عجائب الدنيا سبع, وما كتبته سينم بدرخان زادتهم واحدة أخرى! أتعجب كيف تقف في باب الدفاع عن اللصوص الذين استولوا, ومازالوا يسرقون من تراث العلامة جلادت بدرخان وغيرهم من أعلام الفكر الكردي, والعالمي؟! ولعمري فهو أشد عجباً من عجائب الدنيا! وما سرق من التراث والأدب الكردي فهو شيء مشين ومرفوض نهائياً؟! في الحقيقة تلقيت عدد من الرسائل الالكترونية بصدد رد سينم بدرخان على مقالتي الأولى, فالرسالة الأولى جاءت من شخص تافه يسبني ويهددني ويهدد زوجتي؟! ورسائل أخرى تهدئ من أعصابي, وتحثني على الكتابة بمنطقية, وعدم إيذاء سينم بكلمات جارحة, وأخرى تحثني على تبيان الحقائق التاريخية من تجاوزات هؤلاء الأشخاص, وما شوهوه من التراث الكردي, وأن لا أتشنج وأرد بعصبية على سينم بدرخان, ورسائل أخرى من أصدقاء وهم كتاب وشعراء في الخليج العربي وأوروبا بأن أوقف هذا الجدال والسجال ويطلبون مني التوقف عن نشر المزيد من الحلقات التي لا فائدة منها, وخاصة في هذا الظرف العصيب من الوضع الكردي المقموع والمهمش
أولاً يا سيدتي يبدوا أنك لم تقرئي جيداً ما كتبته عن قاموس جلادت والسيدة روشن بدرخان! أو الظاهر أن الذي قرأ لك ما كتبته في اللغة الكردية من تساؤل مشروع عن قاموس معلم الأجيال العلامة جلادت بدرخان شط عن المكتوب أو أنه كان في واد عبقر حيث يركب بساط الريح ويبدع لك جمل مفبركة غير صحيحة, والآن سأبين لك ما قد حدث وما سمعته من قصة القاموس وبإمكانك العودة للمقال لأؤكد لك أنك لم تقرئي جيداً ما كتبته وقد أتضح لي من خلال ما كنت قد كتبتِِ في أحدى مقالاتك في العام الفائت من أن لا أحد كتب في ذكرى رحيل جلادت ومجلة هاوار الرائعة, وقد أرسلت لك رسالة الكترونية وقلت لك: يبدوا أنك غير متابعة للشأن الثقافي وما يكتب عن المرحوم جلادت بدرخان وخاصة ما كتبته أنا أولاَ والسيد كوني رش ثانية واعترف لي بذلك وقال:” أنا وأنت فقط كتبنا عن مجلة هاوار والعلامة جلادت” وأحب أن أهمس في أذنيك يا سيدتي أن جميع ماكتبته عن المرحوم جلادت محفوظ في أرشيف موقع جلادت باللغة الكردية وقد نشره الأخ مشعل أوصمان وهو يعرف ذلك حق اليقين, وهو المشرف على موقع (جلادت الإلكتروني), ومن الواضح والجلي أنك نادراً ما تطالعين على ما ينشر على الانترنت؟ ويبدوا أنك لا تفتحين حتى موقع العلامة جلادت بدرخان أيضاً! وهذه مشكلتك وليست مشكلتنا؟! ونحن الذين نقف باحترام وتقدير لكل البدرخانيين الشرفاء الوطنيين الذين خدموا القضية والثقافة الكردية وهم مشاعل النور المضيء في سماء كردستان . ثانياً : أحب أن أعود بك للثمانينيات من القرن الماضي عندما ولجنا منزل العلامة والمناضل آبو أوصمان صبري في حي الأكراد بدمشق, فكان يردد اسم روشن بدرخان كثيراً وكنا نسأله عن اسم (آبو) فقال إن السيدة روشن بدرخان قد سمتني ولقبتني باسم (آبو) ولما سألناه عن مكان ووجود السيدة روشن, فامتعض وقال:” هي تسكن في بانياس الساحل” فاستغربنا كثيراً ثم أعود الآن إلى ما سمعته وما كتبته عن السيد أوصمان صبري عن روشن بدرخان, أكتبُ وأنا أكن كل الحب والتقدير والعرفان للرعيل الأول من الأدباء الكرد جميعاً جلادت بدرخان, كاميران, أوصمان صبري, نور الدين ظاظا, الشاعر جكرخوين, قدري جان, ملا احمدي نامي, رفيق حلمي, توفيق وهبي, حسن هشيار, وغيرهم ممن أتوا بعدهم وخدموا الثقافة الكردية الأصيلة لا من تعربشوا على الحائط المتين وقد سقطوا وانكبوا على وجوههم ؟! ويجب أن يعتذروا من الشعب الكردي, والنفس أمارة بالسوء ونقول لهم عودوا من حيث أخطأتم وصححوا واعتذروا.
