وردةُ القلب

نمر سعدي

أبداً ما فهمتِ أشواقَ قلبي
قد تناهى بمقلتيكِ الغباءُ
أنت ما أنتِ ؟ لم أجدْ في حياتي
روحَ ذئبٍ تقمَّصَتها الظباءُ
أنتِ لم تعبئي برقَّةِ إحساسي
وصعبٌ على الجمالِ الحياءُ
قرِّبي من دمي فأنتِ سؤالٌ
هائمٌ… لا تُجيبُ إلاَّ الدماءُ
قرِّبي وامسحي سماواتِ عينيَّ

مثلما يمسحُ الظلامَ الضياءُ
وسديمُ الضبابِ بينَ يدينا
يتنـزَّى كأنَّهُ أضواءُ
فرَّتِ اليومَ عذرةٌ وهواها
من ضلوعي…. وفرَّتِ الصحراءُ
لمْ أعُدْ حالماً فقدْ هبَّ قلبي
من دجاهُ ولمْ تعُدْ أشياءُ

******

قدْ سئمناكِ مرَّةً بعدَ أخرى
مثلما تسأمُ النجومَ السماءُ
وشربناكِ جُرعةً من نبيذٍ
يذبحُ القلبَ دونَها الاشتهاءُ

*******

وردةٌ أنتِ في شغافِ فؤادي
شوكُها قاتلٌ…. وعمري فداءُ
نبضُ شعري المُراقُ همسُ جريحٍ
في المزاميرِ والليالي مُضاءُ
أنتِ ما أنتِ ؟ قِبلةٌ للقوافي
ولحُلمي الرياحُ والأنواءُ
واحتراقُ الرؤى على كُلِّ سفحٍ
وفضاءٌ… تُلوِّنُ العنقاءُ
ورمادُ الخطى وراءَ المرايا
وأمامي…. وطعنةٌ نجلاءُ
كُلُّ ما بينَ خصرِ وردٍ وديكِ الجنِّ
سيفٌ لعشقنا واشتهاءُ
إنَّ ما بينَ أغنياتِ الروابي
ويدينا ترِّفُ جنةٌ خضراءُ
وصباحٌ خضيلُ شوقٍ تدَّلى
من عيونٍ تبوحُ لي…. ومساءُ
جئتُ أمشي على مياهِ اشتياقي
لكِ… والحُبُّ لعنةٌ هوجاءُ
وأُذيلُ الضلوعَ في كلِّ يومٍ
لسيوفِ الرموشِ…. فهيَ قضاءُ
كُلُّ ما في دمي صُراخٌ عنيفٌ
دونَ مغزى… ولَهفةٌ ونداءُ
وانكسارٌ على متاهاتِ عينيكِ
ونارٌ تربُّ مهجتي… زرقاءُ

*******

أنتِ في خاطري جحيمٌ مُقيمٌ
وأنا الفراديسُ والأنداءُ
وربيعُ الرؤى وحلمُ السواقي
وشموسٌ يجُنُّ فيها الشتاءُ

nesaady@gmail.com

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

في حضرةِ الشعر، حيث يتناسلُ المعنى من رمادِ الكلمات، وحيث يشعلُ الحرفُ فتيلَ الوجود، يولد هذا الديوان: جحيم الأمل.

ليس عنواناً عابراً ولا استعارةً تلقى على عتبة الصدفة، بل هو صرخةٌ تتناوبُ فيها النارُ والندى، وتتعانقُ فيها خيبةُ التاريخ مع شغفِ الإنسان الذي لا يعرفُ الاستسلام.

“جحيم الأمل” انعكاسٌ للروح حين تلقى في أتونِ الأسئلة الكبرى، في…

عِصْمَتْ شَاهِين الدُّوسَكِي

يَقُولُونَ

: لِمَاذَا تَكْتُبُ قَصَائِدَ حَزِينَةً

دَمْعُ هُمُومٍ مَآسِي رَهِينَةٍ

قُلْتُ : مِنْ آدَمَ وَحَوَّاءَ

مَنْ جَمَعَ الْبَشَرَ عَلَى السَّفِينَةِ

قَالُوا : حِكَايَاتٌ رِوَايَاتٌ

قُلْتُ : تَوَارَثْنَا الْعُرَى

نَمْشِي عَلَى أَرْضٍ جَرْدَاءَ قَرِينَةٍ

هَذَا الْوَطَنُ

كُورٌ فِيهِ كُلُّ الْأَجْنَاسِ رَغْمَ أَنِينِهِ

عَرَبٌ أَكْرَادٌ مَسِيحٌ تُرْكْمَانٌ صَابِئَةٌ

بِأَلْوَانِ بَنَاتِهِ وَبَنِينِهِ

مِنْ حَضَارَاتٍ ذَهَبٍ وَصُولْجَانٍ

وَفُرْسَانٍ وَقَادَةٍ

تُخْرِجُ الْأَسَدَ مِنْ عَرِينِهِ

………….

ارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُ الْمَآذِنِ

دُقَّتْ أَجْرَاسُ الْكَنَائِسِ

وَتَجَلَّتْ أَلْوَاحُ السَّمَاوَاتِ

طَافَتْ وَهَبَّتِ الْفَيْضَانَاتُ

عَلَى الْخَنَاجِرِ…

سيماف خالد محمد

في المطبخ كعادتي كل يوم استيقظتُ على فنجان قهوة أُحاول به أن أفتح عينيّ وأمنح نفسي شيئاً من التركيز قبل أن أبدأ بتحضير الغداء.

بينما كنتُ منشغلة بالطبخ أفتح هذا الدرج وذاك، دخلت أختي مايا تحمل لابتوبها جلست أمامي، فتحت الجهاز لتعمل عليه وكأنها أرادت أن تؤنس وحدتي قليلاً وتملأ صمت المطبخ بأحاديث خفيفة.

لم…

فراس حج محمد| فلسطين

تثيرني أحياناً في بعض الكتب عتباتها التمهيدية، من الغلاف وتصميمه، وما كتب عليه في الواجهة وفي الخلفية (التظهير)، والعتبات النصيّة التمهيدية: العنوان، والإهداء، والاقتباس الاستهلالي، وأية ملحوظات أخرى، تسبق الدخول إلى عالم الرواية أو بنيتها النصيّة.

تقول هذه العتبات الشيء الكثير، وتدرس ضمن المنهج البنيوي على أنها “نصوص موازية محيطة”، لها ارتباط عضوي…