رستم محمود
في كل صباح، لا بد أن تشرق الشمس أولاً، وأن نركب «السرفيس» ثانياً. في بلادنا، هذه بديهية ملاين المواطنين، من طلبة وعمال وموظفين إلى كل الذين أسمتهم أدبياتنا السياسية الشعبوية بـ«صغار الكسبة». فالسرفيس ذوات الـ11 أو الـ14 راكباً، هو واسطة النقل الأكثر شعبية في سوريا منذ صدور قانون الاستثمار رقم 10 بداية التسعينات من القرن المنصرم، والذي بموجبه سمح للقطاع الخاص بالاستثمار في قطاع النقل، فما يسميه السوريون بالسرفيس هو ذلك الباص الصغير «الفان» الذي تعج المدن السورية الكبرى بعشرات الآلاف منه. وكل يوم، لكل السوريين تقريبا حكاية عذاب حتمية معه.
في كل صباح، لا بد أن تشرق الشمس أولاً، وأن نركب «السرفيس» ثانياً. في بلادنا، هذه بديهية ملاين المواطنين، من طلبة وعمال وموظفين إلى كل الذين أسمتهم أدبياتنا السياسية الشعبوية بـ«صغار الكسبة». فالسرفيس ذوات الـ11 أو الـ14 راكباً، هو واسطة النقل الأكثر شعبية في سوريا منذ صدور قانون الاستثمار رقم 10 بداية التسعينات من القرن المنصرم، والذي بموجبه سمح للقطاع الخاص بالاستثمار في قطاع النقل، فما يسميه السوريون بالسرفيس هو ذلك الباص الصغير «الفان» الذي تعج المدن السورية الكبرى بعشرات الآلاف منه. وكل يوم، لكل السوريين تقريبا حكاية عذاب حتمية معه.
العدد الهائل من «السرافيس» في كل مدينة، يقحمها في منافسة لا توصف فيما بينها للاستحواذ على الركاب، فما أن تؤشر لأحدهم في علامة على رغبة في الركوب، حتى تراه بالقرب منك بدقة بالغة، لكن دقته وسرعته تلك، لا تكون لصالحك دواما، حيث سيرشك بالماء الراسب في البقع المطرية الأرضية شتاءً، أو سيصيبك ببقايا البحص الرملي صيفا. وتلك هي بداية الحكاية، فما أن يفتح احدنا سحّاب باب السرفيس، ويضع قدمه اليسرى على عتبة الصعود، حتى يرتد الباب عائداً بسرعة كبيرة، فكتلة السيارة المسرعة تكون حينها محملة بالقوة الدافعة، حيث الباب المفتوح هو القسم الوحيد المتحرك الذي تفرغ به تلك القوة، وأقل برهة من عدم الانتباه يجعل مفصل قدمنا اليسرى ضحية لتلك المعادلة الفيزيائية، وهي حالة تحدث يوميا مع أغلب السوريين من «صغار الكسبة». ففي مفاصلنا اشارة على انتمائنا الطبقي، وربما لو عاش ماركس زمن السرافيس، لما قال ذوو الياقة الزرقة وذوو الياقات الصفراء»، بل لتحدث عن ذوي المفاصل الرشيقة، وذوي المفاصل المتورمة. حتى أن أحد الأصدقاء يقول «الصراع الاجتماعي في البلاد، هو صراع على نوعية المفاصل» وهو يستغرب كيف لم تكن «الصحة المفصيلة» واحدة من أهداف الخطة الخمسية الراهنة في البلاد. لكن حكاية المفاصل هذه كانت تذكرني بحكاية المهاجرين الأكراد الذين انحدروا نحو سوريا بداية القرن المنصرم، وكان الضباط الفرنسيين يعرفونهم من مشيتهم، فقد كانوا يطلبون منهم السير، وهم بطبيعتهم الجبلية كانوا يرفعون أقدامهم عن الأرض أثناء السير بطريقة عالية وغير طبيعية بالنسبة لسكان السهول، فالجبليون يرفعون أقدامهم بتلك الطريقة تجنبا للارتطام بالأحجار، وهو ما لم يكن يفعله السوريون السهليون، فما أن كان الضابط الفرنسي يرى احدهم بتلك الطريقة في المشي، حتى كان يأمر بإعادته إلى الأراضي التركية، وهو ما كان يدفع الكثير منهم للتدرب وإعادة الكرة مرة أخرى. لكن راهنا باتت مفاصل أقدامنا هي برهان أوطاننا وانتمائنا إليها.
