siyamendbrahim@gmail.com
ومن هناك تتجه إلى أكبر دار نشر كردية تركية ألا وهي دار آفستا حيث تقوم بطبع الكتب التاريخية واللغوية والقواميس اللغوية الكردية والتركية ودواوين الشعراء الأكراد مثل فقهي طيران, جكرخوين والروائي يشار كمال, محمد أوزن, شيخموس دكن, سوزان سامنجي, حسن متي, والمجموعات القصصية , لأديب بولات, مدني فرحو, ومن الشعراء الأكراد من أحمد الحسيني, أري أرزن, جانا سيدا, آخين ولات, وغيرهم وشعراء من جيل الشباب الحالي, وتدير هذه المكتبة السيدة سون غول كسكين وهي أخت الناشر عبد الله كسكين الذي فاز قبل سنوات بجائزة أفضل ناشر, وهو متفرغ للطباعة, ثقافية نشيطة لا تهدأ من باتمان إلى آمد إلى استانبول, لا يتوقف هدير المطابع في طبع عشرات الكتب باللغة الكردية, وتجد بعض دور النشر وقد حولت جزءاً من مكانها إلى مكتبة صغيرة تبيع آخر المطبوعات الكردية ,
, ثم تأتي دار أخرى و دار (ليس) (Lis) وهي للشاعر (لال لالش) وهو شاعر وناشر نشيط رغم قلة إمكاناته المادية حيث طبع عشرات المجموعات القصصية والشعرية والروائية, المتميزة منها روايات كردية لأكراد سوريا, روسيا, وتركيا كأحدث رواية لبافي نازي Miriyê Heram, وأخرى لحليم يوسف Gava Masî tî dibin وللقاص المتميز دلاور زراق, Çilkên Pênûsê و رواية متميزة من الحجم الكبير للروائي إبراهيم أوصمان Evîna mêrxasekî , ومجموعات روائية أخرى لعرب شمو Hopo و حيث تطبع رواية أخرى وهي قديمة (شفاني كرد)(Şivanê Kurd) وقد أشاد بها مكسيم غوركي كما رأيناها في مقدمة الرواية, وأول رواية من أدب الخيال العلمي لشنر أوزمان باللغة الكردية تحت عنوان Rojnivîska Spinoza وهي وكم هي مدعاة للفخر على جهد هؤلاء الناشرين الكرد الذين يقومون بهذا الجهد الثقافي رغم قلة الإمكانات المادية وعدم وجود قراء لا يتجاوز بضع آلاف في عموم تركيا, و ثمة سؤال وتساؤل مشروع عن هذا التحول في خطوات هذا الاعتراف الثقافي باللغة الكردية والأدب الكردي في تركيا الكمالية, كم هو تحول صعب في ذهنية هذه الطورانية المتحجرة, أيعقل هذا؟ وهم الذين كانوا ينعتون الأكراد بـ (أتراك الجبال) لا يمن لأحد أن يحجب الحقيقة التاريخية لأصول ولغة شعب من الشعوب فاللغة الكردية رغم عدم استعمالها كلغة كتابة وتدريس على مدى عشرات السنين إلاّ أنها تبقى أكثر نقاء وحيوية من اللغة التركية المليئة بمئات المفردات الكردية والفارسية والعربية والأوربية, اللغة الكردية تحبو بخطوات بطيئة وتتنسم هواء جديداً في صلادة هذه الأصقاع, تغادر الأوفيس وتتجه نحو حي (حظورلهري) تسأل عن المعهد الكردي, ويأخذك إلى هذا الصرح الحضاري المتواضع, تلج المكان في الطابق الأول يستقبلك ثلة من الشباب المتحمسين للغة الكردية, عمل دءوب ساعات طوال تجلس معهم, شباب يدونون ما جمعوه من قصص الأطفال وقصص كردستان الحالمة, وثمة آخرون يترجمون من التركية إلى اللغة الكردية, تغادر هذه القاعة إلى غرف تحرير جريدة (هوار –(Hawar الأسف فلا يباع منها سوى 8 آلاف نسخة والباقي يتلف فلا تجد القراء الأكراد الذين يقرؤون ويهتمون باللغة الكردية وقد كانت سابقاً تصدر باسم Azadiya Welat- ثم تحول اسمها إلى جريدة (هاوار) وتوزع على نطاق ضيق, وهي أيضاً لا تتجاوز مبيعاتها العشرة آلاف نسخة, ولا مجال للمقارنة بين واقع الصحافة في تركيا, حيث توجد هامش واسع وحقيقي من الديمقراطية بعكس سوريا حيث إننا نعيش وكأننا في القرون الوسطة حيث كل شيء ممنوع, وقد خرست آلات الطباعة الكردية في سوريا, ولازالت العقلية العروبية تسفح الحبر الكردي في واحات اليباب المقيت. ؟! ولابد من السلطات السورية من تغيير سياستها ومواقفها تجاه الأكراد والاعتراف بالشعب الكردي أسوة بحلفائهم الأتراك الذين تخلوا عن عنجهيتهم وسمحوا بنوع لابأس به من النشاط اللغوي والثقافي الكردي, فمهرجانات ديار بكر الثقافية تكلف أكثر من خمسة ملايين دولار.
——
(1) تركيا من أتاتورك الى أردوغان (الحلقة العاشرة) ـ «الشرق الأوسط» في ديار بكر: ممنوع كلمة.. كردي – تحقيق منال لطفي
نص قديم وجدد بهذه الرحلة الحديثة لتركيا.
مع لال لالش
مع الكاتب دلاور زراق
في المعهد الكردي في ديار بكر
مبنى المعهد الكردي في ديار بكر (آمد)
مع سون كول كسكيني (مسؤولة دار نشر آفستا)
زقاق الفن في ديار بكر
في جمعية كتاب الكرد في ديار بكر