خالص مسور
: بداية بطاقة شكر للأخ حسين أحمد لإثارته هذا الموضوع الشائك ولما للإعلام من دور هام في حياة الشعوب السياسية والثقافية والاجتماعية…الخ. هذه الكاريزمات الحياتية لعبت وتلعب الإعلام دوراً رئيسياً في تقدمها وتطورها، وحتى في الأزمان القديمة كان في كثير من المرات للإعلام دوراً أساسياً في تغيير سير المعارك وتحقيق الإنتصارت في الحروب. فكانت الجيوش تستخدم إشارات للتحرك نحو أهدافها وكانت تلك الإشارات بمثابة الإعلام آنذاك، فكانت طلائع الجيوش تتفاهم مع مؤخرتها عن قدوم العدو أو الإعلان عن تحركاته بإيقاد النيران ليلاً وبالدخان نهاراً مما أمكنها تجنب عنصر المباغتة الذي يقوم به العدو. واليوم لاتستغني الأفراد والدول عن الإعلام في حياتها اليومية في الدعاية والتحريض أو تهيأة الرأي العام، ولها من قوة التأثير ما أهلته أن يطلق عليه السلطة الرابعة، وفي الحقيقة إنها سلطة تنهض أو تهوي تحت وطأتها العروش وتحت وطأتها قد تزدهر دول و تدال أخرى، وسلاح ذو حدين فيلهم الإعلام الجماهير ويثيرها للتحرك، أو يكون أداة طيعة بيد من يمتلكه فيعمل على التضليل والتضخيم وتخدير وإسكات الجماهير وإلهائها. ومن هنا كانت محاربة السلطات له وتقييد حريته وفرض مقص الرقابة عليه، ومن هنا التأكيد أيضاً بوجود علاقة جدلية بين الإعلام والحرية و الديموقراطية في البلد المعني، إذ لا إعلام كفوء ولا إعلاميين كفوئين بدون حرية، فالحرية والإعلام وجهان لعملة واحدة، فبدون حرية وأجواء ديمقراطية لا يمكن أبداً للإعلام أن يزدهر ويأخذ دوره الصحيح في تطوير وتوعية المجتمع والنهوض به إلى السوية المطلوبة حضارياً. ومن هنا أيضاً نقول وبكل بساطة أن الإعلام الكوردي حشرت في زوايا ضيقة ولم ترق أبداً إلى ماهو مطلوب منه نظراً للظروف التي يمر بها الكورد في جميع مواطنهم الحالية، وما هو موجود منها ليس إلا نحتاً من صخر، أو جرعات لا تشفي غليل أحد، وإعلام مكبوت إلى درجة كبيرة. لكن ومع ذلك فقد نلمس من بعيد ضوءاً يلمع في آخر نفق الإعلام الكوردي، حيث بدأ الكورد يحسون من خلاله بالأمل والتفاؤل، وخاصة بوجود الفضائيات الكوردية والشبكة العنكبوتية(الإنترنت) وكذلك الإعلام الحزبي رغم ضيق مجال حركة الأخيرة منها بشكل خاص، هذه الوسائل الحياتية بدأت تنشر التوعية وتنقل الأحداث للرأي العام الكوردي والعالمي من جميع الأصقاع، ولكن دوماً نقول، ليس بالشكل المطلوب ويبقى إعلام ناقص في مهمته ومسعاه. ومن هنا ضرورة السعي للنضال لتوفر المزيد من الحرية الإعلامية، وتوفير المزيد من الفضائيات من جهة، وتطوير تقنيات وأساليب وبرامج ماهو موجود منها على الساحة الإعلامية الكوردية من جهة أخرى. وفي الحقيقة فإن ماتقدمه الفضائيات الكوردية من برامج لاتكفي لخلق وعي كردي متميز ورصين يواكب تطورات المرحلة الراهنة. كما أن الشبكة العنكبوتية رغم أنه متنفس هام استطاع النهوض