داخل السرفيس تنتهي حكاية المفاصل وتبدأ حكاية الرؤوس والأبدان. فسرافيس بلادنا نوعان، أما من ذوات ال14 راكبا، حيث تكون الكراسي متراصة بالقرب من بعضها البعض، ويكون الفراغ بين أي كرسي وآخر ضئيلاً بحيث يمنع أي شخص يزيد طوله عن 170 سنتيمترا من الجلوس براحة، حيث سيجبره الضيق على إعادة جسده إلى الخلف قدر المستطاع، ليحمي ركبته من الاحتكاك بالكرسي الذي أمامه، وقتها ستطول قامته العليا لتطال سقف السرفيس، وبين كل توقف ومشي للسرفيس، سيخدش سقف السرفيس فروة رأسه. ففي بلادنا ثمة عداء مستحكم بين فروة رأس طوال القامة وسقف السرافيس، ولا يعلم حتى الآن، لم يكتب أحدهم إلى اليوم في الصحافة المحلية ـ صفحة مع الجماهير ـ مطالبا بخلع سقف السرافيس، زودا عن فروة رأس أخوتنا من أبناء الطبقة «الصغار الكسبة». أما السرفيس الآخر ذات الـ11 راكبا. فهو من النوع الذي يحمي فروة الرأس من سقف السرفيس، لكنه لا يحمي أحدا من الاصطدام برأس الراكب المقابل، فالسرعة البالغة لتلك السيارات مع وجود فراغ مكاني مناسب بين الكرسي والكرسي المقابل، تصدم كل الركاب بعضهم ببعض في أي توقف مفاجئ للسيارة ـ وتحدث تلك المفاجأة كلما رأى السائق راكبا جديدا -. وذلك الاعتبار هو مصدر حرص هيئة المرور العامة على أن تحوي كل عربة سرفيس صندوقا للأدوات الطبية. ويزيد الطين بلة، أن سائقي هذه الأنواع من السرافيس، يعوضون نقص السعة في عرباتهم بالسماح لعدد من الركاب الإضافيين بالجلوس على شاكلة القرفصاء في ممر السرفيس، هؤلاء الإضافيين تصطدم أبدانهم ورؤوسهم ومفاصل أقدامهم كلها، بعضهم ببعض عند كل توقف للسرفيس. وهؤلاء المقرفصون في سرافيس بلادنا، لم يذكر قانون المرور شيئا بحقهم، ولم يصدر أي توجيه للسائقين بمنع إركابهم.
لا تنتهي العذابات الجسدية في عالم السرفيس إلا بالنزول، لكنه هو أيضا لا يمر دونما عذاب إضافي. فما أن تطلب من السائق النزول، حتى يأخذ يمينه بطرقة بهلوانية، وفي الثواني التي تقف فيها استعدادا للنزول، يكون السائق قد وجد راكبا آخرا يؤشر له، على بعد عدة أمتار، حيث غريزة تحصيل الركاب تدفعه دونما انتباه للسير قبل نزولك، وقتها وأنت الواقف وسط سرفيس ستصدم بالراكب الذي في المقابل أو تعود القهقرى لتجلس في حضن الراكب الذي في آخر السرفيس، وبين المسافتين، تكون كل أغراضك اليدوية قد وقعت، وحين لملمتها ستكون مرددا: «على مهلك يا أخي، شو صار بالدنيا، كل هالعجلة منشان راكب» وقتها سيكون السائق قد ألتفت أليك بأسنانه التي كساها الشاي وعينيه التي قساهما قلة النوم ولحيته غير الحليقة منذ الخميس الماضي… قائلاً: «أي ما تواخذنا يا بيك، ليكون جنابك شكري القوتلي وراكب سرفيس ونحنا ما بنعرف!».
