وقلنا منذ البداية لا يمكن للإعلام أي إعلام أن يأخذ دوره كاملاً وفي كل مداه في ظل الضغوطات وقمع الحريات الإعلامية، وبالطبع يتوجب على الإعلامي الكوردي أخذ زمام المبادرة في واجبه الإعلامي، وأن يعمل بكل طاقاته في النشر والتعبير عن حقوق شعبه، وأن يستغل كامل طاقاته الإعلامية حتى في ظل انعدام الحرية والديمقراطية. وألا يستسلم لليأس، وعليه أن يقاوم ويكافح في سبيل الوصول قدر الإمكان إلى الكلمة الصادقة والإعلام المعبر ، ضد التسلط ومقص الرقابة وأزلام السلطان قدر الإمكان. وأن يبادر إلى تأسيس إعلام حر في دول حرة لاتطالها أيدي الرقابة والقمع في المناطق الكوردية.
بير رستم :
بكل تأكيد يعتبر الحرية شرط ضروري للحياة، ليس للإعلامي وحده بل لكل بني البشر، فبدون أجواء ومناخات سياسية حقيقية تتوفر فيها الحرية؛ حرية العمل وإبداء الرأي والكتابة الحرة والغير المشروطة والمقننة حسب التقاليد والأعراف والقيم الأخلاقية والدينية وأخيراً وليس آخراً ما أبدع بصدد “الخصوصية الديموقراطية”.. نعم، بدون تلك الأجواء يصعب – إن لم نقل يستحيل –العمل؛ أي عمل وخاصةً السياسي ومن ضمنه الإعلامي. وهكذا وفي ظل هذه الشروط والمناخات السياسية والتي تتصف بقمع الحريات العامة وتكبيل الإعلام وإخضاعها لجير وجبروت “السلطان” وعلى امتداد رقعة جغرافية الشرق المبتلي بـ”ثقافة العنف” ونفي وإقصاء الآخر، فإن العمل الإعلامي يعتبر نوع من العمل الانتحاري؛ إن لم يكن مادياً فهو معنوياً ممارس بكل تأكيد.
محمد قاسم :
لقد أوردت الكثير مما يمكن أن يكون إجابة على هذا السؤال.. ولكن الذي يمكنني أن أضيفه هو التالي: البحث عن سبل تطوير إعلام ذي قابلية للتطور ومواكبة المستجدات على ضوء معايير اجتماعية بخصائصها المفترضة-القومية..الإنسانية..ولا بد -لكي يتم شيء من ذلك – من متابعة تجارب الشعوب جميعا.ولا بد من دراسة التاريخ أيضا..ولا بد من محاولة إيجاد رؤية يمكن تؤطر الشعور والتفكير للكورد..دون أن تستحيل إلى تجميد..أو انفلات ..ولعل فكرة “هيجل” القائلة بضرورة إنشاء ما سماه “روح الأمة” الجامعة ..تكون مصدر إلهام..خاصة وأن الشعب الكوردي مسلم..وله تراث لا يستهان به في هذا الشأن..فإذا أمكن تحرير الإسلام من الطوارئ التي دخلت عليه –جهلا أو قصدا.. ودائما المشكلة هي في كيفية البداية..! من يبد؟ا..ومن أين..؟..وكيف؟. لعل الإجابات تكون محورا لحلقة قادمة.