إلى حد ما بالعملية الثقافية لدى الكورد السوريين وفتح المجال أمام إبداعاتهم، إلأ أنها فتحت المجال أيضاً أمام المهاترات والشتائم والسباب الكوردية المزمنة، والمليئة بالتجريح والإهانات والنقودات الشخصية، مما أدى إلى عزوف الكثيرين من الكتابة فيها أو التقليل من استخدامها، ولكن حتى هذه أقول لابأس ففيها الصالح والطالح، وثقافة جادة إلى جانب أخرى هابطة، كما استطاعت الشبكة خلق تواصل بين المثقفين الكورد ونشر وعي متميز نوعاً ما في الظرف الكوردي الراهن. ولهذا لا أقول ما نشاهده في الإعلام الكوردي هو مجرد كتابات وعناوين وأخبار فقط، بل نضيف ونقول في إعلامنا المقروء منه أوالمسموع أوالمكتوب والإلكتروني وخاصة الإنترنيت منه ما هو ثقافة حقاً، ولكنها ثقافة مترنحة لن تصحو من رقدتها بعد، وللإنترنيت مساهمات قيمة في حركة نهوض إعلامي، وثقافي ولو دون المستوى المطلوب بكثير.بير رستم :
بدايةً نود أن نقول: بأن مبادرتكم هذه حول الإعلام الكوردي – بتفرعاته وأنواعه – وما له وما عليه وأيضاً وعلى الرغم من عموميته فإنه يعتبر بادرة جيدة وطيبة للبحث في هذا الموضوع والذي يعتبر شائكاً وإشكالياً وملحاً بنفس الوقت وعلى الأخص في هذه المرحلة الدقيقة والتاريخية من عمر المنطقة عموماً وعلى وجه الخصوص ما يتعلق منها بالمسألة الكوردية وما يلعبه الإعلام من دور مركزي وحيوي كـ”بروباكندا” سياسية. فهو؛ أي البحث في الإعلام الكوردي شائك وإشكالي لأسباب عدة: فمن جهة – وكما هو حال كل الإعلام العالمي – ذو تشعيبات وتفرعات عدة؛ من إعلام ورقي إلى مسموع ومقروء ومرئي وحالياً ما يعرف بالإعلام الأنترنيتي وهو شائكٌ أيضاً كون هذه البادرة تعتبر من البوادر الأولى للخوض في هذا المضمار. ومن الجهة الأخرى هو شائكٌُ وذلك نتيجة للواقع الجيو سياسي للمنطقة الكوردستانية ولواقع الشعب الكوردي المقسم والمجزأ بين مجموعة دول تغتصبه وأحزاباً سياسية تشتته. ويعتبر شائكً من جهة ثالثة كوننا نفتقر إلى مراكز الأبحاث والدراسات التخصصية في هذا المجال كما في غيره من المجالات. أما بخصوص سؤالكم فنعتقد أنه يحمل في صيغته نوع من الارتباك والتشويش، حيث لم ندرك تماماً ما تقصدونه من عبارتكم التالية: “هل.. هناك إعلام كوردي بالمفهوم الحقيقي أي الحضاري والثقافي والمهني كما يجب أن يكون..”. فإن كان المقصد من عبارتكم تلك: هل يمكن أن ندعي بأن الإعلام الكوردي قد وصل إلى مصاف الإعلام العالمي من حيث المؤسساتية وما تحمل هذه من معاني ووقائع على الأرض؛ من حيث امتلاك الخبرات والكوادر المتخصصة وأيضاً الإمكانيات المادية من مباني واستوديوهات وأجهزة متطورة وبرامج أكاديمية حديثة وأيضاً الجو والمناخ السياسي الليبرالي الحر وبالتالي المنافسة القوية و”الشريفة” بين تلك المؤسسات لتقديم أفضل ما لديها لتكون قادرة على شد الجمهور إليه، كما هو الحال في كل المؤسسات العالمية.
