سماحة الشيخ مرشد معشوق الخزنوي
ينشغل الناس في العالم عموماً وفي العالم الثالث خصوصاً ونحن الكورد بالطبع منهم بالبحث واستكشاف اسرار ما وراء الطبيعة والتي تؤدي في معظمها الى سلوك طرق الخرافة والشعوذة ، وذلك لمعرفة اقدارهم واستشراف مستقبلهم ، وهذه بضاعة رائجة في العالم ويتسع دائرة الايمان بها مع تفاوت في درجة الايمان او مدى الاعتقاد بها من انسان لانسان بغض النظر عن عرقه ولونه ودينه.
ولست هنا في وارد سرد الاحصائيات والحوادث المتنشرة هنا او هناك ، لكن ما لفت النظر أن تستغل المبادئ السامية والقيم النبيلة لترويج الخرافة ، فقد اورد موقع سوبارو الالكتروني يوم الاثنين بتاريخ 10 أغسطس 2009 تحت عنوان {ادعى أنه شيخ فاغتصب 85 فتاة وامرأة من مدينة قامشلو بعد تخديرهن… وباع أفلامهن المصورة لقنوات إباحية} ، ويقول الخبر ، سوبارو- تم قبل عدة أيام في مدينة قامشلو القاء القبض على شخص كان يدعي أنه شيخ كانت النساء ترتاد إلى منزله ليعد لهم حجباً تجلب لهن الحظ أو لدرء الشرور وتبين فيما بعد أنه كان يطلب الإختلاء مع كل من ترتاد منزله ليتمكنن من البوح له بسرية عن مشاكلهن ولكنه كان يقوم باعطاءهم شراب مخدر ويمارس الجنس معهم بمشاركة فتاتين تقومان برتق الفتيات ومصور يقوم بتصوير عمليات الإغتصاب تلك لصالح قنوات إباحية – انتهى.
وقد اعادت هذه الحادثة الى الاذهان حادثة مماثلة من قبل مدعي للتدين اخر من قامشلو تقدمت لأجله ما يقارب العشرين فتاة بشكوى الى فرع الامن الجنائي بحلب باغتصابهن من قبل ذاك الشيخ بدعوى اخراج حظ الشيطان منهن.
الطامة الكبرى أن يبحث الناس عن الخرافة تحت عباءة الدين ، وهنا اعود الى عنوان المقالة ومن هم من وطني يعلمون ما سأقوله ، اذا كان الشيوخ والأولياء يهبون لنسائنا العقيمات الولد ، ويجلبون لفتياتنا الحظ والسعد ، ويساعدون ابنائنا في امتحاناتهم ، ويحفظون شبابنا في ثكنات الجيش ، واذا كان الشيوخ والاولياء يشفون مرضانا ، ويعافون مبتلنا ، ويوسعونا أرزاقنا ، فماذا يفعل الله ، هل تنازل الله عن بعض خصائصه ، معاذ الله ، { اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ(62) لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ(63) قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ(64) وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ(65) بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ(66) } سورة البقرة ، ولكن الناس تتناسى الله وتلجأ الى العبيد لتلبية حاجاتها ، تتناسى وصية الرسول صلى الله عليه وسلم عندما قال { إذا سألت فسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله } ، ولكنه الجهل ، و قاتل الله الجهل ما فشى في أمة إلا أهلكتها .
فالتاجر إذا أصيب بضيق في رزقه ، قالوا إن أردت أن يصبح رزقك واسعاً فاذهب الى فلان فإنه يعرف كيف يعيد لتجارتك مجدها، ويذهب ليخسر البقية الباقية من امواله لتلبية طلبات الشيخ وكيل الاسياد والعفاريت والجن ، ، ونسوا قول الله تبارك وتعالى (إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ) سورة الذاريات الآية 58 .
إذا أصيبت المرأة بالعقم ، وصارت عقيماً لا تنجب ، قالوا لها إذهبي الى فلان العراف أو السحار فإنه بمجرد أن يكتب لك ورقة وحجاباً فسوف تنجبين الذكور والإناث ، أو اذهبي الى الشيخ الفلاني ليقرأ عليك ، وتلك فرصة ذهبية ليتحسس الشيخ جسدها لأنة سوف يكشف على رحمها حتى برزقها بالولد ، وغالباً ما يفلح في أن يجد طريقه لمهبلها ، ونسوا قول الله تعالى (لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ (49) أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ (50 ) سورة الشورى ..
