كلمات كردية في اللغة السومرية ..الأسباب والنتائج:

خالص مسور

كلنا يعلم ومن خلال التاريخ القديم، أن السومريين هم أقدم الشعوب المعروفة والتي سكنت بلاد مابين النهرين إلى الجنوب من خط عرض بغداد- بابل، أي في المنطقة التي تسمى اليوم بأرض السواد في العراق. ومن أشهر مدنهم أور، و أوروك، ولاغاش… رغم أن إسم أوروك ذاتها اسم غير سومري. وما نعلمه أيضاً هو وجود أقوام أخرى غير سامية جاورت السومريين إلى الشمال والشرق منهم تحديداً، وهم الشعوب الهندو- أوربية كالحوريين، والميتانيين، والحثيين، والكاشيين، والكوتيين، ثم العيلاميين في جنوب شرق إيران…الخ.
أي يمكننا القول هنا بوجود جبهتين أو ثلاث جبهات كانت تتواجه فيها شعوب مختلفة ليس من الناحية الحربية دائماً وإنما من حيث المكان والموطن أيضاً، ففي شمالي العراق القديم حتى جنوبي الموصل وشمالي سورية كانت هناك الجبهة الجنوبية للشعوب الهندو- أوربية من حريين وميتانيين على سبيل المثال هذه الجبهة كانت تمتد حتى ما بعد منطقة تل براك قرب الحسكة في سورية، وإلى الجنوب من هذا الخط في سورية اليوم، كانت هناك الشعوب السامية من بابليين، وأكاديين، وآراميين، وسريان، وعموريين..الخ. وهؤلاء هم من الشعوب التي أتينا على ذكرها آنفاً. وفي جنوبي الموصل  كانت هناك الجبهة السومرية أو دول المدن السومرية.
هؤلاء السومريون في جنوبي العراق يعود تاريخ تواجدهم هناك إلى الألف الرابعة قبل الميلاد أي إلى عصر العبيد وربما ما قبله. وقد تضاربت الروايات بين العلماء حتى الآن حول الأصل السومري وموطنهم الأصلي الذي جاؤا منه. فبعضهم يرى أنهم جاؤا منذ عصور سحيقة في القدم من جنوبي الهند، فيما يرى آخرون أنهم هاجروا من شمال غرب آسيا، أو من شمال وشرق أفريقيا، أو من شبه الجزيرة العربية واستقروا على ضفاف دجلة والفرات في العراق… ولكني أرى في الحقيقة أن السومريين لم يهاجروا من أي مكان آخر من العالم، وأنهم انحدروا من كهوفهم الجبلية الشمالية والشمالية الشرقية من جبال زاغروس وطوروس تحديداً إلى سهول بلاد الرافدين من الجبال المجاورة، حينما حل الجفاف والقحط في المنطقة فهبطوا نحو ضفاف الأنهارلممارسة الزراعة والإستفادة من مياه الأنهار في الري وسقاية المزروعات وحيواناتهم المدجنة.
وحول هذا يقول (صموئيل هنري هووك) في كتابه الموسوم
بـ(منعطف المخيلة البشرية) – بحث في الأساطير- ترجمة صبحي حديدي صفحة- 18 مايلي: يمكن العثورعلى على السبب المحتمل للتغيير الذي طرأ على الشكل الأصلي من إسطورة (دوموزي وإنانا) السومرية، في حقيقة إنتقال السومريين من اقتصاد رعوي إلى نمط زراعي من الحياة عند قدومهم الدلتا. أي أن السومريين هنا وحسب كلامه لم يكونوا من السكان الأصليين لجنوب العراق، بل أنهم قدموا إليه من مناطق أخرى وهذا ما سيوضحه – كما ذهبنا إليه – في قوله الآتي: وفي طقوس القرابين يتم تمثيل تموزأو (دوموزي)، وعشتار في هيئة شجرة تنوب مذكرة وأخرى مؤنثة، بينما لاتوجد أشجار التنوب في دلتا دجلة – الفرات، بل في المنطقة الجبلية التي هبط منها السومريون. ثم يذهب أيضاً إلى القول: ويضاف إلى ذلك حقيقة أن الزيقورات البرجية كانت سمة لعمارة المعبد السومري، وهي تساق لإثبات الإتجاه ذاته. وهكذا قد يكون الشكل الأصلي من الإسطورة قد انبعث تحت وطأة ظروف حياتية مغايرة تماماً،لنمط الحياة الزراعية الذي اضطر السومريون للأخذ به حين استقروا في الدلتا. ثم يتابع كلامه بالقول: ويظهر أنهم قد هبطوا إلى الدلتا من المنطقة الجبلية إلى
إلى الشمال الشرقي من بلاد الرافدين، كما تظهر أساطيرهم أنهم وفدوا من بلاد تختلف كل الإختلاف عن البلاد التي وجدوها في موطنهم الجديد.  
أما لغتهم المتفردة التي عجز العلماء عن تصنيفها ضمن أي من لغات العالم الأخرى حتى اليوم، فهي الأخرى الدليل على عدم هجرتهم من أي مكان آخر في العالم.  حيث وكما يقول صموئيل هووك أيضاً: لا يعرف شيء مؤكد عن فروع هذه اللغة وانتساباتها الألسنية الناشئة عن اتحاد جملة عناصر. أي أنهم أوجدوا لغتهم الخاصة بهم ودون أن يحتكوا بالآخرين ويأخذوا منهم إلا في الفترة المتأخرة من تاريخهم، وبعد احتكاكهم بالشعوب الغازية والمجاورة من ساميين، وهندو أوربيين… أي في العهد الذي بدأوا يختلطون فيه بتلك الشعوب التي احتكت ببعضها وأقتبست من بعضها اللغة والعادات والأساطير وكذلك العادات والتقاليد.
ويؤكد على ذلك أيضاً، الدكتور توفيق سليمان من جامعة بني غازي في ليبيا، في كتابه الموسوم ب(دراسات في حضارات غرب اسيا القديم ) 86.بشان الإقتباسات اللغوية في الشرق الادنى القديم فيقول: (وبحكم هذا الجوار المبكراختلطت لغات هذه المجتمعات بعضها عن بعض، وفقدت بذلك هذه اللغة او تلك جانبا من ثروتها اللفظية امام تسرب مفردات بديلة لها من اللغة اواللغات الاخرى). ويتابع المؤلف القول: (اللغة السومرية نفسها، تحوي في ثروتها اللفظية بعض المفردات الدخيلة، التي يعتقد أن السومريين أخذوها عن الشعوب والقبائل التي سبقتهم أو عاصرتهم في استيطان هذه المناطق وذلك بواسطة الإحتكاك بها…) 77.  إذن اقتبست اللغات من بعضها الكثير، ولذا فلا غرابة من وجود كلمات كردية منطوقة حتى اليوم في اللغة السومرية العريقة، وهي كثيرة ولكننا سنورد بعضها للتأكيد والإثبات كما أوردناها في مقالاتنا السابقة وهذه الكلمات هي:

