فدوى كيلاني
سنوات طويلة مرت،
لا شيء حدث،
إلا أنك استبدلت شيخوختك بطفولتي
ف – ك
لا شيء حدث،
إلا أنك استبدلت شيخوختك بطفولتي
ف – ك
لم أتأخر هذا اليوم ، وأنا أنهض من سريري ، لأسير عدة خطوات صوب نافذة بيتي المطلة على البحيرة القريبة ، أمد كلتا يدي إليها ، أفتحها ، وأنا أغوص بعيني هناك ، كي أرى النوارس نفسها التي اشاهدها منذ أحد عشر عاماً تواصل دورتها بين التحليق فوق مياه البحيرة والاغتسال فيها ، راسمة لوحة لا أجمل منها ، وهو تماماً ما يجعلني منذ أن استقر المقام بي وباسرتي في هذا المكان القريب ، أن أرفض وضع ستارة على هذه النافذة نفسها، دون غيرها ، كي أحس بأن لا مسافة بيني وهذه البحيرة ، التي حدد حبي لها اختيار موقع سكني.
لا أدري كم من الوقت أمضيت وأنا واقفة على رؤوس أصابعي على غير العادة أمارس هذه الصلاة اليومية ، كي أحس ببعض من التعب لأستند بيدي على قاعدة إطار النافذة ، أواصل النظر في تفاصيل اللوحة ، داعية تلك النوارس إلى غرفتي دون جدوى ، كي يلفت نظري كالعادة هؤلاء الذين سبقوني إلى رصيف البحيرة ، يسيرون عليه ما أمكن من الوقت ، لأجدني وبعد أن ألقي نظرة عجلى إلى وجهي في المرآة، أقفز تجاه المصعد ، لأقصد البحيرة ، أدنو منها أكثر ، أحاول أن أسير بدوري على الرصيف نفسه ، الرصيف الذي لا أشك أنه ينسى خطواتي منذ كل هذه السنوات الطويلة من تعارفنا.
ما إن قطعت الشارع الفاصل بيننا ، حتى حاولت أن أستجمع نفسي ، وأترك جانبا كل ما يتلاطم في ذهن المرء ، حين يفرغ إلى نفسه ، ليبعده عن طقسه الأثير لكني صرت أحس لأول مرة بالتعب ، وأنا أمارس رياضتي اليومية ، ولعل لهاثي منذ الخطوات الأولى كان دليلاًعلى أنني اليوم لست بخير.
متهالكة ارتميت على أول مقعد وصلت إليه ، دون أن أكترث بمن حولي من أناس غرباء منهم من يواصل السير على الرصيف ،ومنهم من اقتعد الأرض ، ومنهم من احتل مقعداً
ما الذي يجري لي ؟
هكذا سألت نفسي ، وأنا أعتصر ذاكرتي ،لا أعرف سر هذا الإعياء غير المسوغ ،ترى أهو مرض قد ألم بي –أم أن أحدا من ذويي قد تعرض –لاسمح الله –لمصيبة – قلبي يخفق بسرعة ، لدرجة أنني خفت عليه أن يخرج من صدري ، ولعل ما زاد من تفاقم حالتي هو اصراري على أن أعرف: ما الذي يجري ؟
أأتصل بأحد أعلمه أنني متعبة ؟
تذكرت –فوراً-أنني اعتدت ألا أصحب معي هاتفي المحمول في هذه الصلاة الروحية في كل يوم ،لئلا أفسد علاقتي مع هذه اللوحة التي صرت جزءاً منها على امتداد فترة علاقتنا
ما الذي يجري لي ؟
كان السؤال يكبر شيئاً فشيئاً،أحسست بدوار غريب كدت أستنجد ببعض المارة ، إلا أنني جمعت قواي محاولة أن أسير ببطءتجاه البيت ، أرمي بنفسي على سريري ، لعلي أخذ قسطاً من الراحة وأتخلص مما أنا فيه
بدا لي الطريق إلى البيت طويلاً، كانت السيارات على طرفي –الاوتستراد – تسير بسرعة جنونية ، واضطررت أن أقف بعض الوقت في انتظار خلو الشارع من هذه السيارات ،لعلي أستطيع أن أعبره
كانت المسافة إلى بيتي تطول كثيرا ً ، وكان الدوار الذي ينتابني يزداد ، لدرجة خشيتي أن أرتمي أرضا ً.
