الخوف الادرد رواية لحليم يوسف من اصدارات مؤسسة سما

  عن مؤسسة سما للثقافة والفنون بدبي، صدر للكاتب والروائي الكردي حليم يوسف رواية بعنوان الخوف الأدرد، ترجمة الكاتب فواز عبدي .
 تقع الرواية  في 205 صفحات من القطع المتوسط، زينت لوحت الغلاف بلوحة من اعمال الفنان التشكيلي النرويجي ادوارد مونييه وطبعت  في مطبعة دهوك بموجب رقم الايداع 2068 :في المكتبة البدرخانية – وزارة الثقافة – اقليم كردستان  .

ومن الجدير بالذكر ان هذه الرواية الثانية من اعمال حليم يوسف بعد رواية سوبارتو التي احدثت جدلاً واسعاً بين المثقفين الكرد وحتى العرب بعد ترجمتها الى اللغة العربية وحتى دونت عليها دراسة نقدية بعنوان السيرة الذاتية لمكان منهوب” للكاتب مسعود حسن ونشرت على شكل كتاب وكذلك نشرت بشكل دوري على صفحات الانترنيت .
تاتي رواية الخوف الادرد باسلوب مختلف  بعد سبعة اعوام من نشر رواية سوبارتو وقد طبعت في دار نشر آفستا للطباعة في استانبول عام 2006 ولاقت رواجاً كثيراً بين المثقفين الكرد في شمال كردستان واوربا ، وكذلك ترجمة الى اللغة التركية ونشرت بالاضافة الى طباعتها باللغة الكردية (الاحرف العربية) في دهوك 2007 من منشورات اتحاد ادباء كردستان( دهوك)   .
وقد نشرت اليوم باللغة العربية بعد ان قام بترجمتها الكاتب فواز عبدي الذي ابدع في نقلها الى اللغة العربية وحافظ قدر الامكان على مكنونات الرواية وصورها التي تكون اقوى واحلى باللغة الرئيسية التي كتبت بها، وقد حملت اعباء طباعتها وتوزيعها ونشرها مؤسسة سما للثقافة والفنون في دبي، التي وضعتها في خطتها الانتاجية لعام 2008 الا ان اسباب حالت دون ذلك وادت الى تأخر نشرها الى هذا الوقت، والرواية تأخذ الرقم 27 من سلسلة مطبوعاتها .
احداث الرواية:
تدور احداث الرواية في جنوب غرب كردستان (سوريا) حيث الخوف اصبح سلطاناً وامتلك كل شيء وخيم على كل الاماكن، وتمتد احداثها الى آسيا الوسطى فأوربا.
فابطال الرواية الثلاث  موسى، توتنو و كالو، استطاع الكاتب توظيف هؤلاء الاشخاص الثلاثة ضمن سياق الرواية ويجعل من كل واحد منهم حكاية بحد ذاتها رغم ارتباطاتهم في بعض الخصائص و الطفولة الشقية التي تجمعهم الا انهم في النهاية يعانون من سطو الخوف عليهم الخوف من كل شيء، (تماثيل الرئيس وصوره ، اسلاك الحدود، رجال الشم (المخابرات)، قوانين وانظمة الحكم، …الخ) لا والاكثر منها جميعاً زرع الخوف في نفوس سكان تلك المناطق بحيث اصبحوا بلا حول ولا قوة قلقين خانعين، بالرغم من قيامهم بانتفاضة (اشارة الى انتفاضة قامشلو2004)محاولين كسر حاجز الخوف الا انهم يظلون مسيطرين وفارضين جبروتهم وقوتهم عليهم، الرواية تدخلنا الى طرق ودهالز عدة تواجه تلك الاشخاص مواقف طريفة أحياناً و حزينة احياناً اخرى، تداخل مع مجرياتها احداث تاريخية مرت على شعوب تلك المناطق واكثرها ملاحظة المواجهة والحوار بين استاذ التاريخ موسى واتفاقية سيكس بيكو (اتفاقية سايكس بيكو بين انكلترة و فرنسا عام 1916 جرى بمواجبها تقسيم جديد للمنطقة ووضع حدود اصطناعية بين ابناء الشعب الكردي) تبرز له بين الفينة والاخرى الى ان يضطر الى الهجر هرباً من الخوف وطمعاً في اخذ الثأر من صاحب تلك الاتفاقية.
يبقى هاجس الخوف هو المسيطر على اجواء الرواية وتجعل القارئ ايضاً في خوف وترقب من الاحداث ومجرياتها،  باختصار شديد الرواية شيقة وبحاجة الى امعان في القراءة ولا نستطيع سرد جميع تلك الاحداث واختزالها في عدة سطور، يبقى للقارئ رأي وطريقة في تحليل مجرياتها .
من صلب الرواية (مطبوع على الغلاف الثاني):
(اذا صادف أحدكم الخوف يوماً من الأيام اسألوه أين ولدت..؟!
 سيجيبكم في تلك االزوايا المحصورة ما بين سوريا وتركيا و إيران والعراق, والباحث الذي يريد معرفة الخوف عن قرب ويعرف ما هو هذا الخوف فليذهب باتجاه تلك الحدود . الذي ولد فيه الخوف وشاخ أيضا..؟!
ولدت في وطن كهذا تشرق الشمس فيه خائفاً وتغيب على خوفٍ اكبر
في الصباحات يفطر الناس على خوف لكي يبداوا حياتهم اليومية وهم خائفون من كل شيء .
لا كما أريد صرت طفل الخوف  وسرت على طريقه, هذا الخوف القريب والمتداخل جدا من الموت الذي يدخل فيه ويخرج ليقف بالقرب منه مرة أخرى ) 
سنظل محكومين للامس  يبدو هذا صحيحاً وسنظل نعاني مجريات ومؤامرات  واتفاقيات تاريخية حصلت بالامس  على رؤوس الكرد  ادت الى ان يبقى دائماً اسيراً للخوف وتبعاتها، رواية الخوف الادرد تستحق بجدارة اقتنائها وضمها الى مكتبتنا لانها ربما تكون نافذة او وسيلة لمعرفة مكان تواجد الخوف ومناطق انتشاره، لربما تكون حافزاً لتجاوز بعض الخوف والقلق الذي يعيش بداخلنا منذ لحظة ولادتنا الى مماتنا .
لمحة عن الكاتب حليم يوسف:
– ولد عام 1967في مدينة عامودا بجنوب غرب كردستان( سوريا)
– درس  حتى المرحلة الثانوية في مدينته  ومن ثم انتقل الى جامعة حلب ليدرس في كلية الحقوق وتخرج منها .
–  هاجر الى المانيا ليستقر هناك منذ عام 2000.
– كتب العديد من المقالات الادبية في الصحف والمجلات والمواقع الالكترونية  الكردية باللغتين الكردية والعربية .
– يقوم باعداد وتقديم برنامج ثقافي  ( القفزة الثالثة) على شاشة فضائية روز تي في  منذ نهاية عام 2000 ومستمر الى اليوم.
صدر له :
– الرجل الحامل……………………قصص…………دمشق.1991
– نساء الطوابق العليا………………..قصص………بيروت.1995
– موتى لاينامون (بالكردية)………..قصص……..استانبول.1996
– سوبارتو…………………………رواية…………بيروت.1999
– مم بلا زين (بالكردية)…………….قصص……..استانبول2003
– الخوف الأدرد (بالكردية)…………رواية……….استانبول2006
– عندما تعطش الأسماك(بالكردية)……رواية…….استانبول 2008
هوزان أمين -دهوك

