حالة حمَّى بضربة أزل
النبل أن لا أحبك إلا من أجل الحبِّ
وأدع كيانك في رقة الزيزفون
ثم أنظر إليك كما يفعل أنبياء الغواية حيال الجمال.
أفهمك دون علم لي بمآخذك الكثيرة،
ودون اعتبار لطقوس تتداعى.
اقتربي لأفصِّل لك هالة فارهة
تمنحك وهجاً هائلاً
من يصدقني؟
من يصدق المحارة في أعماق البحر؟
تتهادى الإوزات في الماء، الباب موارب
والحبُّ عار على السرير
يرتمي القمح المغرر به في مذاق الفعل
وينتدب روح الوليمة.
فقدتُ السكينة،
انحدرتُ إلى الظلمات
فكان النور الذي يلي الظلام بكل شهواته.
كنتِ صامتة وكان الجمر يشتعل
انعقد لسانك، انفتحت الأقفال
وسالت المدائح من تحت الثياب،
فأبصرنا عيون الفجر من خلل اللهيب.
من كان يصدق جمر الشفاه
وحذاقة الجسد؟
من يصدق..
ما صُدِّقَ حقاً؟!
النبل أن أحييك بفنارات الأصابع
وأولي متاهاتك الاهتمام الباذخ
ثم أدربك على قاع الحياة.
الحب مثلك..
لذلك لا تعرفينه حقَّ الحبِّ.
ادخلي حوض الماء
ادخلي جذوة الفتنة
لتنتابك الرعشة بجدارة لائقة،
أو تلم بك حالة حمَّى بضربة أزل
أفكُّ رموزك رمزاً رمزاً من الشعر
والجمرات.
أعرف جهلك العارف
أعرف ما لا يعرف غيري
ما يحدثه البرق في مسِّه وجنونه.
النبل أن أعري كوامنك
وآخذ بيديك، أحزُّ بهما عنق اليأس،
ثم أدحرجك إلى الورد الكامن في شقائي
أنت جميلة ومدهشة حقاً
على صورة الله خلقك..
من خلقك؟
على صورة الينابيع خلق وجهك..
من منح وجهك كل هذه الغبطة؟
جسدك يفيض،
فيضك يساعد يدي الشاعرة
على الصعود!
امرأة غواية أنتِ
تحت جلدك يختصب الضياء
والضياء يتشعب
والتشعب يكتسح كل قلب
فيه مذاق الحب وجحيمه.
شذرات الحكاية
تغلغلي في الضوء سيدتي
ثمَّ مرري يدكِ على صدغ البحر
وجسي نبضي هناك في الأعماق.
علقي قلبكِ فوق النياشين
ورفرفي في الأقاويل والظنون واللامبالاة.
ضعي نهدكِ على نقرة إصبعي
وتهجي حروف الاشتهاء.
انثري مراميكِ في يد الريح
وخذيني إليكِ في حبورِ هذا المساء.
عما هنيهة سأطلُّ عليكِ من فجوة نجمة
من فكاهة الترنح والثمالة.
عما برهة سأشعل لك شمعة
وأحرق السفن في نهنهات الليل وأواره المستعير.
عما همسة سأوقد في دمك مصباحاً أحمر.
دعي الجسد في ألقه وتعالي نورد الرغبات إلى الينابيع
وننسج الحكاية من خيوط الشهوة..
دعي ذرائع الحكمة في أدراجها المعتمة
ثم اتهميني بك
اتهمي لوعتك بي
وكوني في ذروة اللهفة والجنون.
تعالي لأضمك بقوة الألم ومجد الرعشة.
تعالي لأهب إزارك الدموي إلى أجنحة اللهب
والحرائق.
تعالي لنرهف الحلم ونألف جمرة النوم
فالحكاية في سطوعها الأثير.
تعالي أنثى الحكاية والحلم
أنثى النشوة
أنثى الأحلام المستحيلة.