السومرية الكردية العربية
Gu   Ga      ثور
Kala   Kal  عجوز- مسن
    Lo Lo  الرجل
Gel   Gel  الشعب
Gishto Giştî عام
Got- Go Got – Go  قال
Dib sar  Nivîsar  كاتب
Did  Dido  العدد اثنتان
 Shesha  Şeş  العدد ستة
Sergal Serkar رئيس العمل
وهناك العديد من الكلمات الكردية الأخرى أستطيع إيرادها داخل اللغة السومرية ولاداعي لإيرادها كلها، وإنما اكتفينا بهذا النموذج لندعم به دراستنا فقط.
أما من أين جاءت الكلمات الكردية إلى اللغة السومرية فهي من الأمور السهلة الإدراك والإستنتاج لمن يتتبع بجدية سويات تاريخ الشرق الأدنى القديم وشعوبه، حيث لابد من الإشارة إلى أن الشعوب تقتبس من بعضها بعدة طرق وهي:
1- عن طريق الغزو الخارجي، واقتداء المغلوب بالغالب كما يقول عالم الإجتماع والمؤرخ المغربي الشهيرابن خلدون، رغم أننا نرى أن نسبية هذه النظرية الخلدونية ولا نراها صحيحة على الدوام.
2- بالتسرب السلمي إلى المنطقة.
3 – عن طريق التجارة والمصاهرة والزواج.
ولكن ليس دون أن نذهب إلى القول ونرجح – ولكن بشيء من الحذر-  من أن الكرد الفيليين اليوم في جنوبي العراق بالأخص يشكلون بقايا السومريين ونقول هذا بالإعتماد على عدة قرائن هامة منها:
1- تواجد الكرد الفيليين في نفس مناطق تواجد السومريين وهي جنوبي العراق ومنطقة عيلام الإيرانية اليوم ومنذ عصور موغلة في القدم.
2- وجود كلمات كردية فيلية في اللغة السومرية وبشكل واضح لالبس فيه كما بيننا آنفاً.
3- وجود قرائن جسدية تشير إلى التقارب مع الصفات الجسدية السومرية مثل الرأس المدور والقامة الدحداحة والأنف الطويل، وهذه الصفات موجودة بين الكثير من الفيليين الكرد الذين يقطنون جنوبي العراق وإيران اليوم.
هذا، وإذا ما تأملنا اوضاع شعوب الشرق الأدنى القديم، نرى أن الكاشيين والذين يعتقد أنهم يشكلون إحدى القبائل الكردية العريقة والسحيقة في القدم والتي كانت موطنها تمتد من لورستان الايرانية الى أواسط آسيا الصغرى تحديداً، نراهم يقومون بغزو منطقة بلاد مابين النهرين(سومر وبابل) وذلك في حوالي العام 1747- 1170 ق.م. لينتهى حكمهم على يد العيلاميين نهائياً في العام 1170 ق.م.(برزج سمكوغ- الشركس في فجر التاريخ) 146.
وما نعلمه هو أن الكاشيين وكانوا يتكلمون اللغة الحثية الآرية أو لغة قريبة منها بدأو في بداية عهدهم بالتسرب إلى بلاد السومريين سلمياً وعملوا عمالاً وأجراء لدى السومريين المزارعين ولذلك سماهم هؤلاء بـ(الكاسيين- كاسي) أي الفقراء باللغة السومرية، ثم قويت شوكتهم بعد ضعف السومريين والغزوالحثي لبلادهم، وما نعلمه هو أن الحثيين ينتمون إلى الشعوب الهندو أوربية وقد انسحب هؤلاء الحثيون سريعا بعدما سلموا الحكم للكاشيين الذين شكلوا طبقة كاشية حاكمة في بلاد سومر.  ولكن الحق والحق يقال فقد ازدهرت سومر في عهد الكاشيين  ازدهاراً كبيراًً بخلاف ما يقوله البعض من أنهم كانوا همجاً وهي صفة يعتقد أن السومريين الصقوها بهم.
ولكن السؤال الذي يتبادر إلى الذهن هنا هو: لماذا لم يحررالحثيون السومريين حينما رحلوا عن بلادهم بل سلموهم لقمة سائغة للكاشيين يحكمونهم على هواهم..؟ والجواب على ما نعتقد كان سببه هو أن الكاشيين يمتون بصلة قرابة للحثيين ويتكلمون لغة هندو – أوربية قريبة من الحثية والعيلامية حسبما يذهب إليه(أدوارماير). وبهذا يكون الكاشيون الذين كان موطنهم – وحسب بعض المصادر- هي منطقة جبال زاغروس وامتدادها في جبال آسيا الصغرى في كردستنا تركية الحالية، يكونون في الغالب من الشعوب الهندو- اوربية ومن أقرباء الحثيين الآريين الذين سكنوا بدورهم في مناطق الأناضول الحالية ومن هنا كان التعاون بين الشعبين على السومريين.
