قراءة عاشقة في ديوان :« حين لا بيت » للشاعرة المغربية : وفاء العمراني

( سر الإبداع يكمن في قوة الكلمة ، ورهافة الإحساس المنبعث من عمق الذاكرة الإنسانية … الوجدانية والوجودية …)

وفاء العمراني : نغمة على أوتار الحس الإنساني … أغنية مكتوبة بالندى على شفاه الزهور ، ترتشفها الفراشاة … كل الفراشاة …
من مواليد مدينة ( ” القصر الكبير” حاضرة وادي المخازن ، مدفن الملوك الثلاث ) في 15 أبريل 1960 …
عضو اتحاد كتاب المغرب ، وبيت الشعر…
تعمل الآن مستشارة ثقافية بالسفارة المغربية بدمشق … سورية …

صدر لها عدة دواوين شعرية ، هي كالتالي :
” الأنخاب” سنة  1991

” أنين الأعالي” سنة 1992
” فتنة الأقاصي” مصحوبا بشريط صوتي سنة 1996
” هيأت لك” سنة 2002
ثم أعادت الكرة برائعتها ” حين لا بيت” في 2007…في غطاء روحي ، ودفق وجداني … تستفزنا … تغتالنا …  تشعل النار بين أحشائنا وتثير مشاعرنا ، بعدما كسرت كل أسوار الكبت بدواخلنا ، بديوانها الأخير :” هيأت لك”، حين شحنت الجسد العاري بالروح والحركة …
من خلال ديوانها هذا ” حين لا بيت” ، نلمس إحساسها الجميل بالعذاب والضيم …تتلألأ بين رموش عينيها دمعات الحزن لتنساب على الخد ، معبدة بذلك طريقا لأشجان العشق الشعري … تنأى عن الواقع لتشكل عالمها الخاص ، عالم مليء بالنبض والدمع والألم ، ألم الانتظار والوحشة والبعد والخوف …عالم شفاف رائع روعة أعماقها …
بادئ ذي بدء ، يجب استنطاق عنوان الديوان:” حين لابيت ” ، باعتباره المنفذ الرئيسي لأية قراءة …
” حين لا بيت ” : – عنوان له أكثر من دلالة ، فهو يجسد حس الكتابة وحدسها ، النافي لوجود أية سكينة أو اطمئنان ، في غياب المكان : ” لا بيت ” ، حس يغلب عليه الغبن ، وفقدان الأمل من فرط الهجر والوحدانية والغربة … ف ” لا ” نفي مفتعل مقصود للمكان ” بيت ” … نفي مسبوق بالزمن ” حين ” المرادف ل ” عندما ” ، وهذا يكن بين طياته سؤالا عريضا : – ماذا يتبقى للإنسان عندما يفتقد لدفء البيت ..؟ ا. البيت بمعناه الشمولي …أي بكل مؤثتاته …
أما الإهداء فهو إلى :” أروى ” أم القصائد ، لأنها كل ما تبقى لها من ذاك الحلم الجميل .
وفاء العمراني … تسعى دوما لترسيخ الفعل الشعري عبر استمرارية وسيرورة ذاتية خلاقة ، متفاعلة في آن مع الممتد والانهائي ، بفن إبداعي ارستقراطي راق ، حيث تطلق العنان لحواسها وأحاسيسها ، بل لروحها لتبحث عن المتعة الدلالية ، عن الهدوء والصفاء والروح والمرح…
من خلال قصائد الديوان تقربنا من واقع الحياة بكل تفاصيلها ، ليس بالدافع السياسي ، حتى وإن كان الهاجس السياسي حاضرا ، لكن بالدافع الإنساني والوجداني ، حيث تعتبر الشاعرة من أبرز الشاعرات الوجدانيات والرومانسيات ، إذ أثرت بإبداعاتها في تطوير وتحديث الشعر ببلادنا المغرب …
تنغمس في الواقع أيما انغماس ، ترسم مرارة التجربة … شجا الحزن والالتياع بمجازية مجسمة، تجعل القارئ يسبح في تأويلات شاردة من فرط الرمزية والإيحائية ، تاركة له حرية استقراء أحاسيسها … حيث تتميز بحس فني مرهف ، وأدبي راق وقوي ، يتجلى في جمال الكلمة المنتقاة بعناية زائدة ، تسودها السوريالية ، حتى في طريقة الكتابة : ” كتابة مائلة ”  …
