهائي لقبضة الدولة القوية على القضية الكردية قد قويت بسبب رغبة تركيا الانضمام إلى المجموعة الأوربية و تراجع التأثير الشيوعي في السياسة التركية بعد التطورات الأخيرة في الكتلة الشرقية ، و لقد تركت الثورة الإسلامية في إيران دون شك اثر هاما في المشهد الكردي ، فان العداءات المفتوحة و الشكوك المتبادلة بين إيران و سوريا من جهة و العراق و تركيا من جهة أخرى نبهت الحركة الكردية في المنطقة ، لقد وجد المقاتلون الكرد في كل دولة العطف ، و يبدو ان القادة الكرد لأول مرة من مختلف أجزاء كردستان يتحدث بعضهم الى البعض بشكل ذي معنى و على الرغم من الإشارات الى حق تقرير المصير التي نسبت الى بعض التصريحات الكردية إلا ان معظم المجموعات الكردية تطالب” بحكم ذاتي ” داخل بلدان الموجودة في الإقليم و قد حان الوقت للحكومات المركزية في الإقليم ان تتعامل مع المسألة الكردية بتصور أكبر .
الفصل السابع :
الحركة الكوردية في العراق : 1975 – 1988 ……..  أ- شيرزاد
إن انهيار الحركة الكردي المسلحة في كردستان العراق عام 1975 ميز بداية مظهر جديد و تجربة جديدة في صناعة السياسة الكردية للقرن العشرين لقد كان هذا المظهر مشروطا بشكل كبير بظهور متغيرات سياسية و اجتماعية و تم تسريع تطوره بتحول البنية السياسية و الأحلاف في الإقليم و لا سيما انهيار نظام الشاه في إيران عام 1976 و اندلاع الحرب العراقية الإيرانية ، كان عراق مشهدا للمواجهة بين كينونتين غير متساويتين لهما بنية تسلسل هرمي : كينونة عربية تملك بناء الدولة ، و كينونة كردية نصف مستقلة تفتقر الى بناء الدولة و لكن تملك عالمها السياسي الخاص و ان لم يكن في صفة الأقلية .
و كان في العراق حزبان رئيسيان هما pdk   بارتي ديمقراطي كردستاني عراق بقيادة القائد و المناضل ملا مصطفى البرزاني و puk  الاتحاد الوطني الكردستاني بقيادة المناضل جلال الطالباني و بدا كل حزب بالسيطرة على منطقة جغرافية محددة و بعد فشل الثورة الكردية في كردستان العراق عام 1975 بعد اتفاقية الجزائر التي تم توقيعها في الجزائر بين كل من صدام و ياسر عرفات و عبد العزيز بوتفليقة و تراجع امريكا عن دعم الكرد توقف كل شيء و هاجر الكرد الى إيران ، و في عام 1988 نجحت الأحزاب الكردية في تشكيل أدارة سياسية و عسكرية موحدة في تحالف سمي ب ” الجبهة الكردستانية ” ، و بعدا انتهاء الحرب بين العراق و ايران عام 1988 قامت العراق بحل جذري للقضية الكردية : ترحيل ضخم أكثر من 800000 كردي ترحيلهم الى معسكرات قرب الحدود السعودية و الأردنية و تدمير منظم للقرى و البلدات و المدن و القرى الكردية أكثر من 4000 قرية و بلدة صغيرة كردية قد دمرت منذ وقف أطلاق النار بين العراق و إيران و أنشاء المنطقة المحرمة بحدود 30 كم ، و أدى استعمال الأسلحة الكيمائية إلى هجرة اللاجئين الكرد من العراق إلى تركيا و ايران .
الفصل الثامن:
الكرد في سوريا و لبنان : عصمت شريف وانلي
