السؤال الثاني: بتقديركم هل استطاع الإعلام الكوردي أن يواكب المرحلة الراهنة, وخاصة في ظل الثورة المعلوماتية الهائلة وأجهزة الإعلام المسموعة والمقروءة والمرئية ..؟!
كلا ورب الكعبة، لم يستطع الإعلام الكوردي مواكبة الحدث في المرحلة الراهنة لا في ظل الإعلام الحزبي التقليدي، ولا في ظل أجهزة الإعلام الحديثة، ولكننا لا نحمل هذا الإعلام كامل المسؤولية في ذلك وفي ظل انعدام الحرية وهز العصي فوق الرؤوس، كما أن هناك نوع من انعدام الخبرة الكافية للكادر الإعلامي، وقلة التمويل الذي يلعب دوراً أساسياً في تطوير العملية الإعلامية. ولهذا ولأسباب أخرى لم يستطع الإعلاميون تحمل مسؤولياتهم كاملة، كما لم تستطع المؤسسات والجهات المعنية القيام بدورها الفعال لإنجاز إعلامي متقدم وقادر على تحمل إعياء المسؤولية في الظرف الراهن. وسيبقى الإعلام الكوردي يعاني من إشكاليات عديدة طالما بقي الكورد مشتتي الشمل محرومون من حقوقهم القومية، مفتقرين إلى مؤسسات إعلامية حرة قادرة على البذل والعطاء، وسيبقى صوتهم مبحوحاً لم يفهمهم أحد ولن يفهمها الآخرون إلا بصعوبة. ولكن – ومرة أخرى- علينا ألا نبخس الإعلام الحالي حقه أيضاً، وإن كان دون المؤمل ومهما كان فسيبقى في كل الأحوال نوافذ يطل منها الكوردي على نفسه وعلى العالم ككل وخاصة من الفضائيات ومن الشبكة العنكبوتية (الإنترنت) الأكثر رواجاً اليوم في سوق الكتابة الكوردية حالياُ. .
بير رستم :
الإعلام هو قناة ونافذة الشعوب للإطلال من خلاله على العالم وحضارتها ومن ثم التلاقي والتحاور وأحياناً الصراع مع تلك الحضارات المختلفة، ولم يسمى عبثاً محطات البث الإذاعية والفضائية “بالقنوات”؛ فمن خلال الإعلام نتعرف على ثقافة وحضارة الآخر ونعرفه بثقافتنا وحضارتنا وهو في الحين ذاته؛ أي الإعلام جزء من الحالة الحضارية للأمة. بما معناه؛ لا يمكن الفصل بين المستوى المعرفي – الحضاري لشعب ما وبين درجة تطور إعلامه وهكذا يمكن أن نعتبر بأن الإعلام هو أحد مقاييس تطور شعب وحضارةً ما بحد ذاته. فإذا اعتمدنا المقياس السابق وقسنا على أساسه الإعلام الكوردي عموماً فمؤكدٌ إننا سوف نقول: إننا لا نملك إعلاماً كردياً يليق بالمرحلة التاريخية والتي نعيشها وذلك نتيجة لواقع الاحتلال والاغتصاب والذي يعيشه الشعب الكوردي في عموم أجزاء كردستان وما أفرزته من واقعاً مأساوياً يعاني من الفقر والجهل والتخلف والأمراض الاجتماعية؛ حيث نستطيع أن نقول: بأن هذه الحكومات الغاصبة لكردستان وبطريقة منهجية عملت على الإبقاء على حالة التخلف لدى الكورد وكرسته بحيث أبقت المجتمعات الكوردية عند حافة الحضارة ولم تسمح له أن تتجاوز المراحل الرعوية الزراعية والولوج إلى عصر المدينة والثورة الحضارية المعلوماتية والتي نعيشها. ولكن وعلى الرغم من هذه المناخات الكارثية على المستوى الحضاري بالنسبة لأية أمة، ونتيجةً للثورة المعلوماتية والتي جعلت من العالم قرية كونية حقيقية وهجرة أعداد كبيرة من الكوادر والنخب الكوردية إلى أوروبا واكتساب الخبرات هناك وغيرها من العوامل والشروط وأيضاً الإمكانيات والمناخ السياسي الديمقراطي الحر وغيرها من المسائل – وبالتأكيد لا نستطيع أن ننسى الدور والإمكانيات التي وفرتها بروز إقليم كردستان العراق ككيان جيوسياسي كردي – نعم.. فكل تلك الشروط ساهمت لأن يكون هناك إعلام كردي يحاول أن يواكب المرحلة الراهنة.