محمد قاسم :
عند الإجابة على أي سؤال وعن أي موضوع يفضل أن نعرف الموضوع أولا..نعطي فكرة عامة –على الأقل- لكي نحسن التوافق بين السؤال والإجابة..وفي إطار فهم واضح لمن يسأل ولمن يجيب ولمن يقرأ.. فما المقصود بالإعلام أساسا؟ بلا ريب سيتوارد إلى الذهن مباشرة التلفزيون والصحافة والإذاعة..أساسا..ومن ثم كل الوسائل التي تتخذ وسيلة نقل وإخبار ..وتسخر لإيصال ما نريده بحسب الحاجة ..والضرورة..فقد يوجه الإعلام(التلفزيون..الإذاعة..الصحافة بأنواعها المكتوبة والالكترونية..السينما والمسلسلات-وان كانت هذه فن أساسا –ولكنها تستثمر في الإعلام بطريقة ما..خاصة في الأنظمة الشمولية التي تستحوذ على كل مفاصل الوطن..وتتحكم بأقداره البشرية والمادية،بل والروحية أيضا،وبطريقة فجة،لم أجد رغم البحث الطويل والجاد أي مبرر لها منطقيا وإنسانيا ..! المهم كل ما يمكن تسخيره للتوجه إلى الداخل والخارج بقصد التنوير والتأثير في تكوين اتجاهات اجتماعية-ثقافية –سياسية…الخ. يمكن إدراجه تحت خانة الإعلام..وبملاحظة هذا التحديد فإن الكورد في العموم –لا يتمتعون بحيازة مواصفات الإعلام إلا في كردستان العراق – وجزئيا- بسبب حداثة التجربة فيها من جهة..ولعدم استقرار السياسة على نهج ديمقراطي متكامل من جهة أخرى..
لأن التحزب والقبلية …-أو البعد العاطفي..في تحديد علاقات الناس يبعضهم- لا يزال يغلب في ممارسات العمل السياسي..على الرغم من ظهور ما يشير إلى بدايات طيبة في تقدمها على دول المحيط، الأقدم تجربة..لما فيها من حيوية يؤمل منها التفتح..والتطور..!وإذا أردنا الكورد في سوريا فلا توجد لديهم أي شيء يسمى إعلاما..كل ما يوجد هو نشرات.. صغيرة..ومتخلفة عن الظروف والزمن ..ولا قيمة إعلامية لها في الوقت الحاضر سوى توثيق و أرشفة ما يجري وما ينشر من تصريحات وبلاغات..وغيرها..وربما كان نفعها محليا في الوسط الحزبي الأمي يساعد على تكوين نظرة لديه عن الرؤيا الحزبية في عموميتها..بشكل أو بآخر…إذا أحسن استثماره..! وهذا لا يعني أن الكورد هم الذين يتحملون كل المسؤولية..لكنهم –ربما –المسؤولون عن عدم إيجاد سبل أكثر تطورا وحيوية لكي تخدم الأهداف التي يعملون من اجلها..وهنا ربما-الآلية الحزبية والانقسامات الكثيرة تلعب دورا واضحا في قلة الكفاءات والإمكانات المالية.. نظم الحكم في المنطقة متخلفة دوما عن مفهوم الحضارة..وبالتالي تحكمها في حياة الكورد من أهم أسباب الحالة.كما أرى.!!
محمد إسماعيل :
خلال التاريخ النضالي للشعب الكوردي وما فيه من ثورات وانتفاضات كانت الصحافة الكوردية تلعب دور الإعلام الشامل المقروء والمسموع والمرئي …. الخ فلم يكن لدى الشعب الكوردي ونتيجة الظروف المعروفة سوى الصحيفة أو المنشور الذي كان يوزع بشكل سري فهذه الوسيلة الوحيدة المتوفرة لدى شعبنا إلى الأمس القريب أما الآن وفي هذه المرحلة فالأمر اختلف بشكل طفيف في بعض أجزاء كردستان حيث بعض الصحف الكوردية النوعية والفضائيات المختلفة القليلة نسبيا فهي تؤدي عدة مهام بآن معا من مهام إثبات ألشخصيه الكوردية كأمه عريقة وتأجيج المشاعر الوطنية لدى أبناء الشعب الكوردي والحث على النضال وغيرها من المهام كل ذلك على حساب مهمتها الأساسية في تطوير ذاتها الإعلامية ناهيك عن الظروف الصعبة والإمكانيات المتواضعة نسبيا بالمقارنة مع ما يتوفر لدى غيره فمن هنا لا يمكننا أن نجزم بان هناك إعلاما كرديا بالمفهوم الحقيقي أو الحضاري ولكنه في طريقه إلى تطوير ذاته كما أسلفنا بعد استكمال عناصر ومقومات الإعلام الحقيقي والحضاري .
