هيثم حسين
عن مؤسسة «سما كرد» للثقافة والفنون في دبي، صدر ديوان شعري جديد للشاعر الكرديّ هوشنك أوسي، تحت عنوان: «الكلام الشهيد»، في 96 صفحة من القطع المتوسط. تضمّ المجموعة ثمانية نصوص: «امرأة من الكلام الأشقر والنعناع، كرنفال الحبر، قيامة الأرض الشهيدة، رجل من أسرار الليل والضوء، إلى كرزة الفجر وأنثى الشيطان، نغمات». وكان قد سبق للشاعر أن أصدر ثلاثة دواوين: «للعشق نبيّه للجرح شراعه/2001- ارتجالات الأزرق /– 2005- شجرة الخيالات الظامئة / شعر بالكردية – 2006.».
تتميّز لغة أوسي بجزالتها، وشاعريّتها التي قد تصل إلى حدود القساوة أحياناً، حين يبدأ بسرد القصص في قصائده، حتّى أنّ بعض القصائد تأتي بصيغة نثريّة أقرب ما تكون إلى الرواية، أو القصّة الشاعريّة، وأحياناً يكون هناك تتابع في ذكر بعض الأماكن أو الأشخاص، فتقترب من حدود المقالة، من دون الانسياق وراء لغتها، ونجد ذلك في بعض القصائد، كونها مطوّلات، يأخذ الشاعر فيها على عاتقه، تشكيل وطن شعريّ، لا كبديل عن وطنه المستلب، بل ليلوذ به من حمّى السياسة التي لا ترحم، والتي أبقته غريباً منفيّاً في حلّه وترحاله، ابتداء من تجريده من الجنسيّة ومروراً بتنقّله هنا وهناك، ليكون الترحال المزمن، داءً ودواءً، بحثاً عن مأوى يكون بحجم الأمل، لا تنكسر فيه الأحلام، ولا تجثم الكوابيس فيه على الصدور، يستطيع فيه التعبير عن بسمة الأطفال وأحلام الشباب، يستطيع فيه أن يعشق بحرّيّة، يغنّي، يمرح، يرقص، يولَد، يموت، بحرّيّة، لكنّ تلكم الأحلام تتحوّل مستحيلات، فيلجأ الشاعر إلى التغلغل في شيفراتها، ليفكّها، ويفتّتها، ويشقّ طريقاً عبرها..
تنسكن قصائد المجموعة بالنار، التي تكون تعبيراً عن قلق ملازم لروح الشاعر، قد تكون نيران الثورة التي تبقى مشتعلة، قد تكون نيران العشق المذوّبة، قد تكون نيراناً تنسج الأغاني على نولها، قد تكون مثوّرة، ناصحة، حكيمة، يقول في مقطع من قصيدة «امرأة من الكلام الأشقر والنعناع»: «تقولُ ليًّ النَّار:/ ثمَّةَ صوتٌ وشكلٌ آخرَين لحرفِ السِّين، يخفيهِ عنّا./ ثمَّةَ ماءٌ يوصي أبناءهُ بحرقِ التَّبغِ والجسدِ للشِّعر./ ثمَّة ماءٌ يرخي جفونهُ على أعيننا المكتنزةِ بصورِ اللامرئيَّات, وأخبارِ الزَّمنِ الحائرِ فينا». وبقدر ما تكون النار هادية وحكيمة، قد تكون مضلّة، فيشرك بها، ومن ذلك في قصيدة «كرنفال الحـبر» التي أهداها إلى مدينته الدرباسيّة: «خريفٌ تصدَّع./ ثانٍ، أوصى شتاءهُ بالصومِ عن البكاءِ والنواح، تأهُّباً لانبلاجِ غناءِ ألوانِ الغيب من قصائدِ الدَّم./ ثالثٌ، استدرجَ الماءَ والريحَ هنا، لعناقٍ أخيرٍ، قُبيل انتحارهِ متجرِّعاً الصمتَ الأسود./ رابعٌ، أشركَ بالنَّارِ, وكفَرَ بتعاليم الصّيفِ، بعدَ عقدهِ صُلحاً والرَّبيع..».