محمد قاسم :
إذا تمعنا في ما سبق أدركنا أن الظروف الذاتية والموضوعية معا ليست متوفرة بما يعين على تحقيق الإعلام الكوردي-إذا جاز تسميته إعلاما على ضوء ما عرفنا سابقا.. من حيث الزخم يحاول الإعلام المستقل –الالكتروني- كرديا أن يتصدى لمهمة جادة ومنوعة ومسؤولة..ولكن المشكلة هي في عدم التخصص وقلة الموارد…والافتقار إلى منظومة إدارية خبيرة ومتكاملة؛ تتناسب مع سرعة التحولات..وازدياد حجم الحاجة إلى السرعة والمهنية في التوصيل..ربما المناخ الجميل فيها هو تميزها برحابة صدر في استقبال الآراء المنوعة والتي لا تستقبلها الصحافة الحزبية عادة..وصحافة الأنظمة بشكل خاص..وهذه ميزة –إذا استمرت- فإنها تبشر للتأسيس لثقافة تؤمن بالحرية والديمقراطية روحا..طبعا مع ضرورة التطوير المتناسب مع روح العصر..وحتى على مستوى كردستان جميعا..فإن المشكلات كبيرة..وعلى رأسها “اللغة الموحدة” للهجات المختلفة..فضلا عن هيمنة الإعلام الحزبي- البارتي-الاتحاد..والأحزاب الأخرى.. مع التقدير لدورها في محطات هامة من تاريخ النضال..إلا أن أسلوبها لا يتوافق مع المستقبل المفترض للعملية السياسية الكوردية في كوردستان العراق خاصة..وفي كردستان إيران وتركيا.. وسوريا أيضا..( لقد سبق أن كتبت عن هذا الموضوع وقلت أن كردستان العراق تتحمل مسؤولية تاريخية عن الثقافة الكوردية بما تملك من ظروف مساعدة..كمبدأ.) . وإن كنت أقدر ظروفها فيما يتعلق بالمسؤولية السياسية بسبب الظروف التي تمر فيها..!
محمد إسماعيل :
طالما لم يستكمل بعد عناصر ومقومات الإعلام الحقيقي لدى الإعلام الكوردي فهو لا يستطيع مواكبة المرحلة الراهنة وفي ظل الثورة المعلوماتية الهائلة حتى الآن يلقى كتابنا وإعلاميونا صعوبة في الاتصال الهاتفي ناهيك عن الاستخدامات الأخرى وفي بعض أجزاء كردستان يوجد حظر على كل الأنشطة الكوردية حتى إصدار منشور فكيف إذا كان بث إذاعي أو تلفزيونيأو غيرها
منير شيخي :
إذا كنت تقصد بالمرحلة الراهنة، أي المرحلة الراهنة من تطور القضية أرى أن السبب الرئيسي والجوهري في تعذر التعريف بالقضية للحد الضروري لا أقول الأقصى هو أن التوجه الكوردي في الخطة الإعلامية(إن وجدت) لم يستطع حتى الآن من إخراج المعاناة الكوردية من دائرة النكرة وتعريفها بالعالم المتحضر. أما إذا كنت تقصد بالمواكبة، الالتحاق بالتطور الإعلامي في عصر سرعة تنقل المعلومة في ما أصطلح بالقرية الكونية وأجد أن الموضوع وصل لحد الإنسان الكوني الآن. لا بد من التنويه في الوقت الذي نفتخر بأن الشعب الكوردي أستطاع وبكونه شعباً محروماً من حقوقه المشروعة أن يؤسس قنوات فضائية وإذاعات ومواقع وصحف إلكترونية متعددة إلا أنه ما يزال يفتقر إلى وكالة أنباء خاصة به، فمهما تعددت وسائل الإعلام وتنوعت طرق تبليغها للعامة تظل الوسيلة الإعلامية الأساسية والأكثر نجاعة بدون منازع وكالة الأنباء، فالمراسل ووكالة الأنباء يملكان القيمة الحقيقة