لقد أشار الجغرافيون العرب إلى كردستان ب ” بلاد الكرد” و منذ القرن الثاني عشر ب ” كردستان ” ، كانت سوريا مقسمة الى اربع ولايات أثناء الحكم العثماني : دمشق ( مع فلسطين و الأردن ) ، حلب ، طرابلس ،صيدا فان اتفاقية سايكس بيكو في أيار 1916 قد فصل  فلسطين و الأردن عن سوريا و تم وضعها تحت الانتداب البريطاني بينما تم وضع بقية البلاد تحت الانتداب الفرنسي في عام 1920 قطع الفرنسيون دولة جديدة سميت لبنان من سوريا ، و في عام 1939 تنازلوا عن سنجق الاسكندرونة لتركيا الكمالية ، بينما تقلصت سوريا من الغرب ، فان قسما كبيرا من مقاطعة الجزيرة المشار إليها – تلك المنطقة التي لم تكن تعتبر ” شامية ” سورية قد أضيفت إليها من الشرق ، لقد أحرزت سوريا الجديدة استقلالها في عام 1946 ، طبقا لاتفاقية سيفر في 10 اب 1920 المواد (62-63-64 ) فان كردستان العثمانية التي كانت تشكل بشكل طبيعي من المناطق الكردية في سوريا الحالية ، كان يجب إعطاءها الحكم الذاتي داخل جمهورية تركيا الجديدة مع أمكانية الاستقلال الكامل خلال سنة من تنفيذ الاتفاقية أذا كانت ذلك رغبة سكان الكرد يقول نص المادة 64 من الفقرة 1 من الاتفاقية : خلال سنة من تاريخ سريان مفعول الاتفاقية الحالية توجه الشعب الكردي في المنطقة المحددة في المادة 62 الى مجلس عصبة الأمم بطريقة يظهر فيا ان أغلبية سكان هذه المناطق يرغبون بالاستقلال عن تركيا ، و اذ يعتبر المجلس هؤلاء قادرون على الاستقلال كهذا و يوصي بمنحهم إياهم ، فان تركيا توافق بذلك على تنفيذ هذه التوصية و تتخلى عن جميع حقوقها و امتيازاتها في هذه المناطق .
تصنيف الفقرة الثالثة من المادة نفسها : اذا حدث ذلك التخلي فان قوى الحلفاء الاساسية لن تعارض على الانضمام الطوعي للكرد القاطنين في ذلك القسم من كردستان و الذي حت الان تشمله ولاية الموصل الى هذه الدولة الكردية المستقلة .
و لكن من المعروف ان النصر الكمالي استبدلت معاهدة سيفر بمعاهدة لوزان 24تموز 1923 و التي تجاهلت المسألة الكردية .
السكان الكرد في سوريا
فان الكرد مسكونين في كل من الجزيرة و كوباني و كرداغ  و هم يشكلون نسبة 15% من سكان سوريا و يوجد ايضا اكراد اجانب لم يعطوا الجنسية السورية لأنهم ولدوا اكراد وهم يشكلون حوالي 300000 الف كردي محرم من الجنسية السورية  منذ احصاء 1962 الذي جرى في الجزيرة السورية، فان الكاتب الدانماركي “كارستن نيبوهر ” الذي زار المنطقة الجزيرة في 1764 قد نشر خريطة يظهر فيها خط رحلته هناك و يذكر خمس قبائل كردية و قبيلة واحدة عربية ، و لا توجد ارقام احصائية تبين اعدادهم لان القانون السوري ينكر وجودهم ، و كتب الجنرال بيير روندوت ، و هو ضابط فرنسي كان يخدم في سوريا وقت الانتداب ، عن الجزيرة عام 1936 قائلا :
انها منطقة حدودية بين عالمين : بينما العرب بدو متأصلون و يعتمد وجودهم على الجمال و هم لا ينسحبون الى الجبال الصخرية ، نجد الكرد يحبذون المناطق السهلية الحدودية و التي تتم سقايتها نسبيا و من السهل زراعتها اكثر من الجبال و حيث يمكنهم جلب مواشيهم و العمل بالحراثة ، و حالما يسمح الامن ، أي الحكومة او الجماهير المقيمة المسلحة تكون قوية بشكل كاف كي تفرض على لبدو احتراما للزراعة ، فأن الكرد سوف ينزلون من الجبل الى السهل .
و في عام 1957 تم أنشاء حزب ديمقراطي كردستاني سوريا ، و تم اعتقال جميع كوادره و قياديه في بداية النشاط، و توجد حاليا أحزاب كردية في سوريا تناضل بشكل ديمقراطي لتحقبق مطالب الشعب الكردي في سوريا .
الكرد في لبنان
