وقرأت د.سناء الشعلان من أعمالها القصصية في أمسية ضمّت كلّ من: د.ماجد الحيدر، ومروان عادل، وعلى نوير، وعلياء الماكلي، وجاسم بديوي، وجبار سهم السودني، وعمر السراي، في حين قدّم الجلسة الشاعر آوات حسن أمين، والشاعر والناقد حسن الفواز الذي عرّف بالشعلان بقوله:” إنّها أديبة وناقدة أردنية ومراسلة صحفية لبعض المجلات العربية، تعمل أستاذة في الجامعة الأردنية، حاصلة على درجة الدكتوراة والماجستير والبكالوريوس درجة امتياز مرتفع، عضو في كثير من المحافل الأدبية مثل رابطة الكتّاب الأردنيّين، و اتّحاد الكتّاب، ودارة المشرق للفكر والثقافة، وجمعية النقاد الأردنيين، وجمعية المترجمين الدوليين وغيرها. حاصلة على 36 جائزة دولية وعربية ومحلية في حقول الرواية والقصة القصيرة والمسرح وأدب الأطفال. وحاصلة على درع الأستاذ الجامعي المتميز في الجامعة الأردنية للعامين 2007 و2008 على التوالي.ولها 24 مؤلفاً منشوراً بين كتاب نقدي متخصص ورواية ومجموعة قصصية وقصة أطفال.
وقد قالت الشعلان في بداية مشاركتها القصصية : ” إنّ مشاركتي في هذا المهرجان تجسّد شكلاً من أشكال تواصل وتفاعل المشاهد الثقافية العربية مع المشهد الثقافي الكردي الغني، والمتوافر على تجربة عملاقة وغنية تستحق الدراسة والتحليل والنقد”.
وأشادت من جانب آخر بجمال هذه التجربة، وغناها بتقييمها الخاص لها،مؤكدة تأثّرها بحفاوة الاستقبال وطيب الضيافة التي حظيت بها في المهرجان، قائلة إنّ تجربتها يحسن أن تختزلها في مثل عربي شعبي يقول: جئنا لنأسرهم فأسرونا. ومشيرة إلى أنّ هذه التجربة، وهذه المشاركة في هذا المهرجان قد فتّقت قريحتها للكتابة النقدية عن المنجز الإبداعي الكردي الذي فاجأها غناه ونضوجه.
ومن أجواء ما قرأت الشعلان:” ولدتُ منذورةً للعشق، ومن له أن يردّ قدره،ويبدِّل نذره؟! كانتْ عند والدي خطة آثمةُ تُختزل في وهبي أجمل ما يملكان من صفاتٍ وكروموسوماتٍ ؛ لأكون مادة للفتنة ولفخار القبيلة ولجموح الرجال الآسرين المسجونين في الكلمة، فشغلتهما لحظة العشق عن مؤامرتهما الحلوة، فخرجت سليلة القبح المتعاظم على انكساره، فمن والدتي أخذتُ الشّعر الأجعد المنحول، ومن أبي أخذتُ الجسد الضّئيل حدّ الانكماش، ومن جديّ لوالدتي أخذتُ العيون الحلزونية الخاشعة كجبن أرنب، ومن زوجته أخذتُ الأنف المعقوف كأنف صقر كاسر، ومن جدتي لأبي أخذتُ المشية الطّاووسيّة، ومن زوجها أخذتُ البشرة الكابية كحزن ، ومن جموع المورثين أخذتُ الفم الكبير والشّفاه الغليظة والأذنين الملتحمتين بأطراف شعر الرّأس والخصر المهصور كأرنب مسلوخ، والأطراف الوزغة، والأعضاء القاصرة ، ومن الرّيح أخذتُ صوتي، ومن الشّيطان الرّجيم أخذتُ نفسي المعنّاة بتمرّدها، ومن الله أخذتُ نفسي الأمّارة بالعشق.
خيوط الشّمس أوّل من عشقتُ، لبريقها يدان تحتضنان النّماء والحياة، لوهجها إرادة آسرة، لاعتلائها كَبِد السّماء سطوة خالدة، لدفئها قدسيّة دمعة يتيم،أدمنتُ على أن أدفنها في عميق عيني، لاحقتها بنظراتي الفضوليّة التي لا تعرف الملل ليل نهار، وعندما أصاب حريقها عينيّ بالمرض، منعوني عنها بقوتهم المفروضة على طفولتي الرّضيعة في المهد، ومنعوني الشّمس، وأسكونني الظلّ، كان عمري وقتها أياماً، فكان الحرمان والفقد هما أوّل ما ذقت من الهوى، أضربتُ بإصرار عن الرَّضَاع، وأعلنت ثورة على الحليب، وعندما غلبني الجوع، وهزمني العيّ، استسلمتُ ليدي الجدّة الدّاية ذات الشّامة الخضراء، وقبلتُ ذليلة بمنقوع اليانسون والنّعناع بديلاً من الحليب الذي أضربت عنه للأبد تخليداً لذكرى حبي الشّمس الذي قُتل في مهده.