وبالعودة إلى موضوع القاموس فأقول والله على ما أقول شهيد: لا أعرف من همس في أذن السيد أوصمان صبري وقال بأن السيدة (روشن بدرخان) قد باعت قاموس جلادت الذي عمل على مراجعته أوصمان صبري للمستشرقين؟! أنا لم أقل ولم أكتب ذلك, إنما قالها السيد أوصمان صبري وأمام العديد من طلابه ولم أكن الوحيد الذي سمع منه هذا, ولا أعرف من الذي أشاع هذه الدعاية المغرضة بحق السيدة روشن بدرخان وأساء إلى العلاقة الأخوية بين السيدة روشن بدرخان والسيد أوصمان صبري؟! وأنا استفسرت في مقالتي عن القاموس لأنني لم أكن أعرف ايميلك الشخصي وقتها أو أي عنوان كي أستفسر عن القاموس.
وأخيراً يبدوا أن السيدة سينم لا تجانب الحقائق وهي بهذا الشكل العجيب الغريب أمام هذه الحقائق التي أوردتها عنهم, ولست نادم على ما أكتبه وما كتبته في مسيرتي الأدبية لأنني عاشرت البعض من الرعيل الأول وأنا شاهد على ذلك العصر وضميري حاكم علي أن أكتب بكل صدق وشفافية كل ماسمعته منهم وعنهم وهنالك أشياء جميلة جدا ربما حتى أنت يا سيدة سينم تجهلينها عن العلامة جلادت بدرخان, ونحن لا نشهر بأحد بل نفتخر برعيلنا الأول وكفاحهم في تلك الظروف .
ولابد من كلمة أخيرة من أن تراث البدرخانيين هو ملك لكل الشعب الكردي وليس لفرد من عائلته أو عشيرته حتى يستغله أو يسرقه بعض ضعاف النفوس في وضح النهار كأخطر لصوص الأدب الكردي دلاور زنكي الذي ادعى بترجمة كتب الأدباء الكرد إلى شخصيته, أما كوني رش فكان الأقل سوء وهو لم يفعل كما فعل دلاور, وإنما دخل بساتين جزيرة بوطان ودخل روضة مجلة هاوار وسرق مقالة جلادت بدرخان (من العدد 25) وهذا واضح وجلي) وهذا ما كشفه السيد لقمان سليمان في مقالاته (Diziya Berhemen Bedirxaniyan ) في موقع (ولاتي مه الالكتروني) وبهذا الفعل الشنيع فقد أضاع جهد سنين طوال كتب عن البدرخانيين باللغة الكردية وهذا يشكر عليه, وأخيراً يا سيدتي القديرة نحن لا نكتب من عالم الغيب والخيال وإنما نبين الحقائق, أما عشقك لخدماتهم وسرقاتهم فقد زاغ بصرك عن الحقائق؟! وطوبى لك ولتبريكاتك الشخصية لهم وليفرحوا ويسيروا في شوارع القامشلي ودمشق, ويقولوا ها هي سينم بدرخان دافعت عنا!
——–
· خاص بموقع (ولاتي مه)