عندما تراودها نفسها على الكتابة ، تشحد ذهنها ، لغتها ، كبرياءها الأنثوي … تمارس الإبداع بشبقية ، لتهزم كل التساؤلات ، وتقتل الحيرة الخبيئة الصامتة بداخلها ، تشق قميص القصيدة ، بحثا عن ولادة جديدة في رحم الكلام … وحين تتورط في خطيئة الكتابة ، تلجأ للكلمات لوقف نزيف حرقتها … لتضمد جراحاتها الممتدة حتى آخر بيت في وطنها ، وطن الفضيلة …( الشعر)… تعطي للكلمة حرية المبادرة والتعبير عن مكنوناتها الروحية العاشقة ، والانصياع لنبض قلبها الظامئ للحياة … للحب … لا تخاف في ذلك لومة لائم …
سأحاول من خلال هذه القراءة ، بعيدا عن أي تشريح أو تفكيك ، استجلاء الكتابة الفنية ، وإبراز جماليتها الشعرية ، التي تعكس رقة وجمالية صاحبته … فلننفذ جميعنا عبر قصائد الديوان في رحلة ميثافيزيقية إلى سماء القصيدة بزرقتها وصفائها…
لم تنهزم أمام الوحدة ، ولم تخضع رغم التمزق والضياع الوجودي ، بل واصلت المقاومة بقوة الحرف.
(قوة الشلال) وجدرأة الكلمة التي يتهادى ضوؤها لينير عتمة الغربة والاغتراب ، تنادم الوحشة كؤوس العشق الكلامي بسخاءفي صحة المحبين… مهما كانوا خائنين…
هناك                             
حيث النشوة المتأملة           
تستريحين أيتها المدهشة بين البشر
الغريبة حتى بين الغرباء
………………………………            
حزينة أنت وقوية                     
عن سخاء الشلال تهبين ، جريئة   
آهلة بالأعالي                         
منهمرة عن حكمة الليل             
كالكلمة متدفقة بين المحبين          
وكأسك أبدا                            
جريحة                                 
من قصيدة :” بورتريه”  ص :- 11 – 12
تكسر طوق الانتظار بحرقة الأسئلة التي تتناسل في عمق الذات الشاعرة … بسيزيفية تجسد الألم الإنساني … كنجمة تتماهى بين الكواكب ، تشق قلب السحاب ، تنشد على متنه بيتا يلملم تبعثرها … تقتطع من الشمس خيوطا نورانية تزين بها جيد الحلم …حلم الانتظار …
لم أعد بانتظار جنة أو وعد            
أو حتى حضن للهواء                   
…………………………………………
ما أشهى أن يشاطئك التبعثر في المطلق
وما أبهى مهاويك أيها الجسد            
…………………………………………
وأنت أيتها المادة                          
واكبي هندسة الحلم                       
واتركي هذيانه يدفق على               
هيأة كوكب                                  
………………………………………..
أنا منك أيتها الرياح                      
سكناي سر الشمس                      
………………………………………….
في الانتظار وردة الحلم                 
كلمة لم أقلها بعد                          
وهذا المدى الصديق …                  
من قصيدة : ” حينما تجنحنا الجراح ” ص : – 19 – 20 – 21 – 22 – 27
تعلق الحيرة على جدران  الذاكرة بحثا عن اليقين ، عن التوحد الروحي بين ذاتها وذات الآخر، مهما كان جافا وقاسيا …
لكي لا أقطف الزبد               
وأسكن الزوايا                     
أو كالعليق                          
أصطدم بالجدران                 
علي أن أعدو إلى حيرتي – ضوئي
حيث تركتني                        
أسكن الجذوة ولا سقف لي       
أسكن الظن ولا يقين يسيجني     
أسكن الموج                         
وقلوب العاشقين                    
ضفافي        
قال لي آخري – رهاني في رج المألوف :
اخرجي مني وحملك                      
أنت وحبك الأخير – أرواك              
اخرجا من جنتي .ا.                        
من قصيدة :” حين لا بيت ”  ص:- 31 – 32