منير شيخي :
بالطبع بالحرية وأخواتها، لا بد أن نتمّيز وهي الضمانة، ما يجعلني لا أكبح سيلاني في الرد وأن أقول كل ما أفكر به بكل بساطة، هو هذا الهامش الذي أعتقد أنني أملكه من حرية، والديمقراطية هي وليدة الحرية بالضرورة. الجدير ذكره أن القرار(59) الصادر عن الجمعية العمومية للأمم المتحدة يذكر”على أن حرية الإعلام حق إنساني أساسي والمحك لكافة الحريات التي تكرس الأمم المتحدة نفسها له، وتتطلب حرية الإعلام كعنصر أساسي لا يستغنى عنه الاستعداد والقدرة على استخدام امتيازاتها دون إساءة الاستعمال وتتطلب كناظم أساسي الالتزام بالسعي خلف الحقائق دون تحامل ونشر المعرفة دون نوايا خبيثة. هذا ما يقودنا لبحث موضوع الحرية في نشر الخبر والرأي، إذ أن حرية القول هي نفسها حرية الرأي أو الفكر لكونها الجهار بموقف معين،وقيمتها في مدى انتشارها بين الناس هي هنا”حرية لازمة” لأنها تعني صاحبها أولاً ، ثم أنها” حرية متعدية” في حال انتشارها – المواقف – بين القراء والمستمعين ثانياً. أما كيف يمكن للصحفي الكوردي القيام بدوره فهذا سيحدده الصحفي نفسه وليس هذا الفريق أو ذاك ولكن لدي رأي في هذا . هناك نقاط ضعف”سحيقة” في الأجهزة الإعلامية الكوردية وهي مشتركة فيما بينها في الاتجاه السلبي بطبيعة الحال، فهي عاجزة عن المنافسة الخبرية وعلى النطق بلغات عالمية “كالإنكليزية للمثال لا للحصر” لضعف الإمكانات المالية إجمالاً وكذلك الكوادر والتخصصات إلا ما ندر في البعض منها، طاعون الأيديولوجية المتفشي فيها، وفوق كل هذا تبدو مسلوبة الحرية أحياناً. وهذا ما يجب التوقف عنده وما يجب أن يعالجه الصحفي المحترف الدارس المهني والمتحكم بأدواته،والمؤمن بدوره. فالصحفي الجيد هو الصحفي الملتزم والقلم الجيد هو القلم الملتزم وما غير ذلك يجعلنا نتألم ونحزن كثيراً، اعتقد بان الزمن كالموت لا يراوغ ولا ينتظر كثيراً .
محمد إسماعيل:
من الصعوبة أن يمارس الصحفي أو الإعلامي الكوردي مهنتة بكامل الاستقلالية بنجاح لأن الشعب الكوردي لم يستقل بعد. ربما هناك تقدم طفيف بهذا المجال في كردستان العراق ولكن بشكل عام الوضع كذلك , فلم يتم استكمال العناصر والمقومات التي يستند إليها الإعلام الكوردي لكي يطور ذاتة الإعلامية . أننا نحن الكورد جزء من هذه الشعوب والأمم فما علينا إلا أن نخص ثقافتنا الكوردية في مساحات المجتمعات الديمقراطية العادلة والمجتمعات المدنية المنشودة والتي يتطلبها مستقبلنا السياسي والفكري لمجتمع يلتقي على وحدة الرأي والفكر والقلم لننطلق في مواكبة العصر والدعوة للإبداع وتداعيات العقل في المعارف والخبرات ,والسير في منهجية (الكوردايتي) التي اختطتها المدرسة البار زانية الرائدة في تجربة نضالية مستمرة ننهل من معينها كل منطلقاتنا وتصوراتنا في إطار النموذجية الديمقراطية التي نلمس خطواتها الآن في كردستان الجنوبية والى تبادل الحوار المتكافئ والمتوائم مع حتمية حركة التاريخ حتى لو تعددت فينا وفي أوساطنا كل تناحر التيارات والاتجاهات السياسية والنضالية لطالما الهدف الأساسي والغاية المنشودة هي وحدة الأمة الكوردية وعدالة قضيتها ووجودها ورفض كل انغلاق يعزل الإنسان الكوردي عن حضارة الإنسان الآخر فما علينا إلا أنـ نتخلص من عقدة الخوف التي ما تزال تلف أعناقنا وتمتلك علينا إرادتنا وحريتنا ومازلنا نتستر خلف الأسماء المستعارة التي تلجمنا عن الإفصاح والمقال وحرية التفكير والتعبير
ـ تسليط الأضواء الإعلامية وتصوير مواقع التراث والأحداث والأساطير والخرافات وتدوين الأفراح والأتراح إلى جانب الأضواء عن التيارات الحزبية وشؤون الساعةـ أن يخرج الإعلامي الكوردي من دائرة الصمت وليفصح ويقول ويحاور حتى يلفت الناس إلى صوته ..
