وقد قالت الشعلان في المؤتمر الصحفي في حفل توزيع جوائز الصاوي : إنّه من الجميل أن تكون الجوائز العربية مظلة للأديب العربي، وأداة للحمة الواحدة، والطريق المشترك،وفي هذا الشأن علي أن أخرج عن بروتوكولات الجوائز، فلا أتكلّم عن مشاعري وانطباعاتي كفائزة أو حتى مشاركة،بل سأتكلّم عن الطرف الآخر للجائزة،وهي الجهة المنظمة، فمن الجميل أن يستطيع الإنسان أن يخلق من لاشيء أشياء جميلة،وساقية الصاوي استطاعت أن تخلق من فضاء مكاني وزماني ومادي محدود الإمكانيات واحة للثقافة والجمال والعطاء ، فطوبى لكلّ يد قادرة على الخلق في زمن العجز”.
وسناء الشعلان، أديبة وناقدة أردنية ومراسلة صحفية لبعض المجلات العربية، تعمل أستاذة في الجامعة الأردنية،حاصلة على درجة الدكتوراة والماجستير والبكالوريوس درجة امتياز مرتفع، عضو في كثير من المحافل الأدبية مثل رابطة الكتّاب الأردنيّين، و اتّحاد الكتّاب، ودارة المشرق للفكر والثقافة،وجمعية النقاد الأردنيين،وجمعية المترجمين الدوليين وغيرها.حاصلة على 36 جائزة دولية وعربية ومحلية في حقول الرواية والقصة القصيرة والمسرح وأدب الأطفال.وحاصلة على درع الأستاذ الجامعي المتميز في الجامعة الأردنية للعامين 2007 و2008 على التوالي.ولها 24 مؤلفاً منشوراً بين كتاب نقدي متخصص ورواية ومجموعة قصصية وقصة أطفال.
ومن أجواء القصة الفائزة: أنعم بجماليون النّظر طويلاً في تمثاله الانتقام ، ثم تنهّد بعمق أوهى خلجات روحه المعذّبة بآلام الثأر وويلات سوء العمل ، وغالب ندمًا جارفًا في نفسه ، فغلبه ، ثم لعن بقوة فتنة النّساء ، وربّة جمالهن وحبهّن أفروديتا الخالدة السّاحرة ، وبزق على تمثاله ، وهو ينبغي أن يبزق على نفسه ، وفي لحظة خيانة لخيانته لروح جمال الفنان الذي يسكن يديه ، ويملك عليه روحه وإبداعه ، أقسم على أن يهجر فنه عقابًا لنفسه على ما أنتجتْ من دمامة وبشاعة ، وما أتلفت من جمال طبيعي هو مهجة الرّوح ، وربيع القلب ، استغفر طويلاً آلهة الحبّ أفروديتا التي سبّها ، وتطاول عليها مرارًا وتكرارًا ، وتمنّى أن تكون متسامحة معه بقدر جمالها ، فتغفر له خطاياه ، فجمالها الأخّاذ يتسع لكلّ مذنبي الدّنيا ، وأمَّل نفسه بالمغفرة المنشودة ، وخلد إلى نومٍ قائضٍ في نيران هزيمته ، وأسدل جفنيه كي لا يرى مسخه الصّخريّ الذي حُفر لسبب ما في جدار خاطره ، ودائم تذكّره.
وخمّن بجماليون أنّ أحزانه كافية لمسح خطيئته ، لكن أفروديتا كانتْ متعطّشة للحزن من نقيع ندمه وحزنه وغضبه النّزق ، وقررتْ في لحظة انتقام سماويّ أن تشعل جذوة الحياة في صدر جالاتيا المرأة التّمثال كي تجعل أنفاسها عذابًا موصولاً لا ينقطع لبجماليون المتبجح ، وهمستْ في أذنها بكلمة العشق الكبرى ، فنطق وجيب قلب جالاتيا باسم بجماليون ، الذي بُعثت كي تعشقه ، وضحكتْ أفروديتا كثيرًا ؛ لأنّها ضحكتْ أخيرًا ، فهي تعرف أنّ عشق امرأة دميمة لمبدع عظيم يشقيه أكثر آلاف المرات من صدّ امرأة جميلة وإنْ كان صدّ رفض لا تمنّع ، وخلدتْ للنوْم في صدفتها البحريّة فوق زبد البحر ؛ لأنّها ستسهر طويلاً فيما بعد لتراقب عذاب بجماليون على يديّ جالاتيا العاشقة المسخ.