يوجد في لبنان حوالي 90000 ألف كردي  ، في العصور الوسطى الإسلامية البكرة كانت هناك مستوطنات كردية عسكرية و أقطاعية في الجبال اللبنانية مثل تلك الموجودة بين العلويين في عكار قرب طرابلس على سبيل المثال و في الشوف جنوب و شرق بيروت ، تعربت هذه العائلات الإقطاعية تماما في ما مضى و اندمجت في المجتمع اللبناني و لكنها احتفظت في بعض الحالات بأصولها الكردية هذا صحيح فيما يتعلق بعائلة جنبلات التي تقود الطائفة الدرزية اللبنانية في الشوف جنبلاط هو اسم معرب من الكردية ( جان بولاد ) التي تعني الجسم الفولاذي و ينحدر أسلافهم من هكاري في كردستان الوسطى و قد خدموا في جيش ملوك الايوبيين الكرد ضد الصليبين و كوفئو حصونا و قلاع و أقطاعات في جبل كليس شمال شرقي كرداغ حيث استقروا ، و في عام 1607 ثار الأمير سعيد جان بولاد ضد العثمانيين في كليس و احتل حلب لفترة و لكنه هزم في النهاية ، و في 1630 ذهب مع عائلته الى بيروت و حيث استقبل بحفاوة من قبل الأمير فخر الدين المعني الذي منحه مقاطعة الشوف و أصبح ابنه ربحان جان بولاد زعيما للدروز.
الفصل التاسع :
تطور الوعي القومي في كردستان إيران: فرشته كوهي – كمالي
أصبحت كردستان إيران بعد الثورة مباشرة مركزا لمعارضة الحكومة الإسلامية  ، وصلت الحركة العرقية الكردية ذروتها مع تأسيس الجمهورية الكردية مهاباد عام 1946 كانت الجمهورية رمزا كبيرا للوعي القومي الكردي ، و ان اكبر حركتين كرديتين في كردستان إيران  في القرن العشرين ، انتفاضة سمكو شكاكي عام 1918-1922 الذي أسس حكومة ذاتية كردية غرب و جنوب بحيرة أورمية  و اصبح سمكو زعيما ل ” شكاك” ثاني اكبر قبيلة كونفدرالية في البلد و اصدر صحيفة سميت ” كردستان مستقلة ”  و الجمهورية الكردية مهاباد عام 1946 التي سقطت بعد انسحاب الجنود السوفيات من البلاد و دعم الغرب للجيش الإيراني للسيطرة على المنطقة وتدمير الجمهورية و إعدام قادتها واكب انهيار الجمهورية فترة من الرعب و الطمأنينة السياسية ، فقد أصبحت الحركة السياسية الكردية سرية و أي تحد لنظام شاه كان يجابه بشدة فكلتا الحركتين قامتا في منطقة جغرافيا واحدة ، أي إقليم مهاباد .
تأثير الثورة الإسلامية و الحرب العراقية الإيرانية
قدمت الثورة الإسلامية فرصة ذهبية للوعي القومي الكردي الذي أصبح في عام 1979 تنظيما سياسيا أكثر بكثير مما كان عليه في عام 1946 ، لقد أصبحت كردستان مركزا جغرافيا و سياسيا لمعارضة نظام الشاه ، و فيما يلي موجز عن التنظيمات و الشخصيات السياسية المناضلة من اجل المسألة الكردية في فترة الثورة.
الحزب الديمقراطي الكردستاني – إيران kdpI   كان الحزب القائد الذي تأسس عام 1945 خلال عهد جمهورية مهاباد و بقية القوة الرئيسية في كردستان و كان قائدها المحاضر الجامعي من تاريخ 1973 – وحتى 1989 هو عبد الرحمن قاسملو الذي يحمل دكتورة في الاقتصاد من جامعة براغ ، والمنظمة الكردية الأخرى الرئيسية هي  (كومله) ، منذ بداية الثورة قبلت مطالب الكرد بايجابية و أكدوا الكرد مفهوم ( الديمقراطية لإيران و الحكم الذاتي لكردستان ) ولم يتطور الوضع كثيرا كما أمل الكثير من الذين قاتلو من اجل الثورة ، و كان الجو السياسي يتغير بسرعة و قلص النظام النشاطات الديمقراطية كل يوم ،و سرعان ما أصبح جليا ان الحكومة ليس لديها نية بمنح الحكم الذاتي لأية مجموعة عرقية و لا سيما الكرد .
و خلال ربيع و صيف 1979 كانت هناك مصادمات متكررة بين الكرد و الحكومة ، و في آب أعلن الخميني حربا مقدسة ضد الكرد و حظر جميع التنظيمات السياسية الكردية و تم ألغى عضوية قاسملو من مجلس الخبراء و الشيخ عز الدين الحسيني كأعداء للثورة الإسلامية و سمي حزبهم بحزب ” الشيطان “ و قامت الحكومة بإرسال الطائرات لقصف القرى و المدن الكردية و قمع الشعب الكردي .