عدا الجانب الجسدي، فإن تحول السرفيس إلى مكان يجمع ملايين المواطنين يوميا، ولأوقات قد تطول لساعات، فان ذلك يتطلب رعاية إيديولوجية ما. ففي العقود السابقة كانت أزمة النقل تجبر ملايين السوريين على الانتظار في الكراجات العامة، وهو حال صنع ظاهرة «مطربي الكراجات». لكن وفرة وسائل النقل وازدياد حجم المدن، حول تلك الظاهرة إلى ظاهرة «فناني السرافيس» وقد كان نجمهم الأشهر في السنوات الأخيرة هو رجل إسمه علي الديك، فصوته الجبلي الصادح، ومعاني كلماته الشعبية البسيطة، كان يوافق ذوق الأغلبية من «صغار الكسبة» من مرتادي السرافيس، وهو دوما كان مصدر تململ من الطبقة المتعلمة من «صغار الكسبة»، فقد كانوا يستغربون كيف أحتل علي الديك مكانة السيدة فيروز في صباحات حياتهم. لكن حرب العراق قضت بطريقة غريبة على ظاهرة علي الديك، ربما لأن موسيقاه لم تعد تناسب التعبئة الإيديولوجية التي كانت مطلوبة أثناء تلك الحرب. وهو ما دفع بالداعية الشهير راتب النابلسي لاحتلال مركز الصدارة في تكوين «الوعي السرفيسي»، ففي فترات الصبيحة تكاد كل إذاعات الـFM تبث دروسه الدينية. فهذا الداعية يجمع بين تبسيط مبالغ، وربما ساذج، لطريقة شرحه للأمور الدينية، وبين محافظة بالغة لمقاصد الشريعة، وفوقهما يتمتع بأسلوب إسهاب ممل لأي متوسط في تحصيله العلمي. والأسباب تلك حسب رأينا هي مصدر انتشاره وشهرته، فثمة توافق مضمر بينه وبين وعي طبقة ركاب السرافيس. ففي البساطة مثلا سمعه كاتب هذه السطور أكثر من مرة يقول: «التفاحة، التفاحة نوع من الفواكه، ثمة التفاح الأحمر وثمة الأصفر وهناك التفاح الذي يجمع بين اللونين وهو يحوي فوائد غذائية مهمة…. ويزرع في المناطق الجبلية…. وهو فاكهة شتوية و…ونحن بحاجة إلى التفاح لأجسادنا، وكذلك نحن بحاجة إلى الإيمان لأرواحنا»! وأحاديثه ـ عذاباتنا ـ كلها على تلك الشاكلة في التبسيط الساذج. وفي شأن المحافظة، فقد سمعه كاتب هذه السطور يقول أكثر من مرة: «الغربيون مصابون بعقم في أرواحهم وأخلاقهم!!؟» العلاقات الجنسية في الغرب هي علاقات غرائزية حيوانية!» العلمانيون يريدون أفساد ديننا!» وغير ذلك الكثير في طاعة المرأة وغض النظر والحجاب… الخ. وهو شيء دفع بي إلى القول لأحد الأصدقاء: «الرؤية العادلة لتقسيم سلطة أوقات ملايين السوريين من ركاب السرافيس، تقتضي أن يتم توزيع عادل للرؤى الإيديولوجية. فمثلا لو كان يوم الجمعة مخصصا لدروس الداعية راتب النابلسي، فإن السبت لا بد أن يكون من حق محاضرات الفيلسوف صادق جلال العظم، والأحد لخطب الأب زكا عواظ والاثنين لأشعار الماغوط وأودنيس… الخ، ومن دون ذلك، فثمة تسلط خفي. لكن بلاد تغرق في مأساة المفاصل»، كيف لها أن تفكر بعدالة توزيع الفكر؟».