للخبر، فالقيم الإخبارية لها أهميتها في قياس أهمية الأحداث مع أنها لا تقرر في حد ذاتها أهمية الحدث بل تقّرر طبيعته ليس إلا، فأن المشهود له أنه كلما زادت القيمة الإخبارية في الإعلام الكوردي لحادث ما، زاد اهتمام الناس به وزادت أهميته وهذا ما نطمح أن يكون عليه التوجه الكوردي والفائدة الكوردية من تقنيات العصر، ليس التسابق للكم بل للنوع، ليس المحاولة إلى تقديم كم هائل من أنصاف إعلاميين وأنصاف صحفيين بل القدرة على طرح أسماء متخصصة فعالة و حقيقية في الفضاء الكوردي المفتوح على فضاءات الآخرين.
زاكروس عثمان :
إذا لم يكن لدينا جمهوراً من القراء والمستمعين والمشاهدين لا يوجد لدينا رأي عام كردي يبني آراءه بتأثير الإعلام الكوردي بل الرأي العام الكوردي مغترب مسلوب من الإعلام العربي و الفارسي والتركي , كل بحسب اللغة الأجنبية التي يجديها طبعاً ظروف القهر وسياسات الصهر القومي ونشر لغات القوميات الغالبة بين أبناء القومية المغلوبة الأكراد جعلهم يتابعون الإعلام الأجنبي وليس الكوردي , حيث لا يوجد تواصل فعال بين الإعلام الكوردي وبين الرأي العام الكوردي . وإذا عرفنا أهمية العلاقة المتبادلة بين الإعلام والرأي العام حينها نستطيع القول أن الإعلام الكوردي موجود أو غير موجود . لان هذه العلاقة هي التي تحدد توجهات وسائل الإعلام في أي بلد وتحدد كذلك الرسالة التي يجب أن تؤديها في الحقل السياسي والثقافي والاجتماعي لتكون مجرد ناقل خبر . فهل الإعلام الكوردي في وضعه الراهن مجرد ناقل خبر وعمل روتيني رتيب . إذا تركنا معاير جودة المادة الإعلامية المطروحة في الإعلام الكوردي فإننا نقول أن الصحافة والتلفزة الكوردية لا تقف عند حدود نقل الإخبار والتقارير كثيراً ما تطرح مواضيع ملفات متنوعة من التراث والتاريخ والأدب والفن والسياسة .. الخ بغض النظر عن جودة الملفات المطروحة ان أول جريدة كردية هي جريدة كردستان التي أسسها البدرخانيين في القرن التاسع عشر لم تكن ناقلة إخبار فقط . رغم أنها أول تجربة كردية في ميدان جديد هو ميدان الصحافة وكذلك الحال للصحافة التي صدرت من بعدها , بل حتى أدبيات أحزاب الحركة الكوردية في سوريا والتي لا تعدوا كونها قصاصات ورقية متواضعة ردئية الطباعة والإخراج لا تكتفي بطرح الإخبار والأمور السياسية بل تتطرق إلى مواضيع شتى . وإذا كانت ثمة رسالة حضارية إنسانية للإعلام الكوردي فهي الالتزام بقضية الإنسان الكوردي وهذا الالتزام موجود والأمر لا يخلو من العيوب والنواقص ولذلك مهما كانت كمية ونوعية الإعلام الكوردي متواضعة فانه يستحق التقدير كونه يعمل تحت سيطرة دول تعتبر حق التعبير عن الرأي خيانة عظمى ومع تقليم أظافر الدكتاتورية وقلع مخالبها وأنيابها ومع عولمة الديمقراطية وثورة الاتصالات التي كسرت مقصات الرقابة بات أمام الإعلام الكوردي فرصة طيبة كي يثبت وجوده كإعلام هادف يحمل رسالة إنسانية . والأمر يتطلب المزيد من العمل والجهود ومزيدا من النوايا الجادة والمخلصة وحتى يتحقق ذلك نقول أن وجود أو عدم وجود الإعلام الكوردي مسألة نسبية ….؟؟ ان الإجابة تتحمل النفي والإيجاب فمن الناحية التقنية – الفنية استطاع الإعلام الكوردي إلى حد مقبول مواكبة ثورة الاتصالات والمعلومات حيث وظف معطياتها التكنولوجية في البث التلفزيوني عبر الأقمار الصناعية وعبر الانترنت واستخدام الكومبيوتر وغيره بل ربما الأكراد بظروفهم الصعبة وإمكانياتهم المحدودة سبقوا بعض دول المنطقة في هذا المجال وهذا يعني أنهم أدركوا مبكرا أهمية توظيف ثورة الاتصالات في خدمة الإعلام الكوردي .ولكن هل تم الاستفادة من هذه المعطيات لمواكبة المتغيرات والمستجدات والإحداث المتلاحقة في المنطقة والعالم وهنا تأتي الإجابة بالنفي لان الإعلام الكوردي لم يجاري عصر العولمة , حيث لدينا نموذج عملي وهو الفضائيات الكوردية سواء فضائيات المنفى او فضائيات الداخل التي تحررت إلى حد بعيد من قيود حكومات السيطرة ومقص الرقابة وكان المفروض بها ان تواكب المرحلة الراهنة التي يمر بها العالم ولكن ذلك لم يحدث إلا ما ندر , لان الإعلام الكوردي في المنفى او في الجزء الكوردستاني المحرر خرج من قبضة حكومات السيطرة ليدخل في وصاية الأحزاب الكوردية وانعكس ذلك على كمية و نوعية المادة الإعلامية المطروحة في الإعلام الكوردي . كونها عموما مواد وبرامج تقليدية جامدة تفتقر إلى الحيوية والحداثة والإثارة يغلب عليها الطابع السياسي الرتيب والبالي . فلا تستطيع تلبية حاجة الإنسان الكوردي إلى المعلومة السريعة والصحيحة . حيث يطغى اللون الواحد لون الحزب الذي يمتلك الجريدة أو الفضائية . فلا نجد فرص متكافئة بين الرأي والرأي العربي والتركي والفارسي وهناك الرأي الكوردي ومقابله أخر كردي أحيانا نسمع أو نشاهد عبر الإعلام الكوردي أخر العربي ولكن الأخر الكوردي غائب . وباعتقادي ان مواكبة المرحلة الراهنة تتطلب إعلام حر ومستقل وللأسف ليس لدى الأكراد إعلام كهذا فإما ان يكون تحت قمع حكومات السيطرة او تحت وصاية الأحزاب الكوردستانية التي بحد ذاتها تحتاج إلى إعادة بناء حتى تستطيع مواكبة عصر العولمة . فقد تقتنع بضرورة فسح المجال أم استقلالية الإعلام .
دلشاد عثمان :
بصراحة استطاع الإعلام الكوردي التفوق على إعلام باقي المجتمعات القريبة منه و ذلك ظاهر من الثورة الهائلة للصحف الالكترونية و النشرات البريدية الكوردية التي يتم تداولها مابين الكتاب و القراء الكورد, و للعلم ان حاول أي شخص متمرس بالتعامل مع الأنترنت بالتجول في المواقع الكوردية فإنه سيحتاج إلى أيام لكي ينهي تصفح المواقع، بالمقابل ازدادت المنتديات الكوردية التي تعطي حرية التعبير للناشر بأن يكتب مقالته أو يعلق على شخص ما بدون انتظار إذن مدير التحرير , و هذا ما شجع على إطلاق العنان للكتاب و حتى المبتدئين بالكتابة و النقد و حتى كتابة الشعر بكل حرية و ثقة عالية بالنفس.