و يقول تقرير مجموعة حقوق الأقليات عن الكرد ” في اوائل عام 1984 تمت إزالة المنطقة التي يسيطر عليها الكرد في إيران فعليا و قدر على الأقل ان 27500 من الكرد قد ماتو في هذه المرحلة من بينهم كان فقط 2500 من المقاتلين ، فكان اغتيال عبد الرحمن قاسملو سكرتير الحزب في المفوضات في فيينا من قبل الاستخبارات الإيرانية و فرارهم الى السفارة الايرانية و تم اغلاق السفارة الايرانية و تم رفض تسليم احدا و قالت الشرطة النمساوية ان المسألة هي قضية دبلوماسية بين البلدين  فكان اغتياله ضربة قوية الى طموحات الكرد و أمالهم القومية و الى الديمقراطية في ايران .
الفصل العاشر :
الكرد في الاتحاد السوفياتي  :عصمت شريف وانلي .
كردستان الحمراء  (Kurdistan sor  )                  
عندما استلم البلاشفة السلطة في بتروغراد في تشرين الثاني عام 1917م ، كانت روسيا ما تزال متحالفة مع بريطانيا و فرنسا و في حرب مع ألمانيا وتركيا ، ذلك العامل الذي ساهم في عدم قدرة الحكومة المركزية الجديدة لتوسع حكمها بطريقة فعالة إلى الأقاليم النائية في الإمبراطورية الروسية . كانت معظم هذه المناطق سريعة في إعلان استقلالها و من بينها ما وراء القوقاز و أسيا الوسطى .
في هذه الفترة كان الكرد يشكلون الأغلبية في تلك المناطق من غرب أذربيجان المتاخمة لأرمينيا و كان معظمهم مزارعين و وتجارا مد نيين و سنيين بالمقارنة مع الاذريين الشيعة  .  ففي مدينة غانجا القديمة  التي أصبحت كيروف أباد فيما بعد  ،  تم صهر الكرد بشكل كامل تقريبا  .  , و لكن الوضع  لم يكن كذلك في المنطقة الواقعة على بعد أربعين كيلو مترا في الجنوب الغربي والممتدة إلى اراكس و الحد ود الإيرانية  مع ناغورني قراباغ في الشرق و مساحتها تقريبا 5200 كم2 ،  كانت هذه المنطقة في مجملها كردية تقريبا و كانت تشمل على العاصمة لاشين مع المدن الرئيسية  كا لباجار  ،  كوباتلي ،  زنكيلان و التقسيمات  الثانوية الادرية من كاركوشلاك ، كوتورلي ، مراد خانلي ، كورد حاجي  .  شكلت هذه المنطقة بالذات فيما بعد منطقة كردستان  للحكم الذ اتي المعروفة لدى الكرد باسم <<كردستان الحمراء >> ) kurdistana sor )  تضمنت الوثائق الأولى لها على رسالة من قائد الحركة القومية في كردستان الجنوبية ( العراق )  الشيخ محمود برزنجي إلى لينين يطلب فيها المساعدة السوفييتية للنضال ضد الامبريالية البريطانية و يلفت انتباهه إلى << الأهمية الدولية للمسالة القومية الكردية >> . يقال إن لينين قد عبر عن اهتمامه با لمسالة إلى جانب اهتمامه بدور ( الكرد السوفييت ) إضافة إلى ذلك كان يجب تأسيس كردستان ذات الحكم الذاتي و كان يجب تخصيص /40  مليون /  روبل لهذا الغرض .
شهد16  آذار 1921 م  التوقيع على معاهدة عدم الاعتداء بين تركيا و الاتحاد السوفييتي . و بعد سنتين في 4  تموز 1923 م  أصدرت موسكو مرسوما تصبح بموجبه المنطقة الكردية التي عاصمتها لاشين جزءا من ازربيجان السوفييتية بالاضافة الى ناغورني قراباغ بالرغم من وضع المنطقتين كمنطقتين حكم ذاتي .
في شباط  1924 م ألحقت مقاطعة نخجوان بحدودها مع الدول الثلاث :  تركيا ، إيران ، أرمينيا بازربيجان و منحت وضع جمهورية ذاتية الحكم أعلى بدرجة واحدة من ( uyezed ) .