عارف جابو :
بداية شكراُ لهذه اللفتتة الكريمة، والاسئلة المطروحة حول الإعلام الكوردي ولو أنها قلقة أو أن بعضها غير دقيقة إن صح التعبير. إن الإعلام كان وما زال يلعب دورأ هاما في حياة المجتمعات ويؤثر فيها إلى حد بعيد، وخاصة إذا كانت شروط النجاح متوفرة، وأكثر من ذلك بات الإعلام في الدول المتقدمة يمثل إحدى السلطات التي تؤثر على السلطات الأخرى، بل حتى مراقباً ومتابعاً لآعمالها، وأحياناً كثيرة صانعاً لرجالات السلطات الأخرى. هكذا وإجابة على السؤال، إنني لا أتفق مع القول بوجود إعلام حقيقي وغير حقيقي أي مزيف، أو حضاري وغير حضاري، أو ثقافي… الخ، إنني أرى هذه التعابير غير دقيقة. الإعلام إعلام، فهل يمكن أن نقول عن صحيفة أو مجلة أنها حقيقية وأخرى غير حقيقية أو مزيفة؟ كذلك بالنسبة لوسائل الإعلام الأخرى، فالإعلام إعلام. ولكن يمكن أن نقول عن وسيلة إعلامية أو عن الإعلام بشكل عام بأنه متطور ومواكب للزمن، أو أنه غير متطور وغير مواكب للعصر، ولا يؤدي الدور المرجو منه، أو أن أدائه ليس بالمستوى المطلوب وبالتالي ضعيف التأثير.وإذا نظرنا إلى الإعلام الكوردي وأدائه، وأردنا تقييم دوره وتأثيره: يجب أن ننطر إليه في السياق الاجتماعي والسياسي والاقتصادي الذي ينشط فيه الإعلاميون الكورد في الوسائل الإعلامية الكوردية القائمة، التي يجب أن نأخذ بعين الاعتبار الظروف المحيطة بها. عدا عن ذلك، لا يمكن أن نقيّم الأداء الإعلامي بمختلف أنواعه بنفس الطريقة والمقاييس والرؤية. إذ أن الإعلام المقروء عمره أكثر من قرن، والمسموع نصف المدة تقريباً، والمرئي حوالي الربع قرن، أما الانترنت فقط عدة سنوات، وبالتالي لا يمكن أن يكون التقييم واحداً لأن تراكم الخبرة يلعب دوراً هاماً في أداء وتطور الإعلام بمختلف أنواعه. وبما أن المقام لا يتسع لتقييم كل وسيلة على حدا بموضوعية، هذا ناهيك عن القدرة على الإحاطة بذلك حيث لا تتوفر لدي إمكانية ذلك. ولكن يمكن القول ومن خلال ممارستي ومتابعتي الإعلامية وخاصة الويب، أقول هناك إجحاف وعدم دقة إن اختصرنا الإعلام الكوردي وبمختلف وسائله إلى مجرد عناوين ودعايات أو غير ذلك من التعابير غير الدقيقة وغير الموضوعية. صحيح أن الأداء مختلف ومتفاوت والمستوى ليس واحداً، فيمكن القول أنه ليس بالمستوى المرجو الذي يطمح إليه المرء ويحتاج إلى دفع وتطوير. رغم ذلك وفي السياقات التي ذكرناها والتي يجب أخذها بعين الاعتبار، فان الإعلام الكوردي نسبياً ومقارنة بإعلام الآخرين جيد أداءً ومستوى.