تحاول عبور جسر الأيام بحثا عن حياة مؤجلة بين صباحات الأجساد المتناثرة كألوان الطيف، على امتداد دروب العمر الباردة، في فراغ الأفق اللامتناهي … فيم تنتحب القصيدة على رصيف الديوان بصوت مكتوم ، احتفاء بالحزن …
نهر هذا التاريخ المنزلق           
من بين أصابع الأقدام
…………………………             
أيتها الريح الشبيهة                  
آويني                                 
وأنت أيها العمر                      
لماذا تلتف ، بملاءات الصور…؟.ا.
دع  عطرك طليقا تائها              
يجيد الاحتفاء بالحزن               
…………………………………….
هاإني أنزل أدراج المعنى           
أسافر في برودة مياهه              
من قصيدة :” عنب الطريق ” ص : – 39 – 41 – 42
  تريد إعادة ترتيب الطبيعة عبر جدولة الفصول ، حتى تتفتح براعم البدايات … تقتطع من روحها شمعة تنير برقائق نورها مسالك الفرح المؤجل … الحلم المؤجل … في محاولة لاسترجاع ظلها الذي ضاع في عتمة الهجر المفتعل ، وجور الزمن … تسرج خيول الكلام الشعري الجامحة ، لتطارد حرقة الأسئلة الجارحة بداخلها …
لعينين حافيتين
لخطوة ظامئة
……………………….
تائهة على خد العمر
أياشمعة أراقت روحها
كالمطر
كيما يضمر الليل
وياتحولا أثمر عاليا
في بهاء الديم …
فلتظلي الريح والأفق
ليهدأ صهيل الجرح في دمك
لتهدأ شرارات القرار
………………………………
ولتنهض على جبينها
شجرا مثقلا بالفرح المؤجل
………………………………
أحلم بليلكة تزهر على مسام نعشي
أحلم بربيع الماضي المؤجل
عند أقاصي نفسي
………………………..
قوني أيهذا الجرح
ياضوء الداخل
وياعاصفة تعيد ترتيب الأعماق ….
من قصيدة :” عاصفة تعيد ترتيب الأعماق”
ص :- 47 – 48 – 49 – 50 – 52- 53
تتعبد في فردوس قصائدها … تقيم صلاة الاغتراب على قارعة التيه …تتحسس روح موتاها ، تداعبها في محاولة لاستنهاضها من عتمة حطام الذاكرة ، تذري الغبار عما تبقى من صفائها وطهارتها …
آهلين بصداقة الموج والرحيل
نطل
من مساء ممتد بين فراديس الروح
والتعب
على شواطئ الغياب فينا
…………………………………….
ويضيء من عتمتنا ما نسر…
أربعة كنا
تهدينا طرق التيه
تسلمنا لسلطان فجرنا الداخلي
أربة كنا وقلبا
تنهض من أنقاض أحلامنا
من قصيدة :” أربعة كنا وقلبا” ص:- 57 – 58
لم تكن لتطفئ نور القصيدة إلا بعد رحيل الأحبة : ( الفنان التشكيلي … محمد القاسمي …) . ولم تكن لتنزل شراع السفينة إلا بعدما تخلى عنها الربان ، لترسو على ميناء الديوان ، لما تعب البحر من التطلع للمدى ، ولم تعد الشمس ترى وجهها بوضوح على قطرات الندى … حينها طلقت الشفاه البسمة طلاقا أبديا…
فاردا قلبه لسمو الريح
يثوي لسنديانة الطمأنينة الخضراء
الصافية
…………………………………….
حريتي المشتهاة
وأنى لي أن أرسو في ميناء
سواحلي نائية
والطريق إلي غامض وطويل
…………………………………………
والرجل تخطو على جمر
وسفين البصيرة ، بلا شراع،
……………………………………….
يسكن أحبة متفرقون
يشرد الفرح عن معناه
……………………………………….
مسجاة ببسمة الأبدية الزرقاء
مطلقة حرة
عزلاء من جميع الفصول
من قصيدة :” أعالي الروح” ص:- 63 – 65 – 66 -72
تبوح بدون قيود… تطلق العنان لفنتازية اللغة ، فيطلع شعرها بوحا وغضبا ، اشتياقا وشبقا واحتراقا … تقف وقدمها تطأ ماضيا ميتا ، ترنو إلى السماء في انتظار بزوغ فجر يرفل بالحياة …
أرفوا ما ترفوه الأرض للسماء
………………………………..
أتوقف هنيهة ، رفقة ساحل الظن
أشرب عطر الأيام
…………………………………
يتخلص الجسد من حرائقه
يرنو إلي من شرفة الثوب
…………………………………
اسمح لي أيها الفجر
بقليل من وجعك الأرضي
أرسمه أسئلة