منبع كتابة هذه المادة، كانت لفظة ذكية ودالة من أحد الأصدقاء الظرفاء، فقد قال لمتصل أخبره خبرا غير سار: «ولك روح الله (بعالي سماه) يسرفس حياتك، متل ما عكرت مزاجي بمكالمتك».
داخل السرفيس تنتهي حكاية المفاصل وتبدأ حكاية الرؤوس والأبدان. فسرافيس بلادنا نوعان، أما من ذوات ال14 راكبا، حيث تكون الكراسي متراصة بالقرب من بعضها البعض، ويكون الفراغ بين أي كرسي وآخر ضئيلاً بحيث يمنع أي شخص يزيد طوله عن 170 سنتيمترا من الجلوس براحة، حيث سيجبره الضيق على إعادة جسده إلى الخلف قدر المستطاع، ليحمي ركبته من الاحتكاك بالكرسي الذي أمامه، وقتها ستطول قامته العليا لتطال سقف السرفيس، وبين كل توقف ومشي للسرفيس، سيخدش سقف السرفيس فروة رأسه. ففي بلادنا ثمة عداء مستحكم بين فروة رأس طوال القامة وسقف السرافيس، ولا يعلم حتى الآن، لم يكتب أحدهم إلى اليوم في الصحافة المحلية ـ صفحة مع الجماهير ـ مطالبا بخلع سقف السرافيس، زودا عن فروة رأس أخوتنا من أبناء الطبقة «الصغار الكسبة». أما السرفيس الآخر ذات الـ11 راكبا. فهو من النوع الذي يحمي فروة الرأس من سقف السرفيس، لكنه لا يحمي أحدا من الاصطدام برأس الراكب المقابل، فالسرعة البالغة لتلك السيارات مع وجود فراغ مكاني مناسب بين الكرسي والكرسي المقابل، تصدم كل الركاب بعضهم ببعض في أي توقف مفاجئ للسيارة ـ وتحدث تلك المفاجأة كلما رأى السائق راكبا جديدا -. وذلك الاعتبار هو مصدر حرص هيئة المرور العامة على أن تحوي كل عربة سرفيس صندوقا للأدوات الطبية. ويزيد الطين بلة، أن سائقي هذه الأنواع من السرافيس، يعوضون نقص السعة في عرباتهم بالسماح لعدد من الركاب الإضافيين بالجلوس على شاكلة القرفصاء في ممر السرفيس، هؤلاء الإضافيين تصطدم أبدانهم ورؤوسهم ومفاصل أقدامهم كلها، بعضهم ببعض عند كل توقف للسرفيس. وهؤلاء المقرفصون في سرافيس بلادنا، لم يذكر قانون المرور شيئا بحقهم، ولم يصدر أي توجيه للسائقين بمنع إركابهم.
لا تنتهي العذابات الجسدية في عالم السرفيس إلا بالنزول، لكنه هو أيضا لا يمر دونما عذاب إضافي. فما أن تطلب من السائق النزول، حتى يأخذ يمينه بطرقة بهلوانية، وفي الثواني التي تقف فيها استعدادا للنزول، يكون السائق قد وجد راكبا آخرا يؤشر له، على بعد عدة أمتار، حيث غريزة تحصيل الركاب تدفعه دونما انتباه للسير قبل نزولك، وقتها وأنت الواقف وسط سرفيس ستصدم بالراكب الذي في المقابل أو تعود القهقرى لتجلس في حضن الراكب الذي في آخر السرفيس، وبين المسافتين، تكون كل أغراضك اليدوية قد وقعت، وحين لملمتها ستكون مرددا: «على مهلك يا أخي، شو صار بالدنيا، كل هالعجلة منشان راكب» وقتها سيكون السائق قد ألتفت أليك بأسنانه التي كساها الشاي وعينيه التي قساهما قلة النوم ولحيته غير الحليقة منذ الخميس الماضي… قائلاً: «أي ما تواخذنا يا بيك، ليكون جنابك شكري القوتلي وراكب سرفيس ونحنا ما بنعرف!».