إذا أصيبت الفتاة بعدم الزواج ، أو جاء خطابها وبعد أن خطبوها ولوا مدبرين ولم يعودوا إليها ، قالت الجاهلات من النساء إنه معمول لها عمل سفلي ، وذهبوا الى الدجال ، وجلسوا أمام الدجال فقال لهن الساحر ، إن العمل معمول على ظهر قرنوط من السمك ولكي نأتي بالعمل ، لكي نحضر هذا القرنوط ، فإن هذا يستدعيني أن أرسل له عشرين من رجال الجن ليأتوا به من قاع البحار ، وكل عفريت من هؤلاء العشرين لن يتحرك إلا يمخسمائة أو الف ليرة ، وتخرج الأموال سهلة ، وبعد دفع الرسوم أين العمل يا سيدنا الشيخ ، فيقول إن رجال الجن لما ذهبوا ليحضروا القرنوط من البحر الأبيض علموا أنه انتقل الى البحر الأحمر ولا بد من دفع رسوم أخرى ، وهكذا ينتقل القرنوط من بحر الى بحر ومن البحار الى المحيطات المرة ليصبح العيشة مرة ، فوق المرارة التي تسبب بها الحكام الظلمة للعباد ، ونسوا قول المولى تبارك وتعالى (قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (51)) سورة التوبة .
إنها الخرافة التي لاتجد لها مكانة إلا عند الجاهلين الذين عطلوا عقولهم ومنحوه إجازة ، لأن الخرافة والعقل ضدان لا يجتمعان ، وغالباً ما يروج سوق الخرافة في حالة الأزمة ، فعندما يمر الناس بأوقات صعبة يلجأون عادة إلى كل ما هو روحاني وخرافي لتلبية رغباتهم ، ولا ننسى ما اقترفته الزمرة الآثمة في حزب البعث بالبلاد والعباد ، مما أدى الى رواج سوق الدجل والخرافة .
الخرافة والسحر والشعوذة وجلب المحبة بلاء مستشري ، وحقيقة مرة ، إنه مرض عضال ووباء أسود ، إنه مفرق الجماعات، وهادم الأسر، مرض ابتلي به الكثيرون ، فكم من أسرة فرق شملها، وكم من صحيح أعل صحته، وكم من سعيد سلب الفرحة من قلبه، وكم من شفة أزيل البسمة عنها، إنه كهف مظلم بظلام آثاره، ومستنقع قذر بقذارة أهله، إنه دهليز مرعب ممتلئ بكل أصناف الرعب فكم من نساء طلقن بسببه، وكم من أطفال قد شردوا بسببه ، وكم من أبرياء قد ماتوا بسببه ، وكم من تجارة قد كسدت وانتهت بسببه ، إنه أمر خطير وشر مستطير إنه خطر عظيم، خطر على العقيدة، خطر على الفرد، خطر على الأسرة، خطر على المجتمع، خطر على الأمة بأسرها، ، حذر منها النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( اجتنبوا السبع الموبقات )) . قالوا : يا رسول الله وما هُنَّ ؟ قال (( الشرك بالله ، والسحرُ ، وقتلُ النفس التي حرم الله إلا بالحق ، وأكلُ مال اليتيم ، وأكلُ الربا ، والتولي يوم الزحف ، وقذفُ المحصناتِ الغافلاتِ المؤمنات )).
وقد قرن الرسول صلى الله عليه وسلم السحر بالشرك بالله ، ولم يذكر القتل بعد الشرك مع أن القتل جريمة كبرى يقول فيها مولانا تبارك وتعالى (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا ) سورة النساء 93) ، لأن السحر قرين الكفر ، بل هو الكفر عينه .
وهنا لا بد أن يستفيق الناس من جهلهم ومن غفوتهم ، وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من هذه الغفلة التي ادت الى ما ادت من جريمة في قامشلو ولهذا قال المصطفى صلى الله عليه وسلم كما في الحديث الصحيح الذي رواه أحمد والبيهقي والحاكم من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من أتى عرافاً أو كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد )) ، أما الساحر فهو كافر لا بد أن ينفذ فيه الحكم العمري ويكون عبرة لغيره فيرتدعوا عن خداع الناس ، فقد روى الامام احمد في مسنده وابو داود أن عمر كتب لعماله على الأمصار أن اقتلوا كل ساحر وساحرة ..
