لقمان ديركي
نحن الأحرار، نفعل ما نشاء، نرمي أكياس القمامة ـ بعيد عنكم ـ في مداخل بيوتنا، ونقول للجيران والله مو أنا، نرميها على الرصيف، نرميها بنص الطريق، نرميها عبر البريد الجوي، من فوق من عالبلكون، وعبر وسائل النقل البرية، عبر أطفالنا أكبادنا ترمي الزبالة على الأرضِ، ولا تعتقدوا أننا لا نستطيع الوصول إلى حيث الحاوية، لا..نحن أقوياء.
ونمشي كثيراً، بدليل أننا نمشي الحيط الحيط ونقول يا رب السترة، لكننا نحو الحاوية لا نستطيع أن نمشي، مع أن بعضنا يمشي نحوها لتأكيد قدرتنا على الوصول إليها، وهذا ما يفسر رمي بعضنا للزبالة بجانب الحاوية لا بداخلها كما تقضي الأعراف القانونية الزبالية، روح قلبنا نجاكر القانون ونجاقره، نحن الذين ندخِّن وين ما بدنا، أمّا في المقاهي فنُأركل وندخّن سوا
وكلّنا سوا نغني عفواً ندخن في وجه زميلنا الكاتب التلفزيوني عبد المجيد حيدر، ونحن نزوره للاطمئنان على نجاح العملية الجراحية التي أجراها لقلبه الرقيق، ألله يقويه وسط سحابة سيجاراتنا، نحن الذين ندخن في غرف النوم، وغرف أطفالنا، ثمّ نستغرب لماذا يسعلون صباحاً قبل الذهاب إلى المدرسة التي ندخن في صفوفها أمام التلاميذ الأبرياء.. نحن الأساتذة، نحن العمال الذين لا تنزل السيجارة الحبيبة من فمنا حتى ولو كنا نحمل كنباية على ظهرنا وقلطقاً بيميننا، وطرابيزة بشمالنا، أما أمكنتنا المحببة للتدخين، فهي تلك الأماكن المرسوم عليها إشارة ممنوع التدخين + كتابتها بالإنكليزي والعربي والفرنسي، وقتها ينعدم نظرنا فلا نقرأ ولا نشاهد وندخن، ناقصنا ممنوع التدخين صوتياً كي لا نسمع.. متل ما بيقولها نائب سائق القطار الترين سيت عبر المكريفون شي عشرين مرة من حلب للشام، نحن الأحرار، نسوق سياراتنا بالسرعة التي نشاء وما أذلَّنا أحد سوى الكاميرات، نحن الأحرار، نمشي الحيط الحيط على يميننا، لكننا نشخط من السيارات على قد ما فينا يسارنا، ألله يقوينا. نحن الأحرار
——
بلدنا