زاكروس عثمان :
فإن كان القصد والغاية من السؤال ما ذهبنا إليه وغيره العديد من العوامل والشروط الملزمة لنجاح أي مؤسسة إعلامية وبالتالي إيصال المادة الإعلامية إلى المتلقي، فإننا نؤكد معكم بأن الإعلام الكوردي ليس إعلاماً حقيقياً فهو ما زال خاضعاً للذهنية القبلية – الحزبية من جهة، ومن الجهة الأخرى هو بعيد عن مفهوم المؤسسة ويعمل وفق الذهنية التراثية الأقرب إلى الشفهية منها إلى الوثائقية والتوثيقية في نقل الخبر؛ حيث قلنا قبل قليل وها نحن نؤكد هنا مرة أخرى على المهنية والمؤسساتية وأن الرغبات والتفاني في العمل وحب القضية لوحده لا يكفي لأن يكون لديك إعلام “حقيقي” أو غير حقيقي، وبالمناسبة ليس هناك شيء أسمه إعلام حقيقي أو غير حقيقي، فإما هناك إعلام أو لا إعلام.أما إن كان “حقيقية الإعلام” عندكم يأتي من حيث المواضيع وما يتعلق بقضايا الكتابة والبروباكندا الإعلامية، فإننا على إطلاع بأن المادة الإعلامية هي “نفسها” في كل الإعلام العالمي؛ من مادة خبرية وأيضاً المقالة السياسية والمواضيع الاقتصادية والاجتماعية و.. الطبية والرياضية وكل ما يمكن أن يجذب المتلقي. أي وبما معناه؛ فإن “المادة الإعلامية” هي مواضيع مشتركة وهي ذاتها – وإن كانت لا تعد ولا تحصر – بين جميع المؤسسات الإعلامية، ولكن ما يجذب المتلقي إلى هذه المؤسسة دون غيرها من المؤسسات هو شكل وسرعة تقديم تلك المادة؛ فلا يعقل وكمثال من واقع الإعلام الكوردي وتحديداً الحزبي، أن تأتي “جريدة” حزب سياسي كردي – أو بالأحرى النشرة الحزبية لها وبعد شهر من عمر خبر صحفي ونشره على كل الفضائيات – أن يأتي هذا الحزب وينشر الخبر نفسه (وبأقل مهنية وتشويق بالتأكيد) فهل عندها سيجد أحداً يقرأ ذاك النبأ وحتى من قبل رفاقه أنفسهم؛ ولذلك نجد بأن جل “نشراتنا” إن لم نقل كلها لا تقرأ، لا من قبل الجماهير ولا حتى من قبل “الرفاق” أنفسهم وهذا الموضوع؛ موضوع الإعلام الحزبي هو نفسه بحاجة إلى أسئلة عدة لتجاوز حالة العطالة التي تمر بها. ولكن.. وعلى الرغم من كل هذا وذاك نستطيع أن نقول أن هناك إعلام كردي. أن موضوع الصحافة والإعلام الكوردي بشؤونه وشجونه متعلق بمسالة الحقوق و الحريات العامة ومسألة الديمقراطية وحق التعبير عن الرأي وحرية الطباعة والنشر وهذا يعني إن الإعلام الكوردي لا يقرر مصيره بنفسه لأنه هناك دائما عامل السيطرة الأجنبية على كردستان التي تعرقل مسيرة القومية الكوردية نحو التقدم والتطور والحداثة على كافة الصعد منها الإعلامي فمن المعروف أن حكومات الدول المسيطرة تحارب الإعلام الكوردي محاربة خاصة من خلال منع تأسيس الصحف والمجلات والإذاعة والتلفزة الكوردية وفوق هذا وذاك منع تداول اللغة الكوردية في وسائل الإعلام …. وإذا كانت كردستان الجنوب هي الاستثناء في هذه القاعدة فان بقية أجزاء كردستان مازالت تعاني سياسة الاضطهاد القومي والتمييز العنصري في حقل الإعلام والثقافة حيث لا يسمح على ارض الوطن تأسيس جريدة أو إذاعة أو تلفزة كردية … وكل ما يتم إنتاجه بالداخل كإعلام إنما بشكل سري وسط ملاحقة دائمة من سلطات الدول المسيطرة . وهذا لا يعطي الإعلام الكوردي فرصة ليثبت وجوده .وطالما القضية القومية بقيت مسألة بلاحل فمن الطبيعي أن تكون قضية الإعلام مسالة بلا حل يضأ. ولذلك لا يجوز تحميل الإعلام الكوردي ما هو فوق طاقته – عدا الإعلام في كردستان الجنوب – وان محاولة التشكيك بوجود الإعلام الكوردي فيها عدم الإنصاف لأننا نطلب منه أن يكون بمستوى الإعلام الدنماركي حيث يعجز رئيس الوزراء التدخل في شؤون جريدة أو من باب المناشدة و النصح وهكذا بكل بساطة نلغي الفارق الزمني والتاريخي والظروف السائدة في الدنمارك وفي كردستان ونجري مقارنة غير منطقية بين الرسالة الحضارية الإنسانية التي تقوم بها وسائل الإعلام في البلدان الديمقراطية وبين رسالة الإعلام في بلد خاضع لسيطرة أجنبية تحت ظل حكومات توتاليتارية – دكتاتورية .لماذا ننسى إن الإعلام الكوردي بالداخل يتحرك في حقل ألغام وهو محاصر بالخطوط الحمراء والأسلاك الشائكة . أن الظروف القاسية التي تعشها القومية الكوردية تلقي بظلالها القاتمة على الإعلام الكوردي .كيف نتكلم عن إعلام كردي نموذجي يثلج الصدر . إذا كانت أهم أدوات الإعلام ممنوعة . اللغة الكوردية ممنوعة % 90 من الأكراد أميين في لغتهم القومية لا يعرفون القراءة والكتابة بها ولا يفهمون تماماً ما يقرؤون او يسمعون . فكيف نحصل على إعلام حقيقي .؟؟؟؟