ومن بعد الحثيين والكاشيين كانت إحتكاكات السومريين مستمرة مع الحوريين، والميتانيين، والجوتيين،  والسوبارتيين، والميديين أيضاً ويعتقد أنها جميعها من الشعوب الآرية أوالهندو- أوربية…التي تشكل أسلاف الكرد الحاليين. كل هذه الإحتكاكات والإختلاط أدت في النهاية إلى اقتباس السومريين – إن لم يكونوا أكراداً فيليين- لكلمات هندو اوربية أو آرية لازال يتكلم بها الأكراد وشعوب آرية أخرى حتى اليوم. ولكن السؤال الآخرالذي يفرض نفسه بقوة هو: أين كان موطن الأكراد في المنطقة آنئذ..؟ ومن أين جاء الأكراد الحاليون إلى المنطقة ياترى..؟
وفي اعتقادنا أن الجواب بسيط وبمنتهى البساطة، وهوأن قسماً كبيراً من الأكراد لم يهاجروا من أي مكان آخرمن العالم، بل كانت كردستان آهلة بالسكان منذ فجر البشرية أي منذ مرحلة إنسان كهوف (شانيدير) و(زرزى هزار) وغيرها من كهوف إنسان ماقبل التاريخ التي اكتشفها علماء الحفريات في كردستان العراق والتي يعود سكن الإنسان العاقل فيها إلى ماقبل عام (6000) ق.م بل وأقدم من ذلك بكثير حسب مصادر أخرى.
ولذا فقسم كبير من أكراد اليوم هم بقايا إنسان هذه الكهوف، الذين امتزجوا مع الميديين والشعوب الهندو- أوربية العريقة في المنطقة، حيث اختلطت دماء هذه الشعوب جميعها في بطائح كردستان ووديانها وجبالها، لتبقى في أماكنها منذ ذلك الوقت حيث تشكل منها جميعاً اليوم شعب آري عريق يدعى الشعب الكردي.
وهؤلاء الأكراد هم الذين ذكرهم السلطان السلجوقي (سنجر) وأطلق على موطنهم أسم كردستان في العام 1005هـ. وأعتقد أنهم ذكروا قبل هذا السلطان بكثير وقد ذكروا باسمهم الصريح /الكرد/ منذ العهد الأموي. وهم الذين لم يذكر التاريخ – ما عدا الكرد الميديين- من أين هاجروا ولا من أين جاؤوا..؟. فما هو السرفي عدم ذكرهم بهذا الإسم قبل العهد الأموي أو السلطان سنجر السلجوقي ياترى..؟ وفي الحقيقة مرة أخرى تكون الإجابة في غاية البساطة، وهو أن الأكراد لم يكن اسمهم أكراداً آنذاك، بل كانت لكل قبيلة من قبائلهم تسمية معينة وكان حالهم حال العشب الذي يظهر من تحت الثلج بعد ذوبانه، أو كما يقول المثل العربي ذاب الثلج وبان المرج، أي ما نريد قوله هو، أنه وحينما خمدت جذوة تلك الشعوب الهندو أوربية والذين أتينا على ذكرهم من ميتانيين، وحوريين، ولولوبيين، وجوتيين، وكاشيين، تلك الشعوب الجبلية العريقة في تاريخ بلاد مابين النهرين، انكشفت محلهم هذه الشعوب أو بالأحرى هذه القبائل التي تشكل جميعها قبائل أسلاف الكرد الحاليين، وهو مايذهب إليه العالم الروسي (مينورسكي) أيضاً، الذي يرى بأن الشعب الكردي يتشكل من خليط من القبائل الآرية التي أتينا على ذكرها من كاشيين، وميديين، ولولوبيين، وحوريين، وميتانيين…الخ. بعكس مايقوله المستشرق الروسي(مار) الذي يرى بأن الكرد شعب أصيل سكن موطنه الحالي منذ آلاف السنين. وعلى أية حال فالشيء الذي نستخلصه من كل ذلك هو شيء مهم جداً ألا وهو أن الأكراد أو اسلاف الأكراد كانوا متواجدين بقوة في السحنة النهرينية أي (بلاد مابين النهرين) ولم يكونوا يوماً ما دخلاء على المنطقة، فهم ليسوا ضيوفاً على أحد ولم يغتصبوا أرض أحد، والذي يقول بخلاف ذلك فعليه أن يبرهن لماذا يتحدث الكرد حتى اليوم بكلمات كردية دخلت اللغة السومرية منذ آلاف السنين، فمن أين جاءت تلك الكلمات ياترى…؟ ذاك سؤال يطرح نفسه اليوم بقوة على ساحة التاريخ الكردي قبل أي شيء آخر غيره.
………………………………………………………………..        

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

جان بابير

 

الفنان جانيار، هو موسيقي ومغني كُردي، جمع بين موهبتين إبداعيتين منذ طفولته، حيث كان شغفه بالموسيقى يتعايش مع حبّه للفن التشكيلي. بدأ حياته الفنية في مجال الرسم والنحت، حيث تخرج من قسم الرسم والنحت، إلا أن جذوره الموسيقية بقيت حاضرة بقوة في وجدانه. هذا الانجذاب نحو الموسيقا قاده في النهاية إلى طريق مختلف، إذ…

عصمت شاهين الدوسكي

 

أنا أحبك

اعترف .. أنا احبك

أحب شعرك المسدل على كتفيك

أحب حمرة خديك وخجلك

وإيحاءك ونظرتك ورقة شفتيك

أحب فساتينك ألوانك

دلعك ابتسامتك ونظرة عينيك

أحب أن المس يديك

انحني حبا واقبل راحتيك

___________

أنا احبك

أحب هضابك مساحات الوغى فيك

أحب رموزك لفتاتك مساماتك

أحب عطرك عرقك أنفاسك

دعيني أراكي كما أنت ..

——————–

قلبي بالشوق يحترق

روحي بالنوى ارق

طيفي بك يصدق

يا سيدتي كل التفاصيل أنت ..

——————–

أحب شفتاك…

لوركا بيراني

في الساحة الثقافية الأوروبية اليوم، نلمح زخماً متزايداً من التحركات الأدبية والثقافية الكوردية من فعاليات فكرية ومهرجانات وحفلات توقيع لإصدارات أدبية تعكس رغبة المثقف الكوردي في تأكيد حضوره والمساهمة في الحوار الثقافي العالمي.

إلا أن هذا الحراك على غناه يثير تساؤلات جوهرية حول مدى فاعليته في حماية الثقافة الكوردية من التلاشي في خضم عصر…

محمد شيخو

يلعب الفن دوراً بارزاً في حياة الأمم، وهو ليس وسيلة للترفيه والمتعة فحسب، ولكنه أداة مهمة لتنمية الفكر وتغذية الروح وتهذيب الأخلاق، وهو سلاح عظيم تمتشقه الأمم الراقية في صراعاتها الحضارية مع غيرها. ومن هنا يحتلّ عظماء الفنانين مكاناً بارزاً في ذاكرة الشعوب الذواقة للفن أكثر من الملوك والقادة والأحزاب السياسية مثلاً، وفي استجواب…