ثمّ تكون الحرائق ـ الخرائب التي تخلّفها النيران، التي تقضي على كلّ شيء في طريقها، لا تبقي على مادّة ولا على شعور، حيث يكون الإيقاد في جسده وروحه، جرّاء هجران معشوقته له، «درباسيّته»؛ معشوقته التي تختصر الوطن، وتتماهى فيه، يعبّر عن ذلك مقطع من قصيدة «كرنفال الحـبر»: «جراحُ الخيالِ والرُّوح، أشدُّ إيلاماً من القتلِ المُر./ فلا تقتليني أكثر./ الموتُ ما عادَ صاحبي./ صُحبَةُ الموت، سجنُ الرُّوح./ سجنُ الرُّوح، اليأس./ واليأسُ، احتراقٌ صامت./ فلا تحرقيني أكثر./ ما عُدتُ أمتلكُ خرائب تفي شهوة النَّارِ التي أوقدتِها فيَّ بهجرانكِ لعشقي وتجاهلك لعذاباتي.»
كما قد تكون النار موصية، وتخطّ وصاياها بالدم، فلا يكاد يمرّ نوروز من دون أن تسال دماء الكرد فيه، كأنّ قدر الكرديّ، إمّا النار، أو المنفى، كما نقرأ في قصيدة «قيامةُ الأرضِ الشَّهيدة»: «اثنا عشر آذاراً, اغتيلوا هنا, قبل أن يخطَّ النَّوروزُ وصايا النَّارِ الاثنتي عشر./ فطوبى لفرسانِ العرباتِ المحمّلةِ بالمطرِ, الذينَ أمُّوا بالغيمِ في صلاةٍ “ميتانيّةٍ” على الصِّراطِ الوعرِ, الممتدِّ بين “أوركيش” و”واشوكاني”».
ثمّ يتصاعد المشهد في المقطع التالي، لتكون هناك مهرجانات للنار، ولكن النار هنا تكون ناراً متحدّية، ناراً حارقة للمعتدين، غير منقادة لطلقاتهم، غير منهزمة أمام جنونهم، وجنودهم: «بيادقٌ تتوارى, والحصون تتهاوى مِزقاً في حضرةِ الملوكِ الصَّفيح./ الجياد الشَّموسُ تجرُّ مُدنَ الصَّديدِ والضَّجر إلى مهرجاناتِ النَّارِ اللعوبِ المِغناج, غير الآبِهةِ بمداراتِ الرَّصاصِ الصَّدئ».
وفي قصيدة «إلى كرزة الفجر وأنثى الشَّيطان»، يبلغ التحدّي بالنار ذروته، حيث يؤكّد بأسلوب القسم ما سيفعله، ولن يرتكن إلى تلك الشناعات المرتكبة بحقّه وشعبه، يكون تحدّيه بالكلام الناريّ، حيث تكون الكلمة اللاظية أنفذ مفعولاً وتأثيراً من الرصاصة، أي يكون التحدّي المعاصر الواعي العالم: «…لأوصدنَّ النَّارَ بالنَّارِ على جمهرةِ الزَّبانيةِ، أولي عائم الرَّمل، مُريدي مدائح القتلِ، صنَّاعِ الفتنة، الذين ارتدَّوا عن شرعِ “أبا تراب”. لأرفعنَّ أبراجَ الكلام النَّارِ حولَ أمَّةَ الكيدِ الأسود، أصداءَ الغيّ والبغيّ، ذابحي الزَّيتونِ بحجارةِ حقدهم، حتَّى يعوا أن الكُردَ وآذارهم حقٌّ».
وتتكرّر النار كلازمة، كأنّما هي تأكيد على آريّة الأصول، أو ناريّتها، أو كأنّها تعبير عن طباع الثوّار النزقة، التي تحرق المستبدّين، ولا تلاين أو تساير، ومنها ما يأتي في مقطوعة «رحلة»: «على متن التيه،/ تحتَ جنحِ النَّارِ الشَّاعرة/ تؤوبون ذات الماء المنبجسة منكم،/ مُتلِفينَ ذواتكم، بحثاً عن ذوات الطِّين الذي لفظكم».
