الشاب

بنكي حاجو

ملالي طهران نفذوا حكم الإعدام بالشهيد احسان وهو في التاسعة عشرة……
حركة غير عادية مرة اخرى في إحدى زوايا الجنة…..الشيخ سعيد بيران يتقدم المئات من الشهداء الذين جاؤوا لإستقبال الشهيد الشاب احسان فتاحيان على إحدى أبواب الجنة, وكان الحوار التالي:
الشيخ سعيد وهو يُقَبِلْ جبين إحسان: لماذا هذا التأخير يا بُنيْ ….نحن هنا منذ ساعات…
احسان: ياليتك رأيت تلك المشاهد يا سيدي الشيخ….الجلادون كانوا يرتجفون من الخوف.. رأيتهم وفي أياديهم الموبيلات وهم يتصلون بالدجالين أصحاب اللحى في طهران…هرج ومرج

الشيخ: لماذا كل تلك الفوضى والهلع….
احسان: كان يبدو أن أبالسة طهران كانوا منقسمين على بعضهم بشأن الإعدام… البعض منهم كانوا يريدون وقف التنفيذ خائفين من ضربة عسكرية اسرائيلية وقلقهم من إنتفاضة شعبية يطيح بهم بعدها
الشيخ : إذن خوفهم لم يكن بسبب عدالة القضية أو خوفهم من الله ومن الحق والعدالة….
احسان: لا ..لا .. لا تنظر الى لحاهم يا سيدي الشيخ… كلهم دجالون وعلى كل شعرة من لحاهم يتدلى إبليس…هم لا يعرفون الله…. والحق والعدالة لا يوجد له أثر حتى في مصطلحات أجدادهم…… لقد بذلوا الكثير لأظهر أمامهم خائفاً …. إلا أن محاولاتهم تلك لم تزدني إلا إصراراً على موقفي وإيماناً بشعبي…
الشيخ:  تعال ياولدي… أنظر الى هؤلاء….  كلهم شهداء من أبناء وطنك كردستان ومن جميع الأجزاء…. قسم منهم شهداء المعارك, وقسم آخر صعدوا منصات الإعدام مثلك وبرباطة جأش وشجاعة لم يرف لهم جفن وسط ذهول وهلع الجلادين ومصدري الأحكام وأسيادهم…… احسان هل سمعت بما قام به الدكتور فؤاد؟
احسان: لا ياسيدي
الشيخ: الدكتور فؤاد كان واحداً منا على منصة الإعدام في آمد “دياربكر”. فقد أصر أن يرزق بطفل…. تصور يا احسان…. في الليلة السابقة لتنفيذ الحكم تمكن من ذلك…. وبعد تسعة أشهر دوت صرخة فؤاد الصغير وهو يترك رحم الوالدة…… لم يحدث شيء مثل هذا في التاريخ….
احسان: لم أكن أتوقع أنني سأراكم جميعاً و بهذه السرعة….. ماذا عن الجلادين هنا…
الشيخ: لقد جيء ببعض الحكام والقادة من جهنم, لنراهم, والذين كانوا وراء كل ما حل بنا ….كان منظراً يجعل المرء يخجل من إنسانيته… كانوا يبكون ويصرخون.. ألقوا بانفسهم على أرجلنا يقبلونها…أعذرني ياولدي لا أستطيع الإستمرار…. نفسي لا تطاوعني أن أرى الإنسان وهو ذليل الى هذه الضحالة….. منظر لايليق بالشهداء أن يشاهدوه
احسان: هل كان هناك من بينهم ايرانيون من فترة ما بعد الخميني
الشيخ: نعم.. وهو يبتسم… تصور يا ولدي أن البقية من هؤلاء الجبناء كانوا يستهزئون بهم, فقد كانوا هم الأكثر صراخاً وعويلاً… وجوههم ومنظرهم كان يبعث على الإشمئزاز… ولا أعلم لماذا سمح لهم الملائكة بالحفاظ على تلك اللحى الملونة…. يبدو أنها من إمارات الدجالين في جهنم….
احسان: أريد أن أخبرك يا سيدي, أن الكرد الذين هم في الدنيا يعرفون أنكم أنتم الشهداء هم الذين أوصلونا الى ما حصلنا عليه في كردستان العراق وقريباً في كردستان تركيا….. والدور سيصل الى أيران وسوريا أيضاً….
فجأةً طل الشهيد قاضي محمد….
قاضي محمد وهو يأخذ احسان بين أحضانه: آه ….يا احسان كم كنت شجاعاً يا ولدي وأنت تتسلق منصة الرجال الشرفاء ولازلت غضاً في ريعان الشباب, قلوب الكرد في الدنيا تقطر دماً على شبابك, أتعلم يا ولدي أنك الآن تتواجد مع كل خفقة قلب لملايين الكرد…. ولكن من جهة أخرى كلهم يرفعون هاماتهم بك….
احسان: كل الفضل هو لكم أنتم الذين هنا….. لقد حاولت السير على خطاكم ليس أكثر يا سيدي
قاضي محمد: لقد تأخرت عليك حيث كنت مشغولاً بأمور الشهداء الأطفال ومن بينهم من لا يزال يرضع….. أعدادهم هي بعشرات الألوف….. معظمهم من ديرسم وحلبجة وآغري والأنفال….. هنا كل شهيد يبقى محافظاً على سنه منذ يوم الشهادة.
 إن ما يحز في النفس يا ولدي احسان هو ذلك الصمت المريع في العالم حول قضيتك, وخاصة ما يسمى بالعالم الحر والديمقراطي…. كذلك لم نسمع صوت مانديلا والحاصلين على جوائز نوبل….. الإنسانية فقدت المثل النبيلة والأخلاق ….
الشيخ: احسان أسلك هذا الدرب حيث يقع على أطرافه مجمع الشهداء وهم من ديرسم وآمد وآغري وقامشلو وعفرين وحلبجة وبارزان وخانقين وكركوك وقنديل ومهاباد وكرمنشا وأورمية وسنه و و….الكل في إنتظارك….
إنتهى الحوار
 احسان يا حبيب كردستان… لن نذرف الدموع….. بل سنحبسها في مآقينا الى يوم التحرير, لتنهمر حينها ….حيث الفرح والمأتم معاً… الشارة السوداء على صدورنا والعلم الكردي بأيدينا ….نرقص ونبكي معاً……
رسالتك الأخيرة , والتي سخرت فيها من الموت والجلادين, قرأها كل شاب وشابة وسنحتفظ بها لأطفال اليوم وشباب الغد…..
أخبر كل الشباب والشابات هناك يا احسان بأننا في يوم التحريرسنقيم لكم الأعراس…….. يا عريس كردستان….. يا حبيب كل فتيات كردستان…..

13 11 2009

السويد
bengi.hajo@comhem.se  

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

جان بابير

 

الفنان جانيار، هو موسيقي ومغني كُردي، جمع بين موهبتين إبداعيتين منذ طفولته، حيث كان شغفه بالموسيقى يتعايش مع حبّه للفن التشكيلي. بدأ حياته الفنية في مجال الرسم والنحت، حيث تخرج من قسم الرسم والنحت، إلا أن جذوره الموسيقية بقيت حاضرة بقوة في وجدانه. هذا الانجذاب نحو الموسيقا قاده في النهاية إلى طريق مختلف، إذ…

عصمت شاهين الدوسكي

 

أنا أحبك

اعترف .. أنا احبك

أحب شعرك المسدل على كتفيك

أحب حمرة خديك وخجلك

وإيحاءك ونظرتك ورقة شفتيك

أحب فساتينك ألوانك

دلعك ابتسامتك ونظرة عينيك

أحب أن المس يديك

انحني حبا واقبل راحتيك

___________

أنا احبك

أحب هضابك مساحات الوغى فيك

أحب رموزك لفتاتك مساماتك

أحب عطرك عرقك أنفاسك

دعيني أراكي كما أنت ..

——————–

قلبي بالشوق يحترق

روحي بالنوى ارق

طيفي بك يصدق

يا سيدتي كل التفاصيل أنت ..

——————–

أحب شفتاك…

لوركا بيراني

في الساحة الثقافية الأوروبية اليوم، نلمح زخماً متزايداً من التحركات الأدبية والثقافية الكوردية من فعاليات فكرية ومهرجانات وحفلات توقيع لإصدارات أدبية تعكس رغبة المثقف الكوردي في تأكيد حضوره والمساهمة في الحوار الثقافي العالمي.

إلا أن هذا الحراك على غناه يثير تساؤلات جوهرية حول مدى فاعليته في حماية الثقافة الكوردية من التلاشي في خضم عصر…

محمد شيخو

يلعب الفن دوراً بارزاً في حياة الأمم، وهو ليس وسيلة للترفيه والمتعة فحسب، ولكنه أداة مهمة لتنمية الفكر وتغذية الروح وتهذيب الأخلاق، وهو سلاح عظيم تمتشقه الأمم الراقية في صراعاتها الحضارية مع غيرها. ومن هنا يحتلّ عظماء الفنانين مكاناً بارزاً في ذاكرة الشعوب الذواقة للفن أكثر من الملوك والقادة والأحزاب السياسية مثلاً، وفي استجواب…