ـ أن يتخلص المثقف والإعلامي الكوردي من الكلاسيكية المقيدة ومن تأثير الثقافات الوافدة أو المهيمنة من قبل الأنظمة الاستبدادية
عارف جابو :
لا شك أن الحرية شرط أساسي وضروري لنجاح أي إعلامي أو وسيلة إعلامية، إلى جانب الشروط الأخرى التي لا بد من توافرها والتي ليست مدار البحث هنا.فبقدر ما تكون الحرية متوفرة وتُمارس بشكل عملي ومسؤول، بقدر ما يكون النجاح حليفاً للإعلامي في عمله، وفي هذا المجال لا بد من التنويه إلى ضرورة ممارسة الحرية بمسؤولية ووعي، فالحرية لا تعني الفوضى و(الخربطة)، طبعاً هذا الكلام ينطبق على الإعلامي الكوردي كما على غيره.أما بشأن الاستقلالية، فإنها ضرورية أيضاًَ؛ ولكنها ضرورية للوسيلة الإعلامية أكثر مما هي للإعلامي. والاستقلالية تعني أن لا تكون الوسيلة في وجودها مدينة لجهة معينة، لأنها بذلك ستخضع لها وتقع تحت رحمتها وبالتالي عليها أن تروج (بضاعتها الكاسدة) وتتحول إلى بوق دعائي لوليّ النعمة.ولكن بالنسبة للإعلامي يجب أن يتحلى بقدر كبير من الحيادية والموضوعية في تناوله للأمور، وإن كان له كما لكل إنسان الحق في أبداء وجهة نظره والتعبير الحر عن رأيه. فإذا أضفنا إلى هذه الشروط والأجواء ما هو خاص بالشعب والجغرافية الكوردية؛ من واقع احتلال واغتصاب فسوف نتأكد بأن العمل السياسي الكوردي والإعلامي على وجه التحديد منه هو حقيقةً يعتبر عمل بطولي ونضالي وهكذا يمكن اعتبار هؤلاء الذين يعملون في هذا الحقل “شهداء” مؤجلون ومنهم من يصبحون حتى “جنود مجهولين” ولولا عدالة القضية (أي قضية) – القضية والإعلام الكوردي نموذجاً ومثالاً – و”إيمان” أبناءها بها، لما وجدنا اليوم هؤلاء “الجنود” والذين كرسوا ويكرسون جل طاقاتهم وحياتهم لتحقيق هذه المعادلة الصعبة؛ بأن تؤسس لإعلام حقيقي في ظل ظروف ومناخات تنسف كل ما تبنيه في سنوات بأمر من “سلطانٍ” جائرٍ مستبد وطاغيةٍ لا تجد في قاموسها السياسي غير كلمة “نعم”.
زاكروس عثمان :
هذه مسألة معقدة لان عدم وجود إعلام حر يعني وجود جهة تقيد حرية الإعلام فمن هي هذه الجهة … هل هي حكومات السيطرة … أم هي الأحزاب الكوردية … أم المثقفين الكورد وفي الحقيقة المسؤولية تقع على الجميع بنسب متفاوتة … أن حكومات السيطرة تحارب الإعلام الكوردي داخل البلد وخارجه وهكذا ينعكس على حرية واستقلالية الإعلام الكوردي – فالفضائيات الكوردية في المنفى نتيجة تدخلات حكومات السيطرة لدى الدول المضيفة تفرض عليها شروط قاسية وهي مهددة دائما بالإغلاق المؤقت أو حرمانها من حقوق النشر نهائياُ . والفضائيات بالداخل مهددة بعمل عدواني . عملية إرهابية .. صاروخ طائش .. قذيفة مدفعية عبرت الحدود سهوا وكل هذه المعوقات تفرض على الإعلام الكوردي رقابة ذاتية والرقابة تلغي الاستقلالية وما يزيد الطين بلة أن تبعية الإعلام للأحزاب الكوردية يزيد من قيودها وقد تحدثنا عن ذلك سابقاً .أما الإعلامي الكوردي أو المثقف الكوردي فانه يتبع حزبه أو إيديولوجية معينة ويقبل الوصاية وبالنسبة للمستقلين منهم فأنهم يخوضون معترك الصحافة وكل اعتقادهم أن العمل الإعلامي الناجح هو مجرد كتابة مقال ونشره في مطبوعة أو برنامج تلفزيوني يجد طريقها إلى البث في الحقيقة لم يحاول المثقف الكوردي البحث بجدية عن حريته واستقلاله حتى يبحث عن استقلالية الإعلام . … لأنهم لا يبحثون عن وسائل حقيقية تساعدهم على تحقيق استقلالية ما ولو بشكل نسبي …هل توجد نقابة الصحفيين الأكراد كمرجع قومي في مجال اختصاصه يدافع عن حقوق الصحافة والصحفيين وينسق جهودهم … هل توجد كلية كردية للإعلام لتوفير الكادر العلمي المتخصص الذي يفهم قوانين اللعبة أكثر من الإعلاميين الكورد واغلبهم ليسوا إعلاميين بل مثقفين . هل توجد هيئات مدنية – أهلية تستطيع توفير الأموال اللازمة لتمويل مؤسسة إعلامية بعيدا عن الوصاية الجهة المانحة . ان الإعلام في الدول الديمقراطية صناعة بكل معنى الكلمة أي فيها جانب تجاري مهم . حتى كبريات الصحافة العالمية تخضع لمشيئة الجهة التي تقدم لها التمويل فلو كان لدينا صندوق قومي غير مسيس لامكن تمويل جريدة أو تلفزة حرة ومستقلة بعيدة عن الوصاية الحزبية ..طبعاً لن نتحدث عن أهمية الحرية والديمقراطية والحقوق العامة في تكوين إعلام حر و مستقل لان حكومات السيطرة تمتلك مقاليد الأمور وكونها حكومات دكتاتورية ترفض منح الحرية لشعوبها فلن تمنح الحرية للشعب الكوردي وفي الدولة التوتاليتارية يصعب الحديث عن إعلام الحر والمستقل لان في حدود خضوع الإعلام لإيديولوجية الحزب الحاكم … ليس هناك في تركيا إعلام حر ما لم يتبنى الإيديولوجية الطورانية – الاتاتوركية الشوفينية وليس في إيران ثمة إعلام خارج عمامة الفقيه بإيديولوجيته الصفوية العنصرية المقنعة بالدين والمذهب . وليس في سوريا إعلام حر لعموم الشعب السوري بعربه وكرده لان الدولة تحتكر الإعلام من الباب إلى المحراب .ولذلك من الصعب العثور على إعلام حر في عموم الشرق الأوسط .ولكن الأمل موجود في المدونات الالكترونية التي تسبح في فضاء رحب لا يطالها مقص الرقابة ولا قيود السلطات ولا وصاية الأحزاب ولذلك فإنها تمارس حريتها واستقلاليتها إلى حد المغالاة والمشكلة ان المدونة الالكترونية رغم تخطيها حدود الممنوع تبقى جدا جدا محدودة الانتشار لان غالبية الأكراد لا يمتلكون نعمة الانترنت بل لا يمتلكون خط تلفون …
دلشاد عثمان :
قد يكون من الصعب على كاتب كوردي أن يكتب مقالة ما في إحدى الصحف السورية, فمثلاً يصف فيها معاناة الكورد في هذا الواقع أو حتى ينقد مسألة معينة و ذلك بسبب القوانيين التي تنص على عدم الديمقراطية في تلك الصحفية او تلك الدولة , بينما في إطار الصحافة الالكترونية ذات القوانيين المتحررة لأبعد الحدود , لا أتوقع أن يؤثر أي شئ على أصحاب الأقلام , بل بالعكس , بات من السهل الكتابة على حاسبة ما و إرساله إلى الموقع و قد ينشر المقال في نفس الساعة أن كان مطابق لمتطلبات الموقع الذي سيتم النشر فيه .في النهاية لي ملاحظة صغيرة ….ما يميز الإعلام الكوردي الحالي هو الألوان المتعددة للإعلام , بغض النظر عن الإعلام التحزبي فهناك: العلماني , اللبرالي, القومي, وحتى في الآونة الأخيرة ظهرت حركة قوية على صعيد العقائد ان كانت ايزيدية أو حتى إسلامية.. و كلها تنصب في مصلحة تطور وعي و ثقافة الشعوب…
إسماعيل كوسة :