إسماعيل كوسة :
الإعلام بحاجة أولا إلى مال وكادر مؤسساتي . هل عند الكورد هذه الإمكانيات , اعتقد في المرحلة الحالية , هذه الخاصية ليست موجودة للظروف القاسية التي يمر بها الشعب الكوردي , لذلك لا يمكن للإعلام لا تتوفر فيه لديه المادة الأولية , أن يواكب المرحلة الراهنة خبراً وتحليلاُ وتوجها , واعتمادا ثم لا يمكن للإعلام أن يقوم بدوره كما هو مطلوب في غياب الديمقراطية والحرية حيث القمع والاستبداد على كافة الصعد.
عبد الرحمن آلوجي :
لقد استطاع الإعلام الكوردي على الرغم من غياب المؤسسة الإعلامية الموحدة , وكيان الدولة المستقرة , وظروف القهر والاستعباد , والقمع الفكري والإعلامي , في غيبة الأمة الكوردية عن تقرير مصيرها , أن يرقى إلى مستوى المرحلة في دخول عالم الأنترنت بوضوح وقوة ( أكثر من ستين موقعا كورديا الكترونيا يمارس الثقافة والتربية والتوجيه , إلى جانب عشرات الغرف الالكترونية المدارة من جماعات وأفراد ) كما استطاع الإعلام الكوردي أن يلج الفضائيات ويخرج إلى النطاق العالمي , ويواكب الثورة المعلوماتية على الرغم من العلل والثغرات الأنفة الذكر والتي يمكن أن تكون مقدمة لإثراء إعلامي , وإغناء تقني ومنهجي , ودفع للطاقات الأكاديمية والإبداعات والقيم النقدية , لتتبوأ مكانتها في ريادة عالم الإعلام المؤثر والعميق , لإغناء ثقافة الإنسان الكوردي وربطها بالثقافة العالمية , وبناء معالم شخصية كوردية متميزة , تنهج الخير وتؤمن بالقيم الفاضلة وتسعى إلى تطوير ذاتها ومعالجة أدوائها , وسد ثغراتها , في عالم المتغيرات المتسارعة .
أبو أزاد :
أما السؤال الثاني فهو متداخل مع السؤال الأول لأن الإعلام قبل كل شيء لا يتطور في ظل القمع الإعلامي ومصادرة الرأي والمنع . وكل وسائل الإعلام الكوردي في سوريا رغم بدائيتها فهي ممنوعة وتعمل في الخفاء وكوادرها إن استطعنا أن نطلق عليهم اسم كوادر إعلامية فهي كوادر حزبية بالدرجة الأولى ولا يوجد كوادر بالمعنى الحقيقي والحرفي لهذه الكلمة في الوسط الحزبي الكوردي في سوريا وإن تواجد عدد قليل منهم فهم موزعون بين هذه الأحزاب وجهدهم وإمكاناتهم بالدرجة الأولى للإعلام الحزبي .