المشاركة في مئوية الدعاجي
ومن جهة أخرى فقد شاركت الأديبة الأردنية د. سناء الشعلان في فعاليات مئوية الكاتب والأديب التونسي الكبير علي الدوعاجي. وذلك ضمن المئويات التكريمية التي تبنتها وزارة الثقافة والمحافظة على التراث في تونس.
ويذكر إنّ علياً الدعاجي من أهم أدباء القرن المنصرم على الاطلاق على المستويين الإبداعي والشعبي، وقد كان متعدد المواهب إلى درجة استثنائية، فهو روائي وقاص وشاعر وزجّال ورسام كريكاتوري وصحفي. وهو من أهم الأسماء التي أثرت الإبداع التونسي، وألهمت الجيل المعاصر له بكثير من الإبداعات.
وقد شاركت الشعلان في فعاليات المؤتمر الذي عقده اتحاد الكتاب التونسيين على هامش الاحتفال بهذه المئوية بورقة عمل بعنوان” الدوعاجي ساخراً: الأدب الصحفي والقصصي عنده نموذجاً”.
وقالت الشعلان في الندوة التي عقدت في دار ثقافة ابن خلدون في العاصمة تونس:” الدوعاجي مبدع يتقن السخرية،ويتحايل بها وعليها ؛ ليصنع الأمل، ويستهين بالطغيان، ويتسامى نحو الحقيقة والتمرّد ورفض الانصياع للذّلّ والتخاذل والفشل. فيقدّم فكاهة سوداء تبكي بقدر ما تضحك بمزيج مركب من القبول والرفض لهذا العالم ضمن بنية لغوية “تفرز السخرية والمرارة في آن. باختصار الدوعاجي ساخر بامتياز؛ لأنّه يعرّي دمامة كلّ شيء دون خوف أو خجل، حتى إنّ عرّا نفسه،وسخر من سلوكه، ومن سقوطه في تعاطي المخدرات، وهدر ثروته. والدوعاجي قدّم السخرية طبقاً مستساغاً وخفيفاً وقريباً من أنفس العامة في زمن تعالم فيه الكثير من الجهلة،ونصّبوا أنفسهم رموزاً للسياسة ولنقدها ولتفنيدها، وضحك واضحك الدنيا من نخبة مثقفة لم تكن “تستسيغ كتاباته لما فيها من هزل وفذلكة تصل به أحياناً إلى الإباحة المفرطة” .
وقد أثارت هذه الورقة الكثير من التساؤلات والمداخلات التي أثيرت في الجلسة من قبل الكثير من الحاضرين. ويذكر أنّه قد شارك في الجلسة التي شاركت فيها الشعلان كلٌّ من د. محمد آيت ميهوب من تونس بورقة عمل بعنوان” جدلية الضحك والبكاء في أقاصيص الدوعاج، ومداخلة من د. عبد لرسول خليفة العريبي من ليبيا، في حين أدار الجلسة حاتم الفطناسي من تونس.
في حين شارك في باقي الأمسيات الصباحية والمسائية التي امتدت عبر ثلاثة أيام كل من: د. أحمد السماوي من تونس، ود. أحمد جاسك الحسين من سوريا، ود. محمد الضبع من سوريا، ود. مصطفى الكيلاني من تونس، والقاصو فوزية العلوية من تونس، ومحمد نجيب العمامي من تونس، ومحمد معتصم من المغرب، د. صلاح الدين بوجاه من تونس، ود. شادية شقروش من الجزائر، ود. محمد الخبو من تونس.
وقد ابتدأت الفعاليات بافتتاح رسمي كبير برعاية الأستاذ عبد الرؤوف الباسطي وزير الثقافة والمحافظة على التراث التونسي،وبحضور ثقافي وإعلامي وشعبي لافت للنّظر، كما رافق الحفل معرض وثائقي وكريكاتوري لعلي الدعاجي فضلاً عن أمسية ثقافية بمقهى العباسية، المسمّى سابقاً بمقهى السّور في باب سويقة في تونس القديمة.