هذا هو صريح الحديث فالنص صريح والحديث صحيح ، من ذهب الى الساحر أو العراف الذي يقول لك ، ابسط كفك ، فتفتح له كفك فيقول لك : الطريق مفتوح امامك سترزق بمليون ليرة ، وسيارة مرسيدس فل أوبشن وعمارة في المدينة الفلانية ، والساحر أو العراف نفسه لا يجد الخبز ليأكله ، فإذا كنت تسعد غيرك فلماذا لا تسعد نفسك ، من ذهب الى الساحر أو العراف أو فاتحة الفنجان أو ضاربة الرمل أو الكوتشينة فقد كفر بما أنزل على محمد ، وما الذي أنزل على محمد ، الذي أنزل على محمد هو قول المولى تبارك وتعالى (عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا ) سورة الجن 26 ، فهل علمتم لماذا قرن النبي صلى الله عليه وسلم السحر بالشرك بالله ، لأن السحر كفر وشرك ، شرك للساحر وشرك لمن ذهب الى الساحر ، وهذا ما اصيب به المجتمع.
لا بد أن نستفيق ولا ننخدع حتى لو ارتدى هؤلاء ثوب الدين والايمان ، حتى ولو استتروا تحت عباءة المشيخة ، فكم من تاجر ومنتهك للاعراض قد تستر بثوب التقوى والاخلاص وهو عدو لا يخاف الله ولا يخشاه ، ولا يستحي من عباده .
وقد اعادت هذه الحادثة الى الاذهان حادثة مماثلة من قبل مدعي للتدين اخر من قامشلو تقدمت لأجله ما يقارب العشرين فتاة بشكوى الى فرع الامن الجنائي بحلب باغتصابهن من قبل ذاك الشيخ بدعوى اخراج حظ الشيطان منهن.
الطامة الكبرى أن يبحث الناس عن الخرافة تحت عباءة الدين ، وهنا اعود الى عنوان المقالة ومن هم من وطني يعلمون ما سأقوله ، اذا كان الشيوخ والأولياء يهبون لنسائنا العقيمات الولد ، ويجلبون لفتياتنا الحظ والسعد ، ويساعدون ابنائنا في امتحاناتهم ، ويحفظون شبابنا في ثكنات الجيش ، واذا كان الشيوخ والاولياء يشفون مرضانا ، ويعافون مبتلنا ، ويوسعونا أرزاقنا ، فماذا يفعل الله ، هل تنازل الله عن بعض خصائصه ، معاذ الله ، { اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ(62) لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ(63) قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ(64) وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ(65) بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ(66) } سورة البقرة ، ولكن الناس تتناسى الله وتلجأ الى العبيد لتلبية حاجاتها ، تتناسى وصية الرسول صلى الله عليه وسلم عندما قال { إذا سألت فسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله } ، ولكنه الجهل ، و قاتل الله الجهل ما فشى في أمة إلا أهلكتها .
فالتاجر إذا أصيب بضيق في رزقه ، قالوا إن أردت أن يصبح رزقك واسعاً فاذهب الى فلان فإنه يعرف كيف يعيد لتجارتك مجدها، ويذهب ليخسر البقية الباقية من امواله لتلبية طلبات الشيخ وكيل الاسياد والعفاريت والجن ، ، ونسوا قول الله تبارك وتعالى (إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ) سورة الذاريات الآية 58 .
إذا أصيبت المرأة بالعقم ، وصارت عقيماً لا تنجب ، قالوا لها إذهبي الى فلان العراف أو السحار فإنه بمجرد أن يكتب لك ورقة وحجاباً فسوف تنجبين الذكور والإناث ، أو اذهبي الى الشيخ الفلاني ليقرأ عليك ، وتلك فرصة ذهبية ليتحسس الشيخ جسدها لأنة سوف يكشف على رحمها حتى برزقها بالولد ، وغالباً ما يفلح في أن يجد طريقه لمهبلها ، ونسوا قول الله تعالى (لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ (49) أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ (50 ) سورة الشورى ..
إذا أصيبت الفتاة بعدم الزواج ، أو جاء خطابها وبعد أن خطبوها ولوا مدبرين ولم يعودوا إليها ، قالت الجاهلات من النساء إنه معمول لها عمل سفلي ، وذهبوا الى الدجال ، وجلسوا أمام الدجال فقال لهن الساحر ، إن العمل معمول على ظهر قرنوط من السمك ولكي نأتي بالعمل ، لكي نحضر هذا القرنوط ، فإن هذا يستدعيني أن أرسل له عشرين من رجال الجن ليأتوا به من قاع البحار ، وكل عفريت من هؤلاء العشرين لن يتحرك إلا يمخسمائة أو الف ليرة ، وتخرج الأموال سهلة ، وبعد دفع الرسوم أين العمل يا سيدنا الشيخ ، فيقول إن رجال الجن لما ذهبوا ليحضروا القرنوط من البحر الأبيض علموا أنه انتقل الى البحر الأحمر ولا بد من دفع رسوم أخرى ، وهكذا ينتقل القرنوط من بحر الى بحر ومن البحار الى المحيطات المرة ليصبح العيشة مرة ، فوق المرارة التي تسبب بها الحكام الظلمة للعباد ، ونسوا قول المولى تبارك وتعالى (قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (51)) سورة التوبة .