نجمل فيما يلي جواب السؤال الأول والثاني لتداخلهما فضلا عن كونهما مكملين لبعضهما وفي نفس السياق… إذا كانت الغاية من الإعلام السياسي، هي إيصال الخبر، أو المعلومة، أو الفكرة، أو الموضوع الذي نحن بصدد الترويج له إلى الرأي العام بمختلف الوسائط..لأدركنا كم أن الإعلام مسؤولية كبيرة وخطيرة في آن معا، فهو يصنع التفكير ويرشده ويساهم في تغيير الواقع ويسعى لتشكله نحو الأفضل…لكن السؤال المطروح هو إلى أي مدى أفلح الإعلام الكوردي في هذا الشأن .؟ باعتقادي أن الكورد مازالوا في بداية الطريق، فالإعلام بــحاجة إلى كوادر كفوءة ، وبحاجة إلى نفقات مكلفة، فلا بد إذن من مصادر تمويلية كافية، كما أنه بحاجة إلى أجهزة متطورة، وظروف مناسبة ومتاحة، فالحريات لا بد منها، وهي من مستلزمات ازدهار الإعلام.. وأيضا تقدم الإعلام الكوردي بحاجة إلى جهد جماعي، وأيضا إلى تلاحم وطني كردي بدل هذا التشتت السياسي، لكن الإعلام الكوردي – للأسف – يفتقر إلى كل هذه العناصر… هل لنا أن نتباهى ونقول :إن إعلامنا بخير، أو في أحسن حال.! أنا لا أقول هذا، فعلاوة على كل ما قلناه، أستدرك فأقول : طالما الكورد يفتقرون إلى دولة، ويعيشون في ظل أنظمة لا تجيز لهم بإعلام حر، فتبقى تقنية الاتصالات وكل ثورة المعلومات ذات فائدة جدا يسيرة مقارنة بالأنظمة المحيطة أو البعيدة، فلن يستطيع الإعلام الكوردي أن يواكب ركب التطور الإعلامي لا الإقليمي ناهيك عن العالمي.. وقبل كل هذا فنحن نعد من الشعوب المبتلية بالجهل والتخلف، فنسبة الأمية ما زالت مرتفعة .. والشعوب المتخلفة على العموم لا يمكن لها أن تصنع إعلاما متقدما.. ..فلنقر بالواقع الحقيقي ولا داع من التباهي بأن الإعلام الكوردي بخير لان الواقع المعيش يكذّب ذلك
سعاد جكرخوين :
لابد من الإشارة إلى أن الإعلام الكوردي بشكله الحالي يحاول قدر الإمكان أن يواكب المرحلة الراهنة في ظل المعلوماتية وقد أشرنا إليه في جواب السؤال الأول لكن في حقيقة الأمر ليس هو بالشكل المطلوب وأشرنا إلى بعض الأسباب والدواعي فالبعض منهم يحاول أن يشوه صورة الإعلام فينقله بشكل غير صحيح بل ويعمل جاهداً على أن يجعله وسيلة لعرض الشوائب والخلافات الشخصية في مجتمعنا كل لصالحه وكما يحلو له ولا أرى مبرراً لذلك سوى الإساءة إلى قدرات شعبنا وإظهارنا أمام الناس بالتخلف وعدم الرقي .والبعض الآخر يقوم به من دون قصد ولكن الإساءة تبقى إساءة سواء كان عن قصد أو غيره حيث يبقى الانترنيت فقط للجدل والشجار وباعتقادي هذا يأخذ منا الوقت الكثير والجهد الكبير وبهذه الطريقة تكون قضيتا الأساسية في دائرة النسيان وتبقى الأقلام فقط للاتهام والدفاع وجدير بالذكر أن نعلم أن هذا كله تابع لظروف قاسية يمر بها شعبنا اليوم ولابد لها أن تتحسن كما علينا أن لا ننسى أن هناك أقلام حية صريحة تواكب الحقائق وتسير بالركب إلى الأمام ولاشك أن لهذه الأقلام دورها الكبير في تطوير قضية أمتنا بين الشعوب.
عارف جابو :
جزئياً وإلى حد ما، نعم، وخاصة المستقل منه أي غير المرتبط بجهة ما. أما الآخر أي غير المستقل فان تطوره ومواكبته للعصر مرتبط بتطور تلك الجهة وممثليها القائمين على تلك الوسيلة الإعلامية، وبالتالي إذا كان (وليّ النعمة) وصاحب الامتياز مواكباً للمرحلة الراهنة فإعلامه أيضاً، والعكس صحيح.