اقتربت من مدخل (البناية ) تجاهلت حارسها الذي بات كل من في البناية يعرف أن ما يهمه من عمله هو ما يجمعه من تحيات يلقيها عليه سكان البناية .
لم أستطع فكاكاًمن البحيرة صحيح أنني لم أكمل موعدي معها في هذا الصباح ، بعيد أنها اليوم راحت تسبقني إلى بيتي ،هاهي قد غمرت الشارع ، بل قفزت إلى مدخل البناية ،
آه ها هي معي في المصعد ,,,,,, أضغط على الرقم 2 …. أكاد ألا أبصر من في المصعد معي حيث أجنحة النوارس ترفرف في راسي ….. أفتح باب غرفتي الدوار يشتد ، لا بد لي من أن أعود إلى سريري ، وأرتاح ، بيد أنني أتوجه بحركة لا شعورية لأقف أمام النافذة وأرمق إلى البحيرة التي صارت معي في بيتي .
ما إن قطعت الشارع الفاصل بيننا ، حتى حاولت أن أستجمع نفسي ، وأترك جانبا كل ما يتلاطم في ذهن المرء ، حين يفرغ إلى نفسه ، ليبعده عن طقسه الأثير لكني صرت أحس لأول مرة بالتعب ، وأنا أمارس رياضتي اليومية ، ولعل لهاثي منذ الخطوات الأولى كان دليلاًعلى أنني اليوم لست بخير.
متهالكة ارتميت على أول مقعد وصلت إليه ، دون أن أكترث بمن حولي من أناس غرباء منهم من يواصل السير على الرصيف ،ومنهم من اقتعد الأرض ، ومنهم من احتل مقعداً
ما الذي يجري لي ؟
هكذا سألت نفسي ، وأنا أعتصر ذاكرتي ،لا أعرف سر هذا الإعياء غير المسوغ ،ترى أهو مرض قد ألم بي –أم أن أحدا من ذويي قد تعرض –لاسمح الله –لمصيبة – قلبي يخفق بسرعة ، لدرجة أنني خفت عليه أن يخرج من صدري ، ولعل ما زاد من تفاقم حالتي هو اصراري على أن أعرف: ما الذي يجري ؟
أأتصل بأحد أعلمه أنني متعبة ؟
تذكرت –فوراً-أنني اعتدت ألا أصحب معي هاتفي المحمول في هذه الصلاة الروحية في كل يوم ،لئلا أفسد علاقتي مع هذه اللوحة التي صرت جزءاً منها على امتداد فترة علاقتنا
ما الذي يجري لي ؟
كان السؤال يكبر شيئاً فشيئاً،أحسست بدوار غريب كدت أستنجد ببعض المارة ، إلا أنني جمعت قواي محاولة أن أسير ببطءتجاه البيت ، أرمي بنفسي على سريري ، لعلي أخذ قسطاً من الراحة وأتخلص مما أنا فيه
بدا لي الطريق إلى البيت طويلاً، كانت السيارات على طرفي –الاوتستراد – تسير بسرعة جنونية ، واضطررت أن أقف بعض الوقت في انتظار خلو الشارع من هذه السيارات ،لعلي أستطيع أن أعبره
كانت المسافة إلى بيتي تطول كثيرا ً ، وكان الدوار الذي ينتابني يزداد ، لدرجة خشيتي أن أرتمي أرضا ً.
اقتربت من مدخل (البناية ) تجاهلت حارسها الذي بات كل من في البناية يعرف أن ما يهمه من عمله هو ما يجمعه من تحيات يلقيها عليه سكان البناية .
لم أستطع فكاكاًمن البحيرة صحيح أنني لم أكمل موعدي معها في هذا الصباح ، بعيد أنها اليوم راحت تسبقني إلى بيتي ،هاهي قد غمرت الشارع ، بل قفزت إلى مدخل البناية ،
آه ها هي معي في المصعد ,,,,,, أضغط على الرقم 2 …. أكاد ألا أبصر من في المصعد معي حيث أجنحة النوارس ترفرف في راسي ….. أفتح باب غرفتي الدوار يشتد ، لا بد لي من أن أعود إلى سريري ، وأرتاح ، بيد أنني أتوجه بحركة لا شعورية لأقف أمام النافذة وأرمق إلى البحيرة التي صارت معي في بيتي .
دبي