إنها الخرافة التي لاتجد لها مكانة إلا عند الجاهلين الذين عطلوا عقولهم ومنحوه إجازة ، لأن الخرافة والعقل ضدان لا يجتمعان ، وغالباً ما يروج سوق الخرافة في حالة الأزمة ، فعندما يمر الناس بأوقات صعبة يلجأون عادة إلى كل ما هو روحاني وخرافي لتلبية رغباتهم ، ولا ننسى ما اقترفته الزمرة الآثمة في حزب البعث بالبلاد والعباد ، مما أدى الى رواج سوق الدجل والخرافة .
الخرافة والسحر والشعوذة وجلب المحبة بلاء مستشري ، وحقيقة مرة ، إنه مرض عضال ووباء أسود ، إنه مفرق الجماعات، وهادم الأسر، مرض ابتلي به الكثيرون ، فكم من أسرة فرق شملها، وكم من صحيح أعل صحته، وكم من سعيد سلب الفرحة من قلبه، وكم من شفة أزيل البسمة عنها، إنه كهف مظلم بظلام آثاره، ومستنقع قذر بقذارة أهله، إنه دهليز مرعب ممتلئ بكل أصناف الرعب فكم من نساء طلقن بسببه، وكم من أطفال قد شردوا بسببه ، وكم من أبرياء قد ماتوا بسببه ، وكم من تجارة قد كسدت وانتهت بسببه ، إنه أمر خطير وشر مستطير إنه خطر عظيم، خطر على العقيدة، خطر على الفرد، خطر على الأسرة، خطر على المجتمع، خطر على الأمة بأسرها، ، حذر منها النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( اجتنبوا السبع الموبقات )) . قالوا : يا رسول الله وما هُنَّ ؟ قال (( الشرك بالله ، والسحرُ ، وقتلُ النفس التي حرم الله إلا بالحق ، وأكلُ مال اليتيم ، وأكلُ الربا ، والتولي يوم الزحف ، وقذفُ المحصناتِ الغافلاتِ المؤمنات )).
وقد قرن الرسول صلى الله عليه وسلم السحر بالشرك بالله ، ولم يذكر القتل بعد الشرك مع أن القتل جريمة كبرى يقول فيها مولانا تبارك وتعالى (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا ) سورة النساء 93) ، لأن السحر قرين الكفر ، بل هو الكفر عينه .
وهنا لا بد أن يستفيق الناس من جهلهم ومن غفوتهم ، وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من هذه الغفلة التي ادت الى ما ادت من جريمة في قامشلو ولهذا قال المصطفى صلى الله عليه وسلم كما في الحديث الصحيح الذي رواه أحمد والبيهقي والحاكم من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من أتى عرافاً أو كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد )) ، أما الساحر فهو كافر لا بد أن ينفذ فيه الحكم العمري ويكون عبرة لغيره فيرتدعوا عن خداع الناس ، فقد روى الامام احمد في مسنده وابو داود أن عمر كتب لعماله على الأمصار أن اقتلوا كل ساحر وساحرة ..
هذا هو صريح الحديث فالنص صريح والحديث صحيح ، من ذهب الى الساحر أو العراف الذي يقول لك ، ابسط كفك ، فتفتح له كفك فيقول لك : الطريق مفتوح امامك سترزق بمليون ليرة ، وسيارة مرسيدس فل أوبشن وعمارة في المدينة الفلانية ، والساحر أو العراف نفسه لا يجد الخبز ليأكله ، فإذا كنت تسعد غيرك فلماذا لا تسعد نفسك ، من ذهب الى الساحر أو العراف أو فاتحة الفنجان أو ضاربة الرمل أو الكوتشينة فقد كفر بما أنزل على محمد ، وما الذي أنزل على محمد ، الذي أنزل على محمد هو قول المولى تبارك وتعالى (عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا ) سورة الجن 26 ، فهل علمتم لماذا قرن النبي صلى الله عليه وسلم السحر بالشرك بالله ، لأن السحر كفر وشرك ، شرك للساحر وشرك لمن ذهب الى الساحر ، وهذا ما اصيب به المجتمع.
لا بد أن نستفيق ولا ننخدع حتى لو ارتدى هؤلاء ثوب الدين والايمان ، حتى ولو استتروا تحت عباءة المشيخة ، فكم من تاجر ومنتهك للاعراض قد تستر بثوب التقوى والاخلاص وهو عدو لا يخاف الله ولا يخشاه ، ولا يستحي من عباده .
حفظنا الله واياكم من شرورهم