إسماعيل كوسة :
بالمعنى الحضاري والثقافي والتقني , يمكن القول ودون مواربة , إذا كان هناك إعلام كردي , فهو إعلام خاضع ومتخلف طبعاً بالمعنى الثقافي تحديداً فالإعلام الكوردي على الرغم من هذه التغيرات الكونية الكبيرة والمدهشة والمنبهرة هو إعلام تبعي وتابع للاعتبارات السياسية , والسياسة الكوردية كما أصبح معروفاً للجميع سياسة مرتبكة , وخطابها مرتبك , لذلك فالإعلام التابع سيكون مرتبكا أيضا . لا يمكن اليوم – في الحالة هذه – أن يقدم هذا الإعلام خطاباً راضياً , والدليل , هل يعتمد الإعلام العالمي ولو بمعلومة صغيرة على الإعلام الكوردي حتى وان كان الأمر متعلقاً بالأكراد أنفسهم .اعتقد أن ما نقرأه من كتابات وإخبار وعناوين لا تأتي من مؤسسة إعلامية حرة رصينة , ذات توجهات وأفكار ورؤى , ماهو ملاحظ هناك نفور شعبي عام من هذا الإعلام لذلك أنه مازال في أول الطريق وأول الطريق بخطوة .
باران آلوجي :
في الحقيقة لم يرتقي الإعلام في عموم الشرق الأوسط إلى المفهوم الحقيقي المنشود وخاصة في معالجة القضايا الثقافية والإنسانية والنفسية والمعرفية واقتصر فقط على القضايا السياسية والعسكرية والذي غالبا ما كان قاصرا في إعطاء التحاليل الموضوعية حولها ومازال متأثرا بسياسات ومصالح كل دولة . أما بالنسبة للإعلام الكوردي فانا لست متشائما عندما أقول انه لا يوجد إعلام كردي حقيقي ولنفترض انه يوجد فيمكن تسميته عندئذ بـ ( شبه الإعلام ) وقد استثني من ذلك التطور الحاصل في الصحافة الكوردية في كردستان العراق , وحول وضع الصحفي في سوريا فمازالت في صراع شديدة للتخلص من آلام الأنانية الحزبية الضيقة والتجييش غير المخطط للإحداث والذي لا فائدة منه كزوبعة في فنجان قهوة , وأما ما يسمونه بالإعلام الانترنيتي فأصفه بكلمتين ( إعلام المراهقين )
عبد الرحمن آلوجي :
إن الإعلام في جوهره اللغوي يعني التبليغ والإيصال , وهو في مفهومه الاصطلاحي يعني ذلك , وإن كان يتضمن التوجيه والإعداد , وتكوين الرأي العام من خلال التأثيرات الهامة والواسعة التي تقوم بها وسائل الإعلام المتطورة , من مقروءة ومسموعة ومرئية , إذا أضفنا إليها التقنيات المعاصرة التي تقوم بها شبكات البث من خلال الأقمار الصناعية إلى جانب الشبكة الالكترونية العالمية – الأنترنت – وبهذا المقياس يمكن النظر إلى الإعلام العربي والإعلام الكوردي , باختلاف ٍ في الطاقات والإمكانات والموارد وسبل الدعم ووسائل التأثير وما يحيط بكل ذلك من منظمات ومنظومات وهيئات ثقافية وإعلامية وأطراف وأحزاب إلى جانب النخب الثقافية المشاركة في بلورة الإعلام وتوجيهه على المستوى المحلي والعالمي .والإعلام الكوردي يعد في بداياته إعدادا وإخراجا ومادة علمية وتربوية , حيث يمكن النظر إليه بمختلف شعبه وأدواته ووسائله ونخبه الثقافية والعلمية , من منظور التكون وبداياته , على الرغم من توفر عناصر الإبداع والصدق فيه بدرجة متفاوتة , وإن كان يفتقر في كثير من الأحيان إلى البرمجة والإعداد من جهة , وإلى المادة الإبداعية بشمولها وطاقاتها من جهة أخرى , لنجد ثغرات وعثرات في جدار الإعلام الكوردي وهو يتهيأ للنهوض وسط صعوبات جمة وعراقيل معقدة , ولكن ما يؤمل منه أن يتمكن من إعداد الكادر الإعلامي في مختلف ميادين الإعلام وتخصصاته , بشكل متدرج ليكون أقدر على التأثير والتوجيه والتربية , وأكثر عمقا في محتواه الفكري والعلمي والثقافي , وأقدر في استيعاب الثقافة الإنسانية وعلومها , سواء كان ذلك باللغة الكوردية وما يستتبع ذلك من الاغتناء بالمصطلح , أم بمختلف اللغات المجاورة والحية للوصول إلى إعلام حي مؤثر وعميق .