انشات  هذه القرارات سلسلة من خمس مناطق تمتد الى الشرق من نخجوان في قوس على طول نهر اراكس
تشمل على كينونات أثنية مميزة بوضع  سياسي مختلف و هي : نخجوان الاذربيجية السوفيتية ( 5500 كم2 )
ذات ” أغلبية كردية – أذرية ” و أقلية ارمنية ، و الشريط الجنوبي الضيق من الإقليم الارمني المولف من كافان ، غوريس ، يخز غادزور ، و منطقة كردستان ذات الحكم الذاتي ( 5200 كم2 ) المولفة من أربع مقاطعات كردية ، و المنطقة الارمنية ذات الحكم الذاتي في ناغورني قراباغ ( 4400 كم2 ) و عاصمتها ستيبان كرت حيث اذدات الأغلبية الارمنية من 70% الى 94% ما بين عامي 1919 – 1920 و من ثم بقية الاذربيجان السوفيتية .
لا يمكن نكران إن الوضع كان يمكن إن يكون ملائما أكثر بكثير ، فيما يتعلق بالتكوين العرقي للمنطقة ككل ، فيما لو بقيت نا غورني قراباغ جزءا من أرمينيا ، و لكن في الوقت نفسه من المرجح بصعوبة إن لينين ، الذي كان طريح الفراش و في عامه الأخير ، استطاع إن يتصور قدر ( كردستان الحمراء ) و في ظل حكم ستالين .
إن السبب الغامض الكامن وراء ضم المنطقة إلى أذربيجان  ،  كان رغبة الحكومة السوفيتية تعزيز العلاقات الودية مع النظام الكمالي في تركيا .
كانت كردستان قادرة على إن تبقى كمنطقة ذات حكم ذاتي داخل أذربيجان لمدة سنتين تقريبا حتى عام  1925م
تلك السنة التي شاهدت بداية انتفاضة الشيخ سعيد في تركيا .شهدت كردستان ذات الحكم الذاتي تأسيس حكومة و مدارس كردية و كلية تدريب للمعلمين ، كما تم نشر الكتب باللغة الكردية و دورية سياسية ( كردستان السوفيتية )
كانت هذه الحكومة الذاتية قصيرة الأجل ، ففي عام  1929 م  قلصت حكومة باكو كردستان من ( uyezed) إلى ( اوكراغ – مقاطعة ) و هي ادني وحدة إقليمية بالنسبة للقوميات السوفيتية غير الروسية . بعد ثماني سنوات اختفت كردستان السوفيتية ذات الحكم الذاتي تماما ، و مرة ثانية للرغبة في تعزيز علاقات جيدة مع تركيا حيث بقي المقاتلين الكرد مشكلة .
      و يؤكد نادر نادر وف في مقابلة له و هو عضو كردي في أكاديمية كازاخستان للعلوم ، تلك المقابلة التي ظهرت في الطبعات الأجنبية المختلفة لجريدة << أنباء موسكو >> في بداية 1990 م  ( من 26  كانون الثاني –
1       شباط ) ، يقول الصحفي في مجمل مقدمته عن الموضوع إن (( كردستان ))  تأسست في أذربيجان عام 1923 م بقرار من اللجنة المركزية ، و بعد ذلك بوقت قصير أصبحت مقاطعة ذات حكم ذاتي و لاشين عاصمتها . كان أول رئيس لأول حكومة فيها هوغوسي كاجيف . تم إصدار صحيفة << كردستان السوفيت>> وتأسست كلية لتدريب المعلمين في شوشا ، و فتحت المدارس باللغة الكردية التي أصبحت لغة التعليم و البث الإذاعي ، و في عام 1937  م تم ترحيل الكرد ، و من بينهم عائلة نادر وف ، من أذربيجان و أرمينيا ، و في عام 1944 م تم إرسال الكرد الجورجيين إلى مستعمرات خاصة من بينهم منزل نادر وف في سيبيريا حيث تم توطينهم ،  لقد تم ترحيل الكرد البالغين على انفراد و مصيرهم لا يزال مجهولا إلى اليوم .
فان الترحيلات حدثت بتحريض من  رئيس الحكومة الأذربيجانية مير جعفر باقروف الذي كان على اتصالات وثيقة بستالين و ( OGPU) ، تم إلغاء القسم الكردي في معهد الدراسات الشرقية في باكو في أواخر الستينات رغم إن الدراسات الكردية استمرت في المعهد المشابه في موسكو و لينينغراد و يريفان ،  و استمرت جريدة ( كردستان السوفيتية ) بالصدور في الثلاثينات و لكن ليس باللغة الكردية .