– ظلال بركات وبيكه س:
تحضر بقوّة ظلال الشاعر والروائيّ الكرديّ سليم بركات في لغة أوسي، ويبدو تأثّره واضحاً به، ولكنّه تأثّر يدفعه إلى الإبداع من دون الانئسار في عالمه، إذ يبحث عن نفسه ويحاول أن يتقدّم بها، وهذه الظلال البركاتيّة تحضر، تلميحاً أو تصريحاً، كما في مقطوعة «مهد»، ترد مفردات كثيراً ما يستخدمها بركات، حيث يقول: «جهةٌ للشَّكّ/ ونصف جهةٍ لليقين./ جهتان للخيال./ وثالثة للدَّم./ ربعُ جهةٍ للسُّؤال/ وثلاثة للَّون./ ثمَّة جهةٌ مجهولة نائيةٌ في روحي،/ تنأى بغنائها عن هدهدة جرحي في ذلكَ الإناءِ الصِّلصالي الكليم المترنح بين الحاء والباء».
وقد يأتي ذلك تصريحاً، كما في المقطع التالي الذي يذكر فيه الشاعر بعضاً من الشعراء الكرد، كجكرخوين، وسليم بركات، وشيركو بيكه س وبيرَمِرد وكوران، ويذكّر فيها بقصيدة «دينوكا بريفا» لبركات، من جهة سوف أسماء بعض الأماكن: «اثنا عشر حلبجةً, زغردتْ هنا, شمالَ القصائدِ «الجكرخوينيّةِ», شرقَ القصائدِ «البركاتيَّةِ», التي يرددها الماءُ أناشيداً للفاجعةِ هنا./ فطوبى لقارئي النَّسائمِ المترعةِِ بحشرجاتِ خمسة آلاف نجمة، التي نَعتِ الموتَ في شرقِِ الله, وأبَّنتهُ في غربهِ./ مهاباد, أهدت ساحة «جار جرا» للقامشلي, وآمد, أهدتها قبساً من نار «مظلوم دوغان», وهولير, سماء من قصائد «بيكه س وبيرَمِرد وكوران»..».
أمّا ظلال الشاعر الكرديّ شيركو بيكه س فتكون حاضرة بدورها، وبجلاء، كما يتبدّى في القصيدة الأخيرة «نغمات» ذات اللمحة الوامضة، ومن ذلك مثلاً ما ورد في مقطوعة «بيت النَّجمة»: «بناهُ المطرُ على هيئةِ أقحوانةٍ/ من نُتَف غيوم الشِّعر./ فأودى بها مِخلبُ البرقِ دون قصد./ رمَّمه الخمرُ لنفسهِ/ ولجنَّياتِ وملائكةِ الحبر».
«الكلام الشهيد» لهوشنك أوسي، إشعال لنيران الكلام، في مسعىً لإطفاء النيران التي تلتهم أرضه وشعبه، هي قصائد تحدٍّ، عشق، تصوّف، وهي شهادة شعريّة على إثم العدوان المُرتَكب،.. هي رسائل للآخرين، فحواها أنّه بمقدورنا أنّ نحبّ ونعشق ونستشعر.. مضمونها أنّ شعباً يدافع عن حقّه بكلّ السبل المشروعة لَهو شعب يستحقّ الحياة.
تنسكن قصائد المجموعة بالنار، التي تكون تعبيراً عن قلق ملازم لروح الشاعر، قد تكون نيران الثورة التي تبقى مشتعلة، قد تكون نيران العشق المذوّبة، قد تكون نيراناً تنسج الأغاني على نولها، قد تكون مثوّرة، ناصحة، حكيمة، يقول في مقطع من قصيدة «امرأة من الكلام الأشقر والنعناع»: «تقولُ ليًّ النَّار:/ ثمَّةَ صوتٌ وشكلٌ آخرَين لحرفِ السِّين، يخفيهِ عنّا./ ثمَّةَ ماءٌ يوصي أبناءهُ بحرقِ التَّبغِ والجسدِ للشِّعر./ ثمَّة ماءٌ يرخي جفونهُ على أعيننا المكتنزةِ بصورِ اللامرئيَّات, وأخبارِ الزَّمنِ الحائرِ فينا». وبقدر ما تكون النار هادية وحكيمة، قد تكون مضلّة، فيشرك بها، ومن ذلك في قصيدة «كرنفال الحـبر» التي أهداها إلى مدينته الدرباسيّة: «خريفٌ تصدَّع./ ثانٍ، أوصى شتاءهُ بالصومِ عن البكاءِ والنواح، تأهُّباً لانبلاجِ غناءِ ألوانِ الغيب من قصائدِ الدَّم./ ثالثٌ، استدرجَ الماءَ والريحَ هنا، لعناقٍ أخيرٍ، قُبيل انتحارهِ متجرِّعاً الصمتَ الأسود./ رابعٌ، أشركَ بالنَّارِ, وكفَرَ بتعاليم الصّيفِ، بعدَ عقدهِ صُلحاً والرَّبيع..».