تطاول السماء الجديدة النابتة
فجأة
في يباب المعنى …
من قصيدة :” أرض السريرة” ص:- 75 – 76 – 77
تنتحب القصيدة على رصيف الديوان بصوت مكلوم ، تردد تراتيل الحب في ابتهال … تتحسس روح موتاها ، تستنهضها من رماد نعش الذاكرة … تذري الغبار عما تبقى من هيكلها الإنساني: ( بكل ما تحمله الكلمة من أخلاق نبيلة) …” إلى روح حماتها “… مع إصرار الدمع …
بين الفجيعة والغدر
كان رحيلها
تناءت إلي في لجة
من عبق الحضور والذاكرة
……………………………..
كانت لنا ضوء البيت وقلبه
ونبض الدروب
أشياؤها ، مشيتها ، إقبالها
تهليلها من بعيد
……………………………..
لكن صورتها استسلمت
للتلاشي
أغلقت نافذة بشاشتها
وسكنت حالة الوداع
بهاؤها ما لن تسيجه
تربة
أو وقت
أو سماء …
من قصيدة:”أناقة الروح في أنثاي” ص:- 81 – 82 – 84 – 85
تبحث بين ثنايا عزلتها عن جسد غض … عن حضن طري يحضنها ، تأخذ روحها المفتتة إلى ما تبقى من قدرتها على الخروج إلى صباحات ندية مشرقة … تعتصر كأس ندى من شفاه الزهورلتروي به ظمأ القصيدة …
بقاياي التي أتعبتني
أحملها صخرة
أنوء بها تحت شرنقات
العمر
……………………….
أظل أصعد فجر كلماتي
أستنبت عشب ناياتها
تخرج خطواتي من ضوء
شكها
…………………………..
وأخرج من ضلعي المكسور
غيمة تروي كل هذا
الهباء
من قصيدة:”بقاياي التي أتعبتني” ص:- 89 – 90 -92
في محاولة لإعادة ترتيب الكون، وإضفاء نكهة شعرية عليه ، تعطر كل الفصول …تقتطع من شظايا الشمس مشعلا متوهجا لتضيء عيون الصباح…
اقتلعي نكهة الزمن من رئتي
أنت أيتها المورقة
بلا فصول
بلا مداعبات
أي زهرة موعدنا مع الشمس
توهجك
مثل سرير طيب
حيال صاعقة فاتنة …
من قصيدة:” الخطوة” ص:- 99
تنغمس طول اليل في رتق العتمة ، تعاقر حيرتها في حديقة رملية شهد الكلمات حتى الثمالة …في انتظار بزوغ فجر يوم جديد …
في حديقة من سماء القلب
…………………………..
مثل شروق غض يفاجئ
صدر الهواء
 يورق فجر الروح على ضفاف
ملابساتي
غمرا تعشب صحراء الكلام …
من قصيدة:” رؤيا ” ص:- 103
تعانق الطبيعة بكل مكوناتها في انسجام روحي ووجداني … تبحث بين خبايا الكون عن معنى يلملم جراحاتها … عن رعشة ضوئية ترد لها الروح المفقودة الضائعة …
علي ثانية أن أصعد هاويتي
شمس أخرى جديدة هي الشمس
الأرض هي الأرض
الماء الهواء
الزرع هو الزرع
والناس غير الناس
…………………….
وأنا ما تزال أنا
ضوءا
و
حجلا
 من قصيدة :”مرآة” ص:- 107
تنسج أشرعة الحلم الضائع من بقايا التوهج الكلامي … تجوب شوارع الذاكرة المتآكلة بحثا عن حب مفقود بين حطام العمر، خوفا من ضياع العمر… تعزف على أوتار القصيدة لحنا للخلود… للحياة …
أرجف من الوقت ومن ثريات الكلام
كأني كشافة معنى
……………………………………….
لا موج بين خديه
ولا وتر لقيثاره
لا شيء سوى
حقائب عمر تركتها ورائي
ملأى بالحياة
……………………………….
أصابع الوقت تنسج أشرعتها
فوق دثاري
من قصيدة:” شرنقة” ص:- 115 – 116
تقرع أجراس القصيدة لتكسر صمت الحلم معلنة دخول موعد صلاة البوح … تبحث عن مقبرة تدفن بها حمقها الشعري الجميل ، جاعلة من الجذبة الموسيقية ، والرهبة الكلامية ملاذا لحوارات موتاها المفتعلين … ومن ألوان الطيف سماء لابتهالاتها الوجدانية … تحاور  تلملم شطري ذاتها المنفصمة L( الأنا والأنا الآخر )، باندياح الأسئلة في مخيلتها ، أسئلة الذات للذات ، وكأنها أمام مرآة تعكس تماثلها … تهفو إلى لقاء الروح بالروح ، وإن كان يتجاوز حدود الجسد…
ويستمر الاحتراق في عز العتمة … في عز البياض…