أولاً نادراً ما نجد إعلامي كردي بالمعنى التقني . ثانياً المؤسسة الإعلامية لا تتمتع بالاستقلالية التامة .لم يلعب الإعلام الكوردي على المستوى الإنساني – الحضاري أي دور فاعل على الأقل حتى ألان …الإعلام لا ينجح إلا في مناخ الحرية والديمقراطية , فمثلا الحالة العربية أين هناك الإعلام الناجح , هل هناك إعلام عراقي أو يمني أو تونسي مثلا , ولاكننا يمكننا ان نقف عند الإعلام اللبناني بكل احترام وجدية مرئيا وكتابياً ومسموعا الإعلام اللبناني عاش وترعرع في مناخ الحرية واستطاع على مر تاريخه ان يستقطب الكتاب والفنانين والصحفيين من كافة الأقطار , لذلك أصبح لهشان وصوت , وهو مسموع وله رأي وموقف , لدى كل العرب .لا يمكن للإعلامي أن يمارس مهنته كإعلامي في مكبوت ومقموع .لماذا تطور الغرب وتخلف الشرق . هذا أيضا سؤال مهم وبحاجة إلى شرح مفصل أيضاُ .الإعلام كالنار , ليس بمقدور الأنظمة الشرقية الدكتاتورية , التعامل مع الإعلام , لذلك يعمل على تجنيبه بكل الوسائل والطرق المتاحة وغير المتاحة , الأنظمة الدكتاتورية تسيطر على الإعلام ولها رقابة لا يمكن تمرير معلومة صغيرة لان مقص هذه الرقابة بالمرصاد . أما الآن أصبحت تلك الأنظمة في ارتباك شديد إمام هذه الثورة الإعلامية – المعلوماتية , فهي تلجأ إلى وسائل أخرى لقمع هذه الثورة . هل ستنجح في ذلك أنا لا اعتقد ذلك …
عبد الرحمن آلوجي :
لا يمكن تصور إعلام يملك الاستقلالية الكاملة منهجا وفكرا وعقيدة نضالية , ولكن أن يمتلك الإنسان الكوردي إعلاما متطورا ممتلئا وغزيرا , في مادته , ووسائل إبداعه , وتقنيته المعاصرة , ويملك الاستعداد المنهجي للتلاقي والتكامل والتحاور , ونبذ التقوقع , والإيمان بسوق الأدلة والمواثيق والبراهين العلمية , وسائر أدوات البحث الرصين , في مختلف ميادين العلوم الإنسانية , وامتلاك ناصية التجريب والمراجعة والتقويم , والنقد والتحليل , للوصول إلى قدر كبير من المصداقية والدقة العلمية , والتناهي في طلب الحقيقة , والبحث عنها بصبر المؤمن بما يقول وما يعد وما يوجه ليصل إلى بر الأمان وسط الظروف والعوامل القاهرة , والتي تحاول لي ّ هذا الإعلام عن مساره , وجعله يعتسف السبيل في بحثه عن ضالته , مما يجعل مهمته من أشق المهام وأكثرها تعقيدا بقدر ما تملك من أهمية فائقة في الإعداد والتوجيه والتربية والصقل .
باران آلوجي : لا يمكن تعميم هذا القول بالشكل المطلق فرب كاتبا أو إعلامي مزروعا في بيئة مستبدة اكتسب شهرة لا يكتسبها كاتب أو إعلامي في أوربا أو أمريكا كمحمد حسنين هيكل ..الخ في هذه الأحوال التي ذكرتها يجب أن يتمتع الإعلامي بروح نضالية جريئة مترافقة مع المطالب التي يسعى شعبه لأجلها سواء أكانت سياسية أو ثقافية أو اجتماعية , وهنا يبلغ الإعلام ذروة نشوته وتزداد براكينه غليانا لينفجر حممه على كل مستبد وكمام للأفواه وقابض للحريات .
أبو أزاد :
أما بخصوص كيفية تطوير الإعلام في ظل الواقع السياسي الذي يفرض على الإعلام الكوردي الحزبي الموجود كل هذه القيود .. ففي ظل الوضع القائم والمستمر إلى أمد ليس بمحدد فلا أرى إمكانية تطوير إعلامنا الكوردي في سوريا إلا من خلال أن نستغل وجود كوادر مثقفة تعيش خارج الوطن وتستطيع أن تقوم بدور إعلامي جيد إن التزمت بالموقف السياسي الكوردي العم الذي تسعى الحركة على تشكيل مرجعيتها فحكماً سيكون لهذه المرجعية إعلام موجه لخدمة نضال شعبنا وبالتالي تستطيع هذه الكوادر أن تغني هذه الناحية وتعلب دوراً فعالاً في نشر المعرفة والدعاية والإعلام إن هي التزمت بما تقد من العمل والفكر . لا ننسى ما يعانية الإعلام الآن نتيجة طفرة الانترنيت والمعلوماتية فقد أصبح بقدرة أي فرد أن ينشر عبر هذه الوسيلة ما يريد وكيفما يريد دون أن يلتزم .. وهذه برأيي أفكار مصيبة إن أحسن استخدامها ومصيبة كبرى إن لم نعرف استثمارها. برأيي .نحن حركة تحرر وطني لها خصوصية نضالية وأي قلم يكتب خارج الخط النضالي الوطني الكوردي كطير يطير خارج السرب إن أصاب مرة فقد يخطئ مرات والأفضل أن لا يبتعد الطير عن سربه .إن الإعلام قبل كل شيء مسؤولية .ورغم ضعف الإعلام الموجود فهو إعلام ملتزم ومسؤول نتمنى أن نتشارك في تطويره بالقدر المتاح والممكن دون تنظير بعيد عن الواقع .وشكراً لكل جهد يريد أن يساهم في دفع مسيرة الإعلام الكوردي …