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

جان بابير

 

الفنان جانيار، هو موسيقي ومغني كُردي، جمع بين موهبتين إبداعيتين منذ طفولته، حيث كان شغفه بالموسيقى يتعايش مع حبّه للفن التشكيلي. بدأ حياته الفنية في مجال الرسم والنحت، حيث تخرج من قسم الرسم والنحت، إلا أن جذوره الموسيقية بقيت حاضرة بقوة في وجدانه. هذا الانجذاب نحو الموسيقا قاده في النهاية إلى طريق مختلف، إذ…

عصمت شاهين الدوسكي

 

أنا أحبك

اعترف .. أنا احبك

أحب شعرك المسدل على كتفيك

أحب حمرة خديك وخجلك

وإيحاءك ونظرتك ورقة شفتيك

أحب فساتينك ألوانك

دلعك ابتسامتك ونظرة عينيك

أحب أن المس يديك

انحني حبا واقبل راحتيك

___________

أنا احبك

أحب هضابك مساحات الوغى فيك

أحب رموزك لفتاتك مساماتك

أحب عطرك عرقك أنفاسك

دعيني أراكي كما أنت ..

——————–

قلبي بالشوق يحترق

روحي بالنوى ارق

طيفي بك يصدق

يا سيدتي كل التفاصيل أنت ..

——————–

أحب شفتاك…

لوركا بيراني

في الساحة الثقافية الأوروبية اليوم، نلمح زخماً متزايداً من التحركات الأدبية والثقافية الكوردية من فعاليات فكرية ومهرجانات وحفلات توقيع لإصدارات أدبية تعكس رغبة المثقف الكوردي في تأكيد حضوره والمساهمة في الحوار الثقافي العالمي.

إلا أن هذا الحراك على غناه يثير تساؤلات جوهرية حول مدى فاعليته في حماية الثقافة الكوردية من التلاشي في خضم عصر…

محمد شيخو

يلعب الفن دوراً بارزاً في حياة الأمم، وهو ليس وسيلة للترفيه والمتعة فحسب، ولكنه أداة مهمة لتنمية الفكر وتغذية الروح وتهذيب الأخلاق، وهو سلاح عظيم تمتشقه الأمم الراقية في صراعاتها الحضارية مع غيرها. ومن هنا يحتلّ عظماء الفنانين مكاناً بارزاً في ذاكرة الشعوب الذواقة للفن أكثر من الملوك والقادة والأحزاب السياسية مثلاً، وفي استجواب…