في عام  1988م  أعاد حوالي / 10.000/  كردي ( من المفقودين ) جوازات سفرهم الاذرية إلى موسكو يطلبون تغير الجنسية إلى الكردية ،  قدر البروفيسور شاكرو محوي عدد الكرد في أذربيجان السوفيتية اليوم ب / 250.000 على  الأقل /  و يرفع البروفسور ممو خالد درويشبان – عالم الأجناس الكردي من يريفان – الرقم إلى أكثر من / 400.000 / ،  في عام 1988 م  كتب درويشيان إلى غربا تشوف شاكيا :  إن السلطات المحلية منعت تحريه عن الوضع في لاشين ،  في كالباجار كان قادرا عن السؤال عن الكرد لأنه تجنب السؤال من خلال القنوات الرسمية ،  يعلق بينسون على إعداد الكرد في السوفييت في إحصائيات أعوام 1926- 1939- 1959 م
( يعتبر معظم الكرد ولوجيين السوفيت إن هذه الأرقام غير وافية ) ثم يتابع ليقتطف تقديرا وضعه اريستوفا في
عام 1954  م ب / 160.000 / .
إن إعداد الكرد المرحلين غير معروفة و يمكن اخذ فكرة باعتبار ما هو معروف عن الترحيلات من ( كردستان الحمراء ) بالمقارنة مع ناغورني قراباغ ،  فهي اكبر واقل وعورة و أكثر خصوبة و ازدحاما بالسكان ، و عدد سكان الكرد في ما وراء القوقاز كلهم قريبا من المليون منهم 500.000 في أذربيجان لو لم يتعرضوا إلى الترحيلات  و الإشكال الأخرى من الاضطهاد .
 و يعطي الكرد السوفييت أنفسهم تقديرات تتراوح تقريبا ما بين 300.000 الى رقم دقيق 1.120.000 كرديا
تم الاعتراف باللغة الكردية و بشكل مبكر جدا على أنها احد اللغات المئة و الثلاثين في الاتحاد السوفييتي كما لاحظ ذلك العالم اللغوي  م . أي . عيسا يف في كتابه ( مئة و ثلاثون ذات حقوق متساوية ) و يعلق في عمل لاحق منشور في عام 1977  م ” اللغات القومية في الاتحاد السوفييتي : مشاكل و حلول ” قائلا :
إن معظم اللغات و اللهجات الإيرانية ممثلة داخل الاتحاد السوفييتي و يشمل الطاجيكية و الاوستيكية و الكردية و التاتية التي لها شكل مكتوب و تلك التي ليس لديها شكل مكتوب مثل التالوشية و البلوشية و…………
       نشر الخبير الفرنسي في الشؤون الكردية الأب توماس بوا دراسة عن الأدب الكردي في عام 1955 م
يقول فيها انه لا يمكن إنكار إن للسوفييت الفضل في زيادة نسبة التعليم و تشجيع الدراسات الكردية ، و لكن حتى هذه الانجازات فقدت أهميتها جوهريا ، بسبب المجازر ،  و التثاقف القسري و الترحيلات في ظل حكم ستالين و باقروف معا و إتباعهما الذين كانوا مسؤلين عن كل ذلك  .
     في عام 1989  م في 20   أيار حدثت مظاهرة كبيرة و منظمة من قبل الكرد في ساحة بوشكين بموسكو ، شاركت في هذه المظاهرة مجموعات من تسع جمهوريات سوفيتية ، كما أعلنت وسائل الأعلام السوفيتية و من بينها التلفزيون توجهت المظاهرة إلى حديقة اسماعيلوفسكي ، الشيء البارز في هذه المظاهرات هو وجود نسوة من جمهوريات أسيا الوسطى حيث إن معظم الكرد البالغين كانوا من النسوة  بسبب الترحيلات و اختفاء رجالهن خلال خمسين سنة الماضية .