دهام حسن :
لا شك في هذا..فالشعوب التي تتمتع بمزيد من الحريات لا بد للإعلام عندها أن يزدهر ويتقدم، والدول المتقدمة والمتحضرة التي نوهت عنها لها ماض عريق في الإعلام أو بالأحرى بحرية الإعلام، ففي فرنسا في مطلع القرن التاسع عشر كانت هناك أكثر من ستين صحيفة فرنسية تطبع وتنشر في فرنسا وفي عهد أكبر إمبراطور حينها هو نابليون الأول..صحيح ما تقوله فالظروف غير متيسرة للإنسان الكوري، ولهذا فهو لن يصنع المعجزات في ممارسته لمهنته الصحافية..لكن من باب أولى -أبضا- أن لا نرمي كل تقصيرنا على الآخرين، ونحمّلهم المسؤولية، أولا لنلتفت إلى الحركة السياسية الكوردية، ما حالها، لماذا هذا التشتت والتنابذ، كيف يمكن للإعلام الكوردي أن يتطور في ظل هذا التراشق وهذا التنافر، فالإعلام الكوردي اليوم منشغل للأسف أن يسوّق لهذا المسؤول أو ذاك، أو لهذا الحزب أو ذاك، إذا تناولنا المسألة على الصعيد المحلي، هناك أحزاب لا تريد حتى التنسيق مع أحزاب أخرى، بل ربما رغبت وسعت للإيقاع بــ(خصمه ) الكوردي والتفرج عليه وربما التشفي من وجعه.. إن الحركة الكوردية اليوم عاجزة أن تفرز قيادة تتفاهم –على الأقل- على مبادئ أولية، فالذاتية المفرطة للحاكم الحزبي المتحكم حتى في رقاب رفاقه في الهيئة فوق مصلحة الكورد، ولن يندار إليك مهما رفعت من عقيرتك صائحا متألما: ما هكذا النضال يا أخوان .؟ ما هكذا تورد الإبل، يا قادة الحركة الكوردية في القرن الحادي والعشرين.؟
شكرا لك أخي حسين أحمد في ختام هذا اللقاء، وفي إثارتك لكثير من القضايا الحساسة، فالخوض في الموضوع يثير كثيرا من الشجون، ولن أمضي به أكثر ..
سعاد جكرخوين :
أن الجزء الكبير من الإعلاميين الكورد يحاولون بقدر الإمكان ان يمارسوا مهنتهم كصحفيين يعملون باستقلالية و صدق وفي هذه الظروف الصعبة ولا يخلى الأمر أبدا من الشوائب لكن الحواجز الصعبة التي تواجه إعلامنا تجعلنا نقف بعض الشيء أمام حقيقة مرة هل سيكون بإمكانهم الاستمرار والصمود ؟ …الجواب واضح فالإعلامي الحقيقي ذو مكانة فكرية عالية وصاحب إيديولوجية صادقة حتماً سيستمر ويكتب كما يريد غير آبه بالمصاعب أما أصحاب القلم المتزعزع سيختفون شيئاً فشيئا ولابد من بقاء البعض . ولابد من الإشارة إلى أن مايحدث بنا يحدث مع الكثيرين ففي بعض الدول المتطورة تسيطر الشركات ورجال الأعمال على الصحافة وتسيرها كما تريد لتخفي شوائبها وفسادها كما أنه في بعض الدول الأخرى هناك أيادي خفية تسيطر على الإعلام بشكل تام ليكون كل شيء تحت إمرتهم فنحن أيضاً لنا أوضاعنا الخاصة علينا أن لانيأس أبدًا ،ولنتفاءل بالأمل فشعبنا متين يستطيع أن يجتاز كل هذه العقبات وقد أشرنا أن الأوضاع الغير مستقرة تؤدي إلى هذه الحالات ولي كلمة أخيرة أقولها دوماً كفانا شجار وتحدي على صفحات الانترنيت فهذا ليس من مصلحة شعبنا بل يعيد بنا إلى الوراء من حيث بدأنا فلنكتب الصالح المفيد ونتجنب الطالح منه و مهما كانت الظروف فالقلم الحر سيواصل مسيرته بثقة وإرادة