أبو أزاد :
أستطيع القول وبجرأة أنه لا يوجد إعلام كردي بالمعنى الحقيقي للكلمة( أقول ذلك على الأقل في سوريا ) بل هناك محاولات إعلامية حزبية لنشر مواقف وآراء هذا الحزب أو ذاك وهناك جرائد حزبية لم ترتق لمطاف حتى الجرائد النظامية والسبب في رأيي يعود لعدة أمور أساسية منها ضعف أو فلنقل ندرة الكادر الإعلامي التخصصي من جهة وسرية العمل الإعلامي بشكل عام من جهة أخرى فجرائد وحتى مجلات الأحزاب وكما نعرف أنها تطبع بوسائل أقل ما نقول فيها أنها بدائية قياساً للتطور العلمي والتقني للجرائد والمجلات التي تطبع بالمطابع النظامية .فأكثر هذه الجرائد والمجلات تطبع في أحسن الأحوال على جهاز الريزو .وأغلبها على التصوير الفوتوكوبي . أما أن نقول أن ما نقرؤه مجرد كتابات وأخبار وعناوين ودعايات .. فهذا تجني على الحركة رغم ضعف إعلامها وبدائية وسائلها فيجب أن نكون موضوعيين ونقدر الظروف والإمكانات المتاحة ولا ندخل في مجالات التنظير من بعد . ولكن على الرغم من كل ما تقدم فمن الإجحاف إنكار دور الحركة في تحريك القضية الكوردية التي يأتي الإعلام في مقدمة مهامها ولولا الحركة رغم كل نواقصها لما كانت هناك هذه الانتقادات من الشباب الذي ينظر إلى واقع الحال الإعلامي من منظار الطفرة التي حدثت على وسائل الإعلام المرئي والمقروء خلال السنوات الأخيرة على المستوى المحلي والعالمي .
سعاد جكرخوين: قبل كل شىء أريد أن أهنيء الشعب الكوردي بيوم الصحافة وبمرور 111 سنة عليها وأتمنى للصحفيين الكورد التقدم والازدهار.لاشك أن هناك إعلاما كردياً يواصل سلسلة الإعلام التي بدأت منذ زمن بعيد, فقد لعبت الصحافة الكوردية دورها الكبير في نشر الثقافة والفكر الكوردي و إيصال الآراء النيرة إلى كافة الفئات ولاشك أن القنوات الإذاعية الكوردية التي ماتزال تبث حتى الآن منها الإذاعة الكوردية في أمريكا عملت على نشر الآراء والثقافة الكوردية بشكل واسع وما يزال إعلامنا الكوردي يواصل الجهود على نشر الرأي والكلمة الكوردية إلى مسامع الجمهور الكوردي بالرغم من الظروف القاتمة والأوضاع القلقة الحرجة والمصاعب الجمة وإننا نرى اليوم أن وسائل الإعلام تعددت وتنوعت فلدينا فضائيات كردية وإذاعات , شبكات الانترنت و صحافة كجرائد ومجلات كلها تعمل لنشر الفكر الكوردي وإيصاله بشكل لائق الى الجماهير الكوردية لكننا ننصدم أمام حقيقة مرة مؤلمة عندما نرى بعض الأقلام تستكين وتتزحزح وكثير من الحقائق تخفى وراء الجدران وتحسباً للظروف التي نمر بها يبقى الأمر مؤجلاً إلى إشعار آخر ولابد أن يأتي ذاك اليوم لتنكشف الحقائق ولا يغرب عن بالنا بأننا مانزال غير متمكنين من أوضاعنا المتزعزعة بعض الشيء ونشر الإعلام بشكله الصحيح يتطلب إمكانيات جمة فكرية , مادية ومعنوية ليتمكن أصحاب الفكر والقلم من قدراتهم بشكل جيد دون حساب أو خوف..وفي الحقيقة أن الأوضاع التي نمر بها تحتم علينا الصبر بعض الشيء لاشك أن هذا يحدث في أكثر البلدان حتى المتطورة منها ونحن أشد الناس نعيش ممتلئين برواسب الماضي ولا بد أن يأتي ذلك اليوم الذي نتحرر من شوائبنا وأخطائنا لنكون في عداد البلاد المتطورة.