عاهدتُ نفسي يومها على كبتْ نفسي الأمّارة بالعشق،وعلى كبح جماحها، وبررتُ بعهدي المقدّس في عرف طهارة الأطفال لأيام أسطوريّة فلكيّة كريهة ثقيلة الخطى، فأصعب ماعلى النفس أن تعلن حرباً على ذاتها،ونجحتُ في حربي على الرّغم من كثرة القتلى ومواجع الإعدامات والنّفي والاضطهاد في وجداني”.
محاضرة لسناء الشعلان عن الإبداع والتفكير الإيجابي
استضافت الجمعية الثقافية للشباب والطفولة في العاصمة الأردنية عمان الأديبة الأردنية د.سناء الشعلان في محاضرة بعنوان “الإبداع والتفكير الإيجابي”،وذلك ضمن فعاليات ورشة تعقدها الجمعية تحت رعاية وزير الثقافة الأردن بالتعاون مع المجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا.وقد استضافت الورشة كذلك كلاً من د.عدنان الطوباسي الذي قدّم ورقة عمل عن سيكولوجية العمل التفكير الإيجابي،والإعلامية إيمان ظاظا التي تحدّثت عن تجربتها في تحرير الطاقة الإيجابية عبر برامجها الإعلامية لاسيما فيما يخصّ التواصل مع الشباب.
وهذه الورشة تأتي تحقيقاً لأهداف الجمعية التي تسعى إلى الارتقاء بالشباب الأردني عبر ثقافة جادة متصلة، تواكب الحاضر،وترفع من شأن الأولويات الكبرى للأمة والحضارة العربية الإسلامية،وهي ورشة موجهة للشباب الأردني في مراحله الجامعية المتعددة، عبر جميع تخصصاته في كلّ أنحاء المملكة في كلّ جامعاتها.
وقد قدّم الشعلان الطالبة التونسية عبير النجّار التي تدرس اللغة الإنجليزية في مرحلة الماجستير في الجامعة الأردنية،حيث قالت في معرض تعريفها بها:” إنّها أديبة وناقدة أردنية ومراسلة صحفية لبعض المجلات العربية، تعمل أستاذة في الجامعة الأردنية،حاصلة على درجة الدكتوراة والماجستير والبكالوريوس درجة امتياز مرتفع،عضو في كثير من المحافل الأدبية مثل رابطة الكتّاب الأردنيّين،و اتّحاد الكتّاب،ودارة المشرق للفكر والثقافة،وجمعية النقاد الأردنيين،وجمعية المترجمين الدوليين وغيرها.حاصلة على 36 جائزة دولية وعربية ومحلية في حقول الرواية والقصة القصيرة والمسرح وأدب الأطفال.وحاصلة على درع الأستاذ الجامعي المتميز في الجامعة الأردنية للعامين 2007 و2008 على التوالي.ولها 24 مؤلفاً منشوراً بين كتاب نقدي متخصص ورواية ومجموعة قصصية وقصة أطفال”.
وقد ربطت سناء الشعلان في معرض حديثها بين الإبداع وضرورة ربطه بالمعطيات الإيجابية،والتفكير البناء،من أجل تبنّي خطه شخصية ووطنية تدعم المبدع والإبداع عبر سياقات تنموية تمدّ الوطن باللبنات الصالحة البناءة من أجل معمار حضاري عربي منشود. كما أشارت مطولاً إلى تجربتها الشخصية في حقل إبداعها الكتابي مثالاً على توظيف الإبداع في المشروع الحضاري والأكاديمي لها. إضافة إلى تطرّقها إلى نواحي مختلفة من المعطيات التي تجسّد استثمار التفكير الإيجابي في بناء تصوّر نموذجي لتنمية الموهبة وتطويعها ضمن معطيات الواقع وحاجاته وإمكانيات المبدع،وحاجات مجتمعة البنائية من أجل أن تكون الموهبة قوة فاعلة في البناء والتنمية والإسعاد.
في حين دار حوار مطوّل بين الحاضرين من الشّباب والشعلان حول علاقة الإبداع بالتفكير الإيجابي،إذ أشار كلّ من محمد شهوان،وعنان أبو دلة،ومرام الطهراوي، وناجي أبو لوز،وفاطمة حمّاد إلى جدلية الإبداع ضمن محددات بيئية ونفسية واجتماعية خاصة تجعل من الواجب أن يبرمج المبدع موهبته ويضبطها ضمن إيقاع ذكي يسمح باستثمارها على خير وجه يتيح للموهبة أن تصبح نعمة للفرد والمحيط والمجتمع بعيداً عن رذيلة المحسوبيات والتواكل والعقد النفسية والاستسلام المتخاذل للظروف القاهرة.
وقد علّق د.عدنان الطوباسي رئيس الجمعية الثقافية للشباب والطفولة عن الورشة بقوله:” هذه الورشة تأتي في إطار اهتمامات الجمعية بتنمية الجوانب الإعلامية عند الشباب،وإتاحة الفرصة لهم للحوار والنقاش بعيداً عن ضغوطات الجامعات وامتحاناتها وقلقها.
كما تأتي هذه الورشة في إطار اهتمامات الجمعية بالايجابية لدى الشباب حيث من شان ذلك غرس القيم والعادات والأفكار الايجابية في حياتهم.وفي الوقت نفسه تعتزّ بالإقبال الشبابي الكبير على هذه الورشات غير المسلكية والتربوية والنفسية غير المنهجية”.