   كان عادل جليل من لاشين متحدثا أخر في ساحة بوشكين ، فعندما كان طفلا في العشرينيات ذهب إلى مدرسة كردية حيث دونت السلطات الأذربيجانية كلمة اذري كجنسية له على جواز سفره الداخلي ، في عام 1979  م رفض جليل الموافقة على ذلك و قام بجهود شاقة مثل الكرد الآخرين في ذلك الوقت ، لكي يبدلها الى الكردية ، و اخبر الحشد إن الكرد في أذربيجان ( يرفضون إن يموتوا ) ،  و أضاف إن والدته أخبرته قبل إن يغادر الى موسكو ( اذهب الى موسكو يا بني إذا كانوا ديمقراطيين حقيقيين سوف يعيدون لنا الاستقلال ، و إذا لم يكونوا كذلك سوف نتخلى عن الإيمان بالبيرسترويكا أو غورباتشوف او لينين . 
     بعد شهرين في 17 م أب ، أعلن السوفييت الأعلى عن قانون يقول إن جميع المواطنين السوفييت الذين تم ترحيلهم في ظل حكم ستالين يجب إن يعودوا الى موطنهم مع إعادة حقوقهم السابقة لهم ، لكن هذا المبدأ كان مجرد قانون نظري  و واجه تطبيقه مشاكل جمة .
عضو المكتب السياسي جبريكوف المسؤول عن القوميات نصح بان الكرد يجب إن يكونوا في قائمة واحدة  و اجتمع الزعماء الكرد و قاموا بتشكيل يكبون yekbun و تم انتخاب محمد سليمان بابا يف رئيسا و هو مهندس زراعي متقاعد من باكو و الذي شغل مناصب هامة في وزارة الزراعة ، و تم التحضير للمؤتمر الذي كان يجب إن يعقد تحت شعار ( الكرد في الاتحاد السوفييتي : الماضي و الحاضر ) ، و تم عقد المؤتمر في المعهد الماركسي – اللينيني و حضره ستمائة شخص معظمهم من الكرد من تسع جمهوريات سوفييتية يمثلون جميع الطبقات من بينهم العمال و الفلاحون بالإضافة الى الانتلجنسيا ، في غضون يوميين من المؤتمر تم إلقاء ما مجموعه ثلاثون كلمة او خطابا قصيرا و لم يكن هناك وقت للمناقشة العامة ، كانت احد اللحظات الأجمل في المؤتمر تلك المصالحة العلنية مع العناق الحار بين كل من الزعيم الكردي الشاب المسلم السني سعيد شيخ حسن مفتي جمهورية كازاخستان السوفييتية و زعيم المجتمع الايزيدية الشيخ برويان مراد شيرينوفيج من تبليسي ، فقد صرح الأول انه كردي أولا و مسلم ثانيا ، إما الثاني فقد وضع كرديته قبل ايزيديته  ،  كانت هناك لحظة رائعة أخرى في المؤتمر عندما تم إقناع زعيم( يكبون ) محمد بابا يف و الأكاديمي نادر وف إن يتعانقا و ينسيا الخلافات التي نشأت بسبب شعبية الأول بين العمال و شعبية الثاني بين المثقفين .      
       صدر بيان نهائي و أعطي الى الصحافة و وسائل الإعلام الأخرى في مؤتمر صحفي ، و تم إرسال رسالة الى الرئيس غورباتشوف ، و تمت صياغة هذا البيان النهائي و توقيعه من قبل اللجنة الإدارية  ، و إن البيان قد أشار الى القرار الذي تبنته ندوة كردستان المنعقدة في لوزان بين 29 – 27 نيسان 1990 م  و التي حضرها حوالي  800 كردي يمثلون جميع الجماعات السياسية .
     ما ورد في البيان يمكن تلخيصه في ما يلي :
إن الشعب الكردي يشكل امة مميزة و إن كردستان قد قسمت دون أي رجوع إلى سكانها بين إيران و عراق و تركيا و سوريا ، و إن المسالة الكرد السوفييت ينبغي عرضها على الأمم المتحدة على أمل الوصول إلى حل مبني على حق تقرير المصير ، و لكن الاتحاد السوفييتي لم يكن مستعدا لمواجهة المسالة بأمانة ، عندما تم نشر البيان في الغرب ، إن كل ما تم ذكره عن ندوة لوزان او أي مؤتمر أخر بشان كردستان او اتفاقية سيفر و لوزان قد تم حذفه .  لقد تم استبعاد الكرد الغير السوفييت بصيغة رقيقة ” حضر الموتمر الباحثون الأجانب و السوفييت المهتمون بالمسالة الكردية و علماء الاجتماع و الكتاب و المثقفون بالإضافة إلى ممثلين من الانتلجنسيا الكردية من خارج الاتحاد السوفيتي “

       و في الختام حث القرار على تأسيس ” جمعية فدرالية كردية “ ليشمل ممثلين من جميع الجمهوريات السوفييتية المعنية ، بالاضافة الى تأسيس مركز ثقافي كردي في موسكو و دار نشر كتمهيد لتأسيس كردستان ذات حكم ذاتي في منطقة مناسبة  .

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

جان بابير

 

الفنان جانيار، هو موسيقي ومغني كُردي، جمع بين موهبتين إبداعيتين منذ طفولته، حيث كان شغفه بالموسيقى يتعايش مع حبّه للفن التشكيلي. بدأ حياته الفنية في مجال الرسم والنحت، حيث تخرج من قسم الرسم والنحت، إلا أن جذوره الموسيقية بقيت حاضرة بقوة في وجدانه. هذا الانجذاب نحو الموسيقا قاده في النهاية إلى طريق مختلف، إذ…

عصمت شاهين الدوسكي

 

أنا أحبك

اعترف .. أنا احبك

أحب شعرك المسدل على كتفيك

أحب حمرة خديك وخجلك

وإيحاءك ونظرتك ورقة شفتيك

أحب فساتينك ألوانك

دلعك ابتسامتك ونظرة عينيك

أحب أن المس يديك

انحني حبا واقبل راحتيك

___________

أنا احبك

أحب هضابك مساحات الوغى فيك

أحب رموزك لفتاتك مساماتك

أحب عطرك عرقك أنفاسك

دعيني أراكي كما أنت ..

——————–

قلبي بالشوق يحترق

روحي بالنوى ارق

طيفي بك يصدق

يا سيدتي كل التفاصيل أنت ..

——————–

أحب شفتاك…

لوركا بيراني

في الساحة الثقافية الأوروبية اليوم، نلمح زخماً متزايداً من التحركات الأدبية والثقافية الكوردية من فعاليات فكرية ومهرجانات وحفلات توقيع لإصدارات أدبية تعكس رغبة المثقف الكوردي في تأكيد حضوره والمساهمة في الحوار الثقافي العالمي.

إلا أن هذا الحراك على غناه يثير تساؤلات جوهرية حول مدى فاعليته في حماية الثقافة الكوردية من التلاشي في خضم عصر…

محمد شيخو

يلعب الفن دوراً بارزاً في حياة الأمم، وهو ليس وسيلة للترفيه والمتعة فحسب، ولكنه أداة مهمة لتنمية الفكر وتغذية الروح وتهذيب الأخلاق، وهو سلاح عظيم تمتشقه الأمم الراقية في صراعاتها الحضارية مع غيرها. ومن هنا يحتلّ عظماء الفنانين مكاناً بارزاً في ذاكرة الشعوب الذواقة للفن أكثر من الملوك والقادة والأحزاب السياسية مثلاً، وفي استجواب…