دلشاد عثمان :
في البداية علينا أن نعلم بان مفهوم الإعلام ينقسم إلى عدة أقسام , منها الإعلام السياسي الخاص بحزب ما أو تيار ما , أو الإعلام العقائدي الخاص بانتماء ما , أما الأهم هو الإعلام المستقل, الذي يتخذ منه الكاتب موقع الناقد أو طرح رؤية في مسألة معينة, و هذا ما نراه قليلا جداً ضمن مجتمعنا و ذلك لعدة أسباب قد يكون منها الظلم الذي يتعرض له الأكراد مما يجعلهم يقبلون إلى الانتساب لمنظمات وأحزاب تجعل أقلامهم تخط ما يمليه عليهم انتمائهم الحزبي أو العقائدي…
منير شيخي :
إن طرح السؤال يحدث مشكلة في وقت نفسه يحدد نصف الجواب، حتى نستطيع أن نلامس حقيقته و لكي نستطيع أن نكون موضوعين وبالضرورة في تحديد المجال الحيوي للجواب.لا بد أن نسأل هل التجربة الإعلامية الكوردية قطعت مرحلة تاريخية يمكن تقييمها مع أقرانها من تجارب الشعوب الأخرى بوجه عام والمتقدمة بوجه خاص. هنا تكمن المشكلة وتظهر للعيان. الإعلام الفرنسي والبريطاني وحتى الأمريكي يعاني من معضلة التقييم رغم ما وصلت إليه، فلا يُنعت إعلامها بالحقيقي والحضاري والمهني للحد الأقصى. الإعلام الحقيقي هو الذي ينشأ من بيئة صحية ومستقرة قانونياً أولاً واقتصادياً وسياسية ثانياً، مرتكزاً على الحرية كمفهوم ثالثاً. قد أجمعت مواثيق الشرف الصحفي ووافقت عليها المؤتمرات الدولية ومنظمة الأونيسكو أن الخبر حرٌ وهو ملك للقارئ وللحقيقة. من هنا يمكن القول أن البيئة الحقيقية لنشوء إعلام مهني لا بد أن تتركز على المبادئ التي يجب أن تقوم عليها التشريعات الصحفية والتي يمكن حصرها في حماية الدولة – رعاية حرية الإعلام – حماية الأخلاق والأفراد – صون الرأي العام واستمرارية المؤسسات الإعلامية استمراراً تصاعدياً وهذه المبادئ بمجملها غير متوفرة للحد الأدنى في المجتمع الكوردي لأسباب لسنا بصددها ونعرفها بعمق جميعاً. مما يجعلنا نتعرف بدون تردد و(بحزن) أنه ليس هناك إعلاماً كردياً بالمعنى التخصصي للكلمة. لا أريد أن أقارن مع الإعلام المحيط بنا، كي لا أقع في خانة من يقارن بالنموذج السيء أن لم يكن الأسوء في عالم الإعلام، فالخبر تجده مشبعاً بالايدولوجيا وبالإشاعة والتحليل مع إن الخبر في تعريفه العام هو رواية الحقيقة لارواية الإشاعة أو قول مختلق فهو أشبه بالصورة الفوتوغرافية ينقل ولا يعلق ولا سبيل إلى تقديس عنصر الحقيقة في الخبر إلا بتجريده من كل رأي، فالإعلام الذي يسهم في تكوين الرأي العام وتنويره وإرشاده يجب أن يكون رواية صادقة كاملة وسليمة بتجرد.