عدا الجانب الجسدي، فإن تحول السرفيس إلى مكان يجمع ملايين المواطنين يوميا، ولأوقات قد تطول لساعات، فان ذلك يتطلب رعاية إيديولوجية ما. ففي العقود السابقة كانت أزمة النقل تجبر ملايين السوريين على الانتظار في الكراجات العامة، وهو حال صنع ظاهرة «مطربي الكراجات». لكن وفرة وسائل النقل وازدياد حجم المدن، حول تلك الظاهرة إلى ظاهرة «فناني السرافيس» وقد كان نجمهم الأشهر في السنوات الأخيرة هو رجل إسمه علي الديك، فصوته الجبلي الصادح، ومعاني كلماته الشعبية البسيطة، كان يوافق ذوق الأغلبية من «صغار الكسبة» من مرتادي السرافيس، وهو دوما كان مصدر تململ من الطبقة المتعلمة من «صغار الكسبة»، فقد كانوا يستغربون كيف أحتل علي الديك مكانة السيدة فيروز في صباحات حياتهم. لكن حرب العراق قضت بطريقة غريبة على ظاهرة علي الديك، ربما لأن موسيقاه لم تعد تناسب التعبئة الإيديولوجية التي كانت مطلوبة أثناء تلك الحرب. وهو ما دفع بالداعية الشهير راتب النابلسي لاحتلال مركز الصدارة في تكوين «الوعي السرفيسي»، ففي فترات الصبيحة تكاد كل إذاعات الـFM تبث دروسه الدينية. فهذا الداعية يجمع بين تبسيط مبالغ، وربما ساذج، لطريقة شرحه للأمور الدينية، وبين محافظة بالغة لمقاصد الشريعة، وفوقهما يتمتع بأسلوب إسهاب ممل لأي متوسط في تحصيله العلمي. والأسباب تلك حسب رأينا هي مصدر انتشاره وشهرته، فثمة توافق مضمر بينه وبين وعي طبقة ركاب السرافيس. ففي البساطة مثلا سمعه كاتب هذه السطور أكثر من مرة يقول: «التفاحة، التفاحة نوع من الفواكه، ثمة التفاح الأحمر وثمة الأصفر وهناك التفاح الذي يجمع بين اللونين وهو يحوي فوائد غذائية مهمة…. ويزرع في المناطق الجبلية…. وهو فاكهة شتوية و…ونحن بحاجة إلى التفاح لأجسادنا، وكذلك نحن بحاجة إلى الإيمان لأرواحنا»! وأحاديثه ـ عذاباتنا ـ كلها على تلك الشاكلة في التبسيط الساذج. وفي شأن المحافظة، فقد سمعه كاتب هذه السطور يقول أكثر من مرة: «الغربيون مصابون بعقم في أرواحهم وأخلاقهم!!؟» العلاقات الجنسية في الغرب هي علاقات غرائزية حيوانية!» العلمانيون يريدون أفساد ديننا!» وغير ذلك الكثير في طاعة المرأة وغض النظر والحجاب… الخ. وهو شيء دفع بي إلى القول لأحد الأصدقاء: «الرؤية العادلة لتقسيم سلطة أوقات ملايين السوريين من ركاب السرافيس، تقتضي أن يتم توزيع عادل للرؤى الإيديولوجية. فمثلا لو كان يوم الجمعة مخصصا لدروس الداعية راتب النابلسي، فإن السبت لا بد أن يكون من حق محاضرات الفيلسوف صادق جلال العظم، والأحد لخطب الأب زكا عواظ والاثنين لأشعار الماغوط وأودنيس… الخ، ومن دون ذلك، فثمة تسلط خفي. لكن بلاد تغرق في مأساة المفاصل»، كيف لها أن تفكر بعدالة توزيع الفكر؟».
منبع كتابة هذه المادة، كانت لفظة ذكية ودالة من أحد الأصدقاء الظرفاء، فقد قال لمتصل أخبره خبرا غير سار: «ولك روح الله (بعالي سماه) يسرفس حياتك، متل ما عكرت مزاجي بمكالمتك».
المستقبل – الاحد 13 كانون الأول 2009 – العدد 3510 – نوافذ – صفحة 14