محمد الكلاف      
كاتب ناقد وقاص      
طنجة – المغرب    
     Mohammed_gu@hotmail.fr

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

ابراهيم البليهي

لأهمية الحس الفكاهي فإنه لم يكن غريبا أن يشترك ثلاثة من أشهر العقول في أمريكا في دراسته. أما الثلاثة فهم الفيلسوف الشهير دانيال دينيت وماثيو هيرلي ورينالد آدمز وقد صدر العمل في كتاب يحمل عنوان (في جوف النكتة) وبعنوان فرعي يقول(الفكاهة تعكس هندسة العقل) وقد صدر الكتاب عن أشهر مؤسسة علمية في أمريكا والكتاب…

عبدالرزاق عبدالرحمن

مسنة نال منها الكبر…مسكينة علمتها الزمان العبر..

بشوق وألم حملت سماعة الهاتف ترد:بني أأنت بخير؟ فداك روحي ياعمري

-أمي …اشتقت إليك…اشتقت لبيتنا وبلدي …لخبز التنور والزيتون…

ألو أمي …أمي …

لم تستطع الرد….أحست بحرارة في عينيها…رفعت رأسها حتى لا ينزل دمعها،فقد وعدت ابنها في عيد ميلاده الأخير أن لا تبكي ،وتراءى أمام عينيها سحابة بيضاء أعادتها ست سنوات…

فراس حج محمد| فلسطين

في قراءتي لكتاب صبحي حديدي “مستقرّ محمود درويش- الملحمة الغنائية وإلحاح التاريخ” ثمة ما يشدّ القارئ إلى لغة الكتاب النقدية المنحازة بالكلية إلى منجز ومستقرّ الراحل، الموصف في تلك اللغة بأنه “الشاعر النبيّ” و”الفنان الكبير” “بحسه الإنساني الاشتمالي”، و”الشاعر المعلم الماهر الكبير” “بعد أن استكمل الكثير من أسباب شعرية كونية رفيعة”. و”المنتمي…

جان بابير

 

الفنان جانيار، هو موسيقي ومغني كُردي، جمع بين موهبتين إبداعيتين منذ طفولته، حيث كان شغفه بالموسيقى يتعايش مع حبّه للفن التشكيلي. بدأ حياته الفنية في مجال الرسم والنحت، حيث تخرج من قسم الرسم والنحت، إلا أن جذوره الموسيقية بقيت حاضرة بقوة في وجدانه. هذا الانجذاب نحو الموسيقا قاده في النهاية إلى طريق مختلف، إذ…