تعالي
عانقتك رعشة البداية والنهاية
عانقتك أسطر الغواية
عانقتك شذرات الحكاية كلها
تعالي…
أذىً حنون
لا أحب كلمة أحبك، بحساب أقل، أضمُّك وأضع قدميك
في أتون الماء.
تلمين تنورتك إلى ما فوق الركبة، تبرق صورتك في الحصاة..
مرايا الله قرب البحر.
أفاجئ أزرارك زراً.. زراً وأسرُّ للنحلتين شهية اللسان.. فيضحكان.
أقصد شيئاً يشبه اللهيب.
في الرغبة أو في الغياب لا يتطلب الأمر سوءاً
أو وجهة حذر ضيقة!
كل ما يعلمه النظر يتقطر من الوردة
يكفي أن أكون منبِّه حواسك.. يكفي أن أحدث
في قلبك نبضة زائدة
وأن أُصعد الدم إلى وجنتيك.
أمدُّ ساعدي وأقول هذا غصني جدير بأن تبني فوقه عشك،
ضعي وسادتك عليه ولا تترددي.
لن أنشغل عنك، ما دام ظلك في البهجة
أمجنون أنا.. أم لغزك هو الذي حيَّر جنوني؟
لا أدري أي قلق يُهرِّب الهدوء مني؟
أنساني وأسلِّمك كلي.
لا تحذفي طريقك المداوم من أمام الحديقة،
لا تبدِّلي طقطقة كعبك على الرصيف
ولا تتركي قلوب الباعة حزينة في اللوعة.
اردمي الفجوة واشربي شاياً من النعناع، لأطفئ ظمئي!
أملٌ أقوى يصعد إلى الأعلى، يغذِّي زَهْو الشرفة ويفكر بالوصول إلى الوهج والإشراق.
لأجلك أنسى قبعتي تحت نقرات المطر وقلبي في الأذى الحنون
لذلك لا أحب التأتأة في أتون الرغبة، لا أحب المسوغات الكليمة
أشحذ جرأتك وأتسلق كما أصابعي إلى القبة.
أليست الشهوة بتراً للشقاء؟
كوني شقيقة “سافو” في الألوهة
ورددي معها: “إن ما يحبه المرء هو الأجمل”
نعم أن ما يُـ”ن” “ر” عش المرء هو الأكمل.
أنتظرك/ أحبك
قرب هالات النور، في ردهات الشمس، في قيثارة الضوء،
في زهرة الدفء..
أنتظرك/ أحبك.
على مدارج السماء والنجوم، فوق مصاطب الأحزان،
في ذروة المحن..
أنتظرك/ أحبك.
في الرحيل، في الغياب، في المنفى، في الغربة، في البعاد،
في القلق..
أنتظرك/ أحبك.
في الإصغاء، في الفرح، في ظلال الشوق، في عز الجنون،
في الرؤى والأحلام..
أنتظرك/ أحبك.
في المرافئ، فوق موج البحر، في قوارب العشاق،
في المدِّ والجزر..
أنتظرك/ أحبك.
ريبة مني، بعيدة عني، أعرفك، لا أعرفك، في وحدتك،
في تيهك..
أنتظرك/ أحبك.
في القيظ، في النزف، في الزفرات، في التعب، في المرض،
في العذابات..
أنتظرك/ أحبك.
في الوعورة، في الوحشة، في القسوة، في برودة الحياة،
في غلس الليل..
أنتظرك/ أحبك.
في الهدوء، في الطمأنينة، في رفرفة الفراشات،
في ريش العصافير، في بياض الغمام..
أنتظرك/ أحبك.
أنتظرك إذ يتضاعف الحب أكثر في قلبي،
في أوردتي، في جسدي، في كآبتي، في يأسي،
في عزلتي وألمي..
أنتظرك/ أحبك
أحبك/ أنتظرك
أنتظرك/ أحبك
أحبك/ أحبك
أدمنك.