ثمّ تكون الحرائق ـ الخرائب التي تخلّفها النيران، التي تقضي على كلّ شيء في طريقها، لا تبقي على مادّة ولا على شعور، حيث يكون الإيقاد في جسده وروحه، جرّاء هجران معشوقته له، «درباسيّته»؛ معشوقته التي تختصر الوطن، وتتماهى فيه، يعبّر عن ذلك مقطع من قصيدة «كرنفال الحـبر»: «جراحُ الخيالِ والرُّوح، أشدُّ إيلاماً من القتلِ المُر./ فلا تقتليني أكثر./ الموتُ ما عادَ صاحبي./ صُحبَةُ الموت، سجنُ الرُّوح./ سجنُ الرُّوح، اليأس./ واليأسُ، احتراقٌ صامت./ فلا تحرقيني أكثر./ ما عُدتُ أمتلكُ خرائب تفي شهوة النَّارِ التي أوقدتِها فيَّ بهجرانكِ لعشقي وتجاهلك لعذاباتي.»
كما قد تكون النار موصية، وتخطّ وصاياها بالدم، فلا يكاد يمرّ نوروز من دون أن تسال دماء الكرد فيه، كأنّ قدر الكرديّ، إمّا النار، أو المنفى، كما نقرأ في قصيدة «قيامةُ الأرضِ الشَّهيدة»: «اثنا عشر آذاراً, اغتيلوا هنا, قبل أن يخطَّ النَّوروزُ وصايا النَّارِ الاثنتي عشر./ فطوبى لفرسانِ العرباتِ المحمّلةِ بالمطرِ, الذينَ أمُّوا بالغيمِ في صلاةٍ “ميتانيّةٍ” على الصِّراطِ الوعرِ, الممتدِّ بين “أوركيش” و”واشوكاني”».
ثمّ يتصاعد المشهد في المقطع التالي، لتكون هناك مهرجانات للنار، ولكن النار هنا تكون ناراً متحدّية، ناراً حارقة للمعتدين، غير منقادة لطلقاتهم، غير منهزمة أمام جنونهم، وجنودهم: «بيادقٌ تتوارى, والحصون تتهاوى مِزقاً في حضرةِ الملوكِ الصَّفيح./ الجياد الشَّموسُ تجرُّ مُدنَ الصَّديدِ والضَّجر إلى مهرجاناتِ النَّارِ اللعوبِ المِغناج, غير الآبِهةِ بمداراتِ الرَّصاصِ الصَّدئ».
وفي قصيدة «إلى كرزة الفجر وأنثى الشَّيطان»، يبلغ التحدّي بالنار ذروته، حيث يؤكّد بأسلوب القسم ما سيفعله، ولن يرتكن إلى تلك الشناعات المرتكبة بحقّه وشعبه، يكون تحدّيه بالكلام الناريّ، حيث تكون الكلمة اللاظية أنفذ مفعولاً وتأثيراً من الرصاصة، أي يكون التحدّي المعاصر الواعي العالم: «…لأوصدنَّ النَّارَ بالنَّارِ على جمهرةِ الزَّبانيةِ، أولي عائم الرَّمل، مُريدي مدائح القتلِ، صنَّاعِ الفتنة، الذين ارتدَّوا عن شرعِ “أبا تراب”. لأرفعنَّ أبراجَ الكلام النَّارِ حولَ أمَّةَ الكيدِ الأسود، أصداءَ الغيّ والبغيّ، ذابحي الزَّيتونِ بحجارةِ حقدهم، حتَّى يعوا أن الكُردَ وآذارهم حقٌّ».
وتتكرّر النار كلازمة، كأنّما هي تأكيد على آريّة الأصول، أو ناريّتها، أو كأنّها تعبير عن طباع الثوّار النزقة، التي تحرق المستبدّين، ولا تلاين أو تساير، ومنها ما يأتي في مقطوعة «رحلة»: «على متن التيه،/ تحتَ جنحِ النَّارِ الشَّاعرة/ تؤوبون ذات الماء المنبجسة منكم،/ مُتلِفينَ ذواتكم، بحثاً عن ذوات الطِّين الذي لفظكم».
– ظلال بركات وبيكه س:
تحضر بقوّة ظلال الشاعر والروائيّ الكرديّ سليم بركات في لغة أوسي، ويبدو تأثّره واضحاً به، ولكنّه تأثّر يدفعه إلى الإبداع من دون الانئسار في عالمه، إذ يبحث عن نفسه ويحاول أن يتقدّم بها، وهذه الظلال البركاتيّة تحضر، تلميحاً أو تصريحاً، كما في مقطوعة «مهد»، ترد مفردات كثيراً ما يستخدمها بركات، حيث يقول: «جهةٌ للشَّكّ/ ونصف جهةٍ لليقين./ جهتان للخيال./ وثالثة للدَّم./ ربعُ جهةٍ للسُّؤال/ وثلاثة للَّون./ ثمَّة جهةٌ مجهولة نائيةٌ في روحي،/ تنأى بغنائها عن هدهدة جرحي في ذلكَ الإناءِ الصِّلصالي الكليم المترنح بين الحاء والباء».
وقد يأتي ذلك تصريحاً، كما في المقطع التالي الذي يذكر فيه الشاعر بعضاً من الشعراء الكرد، كجكرخوين، وسليم بركات، وشيركو بيكه س وبيرَمِرد وكوران، ويذكّر فيها بقصيدة «دينوكا بريفا» لبركات، من جهة سوف أسماء بعض الأماكن: «اثنا عشر حلبجةً, زغردتْ هنا, شمالَ القصائدِ «الجكرخوينيّةِ», شرقَ القصائدِ «البركاتيَّةِ», التي يرددها الماءُ أناشيداً للفاجعةِ هنا./ فطوبى لقارئي النَّسائمِ المترعةِِ بحشرجاتِ خمسة آلاف نجمة، التي نَعتِ الموتَ في شرقِِ الله, وأبَّنتهُ في غربهِ./ مهاباد, أهدت ساحة «جار جرا» للقامشلي, وآمد, أهدتها قبساً من نار «مظلوم دوغان», وهولير, سماء من قصائد «بيكه س وبيرَمِرد وكوران»..».
أمّا ظلال الشاعر الكرديّ شيركو بيكه س فتكون حاضرة بدورها، وبجلاء، كما يتبدّى في القصيدة الأخيرة «نغمات» ذات اللمحة الوامضة، ومن ذلك مثلاً ما ورد في مقطوعة «بيت النَّجمة»: «بناهُ المطرُ على هيئةِ أقحوانةٍ/ من نُتَف غيوم الشِّعر./ فأودى بها مِخلبُ البرقِ دون قصد./ رمَّمه الخمرُ لنفسهِ/ ولجنَّياتِ وملائكةِ الحبر».
«الكلام الشهيد» لهوشنك أوسي، إشعال لنيران الكلام، في مسعىً لإطفاء النيران التي تلتهم أرضه وشعبه، هي قصائد تحدٍّ، عشق، تصوّف، وهي شهادة شعريّة على إثم العدوان المُرتَكب،.. هي رسائل للآخرين، فحواها أنّه بمقدورنا أنّ نحبّ ونعشق ونستشعر.. مضمونها أنّ شعباً يدافع عن حقّه بكلّ السبل المشروعة لَهو شعب يستحقّ الحياة.
الكتاب: الكلام الشهيد
المؤلف: هوشنك أوسي
الناشر: سما كرد للثقافة والفنون
الطبعة: الأولي – دبي 2009
المؤلف: هوشنك أوسي
الناشر: سما كرد للثقافة والفنون